الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كثرة التعلّم لا تُعلّم طريقة الفهم (مُقابلة مع فاسيلي دافيديوف)

مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)

2023 / 7 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


مؤلّف المقالة: كارل ليفيتين

ترجمة: مالك أبوعليا

ان العنكبوت يقوم بعمليات تُشبه عمليات النسّاج، والنحلة في بناء خلاياها، يبزّ الكثير من المهندسين المعماريين. غير أن ما يُميّز أسوأ معماري عن أبرع نحلة، هو أنه يُقيم البُنيان في خياله قبل أن يبنيه من الشمع. ففي ختام كل عملية عمل، تحصل على نتيجة كانت موجودةً سلفاً، في مُخيلة العامل قبل بدء العملية، أي مثالياً Ideal. انه لا يُحدث تغييراً في شكل مادة الطبيعة فحسب، بل ويخلق في هذه المادة الطبيعية غايته الواعية التي تفرض عليه أُسلوب وطريقة أفعاله كقانون ينبغي أن تخضع له مشيئته".
رأس المال-الجُزء الأول، كارل ماركس، ترجمة فالح عبد الجبار، دار الفارابي 2013، ص234

بروفيسور دافيدوف، تُشير كُتبك ومقالاتك وتصريحاتك العامة الى أن علم النفس في الوقت الحاضر يحتاج الى مناهج مُختلفة جذرياً، وبالتالي هو في عشية تغيّر جذري في النظرية، وبالتالي في التطبيق العملي. هل يُمكن توضيح هذه الفكرة؟
بادئ ذي بدئ، يجب أن أقول أن علم النفس المُعاصر قد انقسم الى عددٍ من التخصصات لكلٍ منها موضوع دراسته الخاص. هناك علم النفس العام، وعلم النفس الفسيولوجي، وعلمي النفس النمائي والتعليمي، وعلم النفس الاجتماعي، والطبي والقانوني وعلم نفس العمل والفن والرياضة، وما الى ذلك. يمضي علماء النفس في دراساتهم، في بحثهم عن اجاباتٍ للمسائل التي تطرحها الحياة، وقد توصلوا الى كثيرٍ من النتائج القيّمة. هذا التمايز والانقسام في علم النفس، مُفيد بمعنىً ما، لأنه ينظر بشكلٍ أعمق الى القوانين السيكولوجية في الموضوع المدروس. من ناحيةٍ أُخرى، يؤدي ذلك الى فُقدان شيءٍ عام يجب أن يوحّد جميع الدراسات السيكولوجية. كان الاتجاة السائد، منذ فترةٍ طويلة، هو السماح بالاستقلالية الكاملة، وليس النسبية لكل فرعٍ مما كان في السابق في شجرة السيكولوجيا الواحدة: دع كل شخصٍ يقوم بعمله الخاص، وانسى ما يفعله جارك. وتُعتَبَر العلاقة بين تلك الفروع ليست ذات أهمية، أو مهمة تُهم مبحثاً آخر.
ان الرغبة في الاقتصار على موضوع مُتخصص ضيق، جَعَلَ الفروع السيكولوجية المعنية مُختلفةً جوهرياً في مهاما ومناهجها وتقنياتها التحليلية، فهي "تفسخ جسم السيكولوجيا من عند مفاصلها" كما قال اليكسي ليونتيف ذات مرة. يستحيل في بعض الأحيان مُناقشة النتائج التي تم تحصيلها في مجالات السيكولوجيا المعنية لمُجرّد أن الباحثين يتحدثون لغاتٍ مُختلفة ويُفكرون حسب مقولاتٍ مُختلفة. هذا في رأيي، كارثة تُصيب علم النفس المُعاصر. انه بحاجةٍ ماسةٍ الى أساسٍ واحد، أساسٍ مُشترك. بمعنى آخر، من الضروري تطوير نظرية عامة مُعاصرة حول النفسية الانسانية يُمكنها أن توفّر حجر زاويةٍ لجميع الفروع التي تنسب نفسها الى السيكولوجيا. يُدرك العديد من العُلماء هذه الضرورة، وعلى الرغم من تزايد الدراسات السيكولوجية الملموسة، فإن المسألة المطروحة منذ القِدَم حول ماهية النفسية، لا زالت تُثير عندنا نقاشاتٍ حادة.
يجب أن أؤكّد ان الفلسفة والعلوم الأُخرى، راكمت، على مر القرون، خِبرةً واسعةً في تحليل تلك المسألة، وجمَعَت مواد حقائقية حول مظاهر النشاط النفسي البشري. تنطلق النظرية السيكولوجية السوفييتية من المبادئ المنهجية للفلسفة الماركسية، التي تطرح أمام الباحثين مبادئ ارشاديةٍ للقيام بدراساتٍ عيانية. تلك المبادئ، هي قبل كُل شيء، هي الاطروحات الأساسية حول دور الأنشطة العملياتية في تطور العقل الانساني، والأطروحة القائلة بأن النفسية هي ظاهرة انعكاسية، ووظيفة للدماغ. في الوقت نفسه، أصبَحَ العديد من علماء النفس عندنا، أثناء انشغالهم بأبحاثهم الحالية، يشعرون بأن المسائل الرئيسية المُرتبطة بطبيعة ماهية النفسية قد حُلّت وأن المرء لم يعد بحاجةٍ الى العودة الى مثل تلك المسائل الأساسية أو التطرق اليها، بل عليه، أن يستخدم الحلول التي تم التوصل اليها لدراسة مهام أكثر عيانيةً.
بالطبع، أرسَت المادية الدياليكتيكية أساساً واحدياً للنظرية السيكولوجية، وأزالت الحطام والركام المثالي الذي يُعيق مسار بنائيها. لكن مثل هذه النظرية يجب أن تُطوّر باستمرار وفقاً للوضع الحالي في العلم.
اسمح لي أن اؤكّد أن الوضعية، تُهيمن على السيكولوجيا الغربية (الأمريكية بشكلٍ خاص)، وهي (الوضعية) غير مُهيأة لمناقشة المسائل الأساسية للعلم. ان أحد مبادئ الوضعية هو أن "العلم هو فلسفته الخاصة". على المستوى النظري، مثل هذا المبدأ غير مقبول للعلم السوفييتي. تكمن المُشكلة في أن علمنا أيضاً لا يخلو من الخطأ: على الرغم من أننا نُدرك أفخاخ الوضعية وطبيعتها النفعية ومحدوديتها، الا أننا نستسلم أحياناً لهذه المنهجية التي تنطوي على بساطة الحس السليم Common Sense الجذابة. يذكر اليكسي ليونتيف في مُقدمة كتابه (النشاط، الوعي، الشخصية) Activity, Consciousness, Personality الظرف المؤسف الذي يحصل فيه "الاهمال المنهجي" في الدراسات السيكولوجية العيانية الحالية، على الرغم من أنها تحصد نتئاج غزيرةً ومُهمة.
مع ذلك، أود أن اؤكّد أن بعض السيكولوجيين المُعاصرين يُرددون أفكار الوضعية لسببٍ وجيه. "لا يحتاج المرء أن يخوض في مشاكل عميقة ذات طبيعة عامة، لأنها، كما يُظهر التاريخ، غير قابلة للحل. من الأفضل استبعادها من الدراسات الملموسة. يجب على المرء أن يدرس فقط الحقائق المُباشرة وأن يُطوّر نظرياتٍ تستند فقط على الحقائق وليس فقط على المقولات الفلسفية". يبدو الأمر جذاباً، أليس كذلك؟ خاصةً بالنسبة الى شخصٍ انجرَّالى علم النفس "من الخارج"، أي من مجالات التكنولوجيا أو الرياضايت أو الفسيولوجيا. يوجد حالياً العديد من هؤلاء المُتخصصين في علمنا، ويزداد عددهم كُل عام.
من الصعب أن يقود المرء عمله العلمي الى نظام المقولات الفلسفية. لذلك يحتاج المرء الى خلفيةٍ خاصة وتدريب كثير لكي يفعل ذلك، سواءاً كان تدريباً فكرياً أو في اجراء الأبحاث العلمية، وبشكل أساسي، في وضع المهام، وفي اختيار مناهج مُعالجتها، وفي تفسير البيانات التي تم التوصل اليها. ومع ذلك، يستمر المرء، في المجال السيكولوجي، في الهرب من الزوايا الحادة للمقولات الفلسفية، مثل "المادة، "الموضوع"، "الذات" "المثالي Ideal"، "تحديد الهدف"، "الوعي"، "النشاط"، "الشخصية"، الخ. عند تحليل أي مسألة مُرتبطة بالسيكولوجيا، من المُهم جداً تطبيق هذه المقولات بشكلٍ صحيح، أي معرفة تاريخها ومُحتواها الدياليكتيكي المٌعاصر. للأسف، لا تنطلق السيكولوجيا أحياناً من المعنى الفلسفي لهذه المقولات بقدر ما تنطلق من أفكار الظواهر النفسية التي نشأت من تقاليد العلوم الطبيعية التجريبية مثل الفيزياء والكيمياء والفيسيولوجيا. يتمتع الباحثون في هذه المجالات بخبرةٍ كبيرةٍ في مُعالجة الظواهر المُرتبطة بالنفسية، أي الشروط العصبية والفسيولوجية للنشاط النفسي.

ما هي المُقاربة التي تقترحها؟ هل حان الوقت للتخلي عن مناهج الدراسة السيكولوجية التي كانت سائدةً منذ عدة قرون؟
هذه قضية خطيرة للغاية، بحيث لا يُمكن في هذه المُقابلة تقديم اجاباتٍ شاملة. لا أحد يقترح أن يتخلى عُلماء الطبيعة عن دراسة الجوانب المُختلفة للظواهر النفسية. لكن من المُهم أن يكون المرء مُدركاً بوضوح لدرجة أهلية علم ما، في فهم وتفسير الطبيعة النفسية الداخلية ولفهم العقل. السؤال هو هذا: هل تمتلك العلوم الطبيعية منهجيةً عامةً لدراسة وتفسير جوهر نفسية الحيوان والنفسية الانسانية؟ الجواب هو لا، ليس لديها مثل هذه المنهجية. مثل هذه المنهجية موجودة فقط على المستوى الفلسفي للمعرفة السيكولوجية والتي تجعلنا قادرين على استخدام المقولات المُعبّرة عن العلاقات بين "الذات والموضوع" و"المادة والوعي"، وبالتالي يُمكنها الكشف عن خصوصية ما هو نفسي، واعي، روحي، ومكانها الحقيقي، أي ذات النشاط.
يُمكنك أن تسأل، ما هي السمات الفريدة لمواضيع الدراسة هذه؟ يُحدد التاريخ الطويل للفلسفة والسيكولوجيا (المرتبطة به ارتباطاً وثيقاً) تلك السمات الخاصة على النحو التالي: النشاط الانساني هو نشاط مُتوجِّه نحو الهدف، أي أن الانسان يمتلك قُدرةً خاصةً على تحديد وتحقيق الأهداف التي تتوافق مع احتياجاتٍ مُعينة. كَتَبَ كارل ماركس، مُعتبراً أن نشاط العمل هو نشاط أساسي بالنسبة الى جميع أشكال النشاط الانساني الأُخرى: ان الانسان "يخلق في هذه المادة الطبيعية غايته الواعية التي تفرض عليه أُسلوب وطريقة أفعاله كقانون ينبغي أن تخضع له مشيئته".
هناك أساس للاعتقاد بأن درجة تطور القُدرة على نصب الأهداف وتحقيقها هي السمة الرئيسية المُتأصلة في نشاط حياة الكائنات التي تتمتع بنفسية (المتطورة بهذه الدرجة أو تلك). انطلاقاً من المقولات الفلسفية التي ذكرناها أعلاه، يُمكن لعلم النفس دراسة وكشف طبيعة الميكانيزم الأساسي للنفسية، أي التوجّه نحو الهدف. في حين، أنه لا يوجد علم طبيعي، لا الفيزياء ولا الكيمياء ولا الفيسيولوجيا لديه الوسائل والمناهج اللازمة للتوصل الى هذه الآلية وتحليلها، لأن موضوعات دراستها لا تتضمن "وضع الأهداف".
تتمثل احدى مهام السيكولوجيا، الرئيسية، في تطوير مناهج دراسة النشاط الانساني والوعي والشخصية. حقّقَ السيكولوجيين بعض النجاحات المُثيرة للاهتمام في دراسة عمليات التوجّه نحو الهدف، وبناء الصور الحسية والفكرية، والترابط بين احتياجات ومهام وأفعال الشخص والتي تنشأ داخل أشكال حياة النشاط المُتنوعة. بالطبع، لا تستبعد طبيعة موضوع السيكولوجيا المُحددة ومناهجه، اجراءات العلوم الطبيعية والتطبيقية المُساعدة له، على سبيل المثال، الفسيولوجيا والسيبيرنتيك.
ان الوضعية هي نظرية سيئة على العلوم الطبيعية، لكنها ببساطة، كارثية على السيكولوجيا، لأن الوضعية تدفع الى دراسة النفسية من حيث مفاهيم الفيزياء والكيمياء والفسيولوجيا، وبالتالي تجرها بعيداً عن الكشف عن جوهر ما تحتويه مقولات مثل "النشاط" و"الذات" و"التوجّه نحو الهدف". هذا هو السبب في أن التغلّب على الاتجاهات الوضعية واستخدام ترسانة المقولات الفلسفية الغنية، والمفاهيم الفلسفية من العلوم الانسانية، هي احدى المهمام الحالية للسيكولوجيا عندنا.
من الواضح الآن، أن النظر الى النفس البشرية من منظور فيزيائي أوكيميائي أوفسيولوجي يحجب المسائل الأساسية التي كانت مطروحةً في العصور القديمة، بدلاً من توضيحها. تخلق مُقاربة العلوم الطبيعية، بسب النجاحات التي حققتها فعلاً في دراسة المواضيع الجامدة، تخلق وهماً بأنه يُمكن مُعالجة مسائل السيكولوجيا أيضاً، انطلاقاً من البيوكيمياء والفيسيولوجيا. يُقتَرَح، على سبيل المثال، أن الدراسة الصحيحة والناجحة لقوانين الذاكرة يجب أن تنبع من الكشف عن الآليات الكيميائية والعمليات الكهربية التي تحدث في الدماغ. وبما أن الدماغ هو بلا شك منبع النفسية الانسانية، فمن الطبيعي دراسة بُنيته وطريقة عمله على أمل فهم قوانين "الروح الغامضة".
تم الترحيب ذات مرة بهذه النظرة الى النفس الانسانية باعتباره انجازاً بارزاً للفكر المادي، ويلتزم العديد من العلماء اليوم بهذا الموقف. ومع ذلك، فإن تاريخ المعرفة والمُمارسة قد أوضَحَ أن مثل هذه المُقاربة للنفسية هي سمة من سمات المادية الميكانيكية والميتافيزيقية التي تميل نحو العلوم الطبيعية، وأنها لا تتطابق بأي حالٍ من الأحوال من السيكولوجيا القائمة على المادية الدياليكتيكية والتاريخية. في الوقت نفسه، فإن ازدهار الدراسات النفسية العيانية والنمو السريع للعديد من فروع علم النفس يمنع البعض من رؤية أن هذه النظرة مُتجذرة في المادية الميكانيكية التي تُثبتُ أنها غير مُثمرة.
ما الذي ينبغي علينا فعله في مثل هذا الوضع؟ سيكون من المُفيد للغاية، من بين أُمورٍ أُخرى، اللجوء الى مصادر السيكولوجيا، وهو العلم الذي وُلِدَ من حضن الفلسفة. لكن يجب علينا ألا نُحاول العودة القهقرى-مثل هذا الأمر لا يحدث أبداً في العلم- بل علينا، بدلاً من ذلك، أن نُعالج نفس المسائل من زاويةٍ جديدةٍ وانطلاقاً من مُستوى أعلى.
عبّرَ أحد الكُتّاب القُدماء، وهو غير معروف، عن فكرة طبيعة الروح، والتي تُحدد، من وجهة نظري جانباً أساسياً من المسألة، يقول: "ان لم تكن تعرف ما الذي تبحث عنه، اذاً ما الذي تبحث عنه؟ وان كُنت تعرف ما الذي تبحث عنه، فلماذا تبحث عنه؟". ان هذا السلوك المُفارق للكائنات الحية هو سمة مُميزة لا يمتلكها أي شيء آخر، لأن الكائن الحي يتميز بأنه يبحث، وهي حالة مُتناقضة بطبيعتها. ان البحث عما لا يوجد بعد، ولكنه يحمل امكانية أن يُوجد، ويكون مُعطىً للذات كهدف مثالي Ideal، وليس كواقع، هو العنصر الأساسي والمركزي في نشاط كل كائن يُفكّر، أو في نشاط كُل ذات، كما نقول نحن، السيكولوجيين.
ان دراسة آلية التوجه نحو الهدف داخل مجال البحث، ودراسة القوانين التي يتم بموجبها تقوم الأهداف بتحديد أنماط وطابع نشاط الذات، أقول، ان هذه الدراسة هي موضوع السيكولوجيا كعلم.
كَتَبَ أرسطو، الذي يُعتَبَر أبو السيكولوجيا، أن "النفس هي ضَربٌ من الكمال، وصورةٌ لما هو بالقوة مُستعدٌ لقبول طبيعةٍ مُعينة"(1). في ضوء هذه الفكرة، تكمن مُفارقة البحث في أنها تجمع بين المُمكن والواقع. ان "الاستنظار" كأساس للتخطيط، هي تحديد ما هو مُمكن. يقوم الانسان الذي يمتلك "نَفسَاً"، في أفعاله الحقيقية، بما "يُمكن" القيام به في الواقع. ان بناء مُستقبل "مُمكن" من خلال أفعال نشاط الذات هو بالضبط ما لا تستطيع مناهج العلوم الطبيعية تفسيره. الأمر ليس في أن مناهجها ضعيفةً بحد ذاتها، بل هي قوية في مجالها الخاص بناءاً على نوع الحتمية في تفسير الظواهر والأحداث من خلال تتبع الروابط بين السبب والنتيجة. هذه الروابط، تُحدد حالة الظاهرة في الماضي وحالتها الراهنة. لكن الانسان يبني أفعاله على ما قد يحدث في المُستقبل، مُستقبل ليس موجوداً بعد!. في هذه الحالة، الهدف هو صورة مثالية Ideal للمُستقبل، صورةً لما يجب أن يكون، وهي تُحدد السلوك الحالي والفعلي للذات وحالتها.
هذا التفرّد العميق للنشاط الذي حركّته الأهداف، وصورة المُستقبل المُحتمل، كان حجر عثرةً أمام العلوم الطبيعية. والى حين تم وضع مفهوم الحتمية الجديد-حتمية الهدف، كانت مادية العلوم الطبيعية التي كانت في الأساس غير قادرةً على الكشف عن ظاهرة الحياة الأصلية، نقول كانت هذه المادية، هي التي تُهيمن على دراسة النفسية. نشأَ مفهوم التوجه نحو الهدف في تاريخ الدياليكتيك الفلسفي وصِيغَ في الدياليكتيك المادي، مما فتَحَ الطريق أمام دراسةٍ علميةٍ ملموسةٍ للنفسية، دراسةٍ سيكولوجيةٍ صحيحة أُجرِيَت وفقاً لمنهجٍ يتوافق مع موضوعها (موضوع السيكولوجيا).
يجب علينا أن نؤكّد على المساهمة الكبيرة في تطوير تلك المنهجية والتي قدّمتها العلوم الانسانية التي اشتبكت مع المسائل الرئيسية حول الشخصية، ولا سيما مسألة الاختيار. الاختيار يوجد فقط عندما تكون هناك احتمالات، وخيارات وامكانات. ولا يُمكن الحديث حول الارادة الا عندما توجد الاختيارات. بدون ارادة، لا يوجد ذات، والذات فقط هي التي تمتلك "روحاً"، أي وعي. ولا يُمكن للمرء أن يتوصل الى أُسس النشاط الانساني أو الوعي أو الشخصية في غياب هذه المقولات وهذه المُقاربة للواقع.

كيف نشأت المُقاربة العلمية التي شرحتها أعلاه؟ هل هي حديثة، أو هل يُمكنك الاشارة الى مُحاولات لدراسةٍ سيكولوجيةٍ للانسان بطريقةٍ خاصةٍ في الماضي؟
شَهِدَت الفلسفة بعد أرسطو مُحاولاتٍ عديدة لحل المسألة التي طرحها فيما بعد فيما يجب أن نُطلِق عليه التقليد الدياليكتيكي. انه، أي هذا التقليد، يصل ما بين الحاضر والمُستقبل، ومن ثُم، فإنه يأخذ بالاعتبار توجه الانسان نحو الهدف. صحيح أن هذه المُقاربة الدياليكتيكية تطورت ضمن التيار الرئيسي للفلسفة المثالية لعدة قرون، والتي كانت تُدرك المُشكلة، وطورتها جُزئياً بالدوافع الايديولوجية. ونتيجةً لذلك، فقد خَلَقَت المثالية أدوات مفاهيمية قوية للدراسة النظرية للعمليات النفسية. يجب على المرء أن يعترف بأن الفلاسفة المثاليين، في حين كانوا على خطأ فيما يخص حلهم للمسألة الأساسية للفلسفة-أولوية المادة مُقابل الوعي- الا أنهم وضعوا مفاهيم عميقة تتعلق بمجال المثالي Ideal.
لا يُمكن دراسة النفسية بدون مثل هذه المفاهيم. وهكذا، ابتكر ديكارت نظريةً واضحةً حول الحتمية الميكانيكية لسلوك الحيوانات، قائلاً بأنه يُمكن التنبؤ بما ستسلكه تلك الحيونات. لكنه واجه على الفور مُفارقةً في تحليل سلوك البشر. اتضح أنه مهما كانت دقة التحديد السببي المُسبق للسلوك، فإنه لم يكن كافياً لتفسير الطابع الشامل لنشاط الانسان اليومي. يُمكن لأي شخص، في وضعيةٍ مُعينة، أن يتصرف بهذه الطريقة أو تلك. لا يُمكن التنبؤ بأفعاله، ولا يُمكن اشتقاقها من أحداث الماضي وحدها. وبالتالي، لم يكن لسلسلة "الروح" المتوجهة نحو الهدف أي مكان في شبكة "السبب والنتيجة".
طَرَحَ سبينوزا، بناءً على خبرة ديكارت، فكرةً ماديةً عميقةً، فَشِلَ العديد من الفلاسفة من بعده في فهمها. فقط ماركس وانجلز أعطوا هذه الفكرة حقها. انها تتألف مما يلي: الفكر، أو الروح، كما اعتاد الفلاسفة أن يقولوا، هو خاصية للجسد المُفكر. وعلى هذا، تكمن المهمة في دراسة الوضع الذي يشتغل فيه هذا الجسد بشكلٍ يتميز عما يكون عليه الجسم غير المُفكر. يكمن الاختلاف الأساسي في أن الجسم المُفكر يستطيع أن يوجّه مسار حركته بنشاط في المكان وفقاً لأشكال الأجسام الأُخرى المُحيطة به.
اسمح لي، أن أقتبس من كتاب الفيلسوف السوفييتي المعروف ايفالد اليينكوف، (المنطق الدياليكتيكي)، من أجل أن أُفسّرَ فكرة سبينوزا:
"يُمكن لليد البشرية أن تؤدي حركاتٍ على شكل دائرةٍ أو مُربّع أو أي شكل هندسي آخر تتخيله، بحيث يظهر أنها غير (مُصممة) بُنيوياً أو تشريحياً بشكلٍ مُسبق لأداء أي من هذه الحركات على حِدَة، ولهذا السبب بالذات هي قادرة على تنفيذ أيٍّ منها. وهي، أي اليد، تختلف بهذا الصدد عن الفرجار، الذي يُمكن بواسطته رسم دائرة أدق بكثير من اليد، ولكنه لا يستطيع أن يرسم خطوط المُثلثات أو المُربعات. بعبارةٍ أُخرى، يتحدد عمل الجسد الذي (لا يُفكّر) (في حالة شكل الحركة المكانية فقط، في شكل أبسط أنواع الحركات وأكثرها وضوحاً) من خلال بناءه الداخلي، أي من خلال طبيعته، وهو غير مُتسق تماماً مع شكل الأجسام الأُخرى التي يتحرك بينها. وهكذا، فهو (الجسد غير المُفكر) اما أن يُخرّب شكل الأجسام الأُخرى المُحيطة، أو اما انه هو سينكسر عند الاصطدام بعوائق لا يُمكن التغلّب عليها. لكن الانسان، الجسد المُفكّر، يغير حركته ويُقيمها بناءً على شكل الأجسام الأُخرى. انه لا ينتظر حتى تُجبره مُقاومة الأجسام التي لا يُمكن التغلب عليها من التراجع أو الابتعاد، بل ينتقل بحُريّةٍ حول أي عقبةٍ من أكثر أشكال العقبات تعقيداً".
فكرة سبينوزا الرائعة هذه هي أحد أُسس المُقاربة المادية الدياليكتيكية في دراسة النفسية. تبنّى كانط وفيخته هذه الفكرة، ولكن على أساس مثالي. أحيا ماركس أفكار سبينوزا، وتخلّصَ من تفسيراتها المثالية.

ألا تشعر أُستاذ دافيدوف، أن كُل هذه المسائل الفلسفية العميقة هي ذات أهمية نسبية فقط لعلم النفس العملي، وخاصةً بالنسبة لفروعه الملموسة، والذي بدأت تزدهر الآن، كما قُلت؟
لا شك أن جميع دوافع الفهم الدقيق للطبيعة النفسية كانت نابعةً من أساسٍ أرضي. هُنا مثال حيّ، وسأقتبس مرةً أُخرى من عمل اليينكوف، هذه المرة من مقالٍ مُخصصٍ للتجربة الناجحة في تعليم الطلاب الصُم البكم والمكفوفين الذين تخرجوا من جامعة موسكو وهم الآن من ضمن كادر عمل معهدنا. يكتب اليينكوف:
"أي حيوان يُشكّل مسار حركته وفقاً لشكل وموضع الأجسام الخارجية، مع هندسة البيئة. يجب تعليم الشخص الصم البُكم-العُمي ذلك. هُنا، يُمكن للمرء أن يُميّز المرحلة الأولى من حل هذه المهمة: تشكيل حاجة الطفل وقُدرته على التحرك في المكان من تلقاء نفسه نحو الطعام، وتعديل الاتجاه وفقاً لشكل وموضع الأجسام الخارجية، أي وفقاً للعقبات الموجودة في طريقه. يجب تطوير القُدرة على بناء مسار وفقاً لهندسة العالم الخارجي، وتغييره في كُل مرة يكون هناك وضع هندسي جديد سواءاً كان مُتوقعاً أم لا... من الواضح تماماً أن الحاجة الى الغذاء هي أمر غريزي، في حين أن الحاجة الى البحث عن الطعام، والقُدرة على ذلك، عن طريق تكييف أفعال المرء للظروف الخارجية، ليست غريزية. هذا البحث هو نوع من أنواع النشاطات المُعقدة جداً والذي يجب تعلّمه، وهو يُخبئ سر النفسية الانسانية، في ثناياه. هذه هي الطريقة التي يتم بها ذلك: يتم إبعاد الحلمة عن شفتي الطفل بمقدار 1 ميلليمتر، فإذا تمكن الطفل من التغلّب على تلك المسافة، يتم ابعادها 1 سم، وهكذا. يتم فصل الحلمة عن شفتي الطفل بعائق يجب تجاوزه، ويتم مُتابعة هذا الاجراء حتى يتعلّم الطفل العثور على الطعام في أكثر المواقع تعقيداً باستخدام حاسة الشم واللمس لبناء مساره وفقاً لشكل وموضع الأجسام الخارجية. عندها فقط، تظهر في ذهن الطفل صورة مناسبة وانعكاس ذاتي من هذه الأجسام في ذهنه، وصورةً للمكان بشكلٍ عام. بمجرد أن يتحقق ذلك، يُمكن اعتبار أن النفسية قد نشأت".
ان تشكيل نفسية الطفل الصم البُكم-العُمي ليست سوى مثال حي خاص، بطبيعة الحال. لكن كثيراً ما كانت السيكولوجيا تواجه مطالب عمليةٍ للغاية. يتوقع المُجتمع حلاً لبعض المشاكل التي تنطوي عليها الثورة العلمية التكنيكية الحالية. لم تُواجه السيكولوجيا من قبل مثل هذه الحاجة الماسة الى معرفة جديدة عن الانسان يُمكن استخدامها لتحسين نشاطه وتفكيره وقُدراته العقلية. تحققت حتى الآن الكثير من المُنجزات في مُختبرات السيكولوجيا، دون أن يكون لها تأثيرٌ كبير على الجانب العملي من حياتنا. ظَهَرَت في السنوات الأخيرة حاجة أساسية من أجل تطوير أشكال النشاط الانساني بمراعاة مُنجزات السيكولوجيا. يتضح هذا في ثلاثة مجالات رئيسية بشكلٍ خاص: العمل والادارة والتعليم.
كَتَبَ انجلز أن انقسام العمل الفكري والجسدي كان موجوداً منذ العصور القديمة. كانت وظائف التنبؤ والتخطيط عملاً فكرياً، وكانت هذه هي إحدى الميكانزيمات التي أدت الى الامتيازات الطبقية. وهذا عزّزَ من مواقف الفلاسفة المثاليين. كانت الجماهير، التي وَضِعَت بالتعارض مع السُلطة الطبقية الحاكمة، مدعوةً بشكلٍ أساسي للقيام بالعمل الجسدي، والذي كان مُفتقراً للوظيفة الأساسية للانسان الاجتماعي-التخطيط، التنبؤ، البرمجة والتوجه نحو المُمكن. ما تبقّى للجماهير كان "واقعاً بهيمياً". عاشت الجماهير وتعلمت في اطار مُخطط غير انساني. تم تدريبهم ميكانيكياً لأداء العمليات اليدوية دون اعطائهم أي دور في العمل الذكي، الذي ينصب الأهداف.
من المُميز أن هؤلاء المفكرين الذين انطلقوا من مُقدمات مثالية حول أسبقية الروح فشلوا في رؤية كُليّة النشاط الانساني، لأنه كان من الصعب مُلاحظته فعلاً.فقط الآن، تظهر في المُجتمع الاشتراكي المُتطلبات الموضوعية المُسبقة لصهر مكونيّ العمل البشري هذين في باقةٍ واحدة. وبالتالي، فإن التخطيط، الذي يسمح بتحويل الطبيعة وفقاً للصورة الذهنية المُشكّلة مُسبقاً، سوف يتحد مع تنفيذ هذه الخُطط. فقط في ظل الاشتراكية، تظهر الظروف لمزج العمل الجسدي والفكري وتحطيم الحاجز الذي أُقيم بينهما.

استاذ دافيدوف، هل يُمكنك أن تُعطينا بعض الأمثلة عن كيفية تطبيق منهجك في التعليم المدرسي؟ هذه المسألة تشغل عُقول ملايين الآباء، في حين تعرّضَ النظام المدرسي لانتقاداتٍ مُتكررة على مدار العقود الماضية.
صحيح أنه كان هناك الكثير من النقد، والكثير منه كان مُبرراً. تم القيام باصلاحات في نظام التعليم العام، ولكن حَدَثَ أنه تم في بعض الأحيان التغاضي عن أهداف الاصلاح عند وضع المناهج الجديدة. صحيح أن تلاميذ المدارس اليوم يتلقون معلوماتٍ لم نكن نستطيع الحصول عليها في زمننا الا من المجلات العلمية، وخلال سنوات دراستنا الجامعية فقط. ولكن هل يُمكن لمجموعة الحقائق والمعلومات التي يتم توصيلها للتلاميذ في الصف، قادرةً على تطوير قُدرتهم على التفكير؟ بالطبع لا. كثرة التعليم لا تُعلّمك طريقة الفهم. اسمح لي أن أطرح لكم مثالاً كثيراً ما يُستَشهَدُ به. يتم تعليم الأطفال على حل مسائل رياضية من أنواعٍ مُختلفة. يُريد المُعلّم منهم حل أكبر عددٍ مُمكنٍ من المسائل النمطية. وهذا هو سبب أننا كثيراً ما نسمع الطلاب يقولون: "لم نحل مثل هذه المسائل من قبل". التعليم التقليدي مُوجّه نحو تطوير التفكير التجريبي وحده. في التفكير التجريبي، يتم تعلّم التفاصيل أولاً، ثُمّ مُقارنتها ببعضها البعض، ونتيجةً لذلك يأخذ التلميذ فكرةً عن الموضوع ككل.
لكن أوضَحَت السيكولوجيا، ونحن نقوم فعلاً بتطبيق هذا في مجموعات دراستنا التجريبية لدينا، أن على المُقاربة أن تكون معكوسة: أولاً، وقبل كُل شيء، يجب على المرء أن يُعلّم الطلاب روح العلم، ويُخبرهم كيف يُمكن حل مسألة رياضية بشكلٍ عام، وثم يجب أن يتلقى التلميذ المُساعدة في تطبيق تلك المعرفة العامة، على المهام الملموسة. يستوعب طُلّاب الصف الأول لدينا مفهوم يُساوي أو لا يُساوي، والتي يتم التعبير عنها بالكلمات بحلول الشهر الثالث من المدرسة، في حين لا يزالون غير قادرين على التعامل مع الأرقام. يعتمد مُقرر الرياضيات على فكرة العلاقة، والتي ينبُعُ منها مفهوم "القيمة"، ومن ثم مثالها العياني، أي "الرقم". ان تشجيع التلاميذ على منهجية التفكير النظري الذي يُمكنهم من الانتقال من الصورة العامة الى تفاصيلها، أي فهم الكُل، قبل أجزاءه الفردية، نقول ان هذه هي طريقة التعليم التي تُعزز نوع التفكير الضروري لعصرنا. مثل هذا التعليم يقوم على فكرة سيكولوجية تُركّز على ميكانزيمات البحث والتوجه نحو الهدف، كما أشرتُ سابقاً.
هذه هي الأُطروحة الرئيسية. ويُمكنني أن أُعطيكَ عشرات الأمثلة على تطبيقها العلمي: كُتُب، مقالات، برامج تعليمية كُتِبَت بالفعل. دعني أُقدّم لك مثالين فقط. قُمنا مؤخراً بدراسة تعليم الموسيقى. لقد وجدنا أنه لا معرفة النوتات الموسيقية، ولا عادات الغناء الجيدة، ولا القُدرة على العزف على السلم الموسيقي، كافية لتعليم الطفل الموسيقى، ضمن حدودٍ زمنيةٍ مقبولة، ان كان ذلك يعني الموسيقى فعلاً، وليس مُجرّد "العزف على البيانو". ما هي القضية اذاً؟ يبدو أنه يجب تعليم الأطفال فهماً للايقاع، الايقاع باليد أو الجسد، بطريقةٍ مادية. ان أبسط الآلات الموسيقية، مثل الاكسيلفون، تكتسب في يد المُعلّم الذي يفهم ماذا يُريد من أطفاله، قيمةً خارقةً : سيزداد فهم الأطفال للموسيقى على قدمٍ وساق.
أو خُذ مثال تدريس اللغات الأجنبية. أجرى مُختبر تعليمي هُنا مؤخراً تجربةً لمعرفة قُدرات تلاميذ المدارس على تعلّم لغة أجنبية حسب العُمر. تمت في هذه التجربة مُعالجة قدر كبير من المواد، واكتشفنا أن علّم لُغة أجنبية يجب أن يبدأ فقط من السنة الخامسة في المدرسة، لأنه يُزعَم أن الطفل غير قادر قبل ذلك على تذكّر النصوص الطويلة بما يكفي لالتقاط مفردات مقبولة من الكلمات التي تمر فيها. ولكن ان اتبّعَ المرء هذا المنطق، فسيتعيّن علينا أن نقول أن الطفل يُمكنه أن يتعلم لُغته الأم فقط في نهاية المدرسة، وحتى حينها لن يتعلمها الا بسطحية.
تتجاهل مثل هذه المنهجيات وأُسسها "العلمية" التقليدية السمات النفسية الخاصة بالطفل. يجب تعليم الطفل لُغةً أجنبية كموضوع للتواصل والبحث وكنشاطٍ موجّهٍ نحو الهدف. بعد ذلك، ان تم توجيه هذه العمليات بمهارة، سيتمكن الطفل من تعلّم كُل شيء بشكلٍ كاملٍ وفي زمنٍ مقبول. لتنظيم مثل هذا التعليم وتطوير الأطفال، يجب أن يكون المُربّي على درايةٍ بالسيكولوجيا الحديثة ومنهجيتها في تحليل النشاط النفسي الانساني.
يُمكن أن يُساعد التطبيق المُكثّف للمنهجيات السيكولوجية الحديثة في حل العديد من المهام العملية التي تُواجه المدرسة.

* فاسيلي فاسيليفيتش دافيدوف 1930-1998 عالم نفس وأكاديمي سوفييتي. تخرّجَ عام 1953 من قسم السيكولوجيا التابع لأكاديمية الفلسفة في جامعة موسكو الحكومية. كرّسَ مُعظم أعماله لعلم النفس التربوي والمعايير العُمرية للنمو العقلي. طبّقَ الاتحاد السوفييتي نظريات دافيدوف التعليمية ونظرياته حول تدريس الرياضيات واللغة الروسية والجغرافيا وتم اختبارها في المُمارسة في مدرسة موسكو التجريبية. بحَثَ باحتراف لسنوات طويلة حول المسائل النظرية والمنهجية في التفكير والنشاط وعلم النفس التاريخي الثقافي.
من أعماله: (أنواع التعميم في التدريس-المسائل المنطقية والسيكولوجية) 1972، (مشاكل تطوير التعليم) 1986. ومن مقالاته: (تحليل بُنية الفعل العقلي) 1960، (حول مفهوم الشخصية في السيكولوجيا الحديثة (1988).

1- كتاب النفس، أرسطو، ترجمة أحمد فؤاد الأهواني، المركز القومي للترجمة، الطبعة الثانية 2015، ص49

مُقابلة مايكل كول مع فاسيلي دافيدوف، من كتاب:
One is not Born a Personality, Karl Levitin, Progress Publishers1982. Edited by Professor V.V. Davydov and Translated from the Russian by Yevgeni Filippov








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا