الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 57- خرافة يأجوج ومأجوج

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2023 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ذكر القران (يأجوج ومأجوج ) بانهم مفسدون وان (ذي القرنين ) طلب من الناس الذين اشتكوا من فسادهم ان يعينوه ليبني عليهم ردما وابلغهم ان هذا الردم سيجعله الله دكا عندما يأتي امر الله استغل رعاة (الاسرائيليات ) هذه الاية ليخلقوا منها خرافات زرعوها في اذهان السذج الذين كانوا يريدون ان يظهروا بمظهر العلماء فتحولت خرافات مثل ان ياجوج وماجوج مازالوا احياء خلف الردم وانهم يحفرون كل يوم وان الردم قد فتح منه بمقدار الاصبع وان كل ما على ياجوج وماجوج عندما ينتهون من الحفر ان يقولوا (ان شاء الله ) وكانهم مؤمنون وانهم سيكتسحون الأرض وانهم سيحاربون وانهم سوف يسلط الله عليهم (النغف ) كل هذه الخرافات وغيرها حولوها الى احاديث نسبوها الى الرسول واخترعوا قصة عن عثور من دعوه باسم (سلام الترجمان ) على السد زمن المعتصم ولكن يأبى الله الا ان يفضح تلك الأكاذيب والخرافات التي يتبين ان مصدرها هو ما كتبه احبار يهود من قصص ووضعوها في كتاب التناخ .
ورد ذكر (يأجوج ومأجوج ) في القران مرتين الأولى "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) ۞ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا" ( سورة الكهف ) . والمرة الثانية في الاية " حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ " (سورة الأنبياء )
من خلال الايتين فان ياجوج وماجوج قوم مفسدون في الأرض وان ذا القرنين رفض ان يأخذ ثمنا من الذين طلبوا منه بناء السد واستعان بهم ليجعل بينهم وبين ياجوج وماجوج (ردما ) ولكنه ابلغهم بانه سياتي يوم يقرره الله وهذا (الردم) يدك دكا فلا يبقى له اثر وهو يوم القيامة بدليل الاية الثانية ففتح ياجوج وماجوج يكون في يوم تشخص فيه ابصار الذين كفروا لان الحساب الذي وعدهم الله قد اقترب . هذه هي كل القصة التي في القران . ثم إنه سبحانه وتعالى يبعث كل البشر يوم القيامة من قبورهم، ومنهم “يأجوج ومأجوج” وهذا معنى قوله سبحانه (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)؛ أي فتحت القبور عنهم فينسلون منها أحياء، بدليل أن كلمة “ينسلون” لم ترد في كتاب الله المحكم الحكيم إلا في موضعين: الأول هنا في سورة الأنبياء.والثاني في سورة “يس”، وهو قوله تعالى " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قالُوا يَا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) " فالذين ينسلون من الأجداث هم المنكرون للبعث من البشرية عبر تاريخها. والغرض من بعث “يأجوج ومأجوج” قبل القيامة هو التعذيب والعقاب لهم بالأهوال من زلازل ودكّ الأرض، ومعها “ردمهم” دكّا؛ (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي) القيامة (جَعَلَهُ دَكّا وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا). وفي سورة الفجر: (كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا). فالرّدم سيندكّ مع الجبال التي يقع فيها خلال المرحلة الأولى من يوم القيامة.
قال السيوطي في “الدر المنثور” (5/673) : أخرج الطستي عَن ابْن عَبَّاس أَن نَافِع بن الْأَزْرَق سَأَلَهُ قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله: {من كل حدب يَنْسلونَ} قَالَ: ينشرون من جَوف الأَرْض من كل نَاحيَة . قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك ؟ قَالَ: نعم ، أما سَمِعت طرفَة وَهُوَ يَقُول: فَأَما يومهم فَيوم سوء … تخطفهن بالحدب الصقور .وفي تفسير الطبري (18/532) من طريق ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) قال: هذا مبتدأ يوم القيامة.وقال الثعلبي في تفسيره : وقال آخرون: أراد جميع الخلق، يعني أنّهم يخرجون من قبورهم ومواضعهم فيحشرون إلى موقف القيامة، تدلّ عليه قراءة مجاهد: ( وهم من كلّ جدث ) بالجيم والثاء ، يعني القبر، اعتبارا بقوله سبحانه : ( فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) .وفي تفسير ابن عطية ت 542 : وقالت فرقة : المراد بقوله : ( وَهُمْ ) جميع العالم ، وإنما هو تعريف بالبعث من القبور ، وقرأ ابن مسعود : «من كل جدث» ، وهذه القراءة تؤيد هذا التأويل .وقال الرازي ت 606 في مفاتيح الغيب : وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ جَمِيعِ الْمُكَلَّفِينَ ، أَيْ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ ، فَيُحْشَرُونَ إِلَى مَوْقِفِ الْحِسَابِ .
في التوراة ورد اسم (مأجوج ) فقط في سفر التكوين وهو أول أسفار التوراة (أسفار موسى الخمسة) وأول أسفار التناخ، ( – سفر التكوين 10: 2: بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ ) . هذا كل ما ذكر في الاسفار التي انزلت على موسى عليه السلام .
ورد اسم (مأجوج ) في سفرأخبار الأيام الأول 1: 5: (بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَايُ وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ.) . (سفرًا أخبار الأيام الأول والثاني في الأصل العبري هما سفر واحد ويقول التقليد اليهودي أن كاتباهما عزرا الكاتب أثناء السبي البابلي. ويحتويا على مختصر التاريخ المقدس من الخليقة إلى الرجوع من السبي البابلي سنة 536 ق.م. وكانا يوضعا في نهاية التوراة بمثابة خلاصة للتاريخ المقدس). ورد اسم (جوج وما جوج) في سفر حزقيال 37 و 38 ، يصنف السفر ضمن الأسفار التاريخية أو ضمن النبؤات القديمة، أي تلك التي تمت في مرحلة مبكرة وقريبة من حكم القضاة. في الجزء المسمى (نفيئيم ) من التناخ الذي يتكون من (توراة – نفيئيم -كتوفيم ) . وحزقيال الذي ينسب له السفر وحزقيال احد الأنبياء العبرانيين، الذي عاش في القدس وأبعد بواسطة نبوخذ نصر الثاني إلى بابل في بداية القرن السادس ق.م . في حزقيال 37 ورد " 2 يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ عَلَى جُوجٍ، أَرْضِ مَاجُوجَ رَئِيسِ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ، وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ 3 وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ.14 «لِذلِكَ تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ، وَقُلْ لِجُوجٍ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عِنْدَ سُكْنَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ آمِنِينَ، أَفَلاَ تَعْلَمُ؟15 وَتَأْتِي مِنْ مَوْضِعِكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ أَنْتَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ، كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ خَيْلاً، جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ وَجَيْشٌ كَثِيرٌ. 16 وَتَصْعَدُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ. فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ يَكُونُ. وَآتِي بِكَ عَلَى أَرْضِي لِكَيْ تَعْرِفَنِي الأُمَمُ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ يَا جُوجُ. 17 « هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلْ أَنْتَ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ فِي الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ عَنْ يَدِ عَبِيدِي أَنْبِيَاءِ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ سِنِينًا أَنْ آتِيَ بِكَ عَلَيْهِمْ؟ 18 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَوْمَ مَجِيءِ جُوجٍ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي. 19 وَفِي غَيْرَتِي، فِي نَارِ سَخَطِي تَكَلَّمْتُ، أَنَّهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَعْشٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 20 فَتَرْعَشُ أَمَامِي سَمَكُ الْبَحْرِ وَطُيُورُ السَّمَاءِ وَوُحُوشُ الْحَقْلِ وَالدَّابَّاتُ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَتَنْدَكُّ الْجِبَالُ وَتَسْقُطُ الْمَعَاقِلُ وَتَسْقُطُ كُلُّ الأَسْوَارِ إِلَى الأَرْضِ. 21 وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ. 22 وَأُعَاقِبُهُ بِالْوَبَإِ وَبِالدَّمِ، وَأُمْطِرُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ وَعَلَى الشُّعُوبِ الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ مَعَهُ مَطَرًا جَارِفًا وَحِجَارَةَ بَرَدٍ عَظِيمَةً وَنَارًا وَكِبْرِيتًا.23 فَأَتَعَظَّمُ وَأَتَقَدَّسُ وَأُعْرَفُ فِي عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرَةٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
من حزقيال 38 " 1 «وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى جُوجٍ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ.2 وَأَرُدُّكَ وَأَقُودُكَ وَأُصْعِدُكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ وَآتِي بِكَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ.3 وَأَضْرِبُ قَوْسَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُسْرَى، وَأُسْقِطُ سِهَامَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنَى.4 فَتَسْقُطُ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ أَنْتَ وَكُلُّ جَيْشِكَ وَالشُّعُوبُ الَّذِينَ مَعَكَ. أَبْذُلُكَ مَأْكَلاً لِلطُّيُورِ الْكَاسِرَةِ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ وَلِوُحُوشِ الْحَقْلِ.5 عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ تَسْقُطُ، لأَنِّي تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.6 وَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى مَاجُوجَ وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي الْجَزَائِرِ آمِنِينَ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.7 وَأُعَرِّفُ بِاسْمِي الْمُقَدَّسِ فِي وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَلاَ أَدَعُ اسْمِي الْمُقَدَّسَ يُنَجَّسُ بَعْدُ، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ. 8 «هَا هُوَ قَدْ أَتَى وَصَارَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ.9 وَيَخْرُجُ سُكَّانُ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ وَيُشْعِلُونَ وَيُحْرِقُونَ السِّلاَحَ وَالْمَجَانَّ وَالأَتْرَاسَ وَالْقِسِيَّ وَالسِّهَامَ وَالْحِرَابَ وَالرِّمَاحَ، وَيُوقِدُونَ بِهَا النَّارَ سَبْعَ سِنِينَ.10 فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنَ الْحَقْلِ عُودًا، وَلاَ يَحْتَطِبُونَ مِنَ الْوُعُورِ، لأَنَّهُمْ يُحْرِقُونَ السِّلاَحَ بِالنَّارِ، وَيَنْهَبُونَ الَّذِينَ نَهَبُوهُمْ، وَيَسْلُبُونَ الَّذِينَ سَلَبُوهُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.11 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، أَنِّي أُعْطِي جوجا مَوْضِعًا هُنَاكَ لِلْقَبْرِ فِي إِسْرَائِيلَ، وَوَادِي عَبَارِيمَ بِشَرْقِيِّ الْبَحْرِ، فَيَسُدُّ نَفَسَ الْعَابِرِينَ. وَهُنَاكَ يَدْفِنُونَ جوجا وَجُمْهُورَهُ كُلَّهُ، وَيُسَمُّونَهُ: وَادِيَ جُمْهُورِ جُوجٍ. 12 وَيَقْبِرُهُمْ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ لِيُطَهِّرُوا الأَرْضَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. 13 كُلُّ شَعْبِ الأَرْضِ يَقْبِرُونَ، وَيَكُونُ لَهُمْ يَوْمُ تَمْجِيدِي مَشْهُورًا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.14 وَيُفْرِزُونَ أُنَاسًا مُسْتَدِيمِينَ عَابِرِينَ فِي الأَرْضِ، قَابِرِينَ مَعَ الْعَابِرِينَ أُولئِكَ الَّذِينَ بَقُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. تَطْهِيرًا لَهَا. بَعْدَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ يَفْحَصُونَ. 15 فَيَعْبُرُ الْعَابِرُونَ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا رَأَى أَحَدٌ عَظْمَ إِنْسَانٍ يَبْنِي بِجَانِبِهِ صُوَّةً حَتَّى يَقْبِرَهُ الْقَابِرُونَ فِي وَادِي جُمْهُورِ جُوجٍ،16 وَأَيْضًا اسْمُ الْمَدِينَةِ «هَمُونَةُ»، فَيُطَهِّرُونَ الأَرْضَ .
وقد ربط حزقيال اسم (جوج) بأرض ماجوج بماشك وتوبال بنو يافث، وبجومر وبيت توجرمة والجزائر [ أنظر حزقيال 38: 2 وما بعده إلى الإصحاح 39: 6 ]؛ وماشك وتوبال معروفتان من النصوص الأشورية ونصوص لاحقة كممالك في وسط الأناضول (ماشك وفريجية) وهي تركيا الآن، وقد اتُفق على أن جُومَرُ هي السومرييون، وهي قبيلة اكتسحت جزءاً كبيراً من المنطقة في القرن السابع قبل الميلاد.
في العهد الجديد ذكر اسم (جوج ومأجوج) في سفر رؤيا يوحنا كاتبه اسمه يوحنا وقد كتب السفر في جزيرة بطمس وكان ذلك نحو سنة 95 م. قرب نهاية حكم دومتيانس الذي نفى عددًا من المسيحيين إلى أقاليم بعيدة. " -ثم متى تمت الالف السنة يحل الشيطان من سجنه 8- ويخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.9-فصعدوا على عرض الارض واحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء واكلتهم.10- وابليس الذي كان يضلّهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين".
وردت اسطورة يأجوج ومأجوج في كتاب عرف باسم ( تاريخ الاسكندر ) يعود الى القرن الثالث الميلادي لكاتب مجهول زعم بأنه مؤرخ ألكسندر كاليسثينيس لهذا أطلق عليه اسم كاليسثينيس المزيف وكتبت الترجمات من القرن الرابع إلى السادس الميلادي . كتبت النسخة الأصلية من «قصة الإسكندر» باليونانية بمدينة «الإسكندرية» بمصر. تم إعادة كتابة القصة بأشكال ولغات مختلفة عبر القرون المتتابعة، وصلت لأكثر من 80 نسخة وبترجمة إلى لغات غربية وشرقية وصل عددها إلى 24 .
قصة ياجوج وماجوج وردت في قصيدة عرفت باسم «نشانا» أو اختصارًا بـ «قصيدة عن الملك الورع الإسكندر الأكبر والبوابة التي قام ببنائها ضد يأجوج ومأجوج» وهي تُنسب إلى (يعقوب السروجي ) ويذكر فيها ان ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني. القصيدة المنسوبة ليعقوب السروجي ظهرت في نفس فترة نزول سورة الكهف لذلك لايمكن القول بانها الأصل لسورة الكهف .
كان ذكر (يأجوج ومأجوج ) في سورة الكهف النافذة التي تسلل منها رواة الاسرائيليات للنشر الخرافات التي كتبوها في وافتروها على الله وكان المتلقين من أمثال أبو هريرة وامثاله بسذاجتهم فصدقوا الخرافات ، وتنافسوا في إشاعتها، وجاء أحمد والبخاري ومسلم فنشروا تلك الأحاديث بأسانيد نظيفة في الظاهر.
الاحاديث التي ذكرت الخرافات رويت عن قَتَادَة بن دعامة وهو مدلس مشهور قال الإمام الحاكم النيسابوري ( ت405 ) في “المدخل إلى كتاب الإكليل” (ص: 46) ، وهو يتحدث عن حكم رواية المدلسين: ( وَكَذَلِكَ قَتَادَةُ بْنُ دعَامَةَ إِمَامُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، إِذَا قَالَ : قَالَ أَنَسٌ أَوْ قَالَ الْحَسَنُ ، وَهُوَ مَشْهُورٌ بِالتَّدْلِيسِ عَنْهُمَا .عَنْ أَنَسٍ بن مالك (انس اسلم في المدينة صغيرا وسورة الكهف مكية وهو اختلط في اخر عمره حتى ان ابي حنيفة لم يكن يأخذ بحديثه .وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالت السيدة عائشة "ثم وما علم أبي سعيد وأنس بأحاديث رسول الله وإنما كانا غلامين صغيرين" (راجع, المعجم الكبير ج1 ص249). وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وعن زينب بنت جحش وأبي هريرة وهو معروف بالتدليس . الرواية الموضوعة عن عائشة أم المؤمنين في إسناده الحكم الأيلي المتروك المتهم بالكذب .وفي تاريخ أصبهان لأبي نعيم (2/144) من طريق أحْمَد بْن يَحْيى بْنِ حَمْزَةَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْعَنْبَرِيُّ , حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ , عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ ,إسناده مظلم منكر : أحمد بن يحيى مجهول الحال ، ومحمد بن أبان كما في تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار (5/172) : مُنْكَر الحديث. وعمرو بن قيس ضعيف جدا .
مما تقدم نجد ان كل ما كتبوه هو من الكتابات التي كتبها احبار يهود اثناء السبي البابلي واخذوا معظم قصصها من الاساطير التي كانت متداولة في تلك العصور فنسبوها الى الرسول كذبا ليسيطروا على عقول المغرر بهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في