الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش على حواف زمن الثرثرة(13) – حول الاستبداد أيضاً

رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)

2023 / 8 / 3
المجتمع المدني


* المطلوب من القانون في إطاره الحضاري العادل ، أن يكون حاميا لحقوق الناس جميعا دون تفريق بينهم ،و رادعا يردع الالتفاف عليها حتى لو كان هذا التجاوز من قبل السلطة الحاكمة ، و ليس بإتجاه حماية السلطة و رؤوسها و تشديد قبضتهم على الحكم ،و ذلك من مفهوم ان حماية النظام الحاكم يجب ان يأتي من حماية حقوق المواطنين و تأمين أمنهم و استقرارهم و حرياتهم و مستويات معيشتهم ..
لكن كل مستبد و كأول خطوة لتدشين عهده سيحاول هدم هذا المبدأ و البدء بتمرير قوانينه الخاصة و من ثم فرضها بهدف تحصين موقعه كحاكم لا اعتراض على قراراته و إجرائاته ، و بلوغ هذه المرحلة ( مرحلة تحقيق كل نزوات و رغبات الحاكم المستبد ) يتطلب الكثير من العمل ، لذا سيبدأ بتفكيك المؤسسة القانونية على مراحل وإعادة بنائها بالشكل الذي يمكنه من عكس مسار العدالة و القانون باتجاه قمع كل ما يعترض منهاجه الاستبدادي في الحكم ، ومن بعض اجراءات تحقيق ذلك ، تعطيل الدستور و فرض الاحكام العرقية واعلان حالة الطوارىء و تهميش دور القضاء المدني وتأسيس محاكم خاصة ، و إن تطلب الامر يمنح نفسه كسلطة فوق القانون سلطة اصدار القرارات و الاحكام ، لتكون كلمته هي القانون و عقوبة خرقها المؤبد أو الإعدام .

* أن تعارض نظاما مستبدا يعني مواجهة خصم يملك الكثير من عناصر القوة ، خصم بإمكانه مواصلة الضغط عليك ، ويراقبك باستمرار و يترقب الفرص للقضاء عليك ..
لمواصلة نضالك ضد هكذا خصم ، عليك تجميع كل قواك و ان لا تهدرها في بطولات ومناوشات استعراضية لا تغير من الموقف ِشيئا لصالحك ، تجنب الاضواء و خفف من الشعارات و البلاغات الخيالية المكررة والغير مجدية ، عوض عنها بالمزيد من التفكير .. لا تتوقف واصل مسيرتك بهدوء و لا تنجر وراء استفزازاته و تحرشاته ، ناوره بصمت ، امنحه طعما يصرفه عنك حتى لو كان ذلك الى حين ،اجعله يعتقد انه المنتصر ، ثم ترقب بصبر و ذكاء هفوة غرور يقع فيها ، فاضربه بقوة فيها ..
الغرور نقطة ضعف كل المستبدين تقودهم دائما الى السقوط .

* من أجل أن تمدّ من زمنها ، تقتات أنظمة الاستبداد على افتعال الازمات و صناعتها و لا يهمها سواء كانت داخلية أو خارجية ..

* ترويض الافراد و الجماعات و حتى المقربين من رأس النظام ، بزجهم في صراعات مصالح و مواقع نفوذ ، و أداء الدكتاتور لدور الحكم العادل لحل الخلافات بينهم ، لعبة استبدادية لتعميق جذور نفوذه و سيطرته كصاحب فضل عليهم ..

* نزعات السيطرة و الهيمنة و توسيع مجالاتنا الحيوية في الحياة ، كامنة في غرائزنا كبشر ، انها فقط تنتظر البيئات و المناخات و الفرص الملائمة لتظهر بأبشع صورها ..
* ترويج الخرافات و إضفاء طابع القدسية عليها و تعميمها بين الناس كانت من الأزل وسيلة المستبدين المثالية للهيمنة على العقل الجماعي في المجتمعات المتخلفة فكريا و بالتالي السيطرة على مقدرات المجتمع و موارده و طاقاته البشرية و تسخيرها لرفاه و عزّ طغمة مستبدة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليونيسف: الظروف الميدانية تعيق إيصال المساعدات للأطفال في غ


.. تكدس خيام النازحين قبالة شاطئ غزة وسط مأساة إنسانية




.. ألكاتراز التماسيح .. سجن أميركي يثير الرعب لاحتجاز المهاجرين


.. تطبيق إلكتروني يساعد المهاجرين غير الشرعيين في رصد مواقع ضبا




.. مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية المحتلة: قدمت أدلة عل