الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والعلم بين الثابت والمتغير

يوسف يوسف

2023 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الموضوع :
1 . أن الأسلام ، قرآن وسنة وحديث وموروث ، يقول شيوخه وفقهائه " أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان " ، وهذه المقولة أوقعت المعتقد في أشكالية كارثية . ولكن لا يمكن أن نضع هذا المحتوى ، تحت مظلة اليهودية والمسيحية ، لأن الدينين لن ينخرط معتقدهما في هكذا نهج ، ورجال كهنوتهم أخرجا المعتقدين من شرنقة ديمومة الصلاحية الزمكانية .

2 . وأنقل عن ما جاء بهذا الصدد - أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان ، من موقع / أسلام ويب ، وبشكل مختصر ( كيف يكون الإسلام دينا كاملا صالحا لكل زمان ومكان وفيه الحل والعلاج لجميع قضايا الأمة ؟ . فصلاحية دين الإسلام لكل زمان ومكان أمر مسلَّم به عند العقلاء فضلاً عن شهود الأدلة الشرعية عليه ، فهو خاتمة الأديان ، وهو الذي ارتضاه الله للأنام ، قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / سورة المائدة: 3 } ، فكيف يحتاج الناس إلى غيره مع تمامه ؟ أم كيف يرجون الهدى في سواه ولا دين بعده ؟ !!. وقد ظلت هذه الحقيقة قائمة منذ عصر الرسالة , إلى عصرنا هذا ، فهي حقيقة ثابتة في ذاتها لكن جلاءها يتفاوت بقدر ما يقوم به المسلمون من خدمة لدينهم ، وبقدر التطبيق الفعلي لأسسه وقواعده ، فإذا تخلفت تلك المواكبة والصلاحية ، فليس تخلفها لأن الدين لا يصلح ، بل لأن أبناءه تنازلوا عنه واستبدلوا به غيره . فالواجب على المسلمين أن يحققوا هذا المنهج ، وأن يقوموا به حق قيام .. ) .

القراءة :
أولا - لا بد لنا أن نقول ، أنه ليس من ثابت في الكون والحياة والطبيعة والعلم ، وهذا يشمل حتى القوانين والنظريات .. وذلك نظرا لتغير ظروف الزمان والمكان ، وتطور المكننة ، وظهور أجيال متقدمة من الحواسيب ، وكذلك بروز عقليات فذة خارقة ، نقضت الكثير من النظريات والقوانين ، بل فندت حتى البديهيات .

ثانيا - وسأسرد مثالا واحدا على ذلك ، وهي النظرية النسبية ل ألبرت أينشتاين ، وملخصها ( قولها بتوحـيد الزمـان والمكـان ( الزمكان ) واعتبارهما وجهين لعملة واحدة ، وغير ثابتين على الدوام ، وأن الوقت ليس مسألة نفسية ، بل هو حالة من الفيزياء المعقدة ، يتباطأ مع ازدياد السرعة ، أي يتباطأ إيقاع الساعة نفسها المجردة من كل الأحاسيس البشرية ، وما ينطبق على الوقت ينطبق أيضاً على الطول ، الذي يتقلص بزيادة السرعة.. وكما تهاوى الزمان والمكان بمفهومهما المطلق والثابت .. فالكتلة والطاقة هما تعبيران عن ذات الشيء .. / نقل من موقع الأيام - من مقال لعبد الغني سلامة ) .

ثالثا – بعد زمن ، العلماء قالوا أن النظرية النسبية خاطئة ( وأقترح العلماء بعد كشف النقاب عن الخريطة الأكثر شمولاً لـ المادة المظلمة في الكون . أنتج تعاون دولي بين العلماء أكبر نظرة وأكثرها تفصيلاً حتى الآن على المادة الأكثر مراوغة في الكون ، تمثل المادة المظلمة حوالي 80 في المائة من كل شيء في الكون ، لكن المادة الغامضة قد اختفت من أنظارنا حتى الآن ومن هنا جاء مصطلح الظلام ، لكن تعاون الطاقة المظلمة (DES) رسم تخطيطًا لتوزيع المادة المظلمة في جميع أنحاء الكون ، وكشف عن كيفية انتشار المادة وأين تتركز .. / نقل من موقع البلد ) .

رابعا - النظرية النسبية الخاصة 1905 والعامة 1907 - 1915 لأينشتاين ، لم تلبث طويلا في أروقة وميادين العلم ، لأنها نقدت ، وبعض العلماء دحضها بعد عشرات السنين ، أي لم تصمد سوى عقود ، فكيف لمعتقد / ظهر منذ 14 قرنا ، أن يصمد أمام التغيرات الزمكانية والظروف المجتمعية ، ويقول كهانه أنه صالح لكل زمان ومكان ! .. ومن جانب اخر ، هل من العدل أن نقبل في القرن 21 نصا قرآنيا يقول ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، والعالم به أديان ومعتقدات ، سماوية وأرضية . وهل الآية التالية التي كانت تحث أتباع محمد على الغزو وتوعدهم بنساء في الجنة ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ / سورة الواقعة 22 ، 23 ) ، ممكن أن تقبل الأن ! . وهل بالأمكان أن نؤمن بحديث ، دموي ، ينص على أسلمة البشرية ( وعَن ابن عمر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ ، مُتفقٌ عليه ) . وهل هلوسة زواج الرسول من مريم العذراء ام المسيح و .. هل يقال هكذا حديث عن خاتم الأنبياء ، قال النبي : " يا عائشة إن الله زوجني مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم في الجنة " . وفي معجم الطبراني الكبير عن سعد بن جنادة قال الرسول " إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون و أخت موسى " .. وغير ذلك من مفاهيم السبي والغزو وملك اليمين والجزية وقطع الروؤس وقطع يد السارق والرجم ، والقائمة تطول . كلها مرويات لا يقبلها العقل ويرفضها المنطق ، ولكنها طغت في حقبة الدعوة المحمدية ، لجهالة العقل المجتمعي .

أضاءة :
أ - أن التغيرات في الوضع المجتمعي ، كالأنتقال من حياة البداوة والتنقل الى التحضر ، والتركز في المدن ، وأنتشار الوعي والأدراك لدى المجتمعات ، أضافة الى التعلم وأنتشار القراءة والكتابة والتثقف ، مع التغييرات الزمكانية .. كل هذا لن يجعل ما كنا نؤمن به أو نصدقه سابقا ، أن نعترف به الأن ! ، وهكذا الأسلام بنصوصه وسنن وأحاديث رسوله ، التى مضى عليها 14 قرنا ، كذاك العلم أيضا ، ليس من نظرية تبقى ثابتة طول الزمن . أذن ليس من مطلق تام ، كل أمر ماض للتغيير ، وكل موضوع قابل للنقد ، هذه هي الحياة الدنيا . فكيف الأمر مع ما سردت من نصوص ومرويات في رابعا أعلاه.

ب - ولكن بعض النصوص والسنن والممارسات ، ثبتت وطبقت وتكررت الى الأن ، بالرغم من مرور 14 قرنا عليها ، وهي ما تطبقه المنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش وأخواتها ، من قتل وصلب وحرق وسبي وجزية وقتل المخالف .. وأرى أن هذا يعود الى تجهيل وتسطيح عقل المسلم ، وحشوه بماضوية الأسلام ، المعبأءة بثقافة القتل وألغاء الأخر .

ج - أن المجتمعات التي لن تجدد وتغربل موروثها ، لا يمكنها أن تواكب المستقبل ، لأن عجلة الحياة تنطلق دوما الى الأمام ، والثابتون في مواقعهم بأفكارهم ومعتقداتهم الماضوية ، كالراكدون في مستنقعات الرمال المتحركة ، كلما حاولوا الخلاص ، أنغرزوا نحو القاع .
خاتمة :

أن العلماء وأهل الأختصاص ، هم من يؤكدون أو يطورون أو ينقدون أو يدحضون النظريات والقوانين .. أما الرؤية المجتمعية فهم من يؤمنون أو ينفرون أو يشككون أو يرفضون ، بما كتب في النصوص العقائدية ومجمل الموروث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي