الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثية(الهوية،الانتماء،المسؤولية)

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)

2023 / 8 / 9
المجتمع المدني


الهوية، هي تعريف الفرد لنفسه، وتعريف الآخرين له. تعبير الفرد عن نفسه، وتعبير الآخرين عنه. من يحس بوجوده الفيزيقي ويدركه، ومن يشعر ببواطن ذاته ويعطيها معاني دالّة، بمقدوره أن يرمز لكيانه ب- الأنا- في كل المواقف التي يتموضع فيه. الهوية مكملّة الإنتماء، وفي الإنتماء تكتمل الهوية، لن تصادف أبداً فرداً في هذه الدنيا منتميا وليس له هويته، ولن تلتقي بفرد على الإطلاق يدعي بهويةٍ معينة ويتبجح بإنه لا ينتمي الى أيّ شيء. متغيران يربطهما علاقة طردية على الدوام، بحيث تكتملان بعضهما البعض.
عندما تتزاوج الظاهرتين النفس إجتماعيتين(الهوية- الإنتماء) في صياغات مختلفة على وفق الشروط المؤدية الى تكاملهما تظهر ظاهرة أكثر عقلانية من كليهما وهي( المسؤولية)، فالمسؤول له قدرة الإختيار وحرية الإنتخاب والإنتقاء، يعرف ما يريد وما يبغي، مايحتاج وما يفند ويرفض. إن المسؤولية هي مبتغى الأحرار بين البشر ومجتمعاتهم.
الفاقد للهوية هو الفاقد للإنتماء، والفاقد لكليهما هو لا يشعر بالمسؤولية لا تجاه نفسه وذاته، ولا تجاه مجتمعه ووطنه. هنا وفي حاضرنا نعيش في ضبابية قيمية وضياع معنوي، حالة فقدان سلاسل العلة والمعلول على حد قول عمانويل كانط، بمعنی ابتلينا بعِلّة عدم تسمية ما ٲصابنا وما وقعنا فيها من مآزق . انقطاع الأفراد مع محيطهم وواقعهم، وإنقطاع الآخرين عن بعضهم البعض، تعبير بيّن علی إننا نعيش حالة إحباط وجودي خسرنا إثرها كبرياءنا ولم نعد منتمين ولا أصحاب هوية، والسبب هو عدم الإعتراف بمسؤوليتنا عن ما يقع ويحدث لنا ونظل نلقي عجزنا ونسقطه على من يحيط بنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية