الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة مع نظرة لحسين مروة مع الموضوع الآتي - الدين كظاهرة اجتماعية في الزمن الجاهلي -

عيسى بن ضيف الله حداد

2023 / 7 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


[ خارج قوس في هذا النص يظهر الفرق بين الماركسية الحقيقية والماركسية غيرها ]
الدين كظاهرة اجتماعية في الزمن الجاهلي
يستهل حسين مروة رؤيته في الظاهرات الدينية في العصر الجاهلي، في إشارة موضوعية يقول فيها: بأن الدين، بمختلف أشكاله وعقائده وتعاليمه في مختلف الأزمنة، لا يأتي الناس مفاجأة بصورة منعزلة ومنقطعة عن حياتهم الأرضية ولا عن حركة تطورهم التاريخي، اجتماعيا ًواقتصادياً وسياسياً وفكرياً، وإن الدين لا يأتي الناس كذلك وفقاً لرغبات ذاتية على نحو ما أشار به هيغل في محاضراته عن تاريخ الفلسفة أثناء كلامه عن العلاقة بين الدين والفلسفة، ردا على القائلين بأن الدين شيء ناشئ عن الاستبداد والغضب، أو عن رغبة الكهان أنفسهم في خداع الشعب لخدمة أهدافهم الأنانية. إن معارضة لمثل هذا الرأي في نشأة الدين هي معارضة صحيحة، لأنه بالفعل لا يمن القول بأن الدين ينشأ عن رغبة ذاتية لهذا الفريق من الناس أو ذاك، سواء كانوا كهاناً أو غير كهان. بل الواقع أن للدين جذوره الاجتماعية الخاصة، كما أن له جذوره المعرفية لما هو واقع فعلاً في تاريخ الفكر الإنساني وتاريخ الدين، من وجود الصلات المتبادلة بين الإيمان الديني والمعرفة البشرية.. - ص 302 [ يقول د عمر فروخ " والنبوة في الإسلام ليست نتيجة خروج آدم من الجنة، بل هي ظاهرة اجتماعية إذ إن الأمم تحتاج بين عصر وعصر إلى من يهديها ويدلها على السراط المستقيم ] - ويستمر المفكر عروة: إن الفئات المعادية للتقدم يهمها ترسيخ كون الدين يظهر منفصلاً عن جذوره الاجتماعية وفي انقطاع مطلق عن قضية الصراع الطبقي بالأخص [أو لنقل المجتمعي]. وفي هذا السياق الأيديولوجي نفسه اجتهد كثير من مؤرخي الإسلام، قديما وحديثاً في أن يجعلوا – أولاً -، من الإسلام بدئا لتاريخ جديد كلياً في حياة العرب منقطاً تاماً من تاريخ حياتهم قبل الإسلام، أي أن جاء كل شيء جاء به الإسلام، من تعاليم وتقاليد ومفاهيم وشرائع، لا صلة له بشيء من ماضي العرب السابق للإسلام، البعيد منه والقريب، ثم اجتهدوا في أن يجعلوا – ثانياَ – تاريخ الفكر العربي مبتدئاً بتاريخ ظهور الإسلام، بحيث يبدوا وكأن العرب لم يكن لهم قبل ذلك ما يستحق أن يذكر من تراث فكري أو ثقافي، وكان الإسلام قد خلق العرب من نقطة الصفر. إن هذه النظرة، إلى الإسلام من جهة، وإلى تاريخ العرب قبل الإسلام من جهة ثانية، تخالف الواقع أولاً، وتعادي العلم ثانياً، وتعارض نصوص الإسلام وتعاليمه وتشريعاته ثالثاً. أما مخالفتها للواقع فمن حيث إن المصادر الكثيرة الموثوق بها تاريخياً وعلميا تثبت أن تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده تاريخ واحد متصل، وإن كل شيء مما ظهر على السطح أو في الأعماق ضمن المجتمع العربي منذ ظهور الإسلام إنما هو امتداد تطوري لما كان عليه في عصور الجاهلية، ولا سيما العهد الأخير منها، عهد القرن السادس و أوائل القرن السابع.
واما معاداة هذه النظرة للعلم فمن حيث أن الموضوعات العلمية التي أثبتت تجارب التطور الحضاري صحتها تنفي نفيا قاطعا نشوء ظاهرة الدين في مجتمع ما، وفي عصر ما، نشؤا فجائيا من خارج اطار التاريخ لهذا المجتمع أو هذا العصر، ومن سياق التطور البشري على الأرض ذاتها. إن العلم الاجتماعي المستند إلى مراقبة القوانين الموضوعية الدياليكتيكيه لحركة التاريخ البشري يثبت ان كل دين من أديان البشرية أنما ظهر ليحمل شكراً غير مكتمل من انعكاس العلاقات الاجتماعية في تصورات الناس وأفكارهم في مراحل معينة من التاريخ. ولذا كان من الخطأ كل تفسير لظهور هذا الدين أو ذاك، بأنه حدث منفصل من مجاري الحياة البشرية العينية على الأرض. فالواقع أنه لم يظهر في تاريخ البشرية دين يتجاوز المستوى المتطابق معه من العلاقات الاجتماعية المعينة. لذا نعود لتوكيد القول بأن كل دين ظهر في التاريخ كانت له جذوره الاجتماعية في الجانب الذي ظهر فيه من الأرض، وكانت له بالقدر نفسه جذوره المعرفية المتصلة بالواقع البشري.
وأما النظرة الى الإسلام التي تقدم ذكرها تعارض نصوص الإسلام
وتعاليمه نفسها، فمن حيث كون هذه النصوص والتعاليم قد تضمنت كثيراً من صور تاريخ العرب في الجاهلية ومن أعرافه وتقاليده وشرائعه وأقرت يعضها وعدلت بعضها الآخر ونبذت منها ما أصبح يتعارض عن وجوده وبقاؤه مع ما كان يتمخض به مجتمع الجاهلية نفسه قبل ظهور الإسلام من ولادة علاقات اجتماعية جديدة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟