الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هوامش على حواف زمن الثرثرة(11) – شيء حول الاستبداد
رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
2023 / 7 / 29
المجتمع المدني
* كل وسيلة ضغط هدفها إذلال الانسان و قهر القيم المرتبطة بكرامته و حرية اختياراته و تعبيره و حرمانه من تكافؤ الفرص و العدل و المساواة ، تعد استبدادا ..
* و للاستبداد على كوكب الارض ، حضور في كل زمان و مكان و في كافة البيئات و المستويات ، بدءا من الاسرة و المدرسة و مواقع الوظيفة و العمل والى مؤسسات الدولة وصولا الى رأس النظام الحاكم .. فهناك آباء و معلمون و رؤساء عمل و حكام مستبدون ، يستبدون باسلوب يتماشى مع مواقع نفوذهم و الهدف هو احكام السيطرة في مساحة هيمنتهم ..
* نزعات الاستبداد و الجنوح اليه ترتبط بثقافة و تراث المجتمعات و مستوى وعي افرادها ،هناك مجتمعات كثيرة تربت على الاستبداد ، لذا ليس من الغرابة ان تكون حاضنة و مفرخة للاستبداد و المستبدين . أيّ فرد فيها يرتقي لمنصب ما ، يرى في اخلاقيات الاستبداد الوسيلة المثلى للحفاظ على موقعه و منهجا للارتقاء لمواقع أعلى ..
* بمراجعة سريعة لتأريح جنسنا البشري، نجد أن سعي الانسان للحرية لم يكن القاعدة أو الهدف الأساس ..!
فالميول البشرية بطبيعتها استحواذية استبدادية ، فالمرء يسعى باستمرار الى امتلاك القوة لامتلاك المزيد من النفوذ و قدرات الامساك بزمام الامور و كل مايتمكن من السيطرة عليه عندما يتمكن من ذلك .
* عندما تحاصر المآزق الطغاة و تشتد المعارضة لسلطتهم و ينهار ما يملكون من دعم محلي ، يتوجهون الى افتعال الازمات و الحروب الخارجية كمنافذ للخروج من ورطاتهم ، فيسعون الى ايجاد اعداء خارجيين لتجنيد الشعب ضدهم و صرف انظارهم و تخفيف الضغط الشعبي عنهم و عن سلطتهم ..
* الحرية تبدأ من لحظة امتلاك شجاعة مواجهة اقسى المواقف و أكبر المخاطر للسلطات الاستبدادية .
* التعامل بشفافية و وضوح مع حقائق الامور و مجرياتها ليس من طباع نظم الاستبداد ، فالحقيقة الوحيدة التي تعمل بموجبها ، هي انها موجودة لتبقى ، و إن تبّني أيّة حقيقة أخرى تخالف هذا الاتجاه يعد موقفا عدائيا و خطرا يهدد أمن الدولة و حراك هدفه اثارة الفوضى و زعزعة الاستقرار ، و بلغ الامر في عصرنا هذا حدا صارت فيه بعض نظم الاستبداد تتهم معارضي سلطتها و سياساتها القمعية بالإرهاب ..
و كأن القمع ليس إرهابا ..!!
* من ستراتيجيات الاستبداد أن لا تسلم المسؤولية ، أية مسؤولية لأشخاص احرار رعم نقائهم ومهما كانت خبراتهم و كفائاتهم ..
* أغلب الخطايا و المحرمات اخترعتها الاديان .. وأنظمة الاستبداد بها ترضع و تتغذى و تكبر .
* الناس تحت قبضة حكم الاستبداد ليسوا احرارا فيما يفكرون ، لذا تتخبط مساعيهم في اختيار ما يريدون و ما لايريدون .
* تبا لأنظمة حكم و حكوماتها لا تملك برامج نماء و تطوير ، فتعصر رعايا و تمتص قدراتهم و تستغل جهودهم و تتطفل على موارد عيشهم و ارزاقهم ، فقط من اجل ان تمد من عمرها و تستمر هيمنتها .
* فكرة المستبد أن يقود الناس كقطيع أعمى لا أن يقاد بهم .
* من مناهج الأستبداد :
بالعطايا استعبدهم و بالسوط اخضعهم ..
و المستبد لا يخطيء حتى لو أخطأ ، فمسؤو لية الأخطاء تقع دائما على الشعب .
* من رعبه الدائم من تصفية الحساب بينه و بين الشعب في يوم ما ، يتمادى المستبد مع الايام أكثر فأكثر في طغيانه .
* أكثر الطغاة خطورة و استبدادا ، هم المقتنعون بأنهم يحملون رسالة سماوية لإصلاح العالم و تخليص البشرية من خطاياها ..!
* هناك من يقول إن الصبر على الظلم أكثر فاعلية من أي تصرف عنيف مرتجل ، لكن مع استمرار المعاناة مع سلطة ظالمة و فاسدة ينفذ الصبر و يحدث الانفجار الكبير و ينهار كل شيء..
* ما من إكسير يزيل و يشفي اوجاع و جراح الظلم و الاضطهاد ، لكن الشجاعة و التضامن بين المظلومين تعينهم على مواجهة الظالمين و المستبدين ، فقوتهم أكبر من قوة مضطهديهم دائما ، و كل ما يجب فعله لتفعيل هذه القوة هو أن لا يتحركوا كأفراد منفردين أو متشرذمين ، بل كجسد و تكوين متحد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عشرات الضحايا بقصف إسرائيلي لخيام النازحين في المواصي جنوب غ
.. من يحاسب مرتكبي جرائم الحرب في السودان؟
.. تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.. ونتنياهو وحماس يتجنبان الات
.. ما تفاصيل المشاهد المسربة للتنكيل بالأسرى في سجن مجدو؟
.. تغير المزاج العام في ألمانيا تجاه اللاجئين من الترحيب إلى ال