الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمهات الأمس،أمهات اليوم

عائشة التاج

2023 / 7 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أمهات الأمس ،أمهات اليوم :
البعض منا، وهو يريد التعبير عن تمجيده لامهات العشريات السابقة،ولدورهن في تربية الأبناء يفعل ذلك مقارنة مع أمهات اليوم مبخسا لاداء هؤلاء ويؤكد على أهمية امية الأوائل التي تساهم حسب رأيه في هذه الفاعلية .....
يتلو هكذا تدوينات نوع من الشتم ازاء أمهات اليوم قد يصل درجة العنف اللفظي....وأحكام القيمة الخ.
في الحقيقة الام هي الام، تتفاني في رعاية أبنائها عطفا وحنانا حسب الامكانيات المتاحة وحسب السياق العام.
والمقارنة لا تستقيم خارج هذه الَمحددات...
هل نجح فعلا الآباء الأميون و الأمهات الاميات في إعداد أبنائهم ن أحسن أعداد وما هي معايير هذا النجاح يا ترى؟
وهل ينعكس ذلك على ازدهار المجتمع و أخلاقيات المجتمع في الإدارة والسوق والمعمل وفي السياسة والحياة العامة َوالعلاقات الاجتماعية هنا والآن؟
واذا افترضنا حضور هذا النجاح المفترض الذي يتغنى به كهول وشيوخ اليوم، هل هو نتيجة حصرية لدور الآباء ام يا ترى هناك محددات أخرى تعود لسياق تلك الفترة....
نعرف جميعنا ان التربية و التنشئة عملية جد معقدة ولها روافد جد مختلفة
وخطاب الحنين للماضي و تمجيده ظاهرة جد منتشرة لدي الكهول والشيوخ... و بعض الشباب وهي عادية جدا لانه كلما راينا ان قطار حياتنا يكاد يصل للنهاية احتمينا بالماضي وانجازاته لنطبطب قليلا على نفسيتنا كما يقول المصريون...
ويوجد مع هؤلاء الشيوخ و الكهول شباب ذي عقول سلفية من باب التبعية ليس إلا...
المقارنة لا تستقيم بتاتا خارج محددات كل حقبة....لكل زمن رجاله ونساؤه وادوار كل منهما حسب الحيثيات العامة
كل التحية لأمهات الأمس على صبرهن الذي كان بالتأكيد على حساب انفسهن.... وهن يقمن باعمال جد شاقة لا يتمناها لابناء اليوم الا من في نفسه شيء من حتى
من ينشر صورة لامرأة قروية تحمل ركامات الخشب فوق ظهر منحني وتقطع المسافات الطويلة. ويطرحها كنموذج للام الناجحة ويتماهى مع طرحه العشرات ،فلا شك ان هناك نوع من التشويش في هكذا نموذج حسب الصورة وتجلياتها ،اذ لا علاقة هنا. ما بين حمل الحطب والأمومة .
يمكن ان نتعاطف مع هذه السيدة التي تقوم بأعمال شاقة لضمان التدفئة ،لكن ان نطرح هذا الدور كنموذج يحتذى به فتلك سادية ليس الا
فما لا يريده الشخص لنفسه لا يتمناه لغيره
والأعمال الشاقة ،لا أتمناها لاي كان سواء رجلا او امرأة .
كل التحية أيضا لأمهات اليوم لانهن يساهمن في جودة حياة أسرهن ماديا ومعنويا...
أمهات اليوم أكثر فاعلية في مواكبة تمدرس أبنائهن لانهن متعلمات ،
أمهات اليوم يعرفن أصول التربية اكثر ويحرصن على احترام حقوق أطفالهن كي لا يتركن لديهم جروحا لا تندمل...
أمهات اليوم يصرفن على أبنائهن خلال كل مدة التمدرس
ويقمن بادوار اكثر تعقيدا
ومما لا شك فيه ،ان آباء اليوم و امهات اليوم اكثر إلماماً بدور الوالدية ،نظرا لما يتيحه الزمن الحالي من وسائل ومعلومات ،
وللأسف هناك من يستعمل تقنيات لحاضر ومكاسبه التكنولوجية والمعلوماتية لنشر أشياء لا تتماشى مع المنطق السليم
ويظل وجدان الام متدفقا بالعطف والحنان في كل زمان ومكان
وأية ام تقوم يدوها كما يجب تستحق التنويه
والأمر سيان للاب وكل من يقوم بدوره في الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية