الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألأستقراء في الفلسفة الكونية

عزيز الخزرجي

2023 / 7 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في الوقت الذي يقرع الناتو طبول الحرب بدل السلام و تعجّ الفوضى و الفساد و الظلم في العالم ؛ فإنّنا نحثّ الخطى و نتحمّل الوان الغربة و الأسى والجوع لأجل الحقّ و كأننا ننحت في الصخر بأظافرنا لنشر المعرفة و بناء الوعي الذي وحده ينقذ العالم من المخاطر التي تهدّد وجوده و عاقبته على كل صعيد، بسبب تسلّط الأحزاب الجاهلية و مرتزقتهم بعناوين شتّى على مفاصل الحكم كأذرع للشيطان الحاكم في الارض عبر الاحلاف والحكومات المختلفة.

في هذا الوسط المتأزم تصدّى (محمد باقر الصدر) رغم وحشيّة الحزب الصداميّ الحاكم كأقوى ذراع للاستكبار في المنطقة .. حيث تصدّى من خلال منطقه الأستقرائي ليدمغ مملكة الشيطان للأبد .. لولا تمهيد البعض من المنافقين الجدد المُدّعيين لمدرسته بإفشالهم لنهج الصدر و إعادتهم - أيّ الظالمين - للحكم ثانية كتحصيل حاصل!!

إن الفيلسوف محمد باقر الصدر كلّما أرّخنا للمواجهة الفكرية مع الاستكبار إستحضرنا مؤلفاته العملاقة التي لم يدركها إلّا القليل من العلماء حتى يومنا هذا و في مقدّمتها كتاب؛ (الأسس المنطقية للاستقراء) الذي عالج فيه مشكلة أرقّت و للآن ألذهن الأنسانيّ. و كتابه ألآخر (المرسل و الرسول و الرسالة) و هكذا فلسفتنا و إقتصادنا وكل كلمة كتبها.

لقد إبتدع محمد باقر الصدر منهجاً جديداً في المعرفة لحلّ مشكلة الاستقراء (Problem of induction) سمّاه بالمذهب الذاتي للمعرفة.

و لم ينطلق السيد الصدر في معالجة مسألة الأستقراء من همّ فلسفيّ و منطقيّ محضّ كما فعل ديفيد هيوم او برتراند راسل و بيور و ريشبناخ و غيرهم؛
بل عالج المشكلة من حيث كونه مصلحاً للانسانيّة وعاشقاً للحقّ في عالم سادت فيه النزعة الألحادية التي حاولت تصوير وجود تناقض جذريّ بين المنهج العلميّ - التجريبيّ و الأيمان بالله، أو بتعبير أدقّ (فصل الدِّين عن السياسة)!.

و هذا التحدّي ما زال قائماً و مطروحاً بقوّة في اوساط الشعوب و الشباب منهم بشكل خاصّ .. بل تفاقم الأمر بعد تصدي و فشل الجّماعات الإسلاميّة في الحكم خلال العقود ألأخيرة من القرن الماضي في عدّة تجارب في البلاد العربية و الإسلامية كمصر و تونس و العراق و الباكستان و أفغانستان و غيرها ، نتيجة فقدان الوعي و غياب الفكر الإسلاميّ - الكونيّ من مناهج الوسائط المعنيّة و الاحزاب المدّعيّة للدِّين.

خلاصة الأمر ؛ أنّ محمد باقر الصدر برهن في دراساته على مسألة في غاية الأهمية من الناحية العقائدية و هي :
[انّ الأسس المنطقيّة التي تقوم عليها كل الاستدلالات العلميّة المستمدة من الملاحظة و التجربة؛ هي الأسس المنطقية نفسها التي يقوم عليها الاستدلال على إثبات الصانع ألمدبّر لهذا العالم].

ذلك الصانع العظيم الذي بعدمه ليس فقط لا تتحقق السعادة في الحياة .. بل و تفقد الحياة معناها و تسود العبثية وضياع القيم و الفساد!

بإختصار مفيد :
الوجود بدون الله لا وجود له لأن كل شيئ قائم به .. بنوره المُظهر للأشياء على حقيقتها.

ولذلك فإن الباحث الكونيّ أمام أمرين بحسب تقريرات الصدر و هما بأختصار و كما ورد في كتابه (الأسس المنطقيّة للاستقراء) :

[إمّا أن يرفض ألأستدلال العلميّ ككلّ، أو أن يقبل الاستدلال العلميّ و يُعطي ألاستدلال الأستقرائيّ على إثبات الصانع - ألقيمة نفسها التي يمنحها الأستدلال العلميّ].

العارف الحكيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن