الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان ورحلة البحث عن إله :

عزالدين مبارك

2023 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإنسان لفترة طويلة جدا بلا تدين ولا معرفة بوجود إله وعندما تقدم في الوعي وخاصة بعد ظهور النار وبداية الصيد بدأ يفكر عن الوجود والكون فظن أن وراء كل قوة طبيعية محرك إله وهكذا فتعددت الآلهة إلى أن جاء اليهود فصنعوا لأنفسهم إلها "يهو" وحيدا فكان التوحيد أي الإله الأعظم الذي يتحكم في جميع الآلهة والذين تحولوا إلى ملائكة وأعوان للإله الكبير ليعينوه على هم الزمان مثل الملك والأمراء والخدم والحشم. ففكرة الإله المتحكم الخالق فكرة رمزية مجازية نابعة من ضعف وخوف الإنسان وتكونت بفعل تطور وعي الإنسان على مر الأزمنه وهي تصور نابع من نفسية البشر وبحثهم عن الخلود وتجنب الموت والفناء لمنح الحياة القصيرة معنى وأملا ولو مزيفا ومخادعا والدليل على ذلك أنهم جعلوه مثلهم يبصر ويسمع وله يد ووجه وعرش ويمكر أيضا. فالإنسان هو خالق الإله وليس العكس فلم ير أي أحد كيف يخلق الإله فكل ما يقال عنه محض ادعاء وكلام بلا دليل. وكان اليهود أول من ادعوا بأن إلاها غامضا كلم رجلا في الصحراء يدعى "موسى" وهكذا ألفوا سردية دينية خيالية نابعة من أساطير الحضارات القديمة البابلية والآشورية والكلدانية والسريانية وغيرها. وهكذا انطلقت رحلة الديانات التوحيدية من حضن الأسطورة والخرافة في بيئة تتقبل بسهولة العجائب واللامعقول إلى حد التحايل على من صنعوه إلها خارقا ليأتي متخفيا ويختار شخصا بعينه ليمثله خليفة على الأرض ويعطيه رسالة إلى قومه تمكنهم من السلطة والغنيمة وتلبية شهواتهم حتى عن طريق القتل والغزو والسبي دون مساءلة ومحاسبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي