الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( يقيم الصلاة ولا يصلى / مستبصرين )

أحمد صبحى منصور

2023 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عن ( يقيم الصلاة ولا يصلى / مستبصرين )
السؤال الأول :
أعرف واحد فى منتهى الأخلاق والشهامة ، بيعمل خير ، وبيتوسط للمحتاجين ، وبيرفض حد يشكره ، ويقول أنا بأعمل الواجب ، غير إنه كريم جدا فى بيته ، وبيتبرع للمرضى والمحتاجين ، وانسان مستقيم ما لوش علاقات نسائية ومخلص جدا لمراته وبيربى أولاده على عمل الخير. يعنى فيه كل صفات المسلم اللى حضرتك بتقولها . الشىء الوحيد فيه إنه بيرفض يصلى مع انه بيصوم . قلت له عن الصلاة قال لى دى تقيلة على قلبى . وانه جرّب يصلى كام يوم ولقيها صعبة . حضرتك بتقول إن إقامة الصلاة غير تأدية الصلاة . يعنى إقامة الصلاة هى بالتقوى والابتعاد عن الفحشاء والمنكر . صاحبى هنا بيقيم الصلاة لكن لا يصلى . ما هو رأيك فيه ؟
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 ـ دخول الجنة سهل ميسور ومتاح لمن آمن واهتدى . لدخول الجنة لا بد من الصلوات وسائر العبادات مع إقامة الصلاة سلوكيا وإيتاء الزكاة سلوكيا بالتقوى والتوبة وعمل الصالحات والابتعاد عن المعاصى . وهذا مرجعه الى الله جل وعلا يوم الحساب . لا نستطيع الحكم على شخص بعينه ، خصوصا وهو لا يزال على قيد الحياة .
2 ـ يقول جل وعلا :
2 / 1 : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة ). يهتم الشيطان بتثقيل الصلوات الخمس والتنفير منها ، فهى الصلة المتكررة يوميا بالله جل وعلا ، لا ينجو منه سوى الخاشعين . بعض أعوان الشياطين ممّن يزعمون أنفسهم قرآنيين ينكرون الصلوات الخمس ويدعون الناس لتركها . هم لم يتعودوها ولم يذوقوا حلاوة الخشوع فيها ، ومن الأسهل عليهم تركها ، والدعوة لتركها . وحسابهم عند ربهم .
2 / 2 / المحافظة على الصلوات الخمس جاء مرتين للنبى محمد عليه السلام ، مع إشارة لأن الصلاة والعبادة تستلزم إصطبارا ، وليس مجرد الصبر .وهذا الاصطبار هو فى حدود الممكن والميسور والمتاح ، يستلزم عزيمة . قال له جل وعلا :
2 / 2 / 1 : ( فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ) (65) مريم ).
2 / 2 / 2 : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) (132) طه ). أى أن يأمر أهله بالاصطبار على الصلوات الخمس . ونحن تبع للنبى محمد عليه السلام فى هذا الأمر .
2 / 3 : وعن أصحاب النار قال جل وعلا يوجز صفاتهم : ( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) ) القيامة ) . التصديق هو بالايمان بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له ، والايمان بالقرآن الكريم وحده حديثا ، والايمان باليوم الآخر الذى يملكه الله جل وعلا وحده مالك يوم الدين . هو لا صدّق . وايضا هو ( لا صلّى ) ، أى لم تكن له صلة بالله جل وعلا يطهّر بها قلبه .
ثانيا:
صاحبك هو ممّن يعمل الخير فى الدنيا ، بلا إيمان حقيقى بالله جل وعلا ولا خشية منه ولا إعتبار عنده ليوم الحساب بحيث يتحسّب له ويعمل على النجاة من الخلود فى النار . ومثله كثيرون خصوصا فى الغرب ، من الذين يتبرعون بالبلايين فى الأعمال الخيرية . الله جل وعلا هو الذى أنعم عليهم بالمال والامكانات ، وهم يتبرعون ببعض ما أنعم الله جل وعلا به عليهم . الله جل وعلا يثيبهم خيرا فى الدنيا ، لكن يحبط ويضيع ثمرة عملهم فى الآخرة فليس لهم فيها سوى الخلود فى النار . هم يريدون الشهرة والثناء فى الدنيا ، وزيادة ثرواتهم ، يعطيهم الله جل وعلا هذا الجزاء فى الدنيا ، يعيشون سعداء بها ، ولكن لا نصيب لهم فى الجنة . قال جل وعلا :
1 ـ (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود )
2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) يونس )
أخيرا
1 ـ ما الذى يجعل الانسان يضيّع آخرته بعدم الايمان بالله جل وعلا وحده إلاها وبالقرآن الكريم وحده حديثا ، مالذى يضرُّه لو آمن باليوم الآخر ؟ ليس صعبا على أى شخص أن يكون هكذا . فى إمكانه بكل سهولة أن يؤمن هكذا لو أراد . هذا الانسان يفعل الخير . لو آمن وأتقى ، وحافظ على صلواته وعباداته فسيضاعف الله جل وعلا له حسناته يوم الحساب وسيغفر له سيئاته طالما تاب عنها فى الدنيا . أما إذا لقى الله جل وعلا كافرا بإرادته فسيضيع الله جل وعلا أعماله الصالحة فلا يبقى منها إلا سيئاته فيخلد فى النار . وما ظلمهم الله جل وعلا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .
2 ـ دخول الجنة سهل جدا . وهو قرارك أنت لوشئت الهداية وعملت بها.
السؤال الثانى
ما معنى مستبصرين ؟ هل هى من البصر أم من البصيرة ؟
إجابة السؤال الثانى :
جاءت ( مستبصرين ) فى قوله جل وعلا عن قوم عاد وقوم ثمود : ( وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) العنكبوت ).
ونتدبر الآية الكريمة :
1 ـ قوله جل وعلا : ( وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ) يدل على أن مساكن قوم عاد وقوم هود كانت لا تزال باقيه فى طريق رحلة قريش الشتاء والصيف . الريح التى أهلكت قوم عاد أبقت مساكنهم . قال جل وعلا : ( تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) الأحقاف ) . وقد تبين لقريش فى مرورها على آثار ثمود وعاد مدى التقدم الذى عرفوه فى العمارة .
2 ـ وجاء فى القرآن الكريم بعض ذلك :
2 / 1 : قال النبى هود عليه السلام لقومه ( عاد ) : ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) الشعراء ) .
2 / 2 : وقال النبى صالح عليه السلام لقومه ثمود : ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ (149) الشعراء ).
3 ـ هذا التقدم الهائل فى العمارة والتعميرواستصلاح الأراضى الرملية وإستنباتها لتنتج نخلا ثمره سهل الهضم يعنى معرفة هائلة و إستبصارا وعبقرية سبقت زمنها ، ولكن أعمى الشيطان بصيرتهم فصدهم عن الحق : قال جل وعلا : وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |


.. 80-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت