الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 116 الغربيون الذين اعتنقوا الإسلام

رحيم فرحان صدام

2023 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 116
الغربيون الذين اعتنقوا الإسلام
بين الحين والآخر، يطل علينا الإعلام العربي والإسلامي بخبر عن اعتناق هذا أو ذاك من الغربيين للإسلام، فتثار ضجة كبيرة وتفرد صفحات الصحف وتنهال علينا المقابلات التلفزيونية والتقارير عن سيرة ذلك الغربي الحديث الإسلام وكأنه قد ولد للتوّ أو هبط من الفضاء الخارجي.
إن إثارة مثل هذه المواضيع (إسلام الغربيين، وبالذات المشاهير منهم) والتهليل لها بهذا الشكل العاطفي ليس بظاهرة غريبة على المجتمع العربي ، ولو أنها تفاقمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. المشكلة في هذه المواضيع أن مروجيها والمهللين لها يعتقدون خطأ أنها تبرهن شيئا يصب في صالح مصداقية الإسلام، شأنها شأن ما يسمى بالإعجاز العلمي ، والتي تثير الضحك أحيانا، والشفقة على كلٍّ من مخترعيها ومروجيها والمهللين لها من العامة أحيانا أخرى.

المضحك في الأمر والمحزن في نفس الوقت هو أن جميع هؤلاء يبدو أنهم غير مدركين بتاتا لما تنطوي عليه فعليا مثل هذه "الظاهرة". فهم في حقيقة الأمر يروّجون لمدى ما وصل إليه هذا المجتمع (أو بالأصح، العامة الغالبة منه للأسف) من إفلاس وتخبّط فكري ونفسي، ومغالاة في البغض والعدائية لكل ما هو "غربي" سواء كان ذلك بوجه حق أم بدونه، وحالة الخدر ونكران الواقع المَرَضية التي يعيشها والمتأتية من شعوره بالنقص وغلبة الفكر الإنهزامي المتباكي على أمجاد الماضي العريق.

أن الإسلاميين عادة يبالغون في كل شيء يتعلق بالإسلام ، ومن هذه المبالغات قالوا لنا إن عشرات الآلاف من الغربيين يعتنقون الإسلام كل عام. وهذا زعم لا يقوم على أي دليل.
كما تزعم المواقع الإسلامية على الإنترنت، وشيوخ الإسلام من فضائياتهم أن الناس في أوربا يتسابقون إلى اعتناقه !
نعتقد أن سبب انتشار الإسلام في أوساط الشباب في أمريكا وأوربا سببه مادي بحت يرجع إلى بداية الستينات والسبعينات من القرن المنصرم عندما بدأت مملكة السعودية الوهابية ضخ البترودولارات لجماعة الإخوان المسلمين وبقية الجماعات الإسلامية الأخرى.
في النصف الثاني من القرن العشرين، وبالتحديد في الستينات ، بدأت مملكة آل سعود برامجاً متعدد المسالك للقضاء على تأثير القومية العربية تحت زعامة جمال عبد الناصر الذي كان ينادي بالقضاء على الملكيات في الدول العربية، ولنشر المذهب الوهابي في جميع الدول العربية وفيما بعد الغربية حتى تتمكن العائلة المالكة من فرض هيمنتها على المنطقة. بدأ ولي العهد وقتئذ، الأمير فيصل بن سعود بإنشاء رابطة العالم الإسلامي في مكة عام 1962، وأغدق عليها الكثير من بترودولارات المملكة. بدأت رابطة العالم الإسلامي، بتشجيع من الإدارة الأمريكية، بإقامة اتحادات ومجالس إسلامية وبناء المساجد والمدارس الإسلامية في جميع الدول العربية وفي شرق آسيا، لتكون المنطقة برمتها حزاماً عازلاً يمنع انتشار الشيوعية في تلك المنطقة الاستراتيجية المهمة. لم تجد رابطة العالم الإسلامي أفضل من الإخوان المسلمين لإنجاز تلك المهمة إذ كان أغلب الذين هربوا من مصر في ذلك الوقت من المتعلمين الذين عملوا بالجامعات المصرية وبالأزهر وبالبنوك المصرية. احتضنت السعودية ورابطتها الإسلامية جماعة الإخوان وفتحت لهم خزائنها، ومن ثم أرسلت بهم إلى أوربا لإنشاء مراكز إسلامية وهابية، صرفت عليها المملكة عشرا ت المليارات من البترودولارات. وسطع نجم الإخوان من أمثال المصري سعيد رمضان والفلسطيني عبد الله عزام في إلمانيا وسويسرا ولندن وأمريكا. وأنشأت الجماعة البنوك الإسلامية والجمعيات الخيرية لتمويه نشاطاتها السرية التي كانت تتلخص في دعم الجماعات الإسلامية الإرهابية ونشر الوهابية.
قامت السعودية مع دول الخليج بضخ ملايين الدولارات للجامعات الغربية في شكل منح لإنشاء كراسي تعني بتدريس الإسلام، فرضخت أعرق وأقدم جامعات الغرب للتأثير الإسلامي الإخواني الوهابي وتركت اتحادات الطلبة الإسلاميين تسرح وتمرح في الجامعات وتصرف البترودولارات لاجتذاب الطلبة الغربيين إلى الإسلام بالمساعدات المالية وبالخداع. وأصبح نقد الإسلام في تلك الجامعات يؤدي إلى فقدان الوظيفة. ولم تسلم حتى المدارس الإبتدائية في أوربا وأمريكا من تأثير البترودولارات، فأصبحت المدارس في أمريكا تطلب من تلاميذها أن يعيش التلميذ ثلاثة أسابيع بعقلية إسلامية واسم مسلم، ثم يقص على الفصل بعد نهاية الأسابيع الثلاثة قصته كمسلم وماذا تعلم منها.
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=wEsuTea_OYA#!
وجندت المئات من إئمة المساجد لينشروا الوهابية في مساجدهم في أوربا وأمريكا.
فئة من المنتفعين والمتسلقين الذين يرون في الإسلام فرصة لاقتناء المال والصداقات التي تنفعهم في أمور كثيرة، مثل الدكتور موريس بوكاي وكيث مور وجاري ميلر الذي كتب الكثير عن الإسلام لكنه لم يسلم .

هناك فريق من العلماء يخدعهم الداعية اليمني الزنداني، رئيس منظمة الإعجاز القرآني، ويقدم لهم تذاكر الطائرات ونفقات السكن والأكل في الرياض أو جدة ليتحدثوا عن آيات معينة في القرآن ليحلل الزنداني الأموال التي تتدفق عليه من مملكة السعودية . وبعد المحاضرة مباشرة تبدأ الصحافة الوهابية في التهليل والتكبير لأن هؤلاء العلماء قد أسلموا، وهم لم يسلموا إنما قدموا محاضرات مدفوعة الثمن وقالوا ما أراد لهم الزنداني أن يقولوه، أي بمعنى آخر باعوا ضمائرهم. ولم نجد أي عالم غربي أسلم عن اقتناع بالإسلام بأستثناء الكاتب الفرنسي روجيه غارودي Roger Garaudy الذي وُلد كاثوليكياً وتحول إلى البروتستانتية عندما بلغ سن الرابع عشرة، ثم أصبح شيوعياً وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي وسُجن في الجزائر أيام الحرب العالمية الثانية. ثم رجع إلى الكاثوليكية وأخيراً أسلم عام 1982. ولأنه أنكر المحرقة اليهودية، وصفه عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري، بأنه أعظم فيلسوف غربي، وقال عنه القذافي إنه أعظم فيلسوف بعد أرسطو وإفلاطون، ومنحته السعودية جائزة فيصل العالمية لخدمة الإسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا