الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا؟؟؟ ج 1

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2023 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما زادت القدرات المشروطة وغير المحدودة يصبح وجودنا مشروطا اكثر ، وكلما تربطنا الالات بفضيلة وجودها يزيد وسمنا بأننا قابلون للنفاد ورديئون .
لقد ساهمت التكنولوجيا في مفاقمة اغترابنا في العالم ، وهي الان تهدد بأغراقنا في كتاب(the obsolescence of man) في جزئه الاول الذي حمل عنوان : on the soul at the time of the second industrial revolution 1956 قدم المؤلف اندر جوونثر اندر (1902-1992) لائحة اتهام قاسية للواقع التكنولوجي الاستهلاكي المعاصر ، فقد جعل العامل يفقد رؤية المنتج النهائي والعواقب البيئية ، فالعامل مسخر فقط لتحقيق الربح ولا شيء آخر ، انه نوع من العبودية الحديثة في رأينا كما اصبحت الشركات الكبرى مبرمجة لانتاج منتجات رديئة النوعية ، اي انها مبرمجة للتقادم الفوري ، فلم تعد النية تتجه لطول عمر الاشياء لكن لكي تستهلك بوصفها مواد قابلة للهلاك والاحلال بمعدل جنوني في دائرة غير نهائية من الانشاء والتدمير المبرر من خلال قتل السلعة بواسطة الاعلان .
لقد حول العالم الى شبح خفي من خلال وفرة منتجات اصطناعية وخلق الاعتقاد بحقائق امتدت الى حياتنا الخاصة ، يقول واصفا ما نعيشه اليوم تماما وكأنه معنا:
" لاشيء يجعلنا غرباء عن انفسنا او يجعل العالم غريبا بشكل فادح اكثر من انفاق حياتنا بشكل مستمر تقريبا الان ، بصحبة هذه الكائنات الحميية المخادعة ، هؤلاء العبيد الاشباح الذين ندخلهم الى غرف معيشتنا " نحن امام النزعة الاستبداية للاجهزة .
كما ان بعض تنبؤات اندر مخيفة الاشارة اليها في انها ادركت كيف ات الاجهزة والالات لكي تتوسط في افكارنا ومناقشتنا وحتى علاقاتنا حيث تحشو ادمغتنا بتلهية ادمانية مهدئة . فنحن امام مفاهيم الحرية الشخصية وحقوق الفرد وهي في حقيقتها حبس للافراد ، بل ملايين من الوحدات المنعزلة هذه المعاملة غير ملحوظة حيث انها تقدم بوصفها ترويجا عن النفس لانها تخفي عن ضحيتها التضحيات التي تطلبها منها ، وتتركها في وهم حياة خاصة او ساحة خاصة .
اذا نحن امام ملئ للادمغة بما هو غير ذي جدوى واصبح لدى الناس السخرية من اي شيء ذي قيمة او الاستمرار بالعبث حتى اصبحت (نشوة الاعلان معيار سعادة الانسان وانموذج الحرية) نحن امام عمانا في مواجهة نهاية العالم الذي وفقا لأندر يميز الثورة الصناعية الثالثة .
الاستيلاء التكنولوجي دعم من خلال الاسطورة في التحرر والتقدم في حين نحن نعيش :عدم النمو ، عدم المساواة ، تدمير الطبيعة واهدار الموارد ، اننا نعيش فيما اسماه أندر (عصر عدم القدرة على الخوف) .
ان الانسان اليوم يدرك الاخطار التي تتهدده من ازمة مناخ ، انهيار التنوع الحيوي، تناقص الموارد، حيث نفضل الاستمرار في مجرد الكلام عنها على المواجهة المباشرة لها . نحن امام (اللامبالاة السائدة)والتي تسبها (العدمية التكنولوجية) وهنا هل نفلح في تصميم نزعة اخلاقية جديدة قادرة على ان تاخذ في الاعتبار الكوارث الجديدة والحفاظ على الجنس البشري؟ الحقيقة ان النزعة الاستبدادية للاجهزة التي ذكرناها في مقاصد البحث قادت الى تمدد الاهمال المبرمج للانسان حيث وجد نفسه مستوعبا بشكل متزايد في تكنولوجيا الانتاج، لقد حرم بالتدريج من استقلاله وقدرته على خلق عالم لنفسه وقلصت حريته الى الاختيار الصارم بين الكفاية داخل العالم التكنولوجي او الاستبعاد منه للفشل في الامتثال لاجباره على الانتاج، والاستهلاك، بشكل مستمر وباستثمار كل ابعاد الوجود الانساني، حيث بشرت الالات بالاسترضاء والتبعية الكاملة للانسان في مجتمع استهلاكي بالكامل، لقد فرضت حداثة التكنولوجيا استسلامنا من جانب واحد للالات "ان القدرة على قتل الالوف بضغطة زر لم تعد تقابلها القدرة على تقييم ما تساويه الكارثة وكثيرا ما حذر هذا التلكؤ مداركنا بما في ذلك القدرة على الخوف من الخطر الذي يهددنا للسبب البسيط المتمثل في اننا لا نستطيع ان نعرف مالانستطيع ان نفهمه او نوضحه لانفسنا بشكل ملموس او اخلاقي ، هذه القيو المفروضة علينا الناتجة عن حالة من اللامسؤولية او شكل من العدمية في الفعل ابقت علينا افرادا متباعدين بينما نحن نعمل باتجاه انعدام ترابطنا وانقراضنا"
وفي غياب الطبيعة البشرية لا توجد حدود وقيود ومحددات مفروضة على كيفية تكوين البشر انفسهم .. (كورزويل) ان القيد الوحيد الذي يتعين على البشر التغلب عليه ، هو الجسم العضوي ويسرع فلاسفة تكنولوجيا ما بعد الانسنية الى احتضان التكنولوجيا ، بوصفها ذلك الذي ينقذنا من النزة الانسانية ويحرر انماط فهم ما يعنيه ان يكون الانسان انسانا من قبضة تاسيس ما بعد الانسانية ومعياريتها .... وتذهب الامور في التكنولوجيا الى ابعد من ذلك واكثر خوفا انهم يتخيلون المستقبل حيث ان جسم الانسان متروك وراءنا ، والبشر احرار في تكوين انفسهم وتدعيمها ، في كتاب (التكنولوجيا الراقية /بعيدة المنال high teach /high touch ويفصل جون نايسبت John naisbitt العلاقة المشوشة ، والمتناقضة التي نتجت عن فشل النزعة الانسانية ، وما بعدها ، في تطوير اخلاقيات شاملة للتكنولوجيا كالأتي: معظمنا لديه علاقة مع التكنولوجيا ، والتي تنتعش من قمة الى أخرى ففي لحظة نخاف منها ، وفي لحظة نستوحي من قوتها ، في يوم نقبلها على مضض خوفا من السقوط وراء منافسينا، او زملائنا في العمل وفي اليوم التالي نعانقها بحماس، بوصفها شيئا من شأنه ان يجعل حياتنا او عملنا في صورة أفضل ثم الشعور بالاحباط او الانزعاج عندما تفشل في تقديم ما نطمح اليه، ما يحتاجه اليوم حسب ما نستنتجه مما ورد في اعلاه هو : نظرية نقدية للتكنولوجيا لا تكرر اساسيات النزعة الانسانية ولاتؤدي الى فوضى والاناوية solipsism واللاأخلاقية ، التي يدعو اليها نمط معين من (ما بعد الانسانية) التكنولوجية ، ونطرح سؤالا :ان كيف يكون الانسان انسانا ويعيش بين الآخرين من دون ان تكون التكنولوجيا محولة الفرد الى آخر ، آخر اكثر من كونه انسانا ، هنالك انموذجان يبحث فيهما (ستيفن بنكو) في دراسته ، التي اشرنا اليها فيما سبق (الاخلاق والتكنولوجيا ومجتمعات ما بعد الانسانية هما :
1- فوبيا التكنولوجيا technophobic
2- الولع بالتكنولوجيا technophilic
ويشيران الى الطرق التي فيها (اما يفشل الفهم البعد انساني لما يعنيه ان يكون الانسان انسانا ، في التعبير عن استجابة متطورة للتكنولوجيا ، او استخدام لغة اخلاقية لتعزيزمعاييرها القياسية) وفي فعل هذا يمكن استخدام هذه المقومات من اجل تهميش واستبعاد الناس، ولنتوقف عند فوبيا التكنولوجيا وكيف نظر اليها؟ فلماذا الخوف من التكنو ، الم تسهم في راحتنا ؟ الم تقرب المسافات؟ الم تيسر لنا الكثير من السلع وتقربها منا ؟ فلماذا الخوف منها؟ ان بعض الكتاب يشير الى انها تمثل تهديدا على الرغم من فوائدها الجمة ، بسبب قدرتها على تغريب الافراد ، عن انسانيتنا المشتركة والاوضاع الاجتماعية ، المشتركة ففي هذه الرؤية تحجب التكنو او تشوه الطبيعة البشرية ، او انها تخلق الظروف التي لم يعد يجب على الناس ان يتفاعلوا فيها وجها لوجه ، ما يسمح بالنأي الاخلاقي الذي يقلل من التزاماتنا ومسؤوليتنا تجاه الآخرين، وهنا اشير الى ما كتبه Ian Barbour ايان باربور ... تؤدي الى هوس بالاشياء وان (هذا الهوس يشوه قيمنا الاساسية وعلاقاتنا مع الآخرين ايضا) . وهذا بدوره يؤدي الى التوحيد القسري في المجتمع ويهدد الفردية ،العفوية ، ويثير تركيزا متزايدا على الكفاءة والعقلانية على حساب الخيال والابداع ، ويذهب ج ديفيد J.Daived Bolter الى ابعد من ذلك : ان التكنولوجيا يمكن ان تغير انسانيتنا تماما ، حيث يرى الطبيعة البشرية كما هي محددة من قبل النزعة الانسانية الغربية ، شبح التكنولوجيا الزاحف سيحول البشر والى الابد الى بيانات قابلة للقياس الكمي ما يترك البشر مع تعريف جديد لانفسهم بوصفهم آلات لمعالجة البيانات /المعلومات، ونحن بدورنا نذهب الى ابعد من ذلك، هذه الدراسات كتبت في وقت ما كان هنالك انتشارا مخيفا للذكاء الاصطناعي كما هو اليوم وانا اكتب هذه الدراسة عام 2023 يحذر (انطونيو غوتيريش) الامين العام للامم المتحدة من الذكاء الاصطناعي ويقول ما نصه( أجراس الانذار حول احدث اشكال الذكاء الاصطناعي ، الذكاء الاصطناعي التوليدي ، تصم الآذان وهي اعلى صوتا من المطورين ، الذين صمموها والعلماء والخبراء دعوا العالم الى التحرك ، معلنين ان الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا وجوديا للبشرية ، على قدم المساواة مع خطر الحرب، النووية ، لكن ظهو الذكاء الاصطناعي التوليدي يجب الا يصرف انتباهنا عن الضرر الذي تلحقه التكنولوجيا الرقمية بعالمنا بالفعل، ان انتشار الكراهية والكذب في الفضاء الرقمي يسبب ضررا عالميا خطيرا الآن انه يؤجج الصراع والموت والدمار ) وهذه اشارة واضحة من ر الامم المتحدة الى اثر التكنولوجيا عبر الفضاء الرقمي حيث اججت الصراعات والدمار والكذب والكراهية . وهذا التصريح له هو جزء من فويا التكنولوجيا ، الذي نتحدث عنه، كما يقول( هيوبرت دريفوس) في كتابه( عن الانترنت) on the internet ( ان التكنولوجيا ستغير الكثير مما يعنيه ان يكون الانسان انسانا ، لانها ستقلل الكثير من المهارات ، التي طورها البشر ، لتمييز انفسهم، عن الحيوانات والآلات الاخرى ، ووفقا ل (دريفوس) (فان التكنولوجيا التي تركت دون مرقبة ستقلل من القدرة البشرية على اكتساب المهارات، وبسبب مشاعر عدم الكشف عن الهوية ، العدمية ، ستؤدي التكنولوجيا الى حياة من دون معنى ) وسننتقل الى ما تناوله (فرانسيس فوكوياما) في كتابه( مستقبلنا ال بعد انساني) بفتح الباء مشيرا الى ان كل هذه العناصر التي تكون فوبيا التكنولوجيا تتصل بما يعتبره تداعيات ( ثورة التكنولوجيا الحيوية) على الطبيعة البشرية والمجتمع ، الاخلاق والحجة الاساسية لديه هي (ان اي تغيير في الطبيعة البشرية حتما يغير القيم، وبشكل لا رجعة فيه) وعطفا على النص السابق ل دريفوس : ألم تصبح حياتنا دون معنى بشكل او بآخر بسبب التكنولوجيا وافتقارنا الى معرفة انفسنا والآخر الذي سنتوقف عنده بسبب ما هيئته لنا من ولع بالاشياء، ووسائل التواصل الاجتماعي، والعاب الفيديو، وحولتنا الى كائنات مستهلكة لكل شيء، حتى انننا اغفلنا انفسنا واغفلنا الآخر المنتمي لنا وغرقنا بشكل كبير في الاستهلاك ، حى اصبحت حياتنا على ما نراه اليوم، ان فوكوياما يعتقد ان زيادة تكنولوجيا علم الاحياء سوف تجعل اخلاقياتنا تذوي، ممثلما تتكر وتضعف الطبيعة المشتركة التي تربط الافراد والجماعات معا، ونتيجة لذلك سوف يتمزق النسيج الاجتماعي الى حالة يرثى لها، لان التغيير في الطبيعة البشرية يغير مفهومنا لحقوق الانسان، ومن ثم فان التكنولوجيا الحيوية ، تقوم بأكثر من تهديد فهمنا الخاص لأنفسنا كما انها تهدد كيفية تعاملنا ومعاملتنا من قبل الآخرين....
بمعنى آخر انه تهدد اخلاقنا والقيم التي وجدنا عليها كبشر والتي يلخصها (فوكوياما) بتعريفه للطبيعة البشرية : هو انها تتكون من صفات مثل:العقلانية ، الوجدان ،الوعي، المجتمعية ، وكلها تتجمع لتشكل انسانا متكاملا ، البشر لايستطيعون ان يتخلوا عن هذه الصفات التي سمحت لهم بالاستمرار ك جنس بشري لكن المشكلة في تطبيق التكنولوجيات، التي تهدد السلامة البيلوجية البشرية والمجتمع المدني، وموقفه بذلك (ان الاخلاق مستمدة من ولحمية هذه الصفات الفردية والانسان الكامل الذي تشكله وحجته بذلك هي ان اي تغيير في انسانيتنا المشتركة يصبح اكثر من مجرد تغيير في تصورنا لانفسنا عندما يهدد قيمنا الاخلاقية وامكانية المناقشة الاخلاقية وصنع القرار ... وهنالك تهديد ثان يناقشه فوكوياما يتعلق بالتهديد الذي تطرحه التكنولوجيا الحيوية ، يتعلق بالقيم الاخلاقية المشتركة لنا، يقول( ان الطبيعة البشرية هي ما يعطينا حسا اخلاقيا ويوفر لنا المهارات الاجتماعية للعيش في مجتمع وتعمل كأساس للمناقشات الفلسفية الاكثر تعقيدا حول الحقوق،العدالة ، الاخلاق، اذا حصل الاختلاف يحصل عدم الاستقرار ويصبح التواصل والحوار مستحيلا ) وبذلك ينظر فوكوياما بأننا نختلف بشكل كبير كأفراد وبالثقافة ، لكننا نشترك في الانسانية المشتركة ، التي تسمح لكل انسان بأمكانية التواصل والدخول في علاقة اخلاقية ، مع كل انسان آخر على هذا الكوكب، ان الاختلاف سيخلق قيما مختلفة ، ما يجعل تفاوض القيم المنافسة مستحيلا او لانهاية له، وهكذا فان الذي يتاثر بشكل مباشر هي :حقوق الانسان على المؤسسات العاملة حمايتها( من المهم ان نحمي النطاق الكامل لطبيعتنا المعقدة والمتطورة ضد محاولات التعديل الذاتي/الوجودي ) ويعول (فوكوياما) بشكل كبير على المجتمع السياسي بمؤسساته المختلفة لحمايتنا من مستقبلنا البعد انساني فماذا يعني (فوكوياما)ب (ما بعد الانسانية) وهل نحن نعيشها حاليا، ما بعد الانسانية : اولئك الافراد الذين جرى تغيير مكونهم الوراثي ، ونتيجة لذلك يكونون بكيفية معينة اكثر اختلافا، او بعيدين عن اولئك الذين لم تعاد هندستهم جينيا ، ان اناس ما بعد الانسانية في المستقبل هم الاطفال ، الذين يتناولون ريتالين Ritalin للتعويض عن صعوبات التعلم بذلك نحن امام الاطفال العاديين تماما ،في يوم من الايام، سوف يأخذون العقاقير المؤثرة عقليا ، لكي يكبروا في العمر ، وان كبار السن سوف يستخدمون الهندسة الوراثية لتمديد اعمارهم، وزراعة اعضاء جديدة وتغيير اثار مرض الزهايمر لصالح الذاكرة ، وبذلك يصبح البشر المتقدم في العمر تهديدا ما بعد انسانيا ، عندما تسمح التكنولوجيا الحيوية له ان يتقدم في العمر ، لكن لايبدو عليه الكبر وهنا يكتب فوكوياما: ينمو الناس عقليا بشكل صارم ثابت بصورة متزايدة من وجهات نظرهم مع تقدمهم في العمر ، ويحاولون كما ينبغي وربما لايجعلون انفسهم جاذبين جنسيا بالنسبة لبعضهم بعضا، لكنههم يستمرون في التشويق لشركاء في سن الانجاب ، الاسوأ من ذلك كله ، انهم يرفضون الخروج من السباق ليس فقط عن طريق ابنائهم لكن احفادهم وابناء احفادهم.
ان اناس ما بعد الانسانية يمثلون مخاطرة اخلاقية ومالية وسياسية بالنسبة للبشر ، والحل حسب فوكوياما( يجب على المجتمع اقامة الكتل السياسية ووسائل الخطر امام البعد أنسانيين) وهكذا اذا بقيت التكنولوجيا دون رادع وتركت فانها ستخلق مسافة اخلاقية بين الناس عن طريق قمع الفردية /الابداع، التفرد وكلما اصبح الناس اقل بشرية واكثر تكنولوجية فانهم سيصبحون بالتالي اقل انساانية) .
فوكوياما لايريد الضغط على البشر باستخدام التكنولوجيا وهذا ما يحصل اليوم امام نوع يسوق للناس على انه طموح لكنه مضلل وغطرسة ابتلي بها الناس وهكذا نحن امام عدم رغبة الانسان الجديءد ما بعد الانساني في معاملة الاشخاص المختلفين كأعضاء متساوين في المجتمع الانساني /الاخلاقي وهكذا يرفض المجتمع الجديد /اللاأنساني الاعتراف بالاختلاف والآخرية ، ويسيء بوحشية معاملة اولئك الذين يظهرون متفاوتين واقل من الانسان الكامل ،بالنتيجة فان الذي لاينتمي لنظام اليوم العالمي فانه سيهمش ويكون خارج السباق البشري اللا انساني وهنا علينا ان نقرأ الاخلاق بصورة مغايرة لما عهدناه بسب ان الاخلاق هي منطلق الحضارات الا انها اليوم تأخذ بعدا آخر بسبب التكنولوجيا والرأسمالية وو بسبب عصر الاستهلاك
ان الاخلاق هي جملة من المبادئ والقواعد التي يضع فيها التمييز بين الخير والشر وتقويم سلوك الانسان بتوجيهه الى فعل الخير وترك الشر ، هذا تعريف الفيلسوف الدكتور طه عبدالرحمن ، لذا فان الاخلاق تؤسس على مبادئ وقواعد هامة في العصر الحديث ، اما اليوم فانها تتعرض لرؤية مغايرة لما قامت عليه في الحضارات فعل التكنولوجيا ، فأفعال الخير والشر اخذت ابعادا اخرى بفعل التكنولوجيا هنا فان الرجوع الى مرجعية اخلاقية فلسفية مهم جدا لتقويم السلوكيات والممارسات الاخلاقية ...
اي انها ضمن قيمة الخير وهذا هو الاساس في الاخلاق فهل ماتت الاخلاق بفعل الحداثة السائلة التي نتجتها مابعد الحداثة وقيم الاستهلاك ... نحن اليوم امام النسبية الاخلاقية او الثبات الاخلاقي ... الحداثة المنفصلة عن القيمة في مرحلة سيولتها الشاملة انفصلت عن الاخلاق واكتفت بالانسان والغت الاعتقاد بالاخلاق ، لذلك فان فصل الاخلاق عن كل شيء لصالح اخلاق المنفعة/الاستهلاك مخاطرة كبيرة وهكذا ماعت الضوابط وسلعت القيم وصار المعيار :السوق/اللذة ففي ظل عالم الحداثة الاستهلاكية (تتغير القيم والهويات وتذوب الحدود السياسية وتفقد الحواجز التقليدية تأثيرها وأهميتها مثل الدين والاخلاق) (زيكموند باومن /عالم اجتماع بولندي
بذلك فالخوف من مآلات التكنولوجيا وكيفية تأثيرها على مسيرة الاخلاق العالمية .
بالرجوع الى الولع بالتكنولوجيا فبعض المفكرين يعتبرونها صاحبة القدرة على تحرير الانسان من التقاليد ، زيادة الحرية ،التعبير الابداعي ،الترفيه ،تقديم فرصة اكبر للاختيار وتقووم بالمزيد لتعزيز الوجود البشري ومساعدته بدلا من الحد منه ويشير (بروس مازيليش) Brus Mazliish ان الطبيعة البشرية يجب ان تستمر مع الآلات والادوات وهذا يضعنا في وضع افضل لنقرر وبشكل اكثر وعيا....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب