الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الاخوة الانسانية او … “السلام على من اتبع الهدى”!

عصام شكري

2023 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعض الاصدقاء اليساريين الهولنديين انتفض عندما استنكرت الهجوم على السفارة السويدية ببغداد وقلت ان هذا عمل بربري وان من يروج لهذا هي قوى اسلامية وحشية مدفوعة. وضعوا لي وجوها غاضبة 😡 مستنكرة وبعضهم هاجم موقفي باعتباره عنصري .

وانا سالت بدوري كيف لكم ان تشبهوا عمل الشاب العراقي الوحيد الاعزل الذي حرق القران والعلم العراقي امام السفارة بهتلر زعيم النازية؟. كيف يتم المقارنة بين شاب ناقم على سلب بيته وارضه ومحو تاريخه وتهجير عائلته واغتصاب اخواته او اهله وتحطيم تراثه برئيس حزب نازي قتل وشرد وهجر الملايين في كل انحاء اوربا ومعسكرات الاعتقال والتصفية النازية التي حررها الجيش الامريكي والسوفيتي؟ قلت ان هذا التشبيه مرعب وظالم.

لم اجد اجابة منهم ولكن وجدت انهم مازالوا على نفس النهج الغبي الذي رسخته ثقافة (ما بعد الحداثة) والقائل ان العتب ليس على الاديان بل على الناس الذين يصنفونهم اما جيدين اوسيئين. هكذا اذن انت تولد اما سيء من الاصل او جيد من الاصل! لا يهم ما تلقن به من الطفولة من كراهية النساء والاخرين وافضلية دينك على كل دين اخر وكيف ان الاخرين انجاس وانت وحدك النظيف. لا يهم!.

قلت اليست الايديولوجية الاسلامية الموجودة في القران هي التي على اساسها اسست داعش والنصرة والتيار الصدري وحزب الله وبقية القوارض للهجوم والقتل والذبح والسلب والحرق واخذ السبايا والتلويح بالسواطير والمتفجرات والغزو لمن لا يعتقد بدينهم؟.

الدين هو من يحول شخص وديع ومسالم متمدن وعطوف الى وحش ضاري. الدين يمكن ان يفعل ذلك. فكيف يقال ان البشر فيهم الخير والشرير في كل مكان وكان البيئة والتربية والنصوص المقدسة الوحشية لا تاثير لها على وعيهم ونشاتهم ؟

العلم وخاصة (السوسيولوجي) يقول ان الايديولوجيات الفاشية التي تغسل دماغك بكراهية الاخر تحول الناس الى وحوش ضارية تريد ان تقتل. تذبح وتشرد. القول بان الحق ليس على الاديان بل على البشر هو خطا فاضح يفنده العلم نفسه.

ولكن هل فقط الاسلام دين بربري؟ يسالون . اقول كل الاديان التوحيدية نشات في عصر البربرية. كلها استنسخت من بعضها نتيجة التلاقي بين المجاميع القومية في منطقة الشرق الاوسط. المسالة هي ان الاسلام اليوم قد تم اعادة انتاجه من قبل الغرب لكي يسيطروا على البشر ويشتتوا قواهم ويحولوهم الى بهايم تقبل باي شي يرمى لهم ويخيرونهم بالهراء ويضمنون ادامة الصراع الديني والطايفي والمناطقي المستمر بينهم كما يحدث في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

المسيحية حجمت من قبل الثورة الفرنسية قبل قرون وقلمت العلمانية اضافر الكنيسة وحجمت نفوذها بشكل هائل. اما اليهودية فانها اليوم تواجه تلاطمات حادة جدا حتى داخل اسرائيل بين القوى العلمانية والدينية الارثوذوكسية وجماعات الصهيونية الفاشية والمستوطنين وان ما تشهده تل ابيب من مظاهرات عنيفة شاهد على هذا الصراع. الحركة العلمانية في الحالتين هي التي دفعت الاديان المسيحية واليهودية الى الوراء واعتراض البشر على الوحشية وكراهية النساء والممارسات البربرية. ولكن الاسلام في كل منطقة مايزال يهيمن على حياة الملايين من النساء والشباب ويحولهم الى “زومبي” كانهم خارجين من القبور. اذانهم لا تستلم الا موجات القائد الدجال حفظه الله .

اقول هذا دفاعا عن الانسان واقول ان قلب الانسان لولا الدين لهو قلب محب وعطوف وانساني وتشاركي وتضامني ومساواتي لا قلب حاقد وراغب في الانتقام والوحشية وغزو الاخرين وتهجيرهم من اجل خرافات. لماذا؟ لان البشر اجتمعوا تاريخيا لبناء المجتمع والتعاون والحضارة وان المشاركة الاجتماعية وخصال حب الاخرين هي جزء من ماهيتهم الجينية وليس خصال الكراهية والتفوق والتمييز والحقد.

والسلام على من اتبع الهدى 😉








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با