الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 173 انتشار ظاهرة الدجل والتزوير بتكرار النقل وإعادة التدوير القسم الثاني

رحيم فرحان صدام

2023 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 173
انتشار ظاهرة الدجل والتزوير بتكرار النقل وإعادة التدوير
القسم الثاني :
روي عن الفيزيائي الفرنسي بيير كوري أنه قال: " قمنا بتقسيم الذرة بواسطة 30 كتاب فقط تبقت لنا في الأندلس. ولو أتيحت لنا الفرصة لفحص مئات الآلاف من الكتب ، التي أحرقها هولاكو خان [الحاكم المغولي الذي أحرق كتب الحضارة الإسلامية] ، لكنا الآن نلعب كرة القدم بين المجرات" .

هذا القول ورد في مقال في صحيفة صباح التركية بقلم طالب تركي بمرحلة الدكتوراه في القانون الدستوري يدعى فرحات صغير FERHAT KÜÇÜK بتاريخ( ٢٩ أيلول ٢٠١٨) .
كاتب المقال وضع الاستشهاد المنسوب إلى بيير كوري بين علامتي الاقتباس ولكنه لم يُشر إلى مرجع!
وسوف نثبت عدم صحة نسبة هذا القول إلى العالم الفرنسي من خلال مناقشة حادثة تدمير المغول للكتب في بغداد في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي .
أسطورة تدمير المغول لجميع الكتب العلمية ببغداد
قبل حادثة تدمير بغداد وبإذن من هولاكو تم إرسال (٤٠٠) ألف مجلد إلى الفلكي المنجم نصير الدين الطوسي بمراغة في فارس. وكان هولاكو يُكِن احتراماً بالغاً للطوسي ويدعمه مالياً. والطوسي كان شديد الولع بكتب العلم لا سيما علم الفلك .
فما قيل عن تغير لون ماء نهر دجلة إلى لون الحبر لكثرة الكتب الملقاة فيه، وأن المغول كانوا يعبرون النهر بخيلهم على أمتان الكتب هو من المبالغات المعهودة عند المؤرخين المسلمين، فمياه النهر الجاري لا يمكن أن يتغير لونها وقوانين الفيزياء لا تسمح بالعبور البهلواني للخيل على الكتب مهما بلغ عددها.
كما أن هناك مكتبات في مدن لم يصلها المغول مثل مكتبة القاهرة التي ضمت (١٨٠٠٠) كتاباً في علوم الآوائل . فضلا عن ذلك المكتبات الخاصة "التي اشتهرت بسبب غنى محتوياتها. لقد كانت ملكاً للأمراء أو العلماء أو الأعيان.
يجب إذن أن لا نعلق على الغزو المغولي كل أسباب إخفاقنا العلمي بل ينبغي أن نتعمق في بحث هذه الأسباب من باب النقد الذاتي لتصحيح المسار والتوجهات.
خلاصة القول أن النشاط العلمي في العصور الوسطى سواء كان في العالم الإسلامي لم يقدم ولا نظرية واحدة تؤدي إلى قفزة في فهمنا للطبيعة أو ابتكاراً تقني يحدث نقطة تحول في تسهيل اي من أساليب ممارسة النشاطات الحياتية.
فبمثل هذا المستوى المتردي على صعيدي العلوم النظرية الطبيعية والتقنيات هل كان بوسعهم تقديم فرضية تجريدية عن إمكانية شطر الذرة أو كتابة قصة خيالية حول التجول أو اللعب بكرة القدم فيما بين المجرات.
حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له؟
ينظر :
1-باقر أمين الورد ، معجم العلماء العرب، المحقق: كوركيس عواد ، الناشر: عالم الكتب - مكتبة النهضة العربية ، سنة النشر: 1986. ص ١٤٠.
2-حسن الأمين : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي ، الناشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية. 1417هـ/1997م. ص 48.

BY FERHAT KÜÇÜK
knowledge-in-circulation-from-east-to-west








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah