الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 123 بيير كوري (1906-1859) القسم الثاني

رحيم فرحان صدام

2023 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 123
بيير كوري (1906-1859) القسم الثاني
مصير الكتب العلمية في الأندلس
المحور الثالث والأكثر أهمية، وهو هل فعلاً تم ضياع اغلب الموروث العلمي العربي بعد سقوط الأندلس (بالإحراق) على يد الفرنجة . المشكلة إن العقل الجمعي العربي كما قد يتأثر بسهولة بالأوهام هو كذلك يتأثر بظاهرة الاختزال والتبسيط لأنه عقل سطحي . فمثلا، الحدث الكبير الذي حدث لبلاد الأندلس بسبب حروب الاسترداد من قبل الجيوش المسيحية والذي استمر لعدة قرون نجد أننا نختزله في نقطة ومرحلة ما من الزمن نسميها (سقوط الأندلس) ونختزلها في حادثة سقوط مملكة غرناطة التي حدثت عام 1492 ميلادي. في الواقع بداية مشوار الانحدار والزوال العربي في الأندلس حصل قبل ذلك بحوالي أربعة قرون عندما كانت مدينة طليطلة هي أول دويلة من دويلات الطوائف تقع في عام 1085م تحت حكم المسيحيين ملوك قشتالة. وفي الواقع ما يهمنا هو مصير الكتب العلمية العربية بعد الاجتياح المسيحي وهل كان مصيرها الإحراق؟
من الثوابت التاريخية المؤكدة الآن أن مدينة طليطلة بالذات بعد سقوطها في يد المسيحيين أصبحت أهم معبر تم فيه نقل العلوم العربية إلى أوروبا وعندما أصبحت طليطلة هي العاصمة الجديدة لمملكة قشتالة وليون حرص حاكمها الجديد ألفونسو السادس أن يجعلها قبلة العلماء والرحالة من جميع أقطار أوروبا وكانت وسيلة جذبهم إشراق صفحات المخطوطات العربية. في نهاية القرن الحادي عشر عند سقوط طليلطة لم يكن مصير الكتب العلمية العربية الإحراق أو الإغراق بل مزيد من الإشراق عندما تمت ترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية. كتب التاريخ الغربية تذكر أسماء عشرات العلماء والمترجمين الذين أقاموا في مدينة طليطلة وقاموا بحركة الترجمة ويكفي للإشارة لتفنيد زعم أن الكتب العلمية العربية قد ضاعت عند سقوط الأندلس أن نشير بأن المترجم الإيطالي جيرارد الكريموني الذي عاش في طليطلة قام لوحده بترجمة سبعة وثمانين كتاباً من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية. أما الكتب العلمية التي ترجمها جيرارد فهي لأبرز علماء الإسلام مثل الرازي وابن سينا والخوارزمي وابن الهيثم وجابر بن حيان والفارابي والكندي وثابت بن قره في حين أن ترجمته شملت أمهات الكتب العربية الكبرى حيث ترجم أربعة وعشرين كتاباً في الطب وسبعة عشر كتاباً في الهندسة والرياضيات والبصريات و12 كتاب في الفلك وسبعة كتب في الكيمياء. الكتب المترجمة باللغة اللاتينية لهذه المراجع العلمية العربية ما زالت معروضة حتى اليوم في مكتبة طليطلة بينما المخطوطات العربية الأصلية يمكن العثور عليها في العديد من المكتبات الكبرى في إسبانيا. ونخص بالذكر مكتبة الإسكوريال الشهيرة والواقعة في ضواحي مدينة مدريد والتي تحتوي على عدة آلاف من المخطوطات العربية لدرجة أنه صدر كتاب من ثلاثة أجزاء لإعطاء قائمة وفهرسة لهذه المخطوطات العربية الوفيرة.
ينظر : محمد عبد الله عنان، دولة الإسلام في الأندلس ، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة ، الطبعة:جـ 1، 2، 5/ الرابعة، 1417 هـ - 1997 م
جـ3، 4/ الثانية، 1411 هـ - 1990 م . عدد المجلدات: 5 مجلدات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا