الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 122 بيير كوري (1906-1859) القسم الأول

رحيم فرحان صدام

2023 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 122
بيير كوري (1906-1859)
القسم الاول
الحقيقة اني لم استغرب انتشار كثيف في وسائل التواصل الاجتماعي لمقولة مفبركة عن العالم الفرنسي بيير كوري تقول :" تمكنا من تقسيم الذرة بالاستعانة ب 30 كتاب بقيت لنا من الحضارة الأندلسية ولو لم تحرق كتب المسلمين لكنا اليوم نتجول بين النجوم". هذه المقولة المنسوبة زورا وبهتانا تداعب مشاعر المسلمين بالرغم من ركاكتها العلمية وفجاجتها التاريخية وعدم وجود مصدر لها وبسبب قيود الأوهام انقادت عقول العرب المأسورة لتصديق هذه الخرافة والتزوير.
لا ينبغي تحويل الأندلس إلى أرض الأوهام وخلق الأساطير والخرافات حولها وتصديق أنها كانت تحتوي اكتشافات علمية ساعدت الأوروبيين لاحقاً على تقسيم الذرة وربما غزو الفضاء.
وغايتنا في هذه المقالة هو بيان عدم صحة تلك المقالة المنسوبة للعالم الفرنسي بيير كوري وبيان ركاكتها العلمية والتاريخية في ثلاثة محاور أساسية (صاحب المقولة، وفيمن قيلت، ومضمون القول).

أما صاحب المقولة المنسوبة فهو العالِم الفيزيائي الفرنسي بيير كوري وهو اختيارغير موفق ، لأن صلته بمجال علم الانشطار الذري شبه معدومة. يجب التنبيه أنه حتى أواخر القرن التاسع عشر ما زال بعض العلماء غير مقتنعين تماماً بوجود حقيقي للذرات، وفيما يخص العالم الفيزيائي بيير كوري كانت خبرته العلمية في البداية ترتكز على مجال الدراسات المغناطيسية ولم يتجه إلى عالم الذرات إلا عندما تزوج الست مدام ماري كوري الشهيرة. في بحثها للدكتوراه تحت إشراف هنري بيكريل العالم الفرنسي الذي اكتشف ظاهرة النشاط الإشعاعي بدأت طالبة الدكتوراه ماري كوري تتعرف على مفهوم الذرات وهنا فقط غير بيير كوري مجال أبحاثه ليشترك مع زوجته ومشرفها الأكاديمي في الحصول على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1903م نظير عزلهم واكتشافهم لبعض العناصر الذرية المشعة.
المقولة المزورة على لسان بيير كوري تزعم أن كتب الأندلس ساعدت علماء الغرب على تقسيم الذرة بينما ينبغي التنويه أن بيير كوري نفسه قد لاقى مصرعه تحت عجلات عربة أحصنة عام 1906م أي قبل حوالي ثلاثين سنة من توصل المجتمع العلمي لمفهم (انشطار الذرة).

ولعل المحور الأول من تفنيد صحة تلك المقولة تحقق من خلال بيان أن بيير كوري نفسه لم يكن يعلم عن (تقسيم الذرة) فضلا عن أن ينسبه لأمه وحضارة أخرى. وننتقل الآن لبيان خطأ اختيار الأندلس وكأنها تمثل قمة التقدم العلمي في التاريخ الإسلام ي. في تاريخ العلوم العربية اشتهرت الأندلس بتقدم وتطور الطب لا سيما ًعلم الجراحة على يد الطبيب الأندلسي الزهراوي أما في مجال علم الكيمياء (أقرب علم قديم لمجال الذرات) فلم تشهد الأندلس علماء بارزين لدرجة أن أشهر كيميائي أندلسي وهو مسلمة المجريطي هو أقرب لعلم الرياضيات من علم الكيمياء.
ينظر :
NOBELPRIZE.ORG: History of Pierre and Marie








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا