الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آتى اليوم الموعود للأمم (5)

راندا شوقى الحمامصى

2023 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خطابه إلى علماء الإسلام

فلنتدبّر الآن تدبّراً أدق تلك الإشارات الخاصة والكلمات التي وجهها الباب وبهاءالله إلى علماء الإسلام مباشرة. إن الباب فكما يشهد كتاب الإيقان قد "أصدر لعلماء كل بلد توقيعاً خاصاً فصّل فيه مراتب إعراض كل منهم وأغراضهم." وحينما كان في إصفهان معقل علماء الإسلام العتيد دعا علماء تلك المدينة ليناظروه دعوة كتابية عن طريق حاكمها منوجهر خان؛ وذلك حتى "يحق الحق ويزهق الباطل" فلم يأنس أحد من جمهور العلماء الذين غصّت بهم مدينة العلم في نفسه من القوة ما يقبل بها هذا التحدي. وأما بهاءالله فقد عبّر بدوره حين كان في أدرنة تعبيراً يشهد به لوحه إلى شاه إيران عن رغبته في أن "يجتمع مع علماء العصر ويأتي في حضور حضرة السلطان بالحجة والبرهان" فندد علماء طهران بهذه الدعوة وعدّوها "ادعاء عظيماً ووقاحة مسرفة "ونصحوا الشاه من خوفهم بأن يعاقب حامل هذا اللوح على الفور. ومن قبل حينما كان بهاءالله في بغداد عبّر عن استعداده للإتيان بأية معجزة يريدها علماء النجف وكربلاء -وهما المدينتان المقدستان من بعد مكة والمدينة في نظر الشيعة- وذلك على شريطة أن يجتمع هؤلاء العلماء ويتفقوا فيما بينهم على معجزة بينهم ويكتبوا وثيقة يتعهدون فيها بأن يؤمنوا بصحة رسالته إذا تمت على يديه معجزتهم، ويوقعوها ويختموها، فلم يجدوا إزاء هذا التحدي جواباً على ذلك الذي رواه حضرة عبدالبهاء في المفاوضات قالوا: "هذا رجل ساحر ولربما فعل أمامنا السحر فلا يبقى لنا عليه كلمة نقولها." ولقد شهد بهاءالله نفسه بذلك فقال: "كثنا اثنتي عشرة سنة في بغداد وكلما أردنا أن يجتمع جمع من العلماء ومنصفي العباد في مجلس يتضح فيه الحق والباطل وتقوم فيه الأدلة لم يستجب أحد." وقال مرة أخرى: "كذلك أردنا في العراق أن نجتمع مع علماء العجم. لما سمعوا فرّوا وقالوا إن هذا إلا ساحر مبين، هذه كلمة خرجت من أفواه أمثالهم من قبل وهؤلاء اعترضوا عليهم بما قالوا. وهم يقولون اليوم مثل قولهم ولا يفقهون. لعمري مثلهم كمثل الرماد عند ربك إذا أراد تمر عليهم أرياح عاصفات وتجعلهم هباءً إن ربك لهو المقتدر على ما يريد."

خاطب الباب علماء الشيعة الكذبة القساة الجبناء الذين لولا تدخلهم -كما يعلن بهاءالله- لرضخت إيران لقوة الله بغتة فيما لا يزيد عن سنتين بحال؛ فقال في قيوم الأسماء: "يا معشر العلماء! اتقوا الله في آرائكم في يومكم هذا فإن الذكر فيكم من عندنا قد كان بالحق حاكماً وشهيداً وأعرضوا عما تأخذون من غير كتاب الله فإن لكم في القيامة على الصراط موقفاً على الحق قد كان مسؤولا."

وتزخر كتابات حضرة بهاءالله بالإشارة إلى علماء المسلمين وهو يتعجب فيقول: "إن سدرة المنتهى تنوح بما ارتكب العلماء وتصيح بأعلى النداء وتندب على نفسها." وهو يكتب في لوح إبن الذئب فيقول: "من أول ظهور ذلك الحزب (أي الشيعة) إلى اليوم كم من عالم جاء ولم يدرك أحد كيفية الظهور. فماذا كان سبب هذه الغفلة؟ لو نذكره لتنفطر أركانهم إن التفكر واجب بل إن تفكر ألف ألف سنة واجب لعلهم يفوزون برشح من بحر العلم وينتبهون إلى ما هم عنه اليوم غافلون." وفي اللوح نفسه يقرر: "إن السحاب الكثيف مظاهر الظنون والأوهام وهم علماء إيران." وكتب في هذا الصدد شارحاً؛ قال: "إنما قصدت من (العلماء) في هذه المواضع التي ذكرتها هؤلاء الناس الذين يزينون أنفسهم بلباس العلم في الظاهر وهم منه محرومون في الباطن." وقال مرة أخرى: "ارتكب علماء إيران ما لم يرتكبه أي حزب من أحزاب العالم."

وكذلك ارتفع صوت عبدالبهاء مركز الميثاق معلناً بالمصائب التي قدّر لها أن تداهم الحزبين السني والشيعي بعد صعوده ومباشرة؛ فكتب يقول: "تتبدل عزتهم بالذلة الكبرى وتنقلب هذه السطوة والشوكة بالقهر الأعظم ويدخلون السجن بدل الإيوان ويتحوّل أوج القمر إلى عقر البئر وتزول البسمة والضحكة ليرتفع نحيب البكاء." وكتب يقول بالإضافة إلى ذلك: "سيذوبون كما يذوب الثلج تحت شمس الصيف."

وكان تفكك نظام الخلافة وفصل الدين فصلاً تاماً عن الدولة التي احتضنت أبرز نظام في الإسلام واضمحلال النظام الشيعي في إيران من النتائج الظاهرة المباشرة للمعاملة التي لقيها أمر الله على أيدي الطائفتين الكبيرتين في العالم الإسلامي.

إدبـــار أمـــر شيعــة الإسلام

لنتدبر أولاً تلك الكوارث التي أشارت إلى إدبار أمر شيعة الإسلام، فهذه المظالم التي لخصت أوائل هذه الصحائف والتي يسأل عنها رجال الشيعة في إيران أولاً وقبل أية هيئة أخرى؛ المظالم التي منها "ناح الرسول (محمد) وصاحت البتول (فاطمة)" على حد تعبير بهاءالله و "حنت الموجودات وتزلزلت أركان المقدسين"! المظالم التي سبكت صدر الباب بالرصاص وانقضت ظهر بهاءالله وأشعلت رأسه شيباً وجعلته يئن من كربه وجعلت محمداً يبكي عليه وعيسى يضرب على رأسه والباب يندب حاله - تلك المظالم لم تكن في الواقع لتمضي دون قصاص. بل كان الله الشديد العقاب يتنظر بعد أن أقسم أنه: "لن أغادر ظلم أحد" ثم أهوى أخيراً بسياط نقمته سريعة مباغتة فظيعة على من ارتكبوا هذه المظالم.

فهذه هي ثورة هائلة في مداها بعيدة في صداها محيرة في انعدام سفك الدماء والعنف في تطورها تتحدى السيادة الدينية التي ظلت روح الإسلام في تلك الديار قروناً عديدة. وتحطم طبقة دينية حيكت بها الحكومة والشعب حياكة متشابكة متداخلة إلا أن هذه الثورة لم تدلّ على هدم الدولة الدينية - تلك الدولة التي كانت تنتظر في أمل ورجاء حتى نفسها الأخير قدوم الإمام المستور الذي يتناول أزمة الأمور من الشاه باعتباره الرئيس الأعلى الذي يقوم مقامه بل ويبسط سلطانه على الأرض جميعاً.

هذه هي الروح التي جاهدت تلك الهيئة الدينية جهاداً جباراً طوال قرن كامل ليسحقها؛ وهذا هو الدين الذي حاولت هذه الهيئة أن تقتلعه من جذوره بكل هذه الوحشية المسرفة يقومان اليوم بدورهما بفضل القوى التي ولّداها في العالم ليزعزعا تلك الهيئة الدينية نفسها ويوهنا قوتها. ذلك النظام الذي امتدت فروعه في كل ميدان ووظيفة وعمل في حياة تلك البلاد. وأخذ حصن الإسلام الذي بدا أنه لا يقهر يهتز من أصوله ويتداعى للسقوط بين سمع أتباع بهاءالله المضطهدين وبعدهم. هذا هو النظام الديني الذي طال اعتقاله لدين الله وبدا في حين من الأحيان أنه قد صرعه صرعة قاضية، يجد نفسه اليوم فريسة لسلطة مدنية أعلى منه كلمة؛ تقضي سياستها المقدرة أن تطبق عليه إطباقاً منظماً لا رحمة فيه ولا شفقة.

فشلت أداة هذه الطبقة النسيج بكل عناصرها ومتعلقاتها من شيوخ إسلامه ومجتهديه وملاليه وفقهائه وأئمته ومؤذنيه ووعاظه وقضاته ومسؤوليه ومدارسه ومدرّسيه وطلابه وقرائه ومعبريه ومحدثيه وذاكريه وعمال زكاته ومقدسيه ومنزويه وصوفييه ودراويشه ومن إليهم - وسقط اعتبارهم سقوطاً تاماً. أما مجتهدوه أولئك الزبانية الذين تمتعوا بفتوى الحياة والموت؛ والذين انفردوا أجيالاً عديدة بتكريم يقارب تكريم السلاطين، فقد تقلص عددهم إلى نفر قليل تافه محزن. وأما مفتوه المعمّمون الذين: "زينوا رؤوسهم بالأخضر والأبيض وارتكبوا ما ناح له الروح الأمين." على حد تعبير حضرة بهاءالله - فقد اكتسحوا بلا رحمة جميعاً إلا حفنة منهم أرغموا اليوم اتقاء لهياج الأهلين الفسقة على أن يرضخوا للإهانات التي يتعرضون لها وهم يحاولون الحصول من السلطات المدنية على إجازة ارتداء تلك الرموز البائدة الدالة على سلطة بائدة. أما بقية الطبقة المعمّمة سواء أكانوا سادة أم ملالي أم حجاجاً فلم يرغموا فقط على أن يستبدلوا بتاج رأسهم المبجل القبعة الأوروبية التي كانوا هم يلعنونها منذ عهد ليس بالبعيد؛ بل أرغموا كذلك عل أن يطرحوا ألبستهم الفضفاضة ويدخلوا في الألبسة الأوروبية الضيقة التي عارضوا في استحداثها ببلادهم معارضة عنيفة منذ جيل واحد مضى...

نعم، تلك "القباب الزرقاء والبيضاء" - كما كنى حضرة عبدالبهاء عن عمائم علماء إيران الضخمة الراسخة قد "انقلبت رأسا على عقب"، وانسحب من أصحابها العلماء المتكبرون المتعصبون الخونة الأوفياء الذين "كان زمام الملة في قبضة اقتدارهم" والذين كانوا "في القول فخر العالم وفي العمل خزي الأمم." انسحبوا إلى منازلهم بائسين لما أدركوا بؤس أوضاعهم وانزووا فيها منكسرين ليعيشوا فيها عشة ضنكاً. أما وقد بلغ منهم العجز والبؤس مبلغه هذا فقد قبعوا يلاحظون أفاعيل عملية لا تزال تمضي إلى غايتها بعد أن قلبت سياستهم رأساً على عقب وخرّبت ما عملوه تخريباً.

ويستعرض حضرة شوقي أفندي زوال أبهة أمراء الدين الإسلامي وجلالهم وأصبحت فتاويهم قصاصات من الورق وتلاشت مناظر الصلوات الخلابة وهجرت المنابر وانتزعت من أيديهم الأوقاف الشاسعة ودفنت المجلدات العديدة التي صنفها المفسرون والتي نتجت عن مجهود ضائع وعقول ضالة التي حكم عليها أشد مفكري العصر الحاضر تنوراً بأنها مؤلفات تضيّع المعرفة الصحيحة، وتنمي الخرافات ولا تصلح إلا للنار.

لقد استحقت هذه الجماعة الخبيثة ما تردت إليه من خزي فقد طفقوا يتجاهلون في إصرار حكم الفناء الذي خطته اصبع حضرة بهاءالله فتابعوا طريقهم الوبيل ما يقارب المائة عام حتى قرعت أجراس فنائهم في الوقت المحدد. تلك القوى الروحية المسطورة التي طفقت وهي تهاجر (؟) فجر نظام دينه العالمي - تزعزع من أركان نظم الجنس البشري العتيقة وتلقي بها في أحضان مثل هذا الإضطراب.

زوال الخلافـــــة

ولقد احدثت هذه القوى نفسها - وهي تعمل في ميدان مجاور - ثورة أكبر ظهوراً واقرب إلى الصميم تنتهي باضمحلال الخلافة - وهي أقوى نظام في العالم الإسلامي بأسره - وزوالها. وتلا هذا الحادث الخطير الدلالة فصل يسمّى كاملا لبقايا العقيدة السنية في تركيا عن الدولة. وتمدين الجمهورية التي قامت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية الدينية. وتلقى مذهب السنة لطمة أشد وقعاً وقسوة من تلك التي تلقتها شقيقته في إيران في الوقت نفسه تقريباً.

تمتع الخليفة الذي أقام نفسه مقام نبي الإسلام بسلطان روحي، وأحيط بقداسة لم يكن شاه إيران يدعيهما أو يحوزهما، وكان مجال نفوذه الروحي يمتد إلى بلاد خارج نطاق إمبراطوريته وينبسط على الأغلبية الساحقة من المسلمين في أرجاء العالم، كما أنه كان (بوصفه نائب النبي على الأرض) يعد حامي حمى المدينتين المقدستين: مكة والمدينة والمدافع عن الإسلام والمروج له وقائد أتباعه في أية حرب دينية يدعون لشنها.

وكان من نتائج إلغاء السلطنة في تركيا أن حرمت هذه الشخصية المقتدرة الجبارة المقدسة بادئ الأمر من تلك السلطة الزمنية التي كان أقطاب السنة يعدونها من مستلزمات منصبه السامي. وسرعان ما أذيع على العالم السني أن الخلافة نفسها قد أزيلت وأن الدولة قد تبرأت منها تبرءا تاماً، وتنازل الأتراك الذين كانوا قادة العالم الحربيين منذ اضمحلال أمر العرب والذين حملوا راية الإسلام حتى أبواب فيينا عن قيادتهم.

ولم يفلح العالم السني -رغم جهوده المستميتة- في تعيين خلف له يتولى سدانة عباءة رسول الله ورايته -وهما رمز الخلافة المقدسين- وإن حرم من سيف القيادة؛ فعقدت المؤتمرات ودارت المباحثات الطويلة والتأم مؤتمر الخلافة في العاصمة المصرية مدينة الفواطم لا لشيء إلا ليعلن المؤتمر للناس اعترافه بالفشل الذريع اعترافاً شديداً وهو "أنهم اتفقوا على ألا يتفقوا."

إلا أن هذا لم يكن هو كل شيء. ذلك بأن زوال الخليفة -وهو الرأس الروحي لما يقارب المائتي مليون من المسلمين- جرّ في أعقابه -إبطال الشريعة في نفس البلاد التي كالت للإسلام هذه الضربة اللازمة وتجريد المؤسسات السنية من أوقافها وابتداع القانون المدني وتضييق الخناق على الفرق الدينية وإلغاء الإحتفالات والتقاليد التي لقنها الإسلام؛ وتلاشى شيخ الإسلام وحاشيته من المفتي والقاضي والحجة والشيخ والصوفي والحاج والمولوي والدرويش ومن إليه بضربة أشد عزما وأفضح أمراً وأثقل وقعاً من تلك التي كالها الشاه وحكومته للشيعة. وهجرت مساجد العاصمة وكانت فخر العالم الإسلامي ومجده وحول أجملها واشهرها (مسجد أياصوفيا) إلى متحف.

ويستشهد حضرة شوقي أفندي في المصير الذي داهم طائفتي الشيعة والسنة بحديث الرسول: "سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا اسمه ولا من الإسلام إلا رسمه. فقهاء ذلك الزمان شر الفقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود." وقال أيضاً: "... فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ويجعل بأسكم بينكم ويبقى الدين لفظاً بألسنتكم فإذا أوتيم هذه الخصال، توقعوا الريح الحمراء أو مسخاً أو قذفاً بالحجارة."

نذيــر إلى الأمم كافــــة

لحق هذا القطيع من رجال الدين المنحطين الذين وصمهم حضرة بهاءالله بأنهم: "علماء الارتياب" و "مظاهر سلطان الظلام الدنيئة" و "الذئاب" و "الفراعنة" و"مراكز نار الجحيم" و "الوحوش الضارية المفترسة لنفوس البشر" والذين شهدت أحاديثهم بأنهم منبع الضلال وضحاياه أقول لحقوا بأبناء الملوك والأمراء وصغار الأمراء الذين سقطت بيوتهم - شاهداً ونذيراً إلى الأمم كافة بما سوف ينزل -إن عاجلاً أو آجلاً- بمقتدري الأرض الملكيين أو الدينيين على حد سواء من أولئك الذين قد يتجاسرون بتحدي وسائط قوة الله او اضطهاد مظاهر قدرته.

هذا الإسلام المنتج لدين حضرة بهاءالله والظالم له في وقت واحد قد بدأ -يتلقى لطمات هذا الدين القاهر الظافر إذا نحن قرأنا علامات العصر قراءة صحيحة- وإننا لا نحتاج إلا إلى أن نتذكر تسعة عشر قرناً من البؤس والضنك والحرمان قدرت جزاء لمن اضطهدوا إبن الله مدة لا تتجاوز ثلاثة أعوام قصار حتى نتساءل ومشاعر الفزع والهلع تنتابنا عمّ سوف ينزل إذاً بهؤلاء الذين طفقوا "يعذبون الأب في كل آن بعذاب جديد." مدة لا تقل عن الخمسين سنة والذين أرغموا مبشره -وهو المظهر الإلهي القائم بذاته- على أن يرتشف كأس الشهادة في ظروف مفجعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم