الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلويون في سوريا و تحديات المرحلة الراهنة

حمدي شريف

2006 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تواجه الطائفة العلوية في سوريا و العالم أحد أهم التحديات التي واجهتها خلال مسيرة حياتها إن لم يكن أهمها على الإطلاق و تعود أهمية هذه المرحلة لكونها مرحلة إعادة تكوين الشرق الأوسط من جديد و في ظل احتدام الصراع بين الشرق و الغرب و دخول العراق في المجهول و عدم حسم المعركة في لبنان حتى الآن لذلك باتت سوريا هي الفصل فإذا حسمت فيها المعركة لمصلحة إيران ستحسم لها في لبنان لمصلحة حزب الله و في العراق لمصلحة فيلق بدر و إذا حسمت لصالح أمريكا ستحسم لها في لبنان لصالح قوة 14 آذار و في العراق لصالح القوى الديمقراطية العلمانية لذلك لن يتراجع أي طرف من الطرفين أو يتهاون في مسألة حسم معركة سوريا لأنها لا تعني سوريا وحدها بل تعني الشرق الأوسط كله و هنا يضع بشار الأسد الطائفة العلوية في المكان الخطأ بدلاً من أن تكون على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في الشرق و الغرب كما كانت أيام والده الجميع يطلب ودها و يريد رضاها اتخذ موقف مع أحد أطراف النزاع مما جعل الطائفة في قلب المعركة لذلك فهي تواجه عدة تحديات لكي تتمكن من الخروج من هذا النفق المظلم أهمها :
1- تحدي الخوف من العلويين و الخوف عليهم : هذا التحدي قديم جديد حيث اعتدنا بين الفترة و الأخرى أن نسمع ما يخوفنا من العلويين كتخوينهم أو عمالتهم أو تعصبهم و كل هذا الكلام ليس له أساس من الصحة حيث أن الطائفة العلوية الكريمة لا تشكل خطر ديني ضد السنة لأن لديهم العلوي لا يصبح علوي إلا بالوراثة أي لا يوجد عندهم دعوة علوية و هذا الكلام واضح فرغم حكمهم لسوريا لعشرات السنين إلا أنهم لم يغيروا البنية السكانية فيها و لقد كانت الطائفة العلوية تاريخياً جزء لا يتجزأ من الشعب العربي المسلم لها ما له و عليها ما عليه و لقد دفعت الكثير خلال القرون الماضية فهي وقفت ضد المغول و دمر المغول دولتهم الأولى أي أن العلويين لم يتآمروا على بلادهم كما فعل غيرهم و كذلك وقف العلويين ضد الصليبيين و خاضوا عشرات المعارك ضدهم في طرطوس و اللاذقية و كان العلويون كذلك ضد الوجود التركي في البلدان العربية و قدموا آلاف الشهداء و لقد و قف العلويون موقف وطني ضد الاستعمار الفرنسي و خاضوا ضده عشرات المعارك حتى أن مناطقهم كانت تتمتع بالحكم الذاتي و بعد الاستقلال وقفت الطائفة العلوية مع الخيار الوطني ضد التخلف و الرجعية و الاستبداد أما بالنسبة للخوف عليهم و الذي تروجه الآن المخابرات الشرقية في الساحل السوري فهذا لا أساس له من الصحة لأنهم يوهموهم بأن مصير سوريا سيكون كمصير العراق أي أن الطائفة العلوية ستكون ضحية الإرهاب و هذا الكلام بعيد عن الصحة لأن من يقوم بأعمال العنف ضد الشيعة بالعراق هو تنظيم القاعدة الذي يتزعمه بن لادن من بن لادن إنه ابن إحدى بنات الطائفة الكريمة فهل يقتل أتباعه أخوال قائدهم أما إذا كانوا يخوفون الطائفة العلوية من أعمال فيلق بدر أو جيش المهدي فهذا ممكن لان لا الصدر و لا الحكيم أمهم من سوريا أو من العلويين يخوفون الطائفة العلوية من السعوديين و نسوا أن اقتصاد المنطقة الساحلية يعتمد بشكل كامل على السياح السعوديين و ليس على السياح الإيرانيين و نسوا كذلك أن هنالك آلاف العلويين يعملون بالمملكة العربية السعودية غايتهم الوحيدة تحسين وضعهم المادي أما بعض العشرات اللذين ذهبوا إلى إيران ماذا يعملون بعد عودتهم إلى سوريا سوا نشر الفرقة و الحقد و نقل المعلومات عن بلدهم للغرباء و نسوا أن هنالك أكثر من مئة أمير سعودي من آل سعود أمهاتهم من علويات سوريا و من الممكن أن يكون أحد ملوك السعودية في المرحلة القادمة من أم علوية عربية سورية أما في بلاد الفرس فهل يوجد فيهم أي مسؤول أمه علوية أو عربية أو سورية و كيف عامل الفرس العرب عبر التاريخ الأسود لعلاقات الفرس مع العرب بمختلف طوائفهم و فئاتهم إذاً الخوف ليس من أطماع المملكة التوسعية بل من أطماع الصفويين التوسعية مع العلم أن الشيعة لا يعترفون بأي مذهب سوى مذهبهم و لديهم تمسك شديد بمسألة قتل المرتد أي كل من يخالفهم بالرأي و دولتهم دينية علناً تستمد شرعيتها من الله مباشرةً يخوفون الطائفة من الغرب أمريكا فرنسا بريطانيا نسوا أن هذه الدول كان لها دور كبير في تعليم أبناء هذه الطائفة و في وصولهم إلى أعلى المراتب العلمية و المناصب العالمية ونسوا أن غاية هذه الدول هي فقط نشر الديمقراطية التي توصل أبناء الأقليات إلى أعلى المناصب كما في الهند حيث رئيس الوزراء من أقلية السيخ و الرئيس من الأقلية المسلمة و كما في أمريكا كيف ينافس مواطن من أصل كيني على رئاسة اكبر دول العالم و يقربوهم من إيران التي لا هم لها سوا نشر التشيع و الفوضى يخوفون العلويين من المعارضة السورية و التي لا هم لها سوى المحافظة على استقرار سوريا و أبعادها عن دائرة الصراعات الدولية و يحببوهم بالنظام الذي لا هم له سوى إدخال سوريا في الصراعات و التي سوف تنشر ببلدنا الفوضى و بالتالي سيخسر العلويين كل مكتسباتهم و بالتالي من ماذا يجب أن تخاف الطائفة العلوية و من يجب أن يخاف منها إن من يخاف من العلويين هم أعداء الوطن و العروبة و من يجب أن تخاف منهم الطائفة العلوية هم كذلك أعداء الوطن و العروبة .
2- التحدي الثاني تصحيح أخطاء الماضي و أثبات الولاء الوطني : لقد ارتكبت الطائفة العلوية في العشرين سنة الأخيرة من حكمها لسوريا أخطاء كبيرة يجب عليها تصحيحها فوراً فعلى سبيل المثال الجيش السوري معظمه من العلويين و لا يسمح لغير العلويين بدخوله هذا غير مهم المهم الخدمة العسكرية الإلزامية و التي يجبر الشباب السوري عليها من شرق سوريا إلى غربها من شمالها إلى جنوبها يخدمون في الجيش عند الضباط العلويين اللذين يذلوهم و يظلموهم و يستفزوهم مالياً و معنوياً مما ولد ردات فعل عند كل فئات الشعب السوري ضدكم لذلك يجب عليكم فوراً إلغاء الخدمة الإلزامية و ما ينطبق على الجيش ينطبق على الأمن استأثروا بقوى الأمن و لكن لا ترهبوا الناس بها دعوها في أيديكم و لا تلوثوا أيديكم بدماء إخوانكم من أبناء الوطن فلتكن هذه القوة لحماية المواطنين لا لتخويفهم و بذلك يصبح الشعب السوري مدين لكم بأرواحه لا أرواحه في أيديكم و الأهم من هذه وتلك هي المؤسسة الدينية السنية أرفعوا أيديكم عنها يكفيكم لعب بالنار ضعوا مشايخ ترضون عنهم لكن فليكن لديهم الحد الأدنى من الشرف و الكرامة و الاستقلالية لكي تستطيعوا أن تعتمدوا عليهم و يجب عليكم إيقاف عملية سرقة الأوقاف السنية و محاسبة من يقوم بذلك و ليس التسهيل له و يجب عليكم أن تعرفوا أن الفرنسيين و الأتراك تركوا المؤسسات الدينية تتمتع باستقلاليتها فكيف بكم أنتم أبناء البلد هذا بالإضافة إلى إغلاق ملف أحداث الثمانينات على الأقل بدفع بعض التعويضات و بعزل من تلوثت أيديهم بدماء إخوانكم السوريين من المناصب العليا و بذلك تستطيع الطائفة العلوية من إعادة كل أوراق اللعب التي فقدتها إلى يديها.
3- التحدي الديني : و هو التحدي الأهم الذي تواجهه الطائفة العلوية حيث يقوم بعض المتنفذين و المتنفعين من أبناء الطائفة بتسهيل المد الشيعي الصفوي داخل الطائفة العلوية و هذا أمر خطير جداً لأنه يفقد الطائفة الآلاف من أبناءها كما حدث زمن الاستعمار الفرنسي عندما شقوا الطائفة العلوية و اخذوا منها المرشديين و النصارى الجدد اللذين لم يعودوا إلى دينهم الأصلي بعد رحيل الفرنسيين فإذا كان في تلك الفترة الفقر و الجهل سبب شق الطائفة فما السبب الآن و أين وجهاء الطائفة و مثقفيها مما يجري لإخوانهم و أهلهم و وطنهم نتيجة شق الطائفة العلوية و نشر التشيع في سوريا و على حساب من ستكون مكاسب الشيعة مستقبلاً في سوريا و لمن سيكون ولاءهم و يضاف إلى ذلك توريط الطائفة في مواجهة بين الشرق و الغرب لا ناقة لها فيها و لا جمل يضاف إلى ذلك أن الطائفة الآن بأمس الحاجة إلى مجلس ديني أو مرجعية دينية علوية يكون لها موقف لأن جمع بين المرجعيتين الدينية و السياسية في رجل واحد هذا يحمل الطائفة كلها أخطاء هذا الرجل و يجب أن تكون مصلحة الطائفة و الوطن فوق مصلحة أي فرد مع العلم أنه الآن لم يبقى في العالم كله سوا العلويين لا يملكون مرجعية دينية منفصلة عن المرجعية السياسية من البوذيين شرق إلى اللاتينيين و البروتستنت غرباً مروراً بالسنة و الشيعة و الدروز و الموارنة في الوطن العربي .
و يجب على الطائفة العلوية أن تعلم أن النظام السوري أصيب بسرطان هذا العصر أمريكا و الذي سيقتل مريضه لا محال و خاصةً إذا كان هذا المريض بعيد عن رجال الطب و الدين و لذلك يجب علينا مواجهة تحدي الخوف منا و الخوف علينا و يجب علينا تصحيح أخطاء الماضي و حماية الطائفة من الاختراقات الدينية الخارجية و يجب على الشعب السوري كله الوقوف مع الطائفة العلوية في مواجهة التحديات التي تحيط بها لكي تخرج الطائفة العلوية منها منتصرة و بالتالي ينتصر الوطن و كلنا ثقة بالشرفاء السوريين من العلويين و السنة و النصارى و الدروز عشتم وعاشت سوريا حرة سيدة أبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah