الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعّوم فائق (1868-1930) أَبُو ٱلْقَوْمِيّة السُّرْيانِيّة

حسيب شحادة

2023 / 8 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


نعّوم فائق (1868-1930)
أَبُو ٱلْقَوْمِيّة السُّرْيانِيّة
ܢܰܥܽܘܡ ܦܰܐܝܶܩ (1868-1930) ܐܰܒܳܐ ܕܐܘܡܬ݂ܳܢܳܝܳܘܬ݂ܳܐ ܣܘܪܝܳܝܬܳܐ
Na‘‘ūm Fā’iq (1868-1830) Father of Syriac Nationalism
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

حياته، عصره ومثابرته

نعّوم إلياس يعقوب بالاخ فائق آميديو وأُمّه سَيدِه سَفَر وزوجته لوسيا قرياقس خضر شاه (ت. 1927) وأنجب منها ابنين توفّيا صغيرين وثلاث بنات توفّيت إحداهن صغيرة وتزوّجت الثانية من بشار بوياجي والثالثة من لطفي استنبولي، معلّم الفكر القوميّ الوحدويّ أو مؤسِّس حركة النهضة السريانيّة - أُمّة واحدة وبِضْع طوائف، معلِّم وشاعر، أديب وصَِحافيّ، شمّاس وخطيب، بيّض شَعْرَ رأسه وكرّس كلَّ حياته في سبيل خدمة شعبه الآراميّ السُّريانيّ قوميًّا وأدبيًّا وروحيًّا. إنسان فذّ، شهم، مجاهد، نقيّ السريرة، مِقدام وغيور على تراثه العريق وسعى لتخليص أبناء جِلدته من التعريب والتتريك والتكريد.

وُلد نعّوم فائق لعائلة سُريانيّة أرثوذكسيّة في مدينة آمد/آميدا، مدينة القِدّيسين المعروفة لاحقًا بديار بكر بن وائل، في شمال بلاد ما بين النهرين وعروسها، وتُوُفِّي في الخامس من شُباط في ولاية نيوجرسي إثر إصابته بالتهاب رئويّ. منذ أربعينيّات القرن المنصرم، تقام احتفالات لذكراه في أماكن تواجد الآراميّين، ومنذ تأسيس أوّل حزب أشوريّ وهو المنظّمة الديموقراطيّة الأشوريّة في العام 1957 في سوريا، أُعلن رسميًّا اتّخاذُ الخامس من شُباط من كلّ عام اليوم الوطنيّ للآراميّين. الكُنية ”فائق“ أُضيفت إلى الاسم تمشّيًا مع العادة آنذاك في الإمبراطوريّة العثمانيّة، للتفريق بين حاملي الاسم ذاته. استُبدل العَلم السُّريانيّ من رمز للشمس المجنّحة إلى شمس ترمز إلى الروح القدس، الخلفيّة باللون الأحمر ذكرى لدم السُّريان المسفوك في مجزرة السَّيْفو (ܣܰܝܦܳܐ) في السنوات 1914-1920، اللون الأصفر رمز الأمل بدولة آراميّة، والنجوم الأربع رمز للأنهار الأربعة في الوطن السريانيّ، والنِّسر يمثّل القوّة والمقاومة.

تعلّم نَعّوم فائق في مدرسة السُّريان الأرثوذكس الابتدائية في سنّ السابعة فالثانويّة في ديار بكر بسنّ الثالثة عشرة ومكث فيها ثماني سنوات ودرس أربع لغات: السُّريانيّة، لغته القوميّة، العربيّة والتركيّة العثمانيّة والفارسيّة، واكتسب فيما بعد الأرمنيّة والكرديّة والإنكليزيّة والفرنسيّة. من أَساتذته المدير حنّا سِرِّي بن جرجس چقي (Hanna Sirri Ceqqi)، الذي كان يُدرّس اللغاتِ الأربعَ المذكورة الأولى. وتجدُر الإشارة إلى تأسيس المنظّمة ”الأُخوّة السُّريانيّة القديمة“ (Süryani Kadim Kardesligi بالتركيّة) في العام 1879 في ديار بكر التي باشرت فأقامت مدرسة فريدة في نوعها لتدريس اللغة السُّريانيّة الكلاسيكيّة وفيها تلقّى نعّوم تعليمه (أُغلِقت المدرسة في العام 1890).

رغب فائق في متابعة تعليمه الجامعيّ، إلّا أن ّ وفاة والديه، الأب فالأمّ حالت دون ذلك فعاش في كنَف شقيقه الأكبر توماس. زاول مِهنة بل رسالة التعليم بشكلٍ متقطّع منذ العام 1888 ولغاية العام 1912 في ديار بكر وفي دير الزعفران وأُرفا وحمص. في سنّ الواحدة والعشرين، رُسم شمّاسًا/ܫܰܡܳܫܐ إنجيليًّا في عهد البطريرك بطرس الرابع وكان فعّالًا في كنيسته. اِنتقل نعّوم إلى الرُّها/أورهو/إديسّا للتدريس هناك، ثمّ إلى مدن أخرى مثل حِمص فبيروت فيافا فالقدس. في القدس مثلًا، مكث نصف سنة في دير مار مرقص السُّريانيّ مُنكبًّا على دراسة المخطوطات السُّريانيّة هناك. كما تسنّى له بعد ذلك وفي العام 1904، أن يمكث في ماردين وأن يطّلع على النصوص السُّريانيّة المحفوظة هناك في الدير. بعد ذلك بأربع سنوات أُعلن الدستور العثمانيّ الذي نادى بالحريّة والعدالة والمساواة، منح بعض الحريّات فأسّس نعّوم جمعية ”الانتباه“ (يستخدمها بمعنى: اليقظة، النهضة، awakening)، وفي السادس عشر من تمّوز في العام 1910 أصدر مجلّة ”كوكب الشرق/ܟܰܘܟܒ ܡܰܕܶܢܚܐ“ نصف الشهريّة بالرسم الچَرشونيّ وتوقّفت عن الصدور عند هجرته في العام 1912 (صدر منها 43 عددًا) وكانت لسان حال ”الانتباه“. عشرات من المفكّرين والمعلّمين السُّريان في الإمبراطوريّة العثمانيّة وأمريكا والهند ساهموا بانتظام بكتاباتهم لهذه الدوريّة. نذكر منهم: بشار حِلمي بورجي، إلياس بويجي، سليم سامي چِقّي، حنّا برصوم، ملفونو يعقوب هارون، المطران إلياس شاكر، الراهب أفرم برصوم، المطران بِهنام سمرجي والخوري حنّا خوري من أمريكا.

عاش نعّوم فائق في فترة حافلة بالشدائد اجتماعيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، في عهد السلطان عبد العزيز. الروح العشائريّة كانت سائدة، التشرذم المذهبيّ كان مزدهرًا بسبب الجهل والتخلّف. أضِف إلى ذلك سياسة الإمبراطوريّة العثمانيّة في تأجيج النعرات الدينيّة والعِرقيّة بين شعوبها لإضعافها لتُسيطرَ عليها بسهولة عبر الشعار المعروف ”فرّق تسُد“ (divide & rule/divide et impera). لا بدّ من ذكر ثورة 1908 التركيّة التي أجّجت موضوع الفكر القوميّ لدى شعوب الإمبراطوريّة العثمانيّة كافّة. نعّوم فائق دعا إلى الترابط بين الكنيسة والأُمّة، ودعا إلى التآلف والتآزر بين الكنائس بغية الاتّحاد. وأطلق صرخته المعروفة: ܐܬܬܥܝܪ ܒܰܪ ܐܳܬܽܘܪ ܐܬܬܥܝܪ - اِستيقظ/اِنهض يا ابنَ أثور اِستيقظ/اِنهض!

في أواخر القرن التاسع، عشر بدأت نهضة قوميّة لدى الأقليّات في الإمبراطوريّة العثمانيّة مثل العرب والأرمن والسُّريان. والجدير بالذكر، أنّ فائق كان شاهد عِيان لمجازرَ اقترفها الأكراد ضد شعبه في ديار بكر في العام 1895. وبعد ذلك بعَقْدين من الزمان وقعت فظائع ”سَيْفو“ المعروفة. (ܣܝܦܐ ܐܳܬܰܐ ܗ̱ܘ ܕܡܽܘܡܐ ܐܰܡܺܝܢܐܺܝܬ ܕܠܐ ܡܶܬܢܰܫܝܳܐ ܒܰܓܒܺܝܢ ܐ̱ܢܳܘܽܘܬܐ -سيفو هو علامة عارٍ دائمة لا تُنسى في جبين الإنسانيّة). وفي صيف العام 1933 ارتكبت حكومة العراق بزمن رئيسها رشيد عالي الكيلانيّ (1892-1965) مذبحة سميل (ܦܪܡܬܐ ܕܣܡܠܐ) بالسُّريانيّة وسميل اسم مدينة أشوريّة، بحقّ الأشوريّين في شمال العراق وراح ضحيّتها بحسب بعض التقديرات ثلاثة آلاف قتيل. يقدّر عدد السُّريان المسيحيّين في الإمبراطوريّة العثمانيّة بـستّمائة وعشرين ألفًا.

اُضطرّ نعّوم فائق للهجرة بسبب الظلم والاضطهاد، ووصل مع عائلته في الخامس عشر من كانون الأوّل في العام 1912 إلى بلاد العم سام التي نعتها ببلاد الحريّة والعدالة، إلى نيوجرسي حيث اُستُقبل بحفاوة عارمة، إذ أنّ صيته كان ذائعًا هناك بفضل كتاباته في صحيفة ”الانتباه“ لصاحبها جبرائيل أفندي بوياجي. أسّس فائق في أمريكا صحيفة ܒܶܝܬ ܢܰܗܪ̈ܝܢ ”ما بين النهرين“، 1916-1930، بثلاث لغات - السُّريانيّة والعربيّة والتركيّة، كما كان رئيس تحرير مجلّة ܚܽܘܝܳܕܐ الاتّحاد- وقد أُعيد إصدارها في سبعينيّات القرن العشرين في السويد. وفي الخامس من شُباط كلّ عام، تاريخ وفاة فائق، يقام احتفال بمثابة عيد قوميّ سُريانيّ في كلّ مكان يعيش فيه سُريان. كما يُحتفل في الأوّل من تشرين ثانٍ من كلّ عام بعيد الصحافة السريانيّة. ففي الأوّل من تشرين ثانٍ من العام 1849 صدرت أوّل جريدة أشوريّة ܙܰܗܪܺܝܪܐ ܕܒܰܗܪܐ (شُعاع النور) في مدينة أورمية الإيرانيّة ورئيس تحريرها د. بنيامين لاباري ومساعده رابي ميرزا شموئيل (سبقت الصحافة العراقيّة المتمثّلة بالزوراء 1867 والكرديّة باسم كردستان 1898 ). ومن الأسماء اللامعة لاحقًا في الصحافة السريانيّة وفي الفكر القوميّ أيضًا أُنوّه بالأسماء التالية: فريدون آثورايا (Freydun Aturāyā)، نعّوم فائق، آشور يوسف (1858-1915، رائد الصحافة السريانيّة)، يوسف مالك، سنحريب بالي، يوئيل وردا، يوحنا موشي، فريد نزها، يوحانون قاشيشو، جان آشجي، مريم نرمه رفائيل يوسف روماي (ولدت وتوفّيت في بغداد 1890- 1972، كلدانيّة، عربيّة عراقيّة، رائدة الصحافة العراقيّة والعراقيّة الأولى التي طالبت بحقوق المرأة؛ أصدرت صحيفة ”فتاة العرب“ عام 1937)، آغا بطرس، حنّا عبدلكي، ديڤيد پيرلي، شكري جرموكلي. أدّت الصحافة السُّريانيّة دورًا هامًّا في عصرنة اللغة السُّريانيّة من حيث المعجم أقلّه.

تجدُر الإشارة إلى أنّه في العام 1936 صدر كتاب هامّ موسوم بـ: نعّوم فائق - ذكرى وتخليد الأديب السُّريانيّ الكبير، من إعداد وتعليق مراد فؤاد چقي (مُتاح على الشابكة). ومن الواضح أنّ محرّر هذا الكتاب، قد سمح لنفسه التصرّف في ما كتبه الملفونو نعّوم فائق بدون الإشارة إلى ذلك. وهذا أوّل كتاب تناول شخصيّة نعّوم فائق.

كتب نعّوم فائق بلغات ثلاث- السُّريانيّة والتركيّة والعربيّة مستخدمًا الحرف السريانيّ المعروف بالاسم - الچرشونيّ، أي أنّ الرسم سُرياني بينما اللغة ليست سُريانية. وهو اعترف بأنّ إجادته العربية أضعف من إجادته التركيّة. ورد في افتتاحيّة ”بيث نهرين“ للعام 1916.

””أقدم كلّ شيىءٍ [بتأثير المبنى بالسُّريانيّة؛ يقصد: أوّلًا، بادىء ذي بدء إلخ.] نرجو من حضرات القرّاء الكرام هو غضّ النظر عمّا سيصادفونه في هذه الجريدة من الهفوات التاريخية والأغلاط الإعرابيّة التي لا بد من وقوعها حيث أننا لسنا من فرسان هذا الميدان. وهيهات أن نعادل أولئك العلماء الفحول وكتّاب العربيّة البارعون وأرباب القلم المتفننون لإنّما ما حملنا على هذا التطفّل هو الحب الوطني، والعاطفة الجنسية“ [الكلمات التي وُضع تحتها خطّ غير سليمة لغويًّا. لغة فائق العربيّة تستحقّ البحث؛ قرّاؤها في الأغلب: من ماردين ومديات والموصل؛ العربيّة في دوريّة ”كوكب الشرق“ (أوّل دوريّة سُريانيّة أدبيّة أصدرها نعّوم فائق في تركيا في ديار بكر في العام 1910 بالتركيّة العثمانيّة بالحرف الچَرشونيّ؛ يبدو أنّ هذه الدوريّة كانت الأكثر شعبيّة آنذاك وفيها حِسّ قوميّ يطالب بالنهوض من الخمول والسُبات، تابع فائق إصدارها بعد هجرته إلى أمريكا في العام 1912) قليلة، أمّا في بيث نهرين فاحتلّت ستّة وخمسين عددًا، 1916-1929].

الملفونو نعّوم فائق، كما يسمّيه السُّريان اليوم، محبوب شاعرًا ومؤسِّسًا للنهضة السريانيّة الحديثة. وقد نظم الشعر بالتركيّة أيضًا منذ شبابه وهو مفعمٌ بالحنين إلى الوطن، بالتغنّي بأمجاد الأجداد، بالحثّ على النهضة واستنهاض الهِمم. اِتّسم فكر فائق في نواحٍ عديدة بالدقّة والشموليّة والنضوج. كان يخاطب كلّ أطياف شعبه بدون تمييز تارة مستخدمًا الاسم: أشوري وأُخرى الاسم سُريانيّ فكلدانيّ فآراميّ. ففي شيكاغو سكن الأشوريّون وفي ديترويت الكِلدان وفي نيوجرسي الآراميّون السُّريان. كلّهم يكوّنون شعبًا واحدًا، أرضه ما بين النهرين، لغته وعاداته مشتركة، تاريخه ومصيره واحد، وله حريّة الانتماء المذهبيّ. وكان فائق يطالب بثورة لإطاحة الحكم العثمانيّ الغاشم ولم يكتفِ بالتنظير بل كان فعّالًا لإغاثة أبناء جِلدته بعد الحرب الكونيّة/ العالميّة الأولى. وأدرك فائق دورَ اللغة المحوريَّ في بعث الشعور القوميّ وإنمائه.

من آرائه وأقواله

منَ الأمور التي كان يُنادي بها نعّوم فائق من أجل أبناء شعبه: ضرورة إنشاء المدارس، المطابع، والمجلّات، فهي أدوات هامّة لبناء مفهوم قوميّ لدى الشباب، مردّدًا المبدأ القائل بأنّ اللغةَ دعامةُ القوميّة، وكلّ شعب يُهمل لسانه، مصيره الزوال والانقراض. كما دعا منذ أوّل شبابه حتّى آخر رَمَق من حياته، إلى الاتّحاد القوميّ، اتّحاد الشعوب السُّريانيّة؛ وشدّد على أهميّة ما يُدعى اليوم بالسلطة الرابعة أي الإعلام. وعلى ذلك الاتّحاد ”أن يقوم على أساس الوحدة الجنسيّة، دون ان يتعرض الى العقائد الدينيّة“ (مراد فؤاد چقي، ص. 345). وأضاف في المصدر ذاته:
”التعصّب يا أخي قد استولى على قلوبنا وقلوب رؤسائنا أجمعين في الشرق من أُرثوذكسيّ وكاثوليكيّ وكلدانيّ ومارونيّ ونسطوريّ، وهذه الخَلَّة قديمة فينا منذ زمان أجدادنا رحمهم الله، الذين بتعصبّهم مزّقوا الأمّة السريانيّة شرّ تمزيق… الدين شيء والقوميّة شيء آخر، الدين لله والوطن للجميع كما يقولون اليوم“ (للمستزيد يُنظر في المصدر ذاته، مقال بالتركيّة لفائق، ص. 346- 351، العام 1910، نعّوم فائق يعترف بخَلّة التعصّب عند قومه وهو واحد منهم وتتجلّى في أقواله لاحقًا).
ذهب نعّوم فائق إلى أنّ مصلحة الشعب السُّريانيّ، تجب أن تسبُِق المصلحةَ الشخصيّة ونادى بالابتعاد عن العقليّة القَبليّة والتشديد على أهميّة التربية. ومن المعروف أنّه وُلد وعاش فقيرًا، بسبب معتقداته، ورحل عن هذه الفانية فقيرًا مادّيًا، ولكنّه خلّف وراءة إرثًا ثقافيًّا هامًّا. ما تركه لا يُشترى ولا يُقدّر بالمال؛ ترك يقظة (ܥܺܝܪܽܘܬܐ, awakening, vigilance) في الشعب السُّريانيّ تؤدّي إلى بلورة مصير هذا الشعب. وفيه يصدق قول الشاعر:
وما مات امرءٌ أبقتْ يداه مآثرَ لا تزولُ ولا تبيد

ممّا قاله المناضل السُّريانيّ القوميّ، ورسول من رُسل النهضة القوميّة السريانيّة، نعّوم فائق/فايق: ”إنّ فكرة الاتّحاد قد تبدو غريبةً لأوّل وهلة، ولكنّها ليست صعبةَ التحقيق إذا عمِل أدباء كلّ طائفة من الطوائف السُّريانيّة على تحقيقها بالرسائل المنظّمة، وذلك بالتفاف جميعها حول مثَل أعلى وهو القوميّة الجامعة، فتصبح هذه الطوائف كلّها عندئذ قومًا واحدًا من ناحية امتداد أصل جميعها إلى منْبت واحد. وتعمل معًا متضامنة على إيجاد روابطَ قوميّة متينة تقوم على الاشتراك في القوميّة والتاريخ واللغة والعادات، وتبقى منفصلةً حرّة في أمر عقائدها ودينها“. وبمثل هذا القول، يقصِد الملفونو نعّوم كلّ السُّريان، نساطرة وكلدانًا وموارنة وسريان كاثوليك وأرثوذكس وبروتستانت. وشدّد نعّوم على الدور المحوريّ الذي تلعبه اللغة في إيقاظ الشعور القوميّ. وكان يكتب العربيّة والتركيّة بالرسم السريانيّ كما نوّهنا، وتبنّى هذا النهج كثيرون من بعده.

ذات يوم كتب نعّوم فائق إلى صديقه الصحافيّ الثائر فريد إلياس نزها/نزهة (1894-1969): ”لو قلت لك يا أخي إنّ كلّ شيء في هذه الجريدة، ربّما لا تصدقني، فلا معين لي سوى ابنتي التي تشتغل في أحد المعامل لتحصيل ما يقوم بقُوتنا الضروريّ، وأحيانا نأخذ مما تربحه البنت وندفعه أجرة طبع الجريدة“ (مراد فؤاد چقي أدناه، ص. 265). ويُذكر أنّ السيّد نزهة الذي عاش في الأرجنتين واهتمّ بالسياسة، حمل مَشْعل نعّوم فائق ونادى وطالب مع آخرين مثل أبروهوم يوسف إقامة دولة أشوريّة مستقلّة، أو على الأقلّ، كيان سياسيّ مستقلّ. كان في مقدّمة الداعين لإرسال وفد لمؤتمر السلام بباريس 1919-1920 وإعلان مبادىء ويلسون الأربعة عشر المعروفة (وودرو ويلسون (Woodrow Wilson) الرئيس الأمريكيّ بين السنوات 1913-1921، في الثامن من كانون ثانٍ عام 1918، منها: ضمان سيادة الأجزاء التركيّة وإعطاء الشعوب الأخرى غير التركيّة التي تخضع لها حقّ تقرير المصير، وحريّة المرور في المضائق لجميع السفن بضمان دوليّ).

تمتّع نعّوم فائق بعَلاقات طيّبة مع الكثيرين من رجال الدين والأدباء والمثقّفين، وتُبودلت الرسائل بين الطرفين. ومع هذا لم يتوانَ في مطالبته الجريئة بإصلاح ما يجب في المؤسّسات الدينيّة.
”ما من بلاد اشدّ تعاسة واسوأ حظًّا من بلاد الشرق لوقوع النَّكَبات الهائلة والفظائع المريعة فيها منذ قرون بعيدة“ (جريدة الاتحاد، س. 1 ع، 4، 1921).

”تصفحوا تواريخ البلاد الشرقية الشقية وانظروا ماذا تشاهدون فيها منذ الأزمنة القديمة وإلى العصور السالفة إلى الآن؟ تشاهدون فيها ملوكاً وطغاة وعتاة ومستبدين وحكاماً سفّاكين وحكومات ظالمة وجائرة، وتشاهدون فيها أطواداً من الجماجم البشرية وأنهاراً من دمائهم المهرقة بلا ذنب ولا جريمة، تشاهدون فيها أدواراً تمثلت فيها أنواع الاضطهادات والمذابح والفظائع، فكأن الشرق قد خُلِقَ ليكون مسرحاً لجميع النوازل والويلات والشرور والبلايا. إن الشرق بعد أن كان مصدر الخير والبركات ومنشأ العلوم والمعارف أصبح الآن عالم الشر ومصدر الجهل والشقاوة والخمول، ولا يمكننا إلا أن نقول إن اسم الشرق قد حُذِفَ منه الحرف الأخير وتحول الى لفظة شر، فكلما ذكرنا الشرق وكتبنا شيئاً عن الشرق يتصور أمامنا شبح الشر الهائل الذي وجد له هناك داراً رحبة ومقراً ملائماً“ (جريدة بيث نهرين س.1، ع. 10، الثامن من آب 1916).

”فالى متى لا ننتبه ولا نتعظ بغيرنا الذين يشرفون لغتنا ونحن نمتهنها؟ والى متى لا نجعل درس هذه اللغة الشريفة في مدارسنا اجباريًا لكي يتقنها اولادنا، ويعيدوا اليها بهاءها القديم، فالجنسية السريانية التي ننتسب اليها ونفاخر بها تتطلب منا تعلم وتعليم لغة اجدادنا الكرام وتعميمها“ (جريدة الاتحاد، ع. 6، س. 1، 1921).

”فالامة بلا مطبعة اشبه بقرية بلا مزرعة، وما من امة يتيسر لها النجاح الا بتشغيل المطابع“ (جريدة كوكب الشرق، ع. 2 ، س. 1، 1910، أعدادها محفوظة في مكتبة نيويورك العامّة وهي محفوظة الآن في فُليم/microfilm). أوّل صحيفة عربيّة ظهرت في أمريكا في العام 1892 حملت الاسم كوكب أميركا وأصدرها الأخوان السوريّان نجيب وإبراهيم عربيلي في نيويورك وأوّل جريدة قوميّة باسم كوكبو/النجم أسّسها الطبيب فريدون آتورايا من أورميا في العام 1906 واستمرّت حتّى سنة 1918).

أمّا الآن قد حان لنا نحن الشرقيين أبناء الشمس ان نستفيق من سبات جهلنا وخمولنا، وننهض نهوض الرجال، ونقاوم كل سلطة مستبدة وكل حكومة جائرة، ناسين الضغائن والأحقاد، متحدين اتحادا مكينا نستطيع ان نخفف به نكبات شرقنا العزيز، فكما ان الغرب قد أخذ عن الشرق في سالف الزمان مبادىء العلوم والمعارف والتمدن، فليس بعار على الشرق أن يقتبس اليوم أصول الرقي والعمران من الغرب، فإن التشبه بالكرام فلاح.

”امامنا امة اليهود التي بعد ان كانت امة مرذولة من الخالق ومهانة من المخلوق، اصبحت اليوم بفضل جرائدها ومجلاتها المتنوعة امة يحسب لها حسابها، بل اعادت مجدها القديم واحيت لغتها التي كانت ميتة نظير اختها لا بل امها لغتنا الآرامية، وادخلتها في عداد اللغات الحية، وجعلتها رسمية في وطنها فلسطين، بعد ان كانت قرضتها السريانية والعربية“ (جريدة ما بين النهرين، ع. 9 , س. 4، 1920).

”الكل يعلم أن الجرائد في الشعب هي لسان حاله، وأنّ الشعب يُعرف بجرائده ولولا الجرائد لظلّتِ الأُمم خاملة الذكر، فاقدة الشرف القوميّ وعادمة لكلّ فضيلة علميّة كانت أو أدبية أو تاريخية، والجرائد لا تقوم لها قائمة أو نجاح إن لم يناصرها قرائها وسائر أفراد الأمة وجمعياتها، فالامة التي ليس لديها جرائد، هي امة خرساء وصماء وتعساء وخاملة، وأنّ الأمّة التي لا تحترم نفسها لا يحترمها الغير، والأمة التي لا تحافظ على نفسها ولا تغار على لسانها ولا تسعى لاثبات موجوديتها، ولا تنشر تواريخها ولا تطبع كتبها ولا تحافظ على آدابها ولا تناصر صحافتها من يعرفها، من يسمعها؟“ (جريدة ما بين النهرين، ع. 9 , س. 4، 1920).
الاتحاد يحرر الشعوب من العبودية. إذا رغبنا في التقدّم فعلينا أن نتّحد ( 1908)
من لا يقرأ بلغته لا يعرف لماذا خُلِق، والأمّة التي تفقِد لغتها تفقد مجدها وتُضيع كيانها.

ثلاثة تُنجح الامة: قلم الكاتب، مخزن التاجر، حقل الزارع؛ الشاب الذي يقترن بفتاة غريبة عن قومه يهين امته؛ مستقبلنا بايدي الاطفال لان اطفال اليوم هم رجال الغد، اعتنِ بثلاثة: - بامرأتك وبامتك وبوطنك؛ الاقتران بارملة من امتك خير من الزواج من بتول غريبة عن ملتك؛ لا تمزج دم جنسيتك بدم الغرباء الاجانب؛ احبب وطنك مثل يوسف، ووقر امتك مثل موسى، وتألم من اجل بني قومك مثل المسيح؛ يضع الشاب حية رقطاء في حِضنه عندما يتزوج من امرأة غريبة؛ اتحاد السريان ينقذهم عاجلا من الهوان (مراد فؤاد چقي ص. 324-326).

”وبتهذيب بناتنا نكون قد هيّأنا للأمّة أمّهات فاضلات وتقيّات يُرضعِنَ أولادهنّ حب الوطن واللغة مع حليبهم واللغة مع حليبهم وحينئذ نكون قد أنقذنا أمّتنا من نتائج الجهل الذي يكون مصدره المرأة كما قد يكون مصدره الرجل“.
”فأين مدارسنا اليوم وأين مطابعنا وجرائدنا وأين كُتّابنا وأين رجالنا وأين محافظتنا على لساننا؟ أُمّةٌ تكون هذه حالتها أو حال جريدتها هل تستحق أنتضاهي الأمم المتنورة؟ وهل تتجاسر أن تقوم بما تقوم به الأمم الراقية من
أعمال كبيرة ومطالبات خطيرة؟ “

”وشوق ذلك الوطن العزيز وتؤلّف قلوب كل من إخواننا المدعوّين بالاسم السرياني أي النساطرة والكلدان والموارنة والسريان الكاثوليك والسريان البروتستانت ودعوتهم إلى الإتحاد السرياني أو الآثوري أي إنهم ليسعوا في إيجاد اتحاد أدبي فيما بينهم دون النظر إلى الاختلافات المذهبية والمنازعات الاعتقادية، وليتذكر كل من هذه الفرق بأنهم آثوريين عرقًا وجنسًا، ولحمًا ودمًا ولسانًا ووطنًا وعادات وتواريخ، وليتحدوا اتحادًا أدبيًا لإعلاء شأن الأمة الآثورية“

هذه جملته الشهيرة: أنين الإخوة يدفعُنا على نسيان الراحة (كتاب أبرم شابيرا المذكور أدناه). ”نحن جميعًا سريان وسريان كاثوليك وكلدان وموارنة ونساطرة أبناء أمة آثورية واحدة ولنا تاريخ واحد نير ومشرف… والسريان الملكيين (الروم الكاثوليك) والسريان الانجيليين...“ (ن. م. ص. 11-12).

التفاخر بالأجداد لا يُجدي نفعًا.
اعتن بثلاثة: امرأتك وأمّتك ووطنك.

وفي إحدى قصائده جاء ما معناه:

أيّها الأشوريّون،
اِستيقظوا اِستيقظوا،
اليوم يوم الوَحدة، آن أوان النهضة،
ثمّنوا العلم، المعرفة والحكمة،
اِبنوا المدارس التي توفّر التربية،
اُدرسوا تاريخكم،
تابعوا القراءة لتفهموا،
أنّنا نتراجع، …

وفي قصيدة أُخرى ورد ما معناه:
أيّها السريان لقدِ انضوى ليل الخمول
بانبلاج الفجر الأغرّ المنير
فامتلأ الكون نورًا بشروق شمس الحريّة
فلندعِ الذلَّ والهوان
ولنطلب المعالي والعمران
فنحن أُمّة جديرة بالحياة
لا تفبل الخنوع والاستعباد
ولنوحّد القلوب بروابط الحبّ والإخاء
قلا أن يُداهمنا الإنقراض والفناء
فنحن أحفادُ أُمّة كانت عظمتها قديمًا تناطح القبّة الزرقاء
ذات حضارة بهرت الأُمم جمعاء
أيليق بنا نحن أحفاد أولئك الأبطال الميامين
أن تفتر عزيمتنا وتخمد همّتنا
يا ويحنا، لقدِ اِنهار ذاكا لمجد الباذخ
والشرف الأثيل فإلى من نشكو وإلى من نلجأ؟
أيّها السريان، الأُمّة تبكي وتنتحب طالبة نجدتكم
فهل أنتم إلى ندائها ملبّون؟
ألا هُبّوا وانهضوا للعمل وسيروا للأمام على الدوام.

ردّ على أديب من طائفته الأرثوذكسيّة في الموصل:

التعصب قد استولى على قلوبنا وقلوب رؤسائنا أجمعين في الشرق من أرثذكسي وكاثوليكي وكلداني وماروني ونسطوري.الدين شيء والقومية شيء آخر. اننا نكره ان تفصلنا الاختلافات المذهبية عن الوحدة القومية والتاريخية والاجتماعية واللغوية، فنحن والسريان الكاثوليك والكلدان والموارنة والنساطرة إخوة من حيث الجنس ننتمي الى عنصر واحد“.
رأس الحكمة مخافة الله، وأول المحبة محبة الوطن.
الذي لا يقرأ بلغته، لايعرف لماذا خـُلِق.
كل ماتعرفه من الخير استخدمه لمنفعة أمَّتِك.
اتحاد السريان ينقذهم من الهوان.
نور البيت السراج، ونور الكون العلماء.
تفيدنا أغلاط الآخرين أكثرُ من نجاحهم.
مَن يتكلّ على طعام غيره يطول جوعُه.

من أقوال الآخرين عنه

كتب أُستاذ اللغات الشرقيّة في جامعة پرينستون، فيليب خوري حِتّي (1886-1978) عن الملفونو نعّوم فائق:

”اجتمعت بالسيد نعّوم فائق بضع مرات كانت كلها في الدائرة الشرقية من مكتبة نيويورك العمومية، حيث كنت اجده عاكفا على التنقيب والبحث والدرس لتحرير جريدته ولخدمة ابناء وطنه في هذه الديار، فهو بذلك وضع امامنا مثالا شريفا يجدر بنا جميعا ان نتخذه، فلا غرو فالسيد نعّوم ومواطنوه هم سلالة شعب تاريخي قديم عرف بالنبل والحصافة، واتحف العالم بالكثير من الهبات العلمية والروحية والمادية، ذلك هو الشعب البابلي الآشوري الكلداني النبيل“.

كتب عنه صديقه سنحاريب بالي (1878-1971)، الذي ساعده في عمليّة الهجرة:

لقد نبغ عندنا قبل نعّوم فائق كثيرون ولكن كلّهم نقلوا من السريانيّة إلى بقيّة اللغات، غير أنّه ٱمتاز عنهم بنقله من بقيّة اللغات إلى السريانيّة فرجالنا الأقدمون تصرّفوا بميراث أجدادنا وأنفقوه، أمّا هو فقد جمع ثروة أدبيّة من الخارج وأضافها إلى ميراث الأجداد. (اُنظر نورو أدناه، ص. 12).

الأب لويس شيخو اليسوعي، بتاريخ 23 أيّار سنة 1924، وهي مثبتة في كتاب مراد فؤاد چقي المذكور أدناه، ص. 97.
”نهديكم السلام بالرب ثم نعلمكم اننا بلغنا طلبكم الى المطبعة فها هي ترسِل اليكم الاعداد الضائعة من المشرق لقد
وصل الى يدى ما تلطفتم به من ارساله من الاناشيد السريانية والمفردات السريانية الانكليزية واني ساذكرها ان شاء الله قريبًا في مجلة المشرق اما رغبتكم في كتابة مقالات سريانية فلا نأباه الّا ان القراء في هذه الجهات رغمًا عن كونهم سريانًا لا يبالون بشرف لغتهم هذا ما لزم مع تكرار سلامنا على جنابكم وادام الله بقاءكم“.


الملفونو ابروهوم نورو (1923-2009) كتب:

”نحن نعرف بأننا تلاميذ الملفان نعّوم فائق، ونسير في خطاه بحسب كلماته ونصائحه وإرشاداته، ونعمل على إتمام ما كان يرغب ويجب أن يكون لشعبنا“.

كتب أحد الأشخاص لنعّوم: ”لكي لا تضيعوا أوقاتكم عبثًا في خدمة هذه الأمة فتشوا لكم عن عمل آخر تربحوا منه ما يقوم بأودكم وتنقذوا أنفسكم من ذل السؤال؟؟!!“ (أبروهوم نورو أدناه، ص. 36).

لطفي بوياجي:

”أيتها البلاد المنبعثة منها أنوار الفضل والمعرفة لقد ازدانت تربتك اليوم بجثمان نعوم فائق صاحب كوكب الشرق، الحفيد الحقيقي لمملكة أشور كما ازدانت متاحفك العظيمة التي تبهر المرء بفخامتها وروعتها بآثار وبقايا ملوكها العظام. غير أنّ الفرق بين هذه الودائع هو أنّ آثار ملوك بابل وأشور ستبقى أبدًا تزيّن متاحفك العظيمة، ولكن رفات نعوم فائق لا بد أن تغادر تربتك وتنقل إلى مسقط رأسه حتّى يتمُ قوله: فيك وُلدت وفيك أريد أن أموت يا وطني، وتحت ثراك أتمنّى أن يُدفن بعد الممات جسدي.

المطران يوحنّا يوسف دولباني (1885-1969)
نعّوم فائق علم غيور ضحّى النفس والنفيس في سبيل أمّته ووطنه.

فريد نزها (1894-1971)، بوينس آيرس 1918
’’قد يعجب البعض من نعتنا نعوم فائق بالعالم، وربّما عدّ البعض هذا النعت مبالغة منّا في غير محلّها لأنّه لم ينل قسطه مما يؤهله لهذا اللقب، ولكنّنا نعود فنقول ونعزّز قولنا بالبراهين الجليلة. إنّ الفقيد كان عالما. عالما بما تحتاج إليه أمته فهو من هذه الوجهة يعدّ من أكبر العلماء العاملين‘‘.
’’ليس بوسعي أن أصف لك ما يختلج في فؤادي من الحب نحو شخصك لما أتذكّر مآثرك وغيرتك الملية والقومية‘‘.

مراد فؤاد چقي في نهاية مقدّمته للكتاب الذي حرّره: ذكرى وتخليد:

إن زهرة واحدة تقدّم إلى الأديب في حياته، لهي خير من ألوف الأكاليل التي توضع على قبره بعد
مماته، فلا يتجلّى النبوغ في شعب لا يقدّر النابغين إلّا بعد ذهابهم، وبائسةٌ هي الأمّة الي لا تفكّر في رجالها إلا وهم رقود تحت التراب في قبورهم.

الأديب الفيكونت فيليب طرازي، بيروت 1920

’’أشكر لحضرتكم كما أثني على أبناء جنسنا الذين رفعوا اسم الأثوريّين في المهجر، ولا أكتم أن قلبي يفيض سرورًا كلّما أسمع أو أرى أحد أبناء جنسي يقوم بعمل شهي‘‘.

الأديب عبد المجيد أفندي آشور، فرنسا 1925

”علمت انكم عاملون على وضع قاموس مطول للغتنا السريانية، انكم يا سيدي رجل عزيز جدا على امتنا فقد انفقتم معظم أيام حياتكم من أجلها“.

الخوري إسحاق أرملة (1879-1954)
”نعّوم فائق فقيد اللغة السريانيّة والأمة الآرامية.خليق بكل تكريم، فإنه قضى عمره في سبيل إنجاح الأمة واللغة معا“.
يوحانون ملكي قاشيشو (1918-2001)
لـم يكـن نعـوم فائق رجـل العـلوم والمعارف فحسب . كما يعرفه الكثيرون من خلال مؤلفاته وكتاباته ومجلاته . بل كان شمسا ً أشرقت على السريانية ، ونجما ً أضاء سناء الآرامية ، وعمودا ً عليه قامـت القومية الصحيحة.

أبرم شابيرا

وهناك المئات من أبناء نعوم فائق الذين لا يطلبون ثمنًا لتضحياتهم … فالمهم عندهم الاستمرار في العطاء لأبناء هذه الأمة مهما تصاعد نعيق أعداء الأمة … زليس هذه نعمة من الله … إذن لنقل: ربي وإلهي نشكر؛ جدًا لأنك خلقت لنا المعلم نعوم فائق وأنجبت له تلاميذ أفذاذ قادرون على حمل شعلته الوقادة على طريق حرية وتقدم هذه الأمة العظيمة.


مؤلّفاته

خلّف نعّوم أكثر من ثلاثين أثَرًا، تضمّ:

أ) كتاب مجموع الألفاظ السريانيّة في العربية العامّيّة المحكيّة في ما بين النهرين، فيه 1537 لفظة في 300 ص.، طبعة آلة الميموغراف، 1923.
ب) كتاب مجموع الألفاظ السريانيّة في كلّ واحدة من اللغات: 1) التركيّة 2) الفارسيّة 3) الكرديّة 4) الأرمنيّة 5) الإنچليزيّة.
ت) معجم سريانيّ عربيّ فيه آلافُ الكلمات بقي مخطوطا.
ث) معجم الكلمات اليونانيّة في السريانيّة.
ج) معجم الكتاب المقدّس بالسريانيّة، مخطوط.
ح) فِهْرِس الكتاب المقدّس باللغة السريانيّة.
خ) قاموس الأعلام السريانيّ، مخطوط.
د) المعميّات والأحاجي، مخطوط.
ذ) كَنْز الألحان السريانيّة ܒܝܬ ܓܙܐ.
ر) مبادىء القراءة بالسريانيّة. ܟܬܒܐ ܕܩܪܝܢܐ ܕܣܘܪܝܝܬܐ.ج. 1. NJ 1917. [OCLC 85222517]).
ز) مختصر في علم الحساب بالسريانيّة، مخطوط (كتاب مدرسيّ، قد يكون الأوّل من نوعه في العصر الحديث).
س) مختصر في علم الجغرافية بالسريانيّة، بصيغة سؤال وجواب، مخطوط.
ش) مُجمل في تاريخ وجغرافية ما بين النهرين.
ص) الزهور العِطريّة في حديقة الأمثال الآراميّة، بالسريانيّة والعربيّة.
ض) ترجمة مقدّمة كتاب اللمعة الشهيّة للمطران اقليمس داؤود إلى التركيّة، نشرها في مجلّة الأشوريّين التي كان يصدرها الصحفيّ أشور يوسف (أُعدم في العام 1915).
ط) مجموعة خُطَب وعِظات.
ظ) ترجمة قصيدة الورد لابن العبريّ (1226-1286) إلى التركيّة.
ع) تاريخ السريان المهاجرين إلى أمريكا، بالسريانيّة.
غ) تاريخ مدرستي نصّيبين والرُّها، نشر تِباعًا في صحيفة ”الانتباه“ التي كان يُصدرها في أمريكا السيّد السريانيّ جبرائيل أفندي بوياجي في العام 1910.
ف) ترجمة مأثورات بنيامين فرانكلين إلى السريانيّة، نقلها من العربيّة للسريانيّة.
ق) تقويم ملّي لعام 1916 بالسريانيّة والتركيّة.
ك) ترجمة رباعيّات عمر الخيّام للسريانيّة عن ترجمة الشاعر أحمد الصافي النجفيّ العربيّة عام 1931، وبهذه الترجمة يكون الملفونو نعّوم فائق قد جدّد عهدَ تيوفيلوس الحمصيّ المارونيّ في القرن الثامن الذي نقل إلياذة هوميروس إلى السريانيّة.
ل) مجموعة الأناشيد القوميّة بالسريانيّة والعربيّة والتركيّة. ديار بكر 1908، ط. 2، نيوجرسي، 1913.
م) ترجمة كتاب أحيقار الفيلسوف الأثوريّ من العربيّة إلى التركيّة بالرسم السريانيّ على آلة الميموغراف.
ن) مبادىء القراءة السريانيّة، للتلاميذ السريان في أمريكا.
هـ) كشف الظلام عن الهفوات التي وردت في قاموس العوامّ بالعربيّة (المقصود: قاموس الشاعر اللبنانيّ حليم أفندي دموس، دمشق: مطبعة الترقّي، 1923).
و) التمارين الوطنيّة بالسريانيّة، حِكم وأقوال لمشاهير المفكّرين والأُدباء العالميّين.
ي) ملاحظات في أصول بعض الكلمات العربيّة.
لا) الأمثال المستعملة في العربيّة العامّيّة بمدينة آمد في ديار بكر.
لأ) ترجمة سيرة مار يعقوب السروجي الملفان إلى التركيّة بحروف سريانيّة، 1910.
لب) كتاب الألفاظ المتقاربة بالسريانيّة.


في كتابه عن الألفاظ السريانيّة الدخيلة في الإنچليزيّة، يقول نعّوم إنّ عددها أكثر من ألفين. ومنها يذكر: address ”خطاب“ من ܕܪܫܐ، قُلبت الشين السريانيّة لسين بالإنچليزية، وكأنّه يتحدّث عن العربية؛ fire من ܦܢܪܐ؛ here من ܗܳܪ؛ oak بلّوط من ܐܘܓܐ (مراد فؤاد چقي، ص. 335). أمّا بخصوص ما في عربيّة ديار بكر من ألفاظ سريانيّة الأصل، فيشير مثلًا إلى: ايمت/ايمتا من ܐܶܡܰܬܝ أي ”متى“ ويُضيف وهي مستعملة في كلّ البلاد المتكلّمة بالعربيّة؛ باعوث من ܒܳܥܽܘܬܐ أي ”الطِلبة/التضرّع“ أو صلاة ثاني عيد الفصح عند الروم في سورية وصلاة استقساء؛ برّا من ܒܪܐ أي البَرّ/الخارج؛ بلَّش من ܒܠܰܫ أي بدأ/تحرّش؛ جُوّا من ܓܰܘܐ أي الداخل/الباطن؛ حزة لزة من ܚܶܙܐ ܠܶܙܐ أي عُمق وضيق وضغْط؛ الدنح أي ܕܰܢܚܐ أي الظهور، ظهور المسيح لبني إسرائيل في معموديّته وهو عيد الغِطاس أيضا؛ الساطور من ܣܳܛܽܘܪܐ (مراد فؤاد چقي، ص. 336�).

يلاحظ أنّ نعّوم ككثيرين من قبله ومن بعده، وبدافع الحماس الشديد لأبناء جِلْدته، انزلق وقال أكثرَ من مرّة بأنّ اللغة السريانيّة الآرامية أُمُّ اللغات. وهو القائل: أنا لا أعتقد بالمبدأ القائل بتوافق اللغات إنّما اللغات كلّها مصدر واحد وهو اللغة السريانيّة. ويُذكَر أنّ نعّوم فائق، كان قد أرسل رسالة إلى البطريرك إلياس الثالث سنة 1927، اقترح فيها مثلًا: تأسيس مدرسة إكليركيّة لتخريج كهنة مثقّفين؛ التركيز على تِلاوة الصلوات والقداديس باللغة السريانيّة، أمّا الوعظ فيكون باللغة الدارجة لدى الشعب؛ استعمال السريانيّة في المراسلة بين الأحبار والكهنة.

لا بدّ هنا من ذكر صُندوق نعّوم فائق للكتاب السريانيّ في مكتبة جامعة كولومبيا الأمريكيّة، ويُذكر أن فائق كان أوّلَ من أصدر جريدة بحروف سريانيّة في أمريكا. ولا بدّ من الإشارة إلى نقطة جوهريّة بخصوص مؤلّفات نعّوم فائق، وهي أنّها كلّها بالتقريب بحاجة إلى جمع وتبويب وتنقيح كي تكون جاهزة للطباعة وَفق المعايير العلميّة، ومن سيقوم بهذه المهمة وبالتحرير والتنخيل؟ ربّما يقوم بهذه المهمّة بعض طلّاب اللغات الساميّة في أُطروحاتهم لدرجة الدكتوراة.


كتب نعّوم فائق قصيدة بالتركيّة وهذه ترجمتها إلى العربيّة عن الإنكليزيّة:

هل غدتْ قلوبُنا من حَجَر
هل صارت قلوبُنا من حديد
أم عمِيَت عيونُنا

دعْ دمَنا الأحمرَ يتدفّق
دعْ قلوبَنا الصامتةَ تئِنّ
دَعُوا الشَّبابَ الآشوريَّ يقول دوما
أوه ، هل ما زالت هناك أيُّة كوارث
لم نمرّ بها بعد
منَ اللحظةَ التي جِئنا فيها إلى هذا العالَم
منَ الرحْم حتى القبْر لا يُمكننا أن
نُبعدَ وطنَنا عن أذهانِنا
الشيءُ الوحيدُ الذي أطلبُه منّ الربّ
هو ألّا يأخذ روحي
قبلَ أن أراكَ يا وطن.

خاتمة

لا يختلف عاقلان، في وُجوب إحياء ذكرى كلّ من ساهم في إثراء ثقافة شعبه، ولكن الأجمل من ذلك والأعمق إصدار ما ظلّ مخطوطًا أو مبعثرًا في منابرَ شتّى. كما هي الحال بصدد الملفونو نعّوم فائق. بعد مُضِيّ قرن من الزمان تقريبًا على انتقاله إلى المقرّ الأخير، صدرت مثلًا كتب عبّود زيتون المذكورة أدناه. كانت هنالك محاولات لإنشاء جائزة باسم نعّوم فائق على غِرار جائزة نوبل للسلام ولكنّها لم تثمر، ذهبت أدراج الرياح.

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل أوضاع السُّريان حاليًّا، في صيف العام 2023، أفضل ممّا كانت عليه أيّام الشهيد الملفونو نعّوم فائق الذي، ضحّى بأربعة عقود من عمره من أجل خدمة شعبه السُّريانيّ، ولم يملك من حُطام هذه الفانية شيئا؟ ألا نرى مثلًا أنّ الاسم لهذا الشعب الآراميّ المسيحيّ العريق (تعدّد التسميات: سُريان، آراميّون، أشوريون/أثوريّون، كلدان) ما زال موضوعَ نقاش محتدمًا وسجال لا طائل تحته. وقد شبّه الملفونو ابروهوم نورو هذه الحالة بقوله: ”صراع الصُّلعان على المُِشط“ (اُنظر نورو أدناه، ص. 15).

هلِ انتفت حالة التشرذم في صفوف هذا الشعب؟ هل توقّف نزيف الهجرة من الوطن إلى الغرب؟ هل تحسّن وضع اللغة السُّريانيّة بشقّيها المكتوبة والمحكيّة (ܟܬܳܒܳܢܳܝܐ، ܥܰܡܰܝܐ) لدى أبنائها حيثما وُجدوا؟ أليستا في طور الانقراض؟ يبدو جليًّا أن̈ الملفونو نعّوم فائق الذي واجه عُقوقًا من أبناء أمّته، لو كُتبت له العودة ولو لوهلة إلى هذه الدنيا اليومَ لعاد، على ما يتوقّع، غمًّا وقهرًا ويأسًا إلى مقرّه الأبديّ. نعّوم فائق لم يكن محظوظًا لا في حياته ولا بعد وفاته، إلّا أنّه خلّف وراءه قاعدة متينة يممن البناء عليها. قد تكون هذه المدرسة السُّريانيّة الإلكترونيّة بمثابة بصيص أمل بالنسبة لنشر لغة السُّريان.

مصادر:

بطي، فائق، موسوعة الصحافة السريانية في العراق، تاريخ وشخصيات. وزارة الثقافة والشباب - المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية. ط.1، 2014.
بيث شليمون، روبين، الآشوريون في مؤتمر الصلح في باريس 1919، ط. 1، دهوك، د. ن.، 2000.
بيث شليمون، سركون، تأملات آشورية: مجموعة مقالات، دهوك: المركز الثقافي الآشوري، 2000.
چقي، مراد فؤاد، نعّوم فائق، ذكرى وتخليد. ترجمة حياته وبيان خدماته ومختارات من كتاباته وأقواله وما قيل فيه من المراثي والتأبين بعد وفاته. دمشق: المطبعة الحديثة، 1936، 383 ص. متاح على الشابكة. ننوّه بأنّ أكثر من ثلثي الكتاب قد طُبع في دمشق والباقي في بيروت لعدم توفّر الحروف السُّريانيّة في دمشق آنذاك، ولذلك قلّت عيّنة كتابات نعّوم فائق السريانيّة في هذا الكتاب الهامّ.
دولي، كرم، الصحافة السريانية ودورها في تطوير اللغة الأم. قلمون، العدد الثامن عشر/كانون الثاني/يناير 2022، ص. 77-93.
زيتون، عبود، نعّوم فائق والنهضة السريانيّة الأشوريّة. مقالات من كوكب مادنحو، بيث نهرين وحويدو (فيسبادن/ألمانيا، طبعة خاصّة). 2020.
شبيرا، أبرم، نعّوم فائق معلم الفكر القومي الوحدوي. ܢܥܘܡ ܦܐܝܩ ܡܠܦܢܐ ܕܪܢܝܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܡܚܝܕܐ، ܒܝܕ ܐܦܪܝܡ ܫܦܝܪܐ. سودرتاليا السويد: دار سركون للنشر، 2000.
الصنا، أنطون دنحا، متى تأسّس أوّل حزب قوميّ وحدويّ لأبناء أمّتنا؟ ومتى صدرت أوّل صحيفة قوميّة وحدويّة؟ موقع القناة الفضائيّة عشتار - http://2u.pw/6y7cH
___، الثائر القوميّ الشهيد فريدون آتورايا، امتزاج الفكر القوميّ الأشوريّ مع الفكر الماركسي. موقع عشتار الفضائيّة https://2u.pw/MBrz8
لحدو، سعيد، السريان الكلدان الأشوريون والسياسة في سورية، مئة عام بعد العزلة. الدراسات، العددان التاسع عشر والعشرون- تموز/يوليو 2022، ص. 557-675.
مالك، يوسف، الخيانة البريطانيّة للأشوريّين. دار سرآون- السويد، 1995.
مطر، سليم وآخرون، جدل الهوايات، عرب، أكراد، تركمان، سريان، يزيدية. صراع الانتماءات في العراق والشرق الأوسط. بيروت، 2003.
ملكون، ملكون، 173عامًا من تاريخ الصحافة السريانيّة والآشوريّة. 30 أكتوبر 2022.
https://sergil.net/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B4/173-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84/
ميخايل، وليم (إعداد وترجمة)، بحثًا عن الوطن القومي الآشوري، المشاريع المقدمة في القرن العشرين. ط. 1، كلفورنيا 2001.
نادي سنحريب الرياضي، نعوم فائق، جونيه: مطابع الكريم، 1959, 42 ص. كلمات تأبينيّة: الأب الربّان بهنام ججاوي، الأستاذ فولوس كبريال بالسريانيّة، أنطون ملكي،
نورو، ابروهوم (جمع وإعداد)، الجمعية الثقافية الآشورية تقدم - ܟܢܘܫܬܐ ܡܪܕܘܢܝܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܡܩܰܪܒܼܳܐ نعّوم فائق الصحافي والكاتب، ܢܥܘܡ ܦܐܝܩ܁ ܓܠܝܘܢܝܐ ܘܟܬܘܒܐ ، Naoum Faik 1868-1930. بيروت: مطبعة ستاركو، 5 شباط 1971.

Akgunduz, Emrullah. “Some Notes on the Syriac Christians of Diyarbekir in the Late Nineteenth Century: A Preliminary Investigation of Some Primary Sources.” In: Social Relations in Ottoman Diyarbekir, 1870–1915, edited by Joost Jongerden and Jelle Verheij, 217–240. (Leiden: Brill, 2012).
Anonymous, “Naum Faiqs dikt om Nineve och New York.” (قصيدة نعوم فائق عن نينوى ونيويورك) Hujada (February 5, 2016). Accessed at http://www.hujada.com/article.php?ar=2777&page=1.
Atto, Naures, Hostages in the Homeland, Orphansin the Diaspora, Identity Discources among the Assyrian Syriac Elites in the European Diaspora. Leiden: Leiden University Press, 2011.
BarAbraham, Abdulmesih, “Assyrians Commemorate Historic Leader”, Assyrian International News Agency, February 7, 2019, http://www.aina.org/news/20190207180540.htm
Baumstark, Anton. Geschichte der syrischen Literatur. Bonn: A Marcus & E. Webers Verlag, 1922.
Becker, Adam H. Revival and Awakening: American Evangelical Missionaries in Iran and the Origins of Assyrian Nationalism. Chicago: University of Chicago Press, 2015.
Be-Naqše, Aydin -Jan Beṯ -Şawoce - Abboud Zeitoune (eds.), Naum Faiq Kawkab Madënẖo ܢܥܘܡ ܦܐܝܩ ܟܘܟܒ ܡܕܢܚܐ. Volume 1 Number 1 (July 1910) to Number20 (April 1911). Wiesbaden 2022.
Becker, Adam H., Revival and Awakening: American Evangelical Missionaries in Iran and the Origins of Assyrian Nationalism (Chicago: University of Chicago Press, 2015.
Beth-Avdalla, Tomas, Naum Faiq Palak -A Pioneer Journalist, Writer and Leader of a National Awakening. Nineveh Press, 2021 (480 + 40 pages illustrations, Syriac).
ܢܥܘܡ ܦܐܝܩ ܒܐܠܐܟ: ܓܶܠܝܽܘܢܳܪܐ ܒܰܟܳܪܐ, ܟܳܬܘܒܐ ܐܳܡܘܪܐ ܘܰܡܫܰܒܠܳܢܐ ܕܰܡܥܺܝܪܳܢܽܘܬܐ ܐܘܡܬܳܢܳܝܬܐ.
___, (ed.), All Syriac Articles/Poems from Kawkab Madenho, Bethnahrin and Huyodo.
Brock, S. P., Butts, A.M., Kiraz, G.A., and Van Rompay, L. (eds.). Gorgias Encyclopedic Dictionary of the Syriac Heritage, Piscataway: Gorgias Press. 2011 (pp. 163-164).
Butts, Aaron Michael, Assyrian Christians in: Eckart Frahm (ed.), A Companion to Assyria. John Wiley & Sons Ltd, 2017, pp. 599-612.
Çakı, M.F. Naoum Faik. Istanbul: Belge Yayınları, 2004.
Çikki, Murat Fuat, Naum Faik ve süryani rönesansi, tr. Mehmet Şimʂek.Istanbul: Belge Ulusarsi Yayinilik, 2004.
de Courtois, Sebastian, The Forgotten Genocide: Eastern Christians, the Last Arameans. Vincent Aurora (trans.). Piscataway: Gorgias Press, 2004.
De Kelaita, R.W. 1994. “On the Road to Nineveh: A Brief History of Assyrian Nationalism 1892–1990,” Journal of the Assyrian Academic Society 8, 6–30
Diken, Seyhums (ed.), Bethnahrin -Naum Faiq. Diyarbakir, 2011.
Dinno, Khalid S., The Syrian Orthodox Christians in the Late Ottoman Period and Beyond, Crisis then Revival. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2017 (506 p.).
Gaunt, David, Naures Atto & Soner O. Barthoma (eds.), Let Them Not Return. Sayfo-The Genocide against the Assyrian Syriac and Chaldean Christians in the Ottoman Empire. Berghahn Books, 2017.
Gülü, Ramazan, ‘‘The Syriac Orthodox Church in the Late Period of Ottoman State and the Administration of the Syriac Orthodox Community’’. [in Turkish], Osmanlı Araştırmaları, 53 (2019), pp. 287-320
Isaf, Robert, Awakening,´-or-Watchfulness: Naum Faiq and Syriac Language Poetry at the Fall of the Ottoman Empire. 2020, pp. 171-200, doi:10.1163/9789004423220_008.This is an open access chapter distributed under the terms of the CC BY-NC 4.0 license. Robert Isaf - 9789004423220 Downloaded from Brill.com03/03/2020 12:43:53PM via free access.
Joseph, J. The Modern Assyrians of the Middle East: Encounters with Western Christian Missions, Archaeologists, and Colonial Powers, Studies in Christian Mission 26, Leiden: Brill, 2000.

Kiraz, George Anton (ed.), Malphono w-Rabo d-Malphone. Studies in Honour of Sebastian P. Brock. Gorgias Press, Piscataway, NJ, 2008 (pp. 347-348).
___, The Syriac Orthodox in North America (1895-1995) a Short History. Gorgias Press, 2019.
Macuch, Rudolf, Geschichte der spät‐ und neusyrischen Literatur. Berlin: de Gruyter, 1976.
Makko, Aryo, ‘‘The Assyrian ‘Concept of Unity’ after Seyfo’’ in: Hannibal Travis ed., The Assyrian Genocide, 2018, pp. 239-250.
Laing-Marshall, Andrea, Modern Assyrian Identity and theChurch of the East: An Exploration of their Relationship and the Rise of Assyrian Nationalism, From the World Wars to 1980. M.A. Thesis, Toronto School of Theology, 2001 


Palak, Naum Faik, Süryani Millete Mahsus Intibah Nesdeleri yahud Milli ve Vatani Terennümler. Paterson: Bethnahrin Press, 1917.
Racho, Donef, ‘‘The Assyrian Delegation at the Paris Peace Conference’’. In: H. Travis (Ed.), The Assyrian Genocide: Cultural and Political Legacies. London, New York: Routledge, Taylor and Francis Group, 2018, pp. 217-238.
Travis, Hannibal (ed.), The Assyrian Genocide. Cultural and Political Legacies. Routledge, London and New York, 2018.
Trigona-Harany, Benjamin, İntibâh´-or-Hâb-ı Gaflet: Âşûr Yûsuf, Naum Faikand the Otto- man Süryânî, M.A. Thesis, Boğaziçi University, Istanbul, 2008. 
___, Munaqashat: Georgia’s Studies in the Modern Middle East 3. The Ottoman Süryani from 1908 to 1914. (Piscataway, N.J.: Gorgias Press, 2009, 2013.
van Ginkel, J. J., Murre‐Van den Berg, H L., and Van Lint, T.M. (eds.). Redefining Christian Identity: Cultural Interaction in the Middle East since the Rise of Islam. Orientalia Lovaniensia Analecta 134, Louvain: Peeters, 2005.
Yacoub, Joseph, Year of the Sword. The Assyrian Christian Genocide, A History. Translated by James Ferguson. Oxford Press, 2016.
Yonan, G., Assyrer Heute. Kultur, Sprache, Nationalbewegung der aramäisch sprechenden Christen im Nahen Osten. Verfolgung und Exil, Hamburg: Gesellschaft für bedrohte Völker, 1978.
Zeitoune, Abboud, Naum Faiq & Assyrian Awakening: Arabic Articles in the Magazines of Kawkab Madenho (1910-1919), Bethnahrin (1916-1930) and Hudoyo (1921-1922). Lulu.com 2019 (358 p.).
___, Naum Faiq und die Assyrische Aufklärung. All Rights Reserved-Standard Copyright Licence 2021 (392 p.).

___, Naum Faiq and The Assyrian Awakening. All Rights Reserved-Standard Copyright Licence 2022 (380 p.).

קאר, ג’ובאני, התעוררות המיעוטים במזרח התיכון: עידן חדש לנוצרים? צומת המזרח התיכון, עורכים: עוזי רבי, טלי טוני מרקו, כרך 11, גיליון מס’ 10, 5 באוקטובר 2021 (7 עמ’).

MARA (Modern Assyrian Research Archive. Established in 2008. توماس إيشيك، بيث عبدالله

https://www.abboudzeitoune.com/en/newpage

https://www.atour.com/people/20010702g.html

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=509274

https://www.abboudzeitoune.com/naum-faik-aina

https://www.youtube.com/watch?v=mHDI5NfOZ-c

https://www.youtube.com/watch?v=RpgIPCZvqEU

https://www.youtube.com/watch?v=2VOzwsWZzz4

https://forum.qenshrin.com/viewtopic.php?f=2&t=1427
https://shrouro.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8F%D9%91%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84/

https://sergil.net/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B4/173-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84/

http://www.zowaa.co.uk/nws/ns7/n050311-4.htm

https://www.youtube.com/watch?v=nWdjyWIJJTA

https://www.youtube.com/watch?v=zxaYkz9Z1Tw

https://www.youtube.com/watch?v=oo9r180QthU

https://www.atour.com/people/20010702g.html

https://syriacpress.com/blog/2023/02/05/patriot-naum-faiq-palakh-3/

https://www.zowaa.org/%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AF/

https://www.academia.edu/42100305/Naum_Faiq_and_Assyrian_Syriac_Awakening


()()
()








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا