الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنغزو أوروبا بأرحام النساء

منى نوال حلمى

2023 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


----------------------------------------------------------------
فى أوروبا أصبح المواطن ، امرأة ، أو رجلا ، يشعر بأن الوطن ، الذى وٌلد على أرضه ، وتربى على خيراته ، وعاش فيه أجمل الذكريات ، يتعرض لخطة مرسومة ، لتحويله الى واحدة من الغزوات الاسلامية .
انتشار المساجد والجوامع ، وميكرفوناتها ، حشود الصلاة فى الشوارع والميادين ، الاحتفال بالمناسبات الدينية ، انتشار الحجاب والنقاب ، محلات اسلامية ، جمعيات اسلامية ، مراكز اسلامية ، ذقون وجلاليب ، دور فتاوى اسلامية ، وغيرها من مظاهر التواجد الاسلامى المسيس ، التى تعلن لكل منْ يهمه الأمر ،
" المسلمون موجودون فى عقر دار الكفر " ، المسلمون قادمون لتأسيس الخلافة الاسلامية ".
لا توجد ديانة فى العالم غير الاسلام ، يصلى أتباعها فى الشوارع . ولا تحدث فى العالم أى اغتيالات وتفجيرات ، الا من تنظيمات اسلامية مسلحة ، لها فروع فى كل مكان . لم نسمع عن تفجيرات وتهديدات واهدار الدم ، باسم تنظيمات يهودية أو مسيحية أو بوذية أو هندوسية .
أتابع يوميا ، العديد من برامج البث المباشر ، يقدمها بعض المهتمين بتجديد الخطاب الدينى الاسلامى ، ومناقشة كتب التراث الاسلامى . والشئ الملفت للدهشة ، أن المسلمين هم الوحيدون الذين لا يردون الحجة بالحجة ، ولا يناقشون موضوع البث ، بل يصرخون ويتشنجون ويشتمون شتائم جنسية ، يهددون صاحب البث ، باقتحام بيته أينما كان ، وسينكحون كل نساء بيته أمام عينيه ، ثم يقتلونه ويمثلون بجثته ، ليكون عبرة .
أصبحت أوروبا ، بعد هجرة ولجوء المسلمين اليها بأعداد كبيرة ، بالملايين ، خائفة من تغير وضياع هوية أوطانها . فقد تحولت مساحات المد الاسلامى الى خلايا نائمة ، وأوكارا للارهاب ، والتطرف للاسلام السياسى الجهادى ، وقنابل موقوتة تنفجر هنا وهناك وهى تشهد : " الله أكبر .. محمدرسول الله " ، مستهدفة نزع الحضارة الغربية من مكتسباتها التى ناضلت من أجلها طويلا ، مثل اعلاء قيمة العقل ، وحماية الحريات ، سيادة القانون ، وقيم الحداثة والمواطنة ، وبقاء الأديان بعيدا عن الفضاء العام .
يصل اللاجئ أو المهاجر المسلم ، مبديا الجانب الضعيف ، المهزوم ، المأزوم فى وطنه ، الذى دفعه الى أن يخاطر بحياته ويركب مراكب الهجرة الغير شرعية ، مفضلا الموت عن مواصلة العيش فى
بلد تخربه الحروب الدينية ، والفقر والبطالة وضياع حقوق الانسان .
وعندما يحصل على العمل والمأوى ، والاقامة ، أو الجنسية ،
وتستقر أحواله كانسان ، له كل الحقوق والحريات ، وكرم وحسن الضيافة ، وهى نفسها مكتسبات الغرب التى يصفونها بالكفر والانحلال الأخلاقى ، يبدأ الجانب المستتر تحت الجلد فى الظهور تدريجيا ، ويصبح " ترسا " فى الآلة الاسلامية الجهادية العالمية . وعلى رأى المثل الشهير : " أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده لرمانى ".
واذا كانت البلاد التى لجأ اليها المسلمون ، هى بلاد الكفر ، والانحلال الأخلاقى ، و ترك النساء بلا وصاية ذكورية ، فلماذا أصلا اختاروها لاقامتهم ؟؟. لماذا لم يبقوا فى بلادهم التى يسود فيها الاسلام ، والرقابة على النساء ، والالتزام الأخلاقى بما يرضى الله ؟. لماذا تركوا بلاد الجلابيب ،والذقون ، والحجاب ، والنقاب ، والعباءات والطُرح ؟؟.
لماذا يفضل المسلمون ، مجتمعات تنظر الى المستقبل ، بينما هم لا ينظرون الا للماضى ؟؟. مجتمعات تؤمن بالعلم والحرية والقوانين الوضعية ، والمواطنة العادلة ، بينما هم لا يعترفون ، بالعلم ، والحرية ، والعالمانية ، والمواطنة دون تمييز ؟. شئ غريب ، أن يهاجرون الى بلاد تمجد الحياة ، وهم يمجدون الموت ؟؟.
لماذا لا يلجأون ، ولا يهاجرون ، الى احدى دول الخليج الثرية ، التى تعتنق الاسلام ، وتتكلم اللغة العربية ، والأقرب جغرافيا ، وثقافيا ،
ولديها التراث الاسلامى نفسه ؟؟. ولم نسمع عن مهاجرين أو لاجئين مسلمين ، يذهبون مثلا الى أفغانستان ، حيث تطبق طالبان شرع الله ؟.
يقول المنطق ، أنهم اذا كانوا قد فشلو فى استعادة الخلافة الاسلامية فى بلاد لديها التراث الاسلامى نفسه ، فكيف ينجحون فى أوروبا ؟؟.
قال الداعية اسلامى الشهير ، مشيراالى حشود من الأطفال الاناث ، والفتيات والنساء المحجبات : " سوف نغزو ديار أوروبا الكافرة ، المنحلة وننتصر عليهم بأرحام النساء " . يستغلون خصوبة المرأة ، للتكاثر الى أقصى حد ، فيصبحون أغلبية ، تنافس على الحكم .
كيف يتركون غزو أوروبا ، الى النساء ناقصات العقل والدين ؟. كيف يربطون انتصارهم بالمرأة المنزوعة من ضلع أعوج، سبب
الخطيئة والشرور ، النجسة والشيطانة ، التى تحتاج الى تكبيلها ومراقبتها وحبسها ، حتى لا يعم الفساد فى الأرض ؟ . لكنهم محقون .
فالنساء عندهم للنكاح والِخلفة ، فى السِلم والحرب .
ومن أين جاءت فكرة أن الغرب ، " منحل أخلاقيا " ؟. السبب هو أن المسلمين ، يحصرون" الاستقامة الأخلاقية " ، فى شئ واحد هو عدم اختلاط الجنسين ، وتقييد العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل .
الدول الغربية ، مثلما تؤمن بحرية الرأى ، وحرية التعبير ، وحرية الصحافة ، وحرية الابداع ، وحرية الاعتقاد ، تؤمن أيضا ، وبالدرجة نفسها ، بحرية الحب ، وحرية العلاقات الجنسية ، لأن الحرية تؤخذ كلها دون تجزئة .
وكيف يمكن لمجتمعات " منحلة أخلاقيا " ، أن تتقدم ، وتكتشف ، وتخترع ، وتتفوق ، وتنبغ ، فى كل المجالات ؟. وكيف لها أن تحتل المراكز الأولى عالميا ، فى جودة الحياة ، وازدهار الحريات وحقوق الانسان والنساء والأطفال ، و التعليم والصحة والثقافة والابداع والبيئة ، وسيادة القانون ؟؟.
فى المجتمعاتنا العربية والاسلامية ، التى تتقاتل ، وتسفك الدماء بسبب أديان موروثة ، وتتضخم فيها المواعظ الدينية الأخلاقية ، تحدث الانحرافات الجنسية ، والانحلالات الأخلاقية ، بشكل أكبر بكثير من حدوثها فى الدول الغربية ، التى ينعدم فيها الوعظ الدينى والأخلاقى . لكنها تحدث فى الخفاء .
نسمع عن شيوخ ودعاة ورجال دين ، تم افتضاحهن بمختلف الجرائم الجنسية ، والذين كسبوا المليارات بالتجارة بالدين ، ويصدعون أدمغتنا عن الفضيلة والالتزام الأخلاقى ، وعدم تقليد الغرب الكافر .
هؤلاء المشايخ والدعاة ، الذين يكفرون ويشتمون الغرب الكافر ، يرسلون أولادهم الى بلاد أوروبا للتعليم والدراسة والحياة الفاخرة المرفهة . وعندما يمرضون يسافرون الى الغرب الكافر ، لكى يعالجهم ويشفيهم من أمراضهم .
ولا يسمعون كلام أشهر دعاتهم ، الذى قال أن المسلم اذا مرض ، لا يجب أن يسعى الى الشفاء ، لأن هذا يؤخر من لقائه بالرب . وهو يعنى أن المسلم يحب الحياة الدنيا الغرورة الفانية ويتشبث بها ، فى حين أنه لابد أن يشتهى الحياة الآخرة الأبدية .
وشيوخ ودعاة وخطباء وأئمة مساجد ، لا يتوقفون عن دعوة الشباب الفقير المحروم المكبوت ، للزهد فى متاع الدنيا . ثم نكتشف أنهم يعيشون فى قصور ، ولديهم الأراضى والأطيان ، على ذمتهم أربع نساء يغيروهن حسب المزاج ، وأرصدتهم فى البنوك بالمليارات داخل بلادهم وخارجها ، ينفقون هم وأولادهم وبناتهم وزوجاتهم ببذخ ، وغارقين فى متاع الدنيا . يدعون الشباب الفقير المغيب ، الى الموت فى سبيل الله،
داخل بلادهم أو خارجها ، بينما هم وأولادهم ، لا يموتون فى سبيل الله، ولا أحد منهم لديه الاستعداد للتخلى عن رفاهية الحياة الآمنة ، لينعم برضا الرب ، والجنة الموعودة .
يهاجر المسلمون ويلجأون الى أوروبا ، بأسرهم وعائلاتهم ، بكل ارثهم الاسلامى منذ 1445 سنة ، ويصدرون لأوربا والعالم طول الوقت أنهم " ضحية " الاسلاموفوبيا التى زادت بعد 11 سبتمبر ، وتحريض اليمين على كراهيتهم وطردهم من بلاد أوروبا .
وكلنا يعرف كيف أن ميليشيات داعش، قد تنكرت فى شكل المهاجرين اللاجئين . ونعرف أيضا أن الغالبية من ملايين المهاجرين واللاجئين الى أوروبا ، من الاسلام السُنى .
ونعلم جميعا أن تنظيمات مثل داعش ، وبوكو حرام ، عندما استلمت الحكم ، أقامت أسواق النخاسة لبيع النساء من ديانات وأعراق أخرى ، غير اسلام السُنة ، تستعيد استعباد النساء ، وترسلهم لتلبية " جهاد النكاح ".
اذا كان هدفهم الخلافة الاسلامية ، وتطبيق شرع الله كما نُزل فى شبه الجزيرة العربية ، فمن المفروض أن يهاجرون الى أوروبا بالبغال والحمير والجمال ، ولا يركبون الطائرات ، ولا يأكلون الا التمر ، ويشربون ويتداون ببول البعير ، ويقاطعون الموبايلات والكمبيوتر ، وكل شئ لم يعرفه البدو من 1445 .
هل يدرك المهاجرين واللاجئون المسلمون ، أنهم يأخذون رواتبهم وينعمون بالخدمات الكريمة ، من أموال صناعة الخمور ، ولحم الخنزير وبيوت الدعارة ، وكل أنواع الفنون التى يحرمونها ؟؟.
فى بلاد أصبحت ومازالت فريسة للاسلام السياسى ، لم يُقتل أحد ، أو يهدد فى بيته وأمانه ، من قبل مفكرين وكُتاب ، وموسيقيين ، ومطربين وراقصات ، ونساء يبعن أجسادهن ، وناس تبيع وتشترى الخمور . بل كل التهديد والازعاج وتنغيص الحياة ، جاء من تنظيمات الاسلام الجهادى الطامع للحكم ، ومن المشايخ المتحالفين معهم .
نسمع عن ما يُسمى " جرائم الشرف " التى يرتكبها المسلمون المهاجرون واللاجئون الى أوروبا . يقتلون ويذبحون بناتهم ونساءهم ، بأشكال بشعة ، لاثبات أن الهجرة الى دار الكفر ، لم تنسيهم " دينهم " و " اسلامهم " وعاداتهم وتقاليدهم ورجولتهم ، وشرفهم القابع حصريا فى دم غشاء البكارة .
الاسلام الجهادى ، يهدر دم كل أعزل ينتقد الاسلام .
على سبيل المثال :
فى 2 نوفمبر 2004 ، اُغتيل المخرج الهولندى " ثيو فان جوخ " ،
فى أمستردام ، على يد شاب هولندى من أصول عربية اسلامية ، وكان يتلقى التهديدات بتصفيته جسديا ، لأنه انتقد الاسلام . وبعد أن أخرج فيلم " الخضوع " الذى يوضح على لسان نساء مسلمات ، العنف الذى تتعرض له المرأة المسلمة من " جرائم الشرف " ، وزواج القاصرات ، وضرب الزوجات ، تم تصفيته .
فى 7 يناير 2015 ، تم اقتحام صحيفة شارلى ابدو ، صباحا فى باريس ، حيث قُتل 12 شخصا ، واصابة 11 . وقامت فى فرنسا
أكبر مسيرة فى تاريخها " مسيرة الجمهورية " التى ضمت أكثر من 3 مليون شخصا ، متزامنة مع مسيرات فى مدن أوروبية أخرى ، وضمت أيضا 50 شخصا من قادة العالم .
وبالطبع ، كان للنساء نصيب من العنف ، على أرضهن . فقد تعرضت مئات النساء للتحرش والاعتداءات الجنسية ، فى مدينة كولونيا بألمانيا ، فى ليلة رأس السنة 2015 / 2016.
وفى 12 أغسطس 2022 ، تعرض الكاتب " سالمان رشدى " مؤلف رواية " آيات شيطانية " ، للطعن مرات عديدة فى نيويورك ، على يد شاب وُلد فى لبنان ، وهاجرت أسرته الى أمريكا . وكان الشاب من داعمى الجمهورية الاسلامية الشيعية فى ايران ، وينفذ فتوى أصدرها الخمينى منذ 33 سنة فى 1989 ، باهدار دم " سالمان رشدى ".
أعتقد ان الشعوب الأوروبية ، تدفع ثمنا باهظا ، لتعاون حكوماتها مع تيارات الاسلام السياسى الجهادى ، وفتح أبواب الهجرة واللاجئين للمسلمين دون قيود .
وتدفع أيضا ثمن تعاطف اليسار الأوروبى ، للممارسات الاسلامية ، للمهاجرين ، حيث وجد فيهم البديل عن موالاته للطبقة العاملة الكادحة المقهورة ، التى تكاد تختفى ، أو اختفت الفعل ، ويتعامل معها على أنها " الضحية " المظلومة ، المضطهدة ، من قبل الرأسمالية ، " العدو الكلاسيكى " ، ولكن فى شكله المستحدث .
ومن الطبيعى ، أن تنشأ حركات مضادة تؤيد تقييد الهجرة ، أو طرد المهاجرين واللاجئين المسلمين ، حفاظا على هوية أوروبا ، وضمانا ألا تذهب ثمراتها وخيرها الى غير مواطنى أوروبا ، مثل " وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب " أو بيجيدا ، المؤسسة فى دريسدن بألمانيا عام 2014 ، ولها مناصرون فى كل أوروبا .
قال واحد من مشاهير الشيوخ : " ان الانترنت سوف يخرج الكثير من المسلمين من الاسلام ".
كيف يمكن أن نفهم هذه المقولة ، مع الجهاد فى سبيل الله ، لأسلمة بلاد أوروبا ؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي