الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطاركة «عظماء» وآخرون «غير عظماء» في تاريخ الكنيسة القبطية

عادل جندي

2023 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بمناسبة ذكرى مئوية ميلاد البابا شنودة الثالث، وبعد قراءة مدققة عبر سنوات عديدة لتاريخ الكنيسة القبطية، يمكن لكاتب هذه السطور الوصول لنتيجة عامة بشأن البطاركة (الباباوات) الـ 117 التالين لمرقس الرسول.
في رأيينا، يبرز من بينهم ثمانية: أربعة «عظماء»، وأربعة «غير عظماء».
بالطبع لا يعني هذا أن «العظماء» كانوا كاملين بشكل مطلق، ولا أن «غير العظماء» كانوا سيئين بشكل مطلق.
هناك آخرون تميزوا بصورة أو بأخرى، لكننا نزعم أن هؤلاء الثمانية يبرزون بصورة واضحة نظرا لتأثيرهم الأوسع أو الذي تعدى فترات خدمتهم.
....
الأربعة «العظماء» هم، بالتسلسل التاريخي:
ـ أثناسيوس (الرسولي 326ـ373)، لدوره المعروف في صياغة «قانون الإيمان» في مجمع نيقية (321 أي قبل أن يصبح بطريركا).
ـ كيرلس الأول (الكبير، عمود الدين، 412ـ444)، لدوره المعروف في مقاومة «الهرطقات» وقيادته لمجمع أفسس (431).
ملاحظة: حادثة اغتيال «هيپاتيا» جرت في عهد كيرلس، وهناك قصص متضاربة عن دوره ـ لكن الخلاصة هي أنه غالبا لم يدعُ أو يحرض على قتلها، بل إن الجريمة تمت على يد بعض المهووسين دينيا.
في النهاية، فإن كيرلس وأثناسيوس قد اعتُبرا «قديسَين» ومن «الآباء المعلمين (doctoris ecclesiae)» بواسطة الكنيسة «الجامعة»، أي بما فيها الكاثوليكية والأرثوذوكسية اليونانية.
ـ كيرلس الرابع (أبو الإصلاح 1853ـ1862)، لدوره الكبير ـ برغم قصر فترة خدمته ـ في إيقاظ الكنيسة القبطية بعد قرون طويلة من الموات.
ـ شنودة الثالث (1971ـ2012)، لدوره القيادي كأول بابا قبطي يدافع عن شعبه ويقف بجرأة في وجه حاكم «إسلامي»، ويدفع ثمن ذلك بلا تردد. وأيضا لدوره في محاولة إنهاء الخلافات اللاهوتية العقيمة التي سادت منذ «خلقدونية»، وقيامه بزيارة الفاتيكان، في أول زيارة لبابا قبطي منذ أيام أثناسيوس.
....
أما الأربعة «غير العظماء» (عادة نخلع عليهم ألقابا أخرى تليق برأيينا فيهم..) فهم، بالتسلسل التاريخي:
ـ ديسقوروس (444ـ454)، لدوره المخزي في مجمع أفسس الثاني (449 ـ غير المعترف به)، وما أدى إليه في خلقدونية (451) وما تلي ذلك من كوارث..
ـ بنيامين (623ـ662)، لدوره المخزي قبل وبعد الغزو العربي لمصر.
ـ يوساب الأول (819ـ830)، لدوره المخزي في مذبحة البشموريين، على يد الخليفة المأمون السفاح.
ـ غبريال الثاني (1131ـ1145)، لدوره المخزي في اعتماد العربية كلغة القراءات والصلوات الكنسية، بدلا من القبطية، مما أدى إلى انهيار الهوية القبطية والمصرية، وتدهور الكنيسة القبطية، وتسارع عملية التحول الديني لينتهي الحال بالأقباط ليصبحوا أقلية صغيرة بعد أن كانوا (برغم كافة أنواع الاضطهاد) يمثلون أغلبية المصريين حتى نهاية العصر الفاطمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي