الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على من يقع اللوم ... كل اللوم

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2023 / 7 / 23
المجتمع المدني


غالبا لكل فرد وطن ، وفي وطنه له سكن ، وفي سكنه له جيران ، وفي حياته له أصدقاء ، قد يكون الاصدقاء من الجيران القريبين ، او يكونوا في مناطق أخرى ، قد يصادف ان يكون احد الجيران سيء ، لكن الاخر جيد ، وقد يحرص الانسان ان يحافظ في علاقاته مع الجيران لتستمر الحياة في افضل حالاتها لأنه جار و الجار دائم طالما نحن في السكن . اذ توصي شرائعنا و ديننا وتقاليدنا ان نهتم بالجار وبالمقابل سينعكس تعاملنا مع جارنا على سلوكه معنا ، وبنفس السياق كذلك التعامل مع الصديق وليس المقصود الصديق الصدوق بل أصدقاء الظروف و المجاملات و التعاملات العامة .
كذلك الوطن ، له جيران ، وله أصدقاء ، فما حال العراق مع جيرانه و اصدقاءه. ليس من الصعوبة ان نستعرض جيران العراق فأنهم كالتالي :
الشرق ايران
الجنوب الكويت و السعودية
الغرب الأردن و سوريا
الشمال تركيا
ولو نستعرض علاقات العراق مع جيرانه.
ولنبدأ بايران ، وعلاقة العراق بأيران متوترة منذ سنين طويلة جدا و الخلافات تاريخية تنوعت في مداها من الحروب و التهديدات و إجراءات من مختلف أنواع الخبث والاذى . رغم ذلك هناك جمهور عراقي واسع يركع لأيران ويحبها وتطيب نفسه في كل ما تفعله ايران مع العراق من اذى و ضرر ، من نهب الثروات وبث الفتنة و الفرقة وتعطيل عجلة التقدم الحضاري بمختلف صنوفه ليتسنى لها (ايران) ان تمتلك زمام السيطرة و السيادة على القرار العراقي. هذا من بعض ما يمكن ذكره اذ ان ايران وبأختصار تعتبر العراق الفسحة الخلفية لأيران .
اما الكويت فحدث ولا حرج اذ ان العلاقة مع الكويت مبنية على حرص الكويت على إيقاع الأذى والضرر بالعراق أينما كان ذلك ممكنا حتى بعد انتهاء التحالف الذي شن الحرب على العراق عام 2003 لتحرير الكويت من الغزو العراقي. كلنا نعلم ان احتلال الكويت كان تهور عراقي لكن سلوك حكام الكويت قائم على أساس عقدة ان العراق مهيمن عليهم وانهم يجب ان يسلكو كل ما امكن لتصغير العراق واهانته كوسيلة للشعور بالعظمة
اما المملكة العربية السعودية فالعلاقة معها متذبذبة بين سيئة و معتدلة واغلب أسباب الخلافات دينية مذهبية مبنية على الطائفية وطبعا نابعة من العراق بسبب الدافع الديني المذهبي الذي يدفع به و يشجعه نظام الملالي في ايران.
اما الأردن فعلاقة العراق مع الأردن أيضا متذبذبة لأنها محكومة بمزاج الملك الأردني والضغوط التي تمارس عليه لفرض أسلوب معين للتعامل مع العراق. والعراق يحاول من حين لأخر طرق باب العلاقات الطيبة لأدامة العلاقة مع الأردن بشكل جيد ، اذ ان الأردن بوابة العراق نحو العالم ومنفذها للسفر و الحصول على الفيزا و تهريب العملة و تعتبر تجمع مثالي للمعارضة و للهاربين من الفوضى او الهاربين من اعين الرقابة وغيرهم كثير . لذلك فالاردن مرحبة لكل هذه الأطراف لما تقدمه هذه الأطراف من عملة مالية جيدة للخدمات التي تقدمها الأردن للعراقينن.
اما سوريا فقضيتها تختلف نوعا ما فالسوريين (كشعب) ما من شك يكن للعراق كل الود والحب و الاحترام و التقدير فالشعبين عاشا في تاريخ مشترك مبني على التعاون و التأخي والجيرة الحسنة الا ان السياسة فعلت فعلها و خربت النفوس المتربصة للقفز على سلطة الحزب والمناصب السيادية و الإدارة الحكومية وقد تضررت العلاقات العراقية السورية خلال العقود الثمانية الاخيرة (منذ الخمسينات) وبدأ ثورات الاستقلال والانقلابات بعد انهيار الدولة العثمانية وظهور الأحزاب والحركات الثورية السياسية . فكان حزب البعث السوري ثم العراقي ثم الصراع بين قيادات البلدين نحو زعامة الحزب و السيادة الحزبية المطلقة.
اما تركيا فصفحات الخلافات العراقية التركية ليست افضل حالا من بقيتها فالخلافات متأصلة من سنين قديمة برزت للعيان منذ استقلال العراق وفرض بريطانيا قبول تركيا بالتخلي عن أراضي العراق في الموصل وكركوك بأستبيان شكلي. وقد تم إقرار ذلك وفرضه على تركيا في مؤتمر لوزان في سويسرا عام 1922 بعد اقل من شهر من موتمر سيفر الذي رفضه مصطفى كمال اتاترك. وبهذا تم انتزاع ادارتهما من تركيا وضمهما الى العراق ، إضافة الى مشاكل تنظيم حصص المياه وانابيب تصدير النفط العراقي و تحركات اكراد حزب العمال المشبوهة شمال العراق و المعادية لتركيا .
بعد هذا الاستعراض لدول جوار العراق فأننا نجد ان علاقات العراق مع جيرانه في توتر مستمر ، تهدأ أحيانا وتشتد أحيانا أخرى الا انها لا ولم تصل الى العلاقات الأخوية الطبيعية وانما دوما شد و ارخاء مع توتر مستمر خصوصا في مجال حصص المياه التي اصبت شحيحة في العراق هذه الأيام .
المشاكل لم تقف هنا ، فالعراق مثلما له جيران فهو يتعامل مع دول أخرى خارج الجوار العراقي ولنطلق عليهم الاشقاء و الأصدقاء وهم كثيرون و الحمدلله ، لكن هل علاقة العراق مع اشقاءه و اصدقاءه جيدة ؟ . بسهولة سيكون الجواب واضحا اذا ما تذكرنا في الماضي القريب حين تحالفت 33 دولة لمحاربة العراق ، وطبعا هؤلاء لايمثلون العالم كله لكنهم القوى المؤثرة فيه فدول العالم الثالث وما دونه لا تستطيع معارضة الأغنياء الأقوياء اذا ما شكلو تحالفا ضد العراق المكروه دوليا والذي صدرت بحقه (من مجلس الامن و الأمم المتحدة و الاتحاد الأوربي وغيرهم) في الثمانينات و التسعينات قرارات انهكت سلفا سالفين العراق واستهلكت عائداته النفطية في التعويضات التي أصبحت اميركا وصيه على كل واردات نفط العراق (وهي اكثر من95% من إيرادات العراق) و استخدمت أموال العراق المودعة لدى الوصي الامريكي في تسديد تكاليف الحرب من المعدات العسكرية و الذخائر إضافة الى تعويضات قتلى دول التحالف وتعويضات الاضرار التي تسبب بها العراق في غزوه للكويت وقبلها مأسات ايران ولا داعي للخوض في حرب ايران فلها قصص و قصص لا تنتهي. من المؤسف ان نواجه هذه الوقائع التي كلنا نعلم انها لا تتلائم مع كيان العراق عبر تاريخه الطويل منذ الاف السنين ، فالعراق هو من علم البشرية الكتابة و معنى الحضارة و الرقي ، فأرث بلاد ما بين النهرين مسطر في مكتبات العالم و اثاره مكدسة في متاحف العالم وقصص و اساطير الاولين لا تخلو من ذكر بغداد و بلاد مابين النهرين. والعراقيين يقتاتون من حب الوطن واسم العراق تاج على رأس كل عراقي شريف و وطني ويمتاز بالصفات العراقية المعروفة من الغيرة و النخوة والشهامة والكرم و الجود والتضحية بالنفس من اجل الوطن وعز الشعب . لكن علينا مواجهة الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم.
أذن بالنتيجة أخبرني أيها القاري عن تساؤلين اثنين
1- من هم أصدقاء العراق الأن ؟
2- لماذا العراق أصبح بهذا الحال؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال 95 ليبيًّا في معسكر تدريب سري في جنوب إفريقيا


.. مراسل الجزيرة: دبابات الاحتلال تطلق النار على خيام النازحين




.. غرق خيام النازحين وشوارع ولاية كسلا شرق السودان


.. الأمطار الغزيرة تزيد أوضاع النازحين السودانيين صعوبة




.. المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة: مجلس الأمن فشل في الحد