الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون وأزمة الحديث النبوي

رياض قاسم حسن العلي

2023 / 7 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ربما الخليفة الثاني هو أول من ابتكر مقولة يكفينا كتاب الله في رزية الخميس المشهورة في التاريخ الإسلامي، والغريب في الأمر أن السلطة الحاكمة بعد وفاة النبي الأكرم منعت تدوين الحديث كيلا يختلط مع القرآن كأن المسلمين لا يفرقون بين القرآن وبين الحديث من ناحية اللغة على الأقل، المهم، أن الحديث النبوي تضخم وتوسع وصار مهنة لمن لا مهنة له حتى أن أحدهم روى عن النبي أكثر من 5000 حديث وهو لم يصحب النبي إلا أربع سنوات فقط، وتنقل لنا كتب التاريخ حكايات كثيرة عن وضاعي الحديث وكيف ساهمت السلطات الأموية والعباسية في وضع الحديث لأسباب سياسية وكذا فعلت الفرق المعارضة وان بدرجات أقل حتى نشأت في الفكر الإسلامي وظيفة الجرح والتعديل وهي الوقوف على حياة الرواة ودرجة عدالتهم وذلك لتصفية هذا الكم من الأحاديث وفرز المتواتر والحسن والصحيح من المرسل والضعيف والموضوع والمدلس ولكن مع كل ذلك الحرص تسرب الكثير من الأحاديث التي يشك بأنها صدرت عن النبي الأكرم حتى في الكتب التي سميت بالصحاح وظهر بعض الباحثين من دعا إلى مراجعة هذا الصحاح لأنه لا يكفي ان يعتمد على السند فقط لقياس صحة وحسن الحديث بل لا بد من وضع الحديث على مجهر المختبر المنهجي وعرض الحديث على القرآن او العقل ومن هؤلاء الكاتبين المغربي رشيد ايلال والسوري زكريا اوزون.
لذا ظهرت فرقة تنادي بالاعتماد على القرآن وحده دون الأحاديث النبوية ومن هؤلاء الشاعر والمتكلم والفقيه إبراهيم النظام حيث أسس مدرسة فكرية رفضت سلطة الأحاديث واعتمدت على القرآن وحده لكن هذه المدرسة لم تجد لها صدى واضحا لدى الآخرين حتى أن المعتزلة الذين روجوا لهذه الفكرة لم يستمروا كمنهج فكري حيث قمعوا وانتهت مدرستهم بلا رجعة.
لكن الذي لابد من قوله هنا إن بعض المسلمين الزموا أنفسهم بما لا يلزم حيث قرروا بصحة بعض كتب التدوين الحديثية كما ذكرنا وهذا الأمر قلص كثير من حرية البحث والتحري في صحة كتب الصحاح هذه وهل أن كل ما ذكر فيها هو كل الحديث النبوي ولماذا استدرك الحاكم النيسابوري عليها بنفس شروطها بل أن من قرر أن هذه الكتب صحيحة هل يملك أهلية هذا القرار وهل أن هذا القرار يمنع الآخرين من قول شيء مختلف.
وأعتقد أن أحمد بن حنبل والمجلسي قدما خدمة جليلة للفكر الإسلامي بما جمعاه من الأحاديث النبوية وأحاديث أئمة أهل البيت مما يعطي للباحث قدرة ومساحة واسعة للبحث والتحري ويمكن الاستناد إلى كتب الجرح والتعديل عند الفريقين لمعرفة أحوال رجال الحديث وكذلك عرض الحديث على القرآن لمعرفة مدى توافقه معه حيث ذكر الكليني في الكافي (وقال في أصول الكافي بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب الناس بمنى فقال: "أيها الناس، ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم عني يخالف كتاب الله فلم أقله) وقال الشيخ المفيد في كتابه المسمى ب" تصحيح الاعتقاد ": (وكتاب الله تعالى مقدم على الأحاديث والروايات، وإليه يتقاضى في صحيح الأخبار وسقيمها، فما قضى به فهو الحق دون سواه) ولعمري فإن هذه القاعدة هي المعيار الذهبي في قبول إي حديث أو رفضه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|