الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث العلمي في العلاقات الروسية الأفريقية

عزالدين غازي

2023 / 7 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


من المعلوم أن العلاقات الاستراتيجية الروسية الأفريقية قد تعززت مؤخرا بجملة من اتفاقيات التعاون والشركات الدولية والمنتديات الاقتصادية والإنسانية مع بلدان القارة الافريقية في مجال الأمن والغذاء والتكنولوجيا في سياق التحولات الدولية ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا وتغول الدول الاستعمارية وجشع الليبيرالية بالمزيد من استنزاف الخيرات والثورات الطبيعية والبشرية.
وبالدعوة المستمرة في تجديد وتفعيل هذه العلاقات في إطار منتظم دولي جديد طويل الأمد ومن أجل التنمية السيادية والأمن المتكامل في مجالات عديدة التي لا يمكنها أن تنمو وتتطور وتستمر إلا مت خلال التعاون في البحث العلمي والتقني، وفي هذا المقال الذي سنركز فيه عن العلاقات الروسية- الافريقية في البحث العلمي بين مختلف الجامعات سنسعى فيه أولا إلى رصد التقاطعات بين مختلف الجامعات الافريقية التي اقامت علاقات وطيدة وعريقة منذ الاتحاد السوفييتي سابقا مثل بلد جنوب إفريقيا وإثيوبيا وغينيا الاستوائية والجزائر.. نظرا لاقتصادياتها الواعدة، وثانيا إلى قراءة في الاتفاقيات التي تجمع الدول الافريقية في شخص جامعاتها والاتحاد الفدرالي الروسي ، من منظور استراتيجية مراكز التفكير الآمن Think Thanks القائمة على اقتصاد المعرفة ل تسعى الورقة الى تمكين المجتمعات الافريقية من ولوج اقتصاد المعرفة والتحرر من النهج الليبيرالي في العلاقات الدولية التي اثقلت كاهل هذه الدول بالديون وبالمشاكل المصطنعة كالفقر وحقوق الانسان والهجرات المتكررة نحو الشمال ، ولن تتحقق هذه الاتفاقيات على أرض الواقع الا بتثمين الموارد الطبيعية والبشرية وبإعادة طرحها في السياق الدولي الجديد المتعدد الأقطاب.
وبالعودة إلى التاريخ العريق الذي يرجع إلى حقبة الاتحاد السوفياتي التي كانت موسومة بالتبادل الطلابي وتبادل الخبرات الجامعية والصداقات الثقافية التي بدأت في الأفول منذ نهاية عام 1992 (واشير هاهنا الى دور جامعة الصداقة باتريس لومومبا 1961-1992) إلى عام 2018 حيث استعادت هذه العلاقات بريقها في التعاون الدولي حيث قصد حوالي 500000 من الطلاب والطالبات من عشرات الدول الافريقية الجامعات الروسية خاصة جامعات موسكو وقازان وبيلاروسيا وأكرانيا قصد التحصيل والتكوين في الاقتصاد والتدبير والصيدلة والعلوم الطبية والصحية والهندسة التكنولوجيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسات الأدبية واللغة الروسية ... كما ساهمت الجامعات في تكوين جحافل من الأطر المتخصصة والعلمية التي تجندت لتطوير بلدانها في مجالات تنموية مختلفة. وتجدر الإشارة الى أن عودة هذه العلاقات كما جرى بين غينيا الاستوائية وروسيا سنة 2018 قد كان بخلفية علمية محضة تروم التطوير والابتكار في مجالات الطاقة والهندسة والبيئة .
ولعل قراءة سريعة في مجمل هذه الاتفاقيات المبرمة بعد 2018 والتي تضم حوالي 50 وثيقة ديبلوماسية نوقشت معظمها في قمة سوشتي 2019 التي تبنت العودة بنفس جديد وباستثمارات هائلة في العنصر البشري، وفي سياق هجرة الأدمغة نحو الشمال وما يعقب ذلك من مشاكل اجتماعية وإنسانية كثيرة وعظيمة كان لها الأثر الكبير على بلدان شمال افريقيا ومن بينها المغرب الذي كغيره من البلدان الشمال افريقية عقد العزم بدوره على إعادة ربط العلاقات الاقتصادية والثقافية من خلال إبرام العديد من اتفاقيات الاطار منها اتفاقية 2016 والتي أشارت في بنودها إلى التبادل التجاري في ضوء النمو الكبير الذي تعرفه القارة الافريقية الآن، وفي إطار الصراع الاستراتيجي والعسكري التي تعرفه الدول الصناعية الكبرى بالاستثمار في العنصر البشري وبتمين الموارد الطبيعية ، ومن الملاحظ أن هذه الاتفاقيات ركزت على الجانب التجاري فقط ( يستورد المغرب من روسيا حوالي 67 في المائة من البترول الخام بينما يصدر حوالي 72 بالمائة من الخضر والفواكة )، حيث تبقى البنود الخاصة بالعلاقات الثقافية والبحث العلمي محتشمة جدا، وبالمقارنة مثلا مع أثيوبيا ذات العلاقات الوطيدة مع روسيا التي رامت الابتكار والتنمية بمستوياتها المتنوعة يمكن أن نستنتج أن التعاون الروسي -الافريقي في البحث العلمي والابتكار له آثار إيجابية على التنمية بشكل مباشر ، ففيما نشرته المجلات العلمية المفهرسة سنة 2018؛ وخاصة منها ذات معامل التأثير ؛ من أوراق وبراءات مثل الصادرة في جنوب إفرقيا : African Journal of Disobility بمعامل يصل الى 1.944 ... والمجلة علوم الصحة التي تصدر في أثيوبيا Ethiopian Journal of Health Sciences بمعامل تأثير 0.347 ،و المجلة النيجيرية للصحة African Journal of Reproduction Health بمعامل تأثير 0.331 ، والمجلة الكينية للصحة Pan African Medical Journal بمعامل تأثير 0.242، دليل واضح على ارتباط بنية البحث العلمي بالتطوير الاقتصادي والمعرفي، وللتذكير فإن استهداف الاتفاقيات الروسية في افريقيا يروم تطوير بنية تحتية جديدة للبحث العلمي ذات أقطاب واستراتيجيات واتجاهات تنموية مستدامة ومنها التعاون في المجالات ذات الخبرة العريقة كتطوير اقتصاد أخضر قائم على النباتات الطبية والعطرية والبدائل الطبيعية للمنتجات الكيميائية للمحافظة على البيئة وذلك من خلال تطوير براءات الاختراع والحفاظ على الملكية الفكرية في إطار شفافية صناعية ضامنة لسيادة الدول وهادفة للتطوير الحقيقي للشعوب الإفريقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م