الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحداثة، من الماوراء إلى الوراء

حسام تيمور

2023 / 7 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


داخل بنيات متخلفة، شظايا التنوير المسروقة من هنا و هناك لا تجعل من الكائن الماورائي المتخلف إلا كائنا "ورائيا"، يلهث كالكلب واهبا مؤخرته للسلطة أو لأول شقة مفروشة تصادفه بهدف اغاظة محيطه و مجتمعه،كما يتوهم طبعا.
ينتج هذا النمط الوجودي بشكل تصاعدي كافة نزعات احتقار الذات، و الرغبة في استحداث الأوثان و عبادة "المادّة"، كنقيض للروحانيات و الماورائيات.
يتحوّل هذا النزوع تدريجيا الى حالة مرضية، منطلقها انعدام الشعور الداخلي بالرضا عن الذات، و منتهاها ارتهان الذات لكل ما يمكن له ابعاد هذا الشعور، من ادوية الاعصاب و غيره من وسائل الامتاع و السعادة، بالمفهوم الكيميائي و البايلوجي، و الذهني كذلك.
يتحول الجهاز العصبي و معه الادراكي هنا و بشكل تلقائي الى وضعية "الاتكال"، و هو رد الفعل الطبيعي و الوحيد في هذه الحالة، و هو الوصف العلمي المُخفف الآخر لحالة "الادمان"، كونه يصف ما يُشخص "طبيا" كعلاج، و ليس كتعاطي غير مُقنن، و الوصف الطبيّ هنا ليس "علميّا"، بل خاضعا لعدة مفردات و محاذير و اكراهات، و اخلاق كذلك، كونية او مُكيفة!
فالطب النفسي مثلا يَعلم ان بعض مراحل الاكتآب غير قابلة للعلاج، بل قابلة للتخفيف، و هذه العملية تتم فقط عبر تفعيل ميكانيزمات الاستقبال المباشر للأدوية، و بالتالي خلق حالة الادمان.. المُتحكَّم فيها طبعا بعدة وسائل.
بعد هذا التجريف النفسي، تتحول الذات هنا تدريجيا إلى موضوع مطلق للبغاء، بصيغته المجردة، و تخرج تلك الذات "الورائية" الى الوجود، كدابّة تساق بالعصى و الجزرة، عصا البغاء، و جزرة الرغبة !
أو حين يكون البغاء نزوعا ذاتيا و قهريا، يمارسه ضغط الرغبة، أو ذاك الفراغ الكبير الذي يتسع ليتحول الى ثقب اسود يبتلع الذات و الجسد معا، و يترك "جثة" تمشي على قدمين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام