الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 1- يوسف ابن أيوب (صلاح الدين )

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2023 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مراحل الانحطاط يلجاء العقل الجمعي الى خلق شخصيات يتم من خلالها تأطير معنى البطل والبطولات يتم صبغها بخصائص مبهرة تصل إلى إلغاء العيوب بغية تحويلها إلى منزلة عليا، فيغدو بطلاً خارقاً يستند إليه الإنسان جيلاً فجيلاً لقد صنعت (السذاجة الجمعية ) .. و لا زالت .. الكثير من الأبطال الزائفين .. و الكثير من البطولات الوهميه ولو نظرنا الى تاريخ تلك الشخصيات لوجدناها من اكبر عوامل تخلف وتاخر الامة بافعالها التي (تتغنى ) بها الجماهير التي غيبت عقولها وحكمت اهوائها ومن تلك الشخصيات ( يوسف ابن أيوب ) المعروف باسم (صلاح الدين ) الذي قالوا عنه محرر القدس وهو اول من فتح باب الاستيطان اليهودي في بيت المقدس والذي ارتكب ابشع المذابح في المسلمين (السنة ) قبل غيرهم والذي احرق النساء والأطفال في حي المنصورة في القاهرة وهو سيكون اول شخصية نتناولها في سلسلتنا الجديدة للكشف عن الابطال المزيفين في التاريخ الإسلامي .
اسمه المتفق عليه يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان اما بعد مروان فقد اختلفوا فقالوا (مروان بن علي بن عثرة بن الحسن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن هدبة بن الحصين بن الحارث بن سنان بن عمر بن مرة بن عوف الحمري الدوسي) وقالوا (مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي ) . ولد صلاح الدين الأيوبي عام 532 هجري الموافق 1137 م في تكريت، وهي بلدة قديمة التي تقع بالقرب من مدينة بغداد أكثر منها إلى الموصل، والجدير بالذكر أنه ولد في اليوم الذي أُمر في والده والي بغداد نجم الدين أيوب وعمه شيركوه من مغادرة تكريت؛ بسبب قتل عم صلاح الدين أحد أفراد القلعة، فخرجوا برفقة أسرهم متجهين إلى الموصل. منهم من يقول إن أصلهم يعود إلى أكراد أرمينيا أو أذربيجان المستعربين، ومنهم من قال إنّهم يُنسبون إلى قريش، بينما يُنكر الأيّوبيّون ذلك ويذكرون أنَّهم يعودون إلى أصولٍ عربية. وقد كان شادي والد صلاح الدين كُردياً من مدينة دُوين وهي بلدة في أرمينيا، ولا توجد أيّ رواية تُذكر عن أسلافه ومقرّهم، وقد قال الأيوبيّون المتأخّرون إنهم ينتمون إلى أرومة عربية . قال يحيى بن حميد بن أبي طي المؤرخ :لا يعرف نسب بني أيوب فوق شادي قال:وكان تقي الدين عمر بن نور الدولة شاهنشاه بن أيوب يقول :شادي بن مروان قلت :وجميع من أدركتهم من مشايخ بيتنا لم أجد أحد منهم ينكر مروان بل رأيتهم متفقين عليه اتفاقهم على من بعده وسمعت من يقول مروان بن محمد وقال بعض الناس :محمد بن يعقوب وقال شهاب الدين عبدالرحمن أبو شامة في الروضتين :سمعت من يقول مروان بن يعقوب وقد إختلف في نسبهم على ثلاثة أقوال 1-الرأي الأول أنهم أكراد ، الراي الثاني عرب أمويين الرأي الثالث عرب غير أمويين .
عندما يذكر (المتاسلمين ) صلاح الدين فانهم يتغنون بانه محرر القدس لذلك فلننظر الى هذه النقطة لنبين كيف ان يوسف ابن أيوب انما كان دوره فتح الباب امام إعادة الاستيطان اليهودي الى بيت المقدس بعد ان تعهد عمر ابن الخطاب قبل ذلك بمنعهم من السكن في المدينة فيما يسمى (العهدة العمرية ) .
كانت من أوائل الفقرات التي ذكرت في العهدة العمرية تعهد (عمر ابن الخطاب ) لاهل ايلياء (الاسم القديم لبيت المقدس ) ان لايسكن فيها اليهود حيث جاء فيها " هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان؛ أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيِّزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود" . واستمر هذا التعهد حتى ظهر موسى ابن ميمون في أيام الدولة الايوبية .
أبو عمران موسى بن ميمون بن عبيد الله القرطبى، أو الشهير بـ"موسى بن ميمون"، طبيب وفيلسوف ولاهوتى يهودى، من مواليد قرطبة 30 مارس 1135، وكان من طبيب البلاط السلطانى فى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبى، وأحد المقربين منه. مكث "بن ميمون" فى مصر فترة كبيرة، وبالتحديد فى مدينة الإسكندرية، مارس الطب وبعدما حصل على شهرة فى ذلك المجال، صار ابتداء منذ عام 1200م الطبيب الشخصى لابن صلاح الدين الأيوبى. يعتبر اليهود، موسى بن ميمون أعظم من حمل اسم موسى بعد النبي موسى عليه السلام، وثاني أعظم رجل في تاريخ ديانتهم، حتى أنّهم نقشوا على قبره في مدينة طبريا، جملة تقول: "من موسى إلى موسى، لم يقم مثل موسى". من المناصب التي نالها ابن ميمون أيضاً، أنه عُيّن "نجيداً" أو زعيماً لليهود في القاهرة، حيث أنشأ فيها مدرسة خاصة باليهود.. يحظى ابن ميمون، أو (رامبام) بحسب التسمية العبرية، بالاحترام والتقدير الشديدين في إسرائيل اليوم، وتقديرًا له تم طبع صورته على العملة الورقية من فئة شيكل واحد في السابق .
في العام 1187م تم الاتفاق بين صلاح الدين الأيوبي والصليبين على انسحابهم من بيت المقدس عقب انتصار جيوشه عليهم بمعركة حطين الشهيرة . جاء في الموسوعة اليهودية: "استخدم ابن ميمون نفوذه فى بلاط صلاح الدين لحماية يهود مصر، ولمّا فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد وابتناء كُنُسٍ ومدارس لهم". يقول الدكتور محمد زياد حمدان، فى كتابه "لزوم الإسلام المدنى و الدولة الوطنية: فشل الإنسان فى البلدان النامية"، بأن المرسوم الذى حصل على موافقته موسى بن ميمون من صلاح الدين، فتح الطريق منذ ذلك اليوم لقيام دولة إسرائيل، وإلى ما وصلت إيه فى عصرنا الحاضر . الأمر ذاته التى أشارت إليه دراسة للدكتورة همدان زيد دماج، نشرت بمجلة الرافد فى أبريل عام 2017، بعنوان "موسى بن ميمون الفيلسوف اليهودى وطبيب صلاح الدين"، أن علاقة الطبيب الوثيقة بالسلطان الأيوبى صلاح الدين، مكنته من إقناعه بالسماح لليهود بالإقامة فى القدس بعد تحريرها وبناء كنس ومدارس خاصة بهم، بعدما كان الصليبيون أثناء احتلالهم المدينة قد حظروا عليهم الإقامة فيها. ليس هذا فحسب، بل إن بعض المصادر التاريخية تشير إلى دوره فى إقناع صلاح الدين بمحاربة دولة بنى مهدى فى اليمن والقضاء عليها، بعد أن علم بما يقوم به حكامها من اضطهاد ليهود اليمن وإجبارهم على اعتناق الإسلام.
كذلك من اعمال موسى ابن ميمون اقناع صلاح الدين بغزو واحتلال اليمن والقضاء على دولة بني مهدي يقول عمر بن أحمد بن هبة الله المعروف بابن العديم (588 – 660 هـ) في كتابه عن تاريخ حلب: (وخاف صلاح الدين من نور الدين أن يدخل مصر فيأخذها منهم، فشرع في تحصيل مملكة أخرى لتكون عدّة له بحيث إن نور الدين إن غلبه على الديار المصرية سار هو وأهله إليها وأقاموا بها، فسيَّر أخاه الأكبر تورانشاه بإذن نور الدين له في ذلك، وسيَّره قاصداً عبد النبي بن مهدي، وكان دعا إلى نفسه، وقطع خطبة بني العباس، فمضى إليها وفتح زبيد وعدن، ومعظم بلاد اليمن) ( زبدة الحلب من تاريخ حلب: 357.) . يقول إسرائيل شاحاك في كتابه " الديانة اليهودية وموقفها من غير المسلمين ترجمة حسن خضر " إن فضل صلاح الدين على الطوائف اليهودية أولا فى مصر، ثم فى أجزاء أخرى من امبراطوريته التى ازدادت اتساعا، لا يرجع الى صفاته الشخصية فى التسامح والاحسان والحكمة السياسية العميقة وحسب، بل يرجع أيضا إلى صعوده للسلطة كقائد متمرد لجيوش مرتزقة حديثة العهد فى مصر، وبعدئذ كمغتصب لسلطة الأسرة التى خدمها هو ووالده وعمه من قبل" .
تُشير تراجم ابن ميمون إلى أن صلاح الدين كان ينتفع بما لدى الحبر اليهودي من لطف التدبير، والمكانة، والقبول عند يهود اليمن في تهدئة الثورات، التي كانت تنشب في تلك البلاد. أيضًا استخدم ابن ميمون نفوذه في بلاط السلطان لحماية يهود مصر، وعلاوة على ذلك، عندما فتح صلاح الدين فلسطين؛ أقنعه ابن ميمون بالسماح لليهود بالإقامة فيها من جديد. تقول فاطمة نادي في مقالها المعنون موسى بن ميمون.. أن تكون يهوديًّا في دولة الخلافة الإسلامية أو قصة الفيلسوف اليهودي الذي برع في آداب الأديان "مكنت علاقة ابن ميمون الوثيقة بالسلطان الأيوبي صلاح الدين، من إقناعه بالسماح لليهود بالإقامة في القدس بعد تحريرها، وبناء المعابد والمدارس الخاصة بهم، بعدما حظر الصليبيون عليهم الإقامة فيها، أثناء احتلالهم المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تُشير بعض المصادر التاريخية إلى دور ابن ميمون في إقناع صلاح الدين بمحاربة دولة بني مهدي في اليمن والقضاء عليها، بعد أن علم بما يفعله به حكامها من اضطهاد ليهود اليمن، وإجبارهم على اعتناق الإسلام.
يالنسبة لبيت المقدس فقد استغنى صلاح الدين عن مدن كان قد استردها من الفرنجة في المعارك، وهي حيفا ويافا وقيسارية ونصف اللد ونصف الرملة، وعكا وصور، وكامل الخط الساحلي بين تلك المدن، مقابل الاحتفاظ ببيت المقدس، فأضحت فلسطين بكاملها، تقريباً، تتبع للفرنجة الذين أمّنوا مصدر الإمداد والتمويل البحري من أوروبا، ما سيسهم في إعادة تشكيل صفوفهم والاستيلاء على بيت المقدس مرة أخرى. وهذا بالضبط ما حصل بعد وفاة صلاح الدين وخلال حكم السلطان "الكامل". يقول الدكتور حسين مؤنس (ثم دخل الصليبيون في مفاوضات مع صلاح الدين انتهت بعقد صلح (الرملة)، الذي نصّ على أن يترك صلاح الدين للصليبيين شريطاً من الساحل، يمتد من صور إلى يافا، وبهذا العمل عادت مملكة بيت المقدس – التي انتقلت إلى طرابلس- إلى القوة بعد أن كانت قد انتهت، وتمكّن ملوكها من استعادة الساحل حتى بيروت.. وهنا وبعد عقد صلح الرملة اعتبر فيليب أغسطس أن مهمّته قد انتهت، وأنه برَّ بقسمه (أن يفتح الطريق إلى بيت المقدس)، وأقلع إلى بلاده من ميناء عكا في 8 يونيو 1192م. أما ريتشارد فقد بقي في بلاد الشام، وأتمَّ الاستيلاء على الموانئ الواقعة جنوب عكا حتى عسقلان، ثم عقد صداقة مع صلاح الدين الذي اعتبره من أعاظم ملوك المسلمين، وأتمَّ حجَّه إلى بيت المقدس ووضع يده على قبرص.. وبذلك تكون معظم المكاسب التي حقَّقها صلاح الدين – فيما عدا استعادته لبيت المقدس – قد ضاعت بسبب تنافس الأمراء الأيوبيين واختلاف كلمتهم)( أطلس تاريخ الإسلام: 269.)
جاء في كتاب الفتح القسي في الفتح القدسي - حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس المؤلف: عماد الدين الكاتب الأصفهاني "خرج من مصر سنة 573 فالتقى الفرنج، فانكسر إشارة: الهزيمة المشار إليها هنا بالكسرة «النكسة» هى تلك الهزيمة النكراء التى تلقاها صلاح الدين على يد الصليبيين فى موقعة تل الجزر «مونتجيسارد» قرب الرملة، قبل انتصاره عليهم سنة 583 هجرية فى «حطين» بعشر سنوات، ثم هزيمته الفادحة بموقعة أرسوف سنة 587 هجرية، بعد حطين بأربع سنوات.. لماذا نخفى على الناس أن حروب صلاح الدين مع الصليبيين، انتهت بعد موقعة أرسوف بهزيمته وتمزيق جيشه، واضطراره إلى التنازل الكامل عن ساحل فلسطين فى صلح الرملة
اما عن جرائمه بحق المسلمين فيذكر «المقريزى» فى كتابه: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار." ولما مات العاضد لدين الله، احتاط الطواشى «المخصى، وزير صلاح الدين» قراقوش، على أهل العاضد وأولاده، فكانت عدة «عدد» الأشراف فى القصور مائة وثلاثين، والأطفال خمسة وسبعين، وجعلهم فى مكان أفراد لهم خارج القصر. وجمع عمومته وعشيرته «الفاطميين» فى إيوان بالقصر واحتزر عليهم، وفرق بين الرجال والنساء لئلا يتناسلوا، وليكون ذلك أسرع لانقراضهم.. قال الحافظ جمال الدين، إن القصر أغلق على ثمانية عشر ألف نسمة، عشرة آلاف شريف وشريفة «آل بيت النبوة، أمراء الفاطميين» وثمانية آلاف عبد وخادم وأمة ومولدة. وقبض صلاح الدين على الأمير داود بن العاضد وكان ولى العهد، واعتقل معه جميع إخوته.. فلم يزالوا فى الاعتقال بدار الأفضل بحارة برجوان، إلى أن انتقل الملك الكامل «الأيوبى، أخو صلاح الدين» من دار الوزارة بالقاهرة إلى القلعة، فنقل معه ولد العاضد وإخوته وأولاد عمه، واعتقلهم بالقلعة.. وقال إن القصر الكبير «سجن الأميرات الفاطميات» قد استولى عليه الخراب وعلا جدرانه التشعت والهدم، وإنه يجاور إسطبلات «مناطق عشوائية» فيها جماعة من المفسدين «البلطجية» وربما تسلقوا إليه للتطرق للنساء المعتقلات «اغتصابهن، لإذلالهن».. وعدد من بقى من هذه الذرية «بعد فترة حكم صلاح الدين وأسرته» بدار المظفر والقصر الغربى والإيوان، مائتان واثنان وخمسون شخصاً، ذكور ثمانية وتسعون، وإناث مائة وأربعة وخمسون.. «من جملة 18.000 شخص اعتقلهم صلاح الدين" ( خطط المقريزى، المجلد الثانى، طبعة بولاق صفحة 284).
لم يكتف صلاح الدين بذلك فقط، بل استولى على ما فى القصور من خزائن ودواوين وأموال ونفائس، وأباح بيع كل ما وجد فى القصور، حتى إنه باع كل ما خرج منها لمدة عشر سنين، كما أقطع أمراءه وخواصه ما كان للفاطميين.. وفقدت القاهرة مكانتها.. وأصبح موضع ما بين القصرين مبتذلاً بعدما كان ملاذاً مبجلاً.. واستولى صلاح الدين على ما بالجامع الأزهر من فضة، قدر ثمنها بخمسة آلاف درهم، ثم استولى على كل ما وقعت عليه يداه من فضة فى بقية المساجد، وبقى المسجد الأزهر معطلاً لا تقام فيه صلاة، مائة عام، ولا تلقى فيه دروس العلم. يذكر ابن شداد (القاضي الفاضل ) كيف توقف صلاح الدين عن افتداء الاسرى الذي اسروا في عكا فقتلهم ريشارد فيقول فى صفحة 262 من كتابه «النوادر السلطانية» ما نصه:" ذكر قتل المسلمين الذين بعكا، رحمة الله عليهم، رأى الانكتار المعلون «ريتشارد» توقف السلطان صلاح الدين فى بذل المال «فدية الأسرى» فغدر بأسارى المسلمين، وكان قد صالحهم وتسلم البلد «عكا» منهم. على أن يكونوا آمنين على نفوسهم على كل حال «عهد أمان».. وغدر بهم الملعون «ريتشارد» وأظهر ما بطن، وكانوا زهاء ثلاثة آلاف مسلم، أوثقوهم بالحبال وحملوا عليهم حملة الرجل الواحد فقتلوهم صبراً ضرباً وطعناً بالسيف". ولكن القاضي الفاضل لم ينسى ان يذكر الهدايا المتبادلة بين صلاح الدين وريتشارد فكان الأول يرسل الفواكه والثلج الى ريتشارد الذي يرد بهدية حصان الى اخو صلاح الدين .
قال الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن قايماز ، المُلقّب بالذهبي في كتابه المعروف "سِيَر أعلام النبلاء" المجلد 21 صفحة 283 ، 284 : كان صلاح الدين شحنة دمشق (المسؤول عن الشرطة) فكان يشرب الخمر ثم تاب، وكان محبّباً إلى نور الدين (السلطان) يلاعبه بالكُرة. و كانت وقعته بمصر (ثورة القاهريين) مع السودان، وكانوا نحو مائتي ألف 200000 شخص، فنُصر عليهم، وقتل أكثرهم. و وُلّي صلاح الدين وزارة العاضد (الخليفة الفاطمي) وكانت كالسلطنة، ثم مات العاضدسنة 67 (وخمسمائة للهجرة) فاستقل صلاح الدين بالأمر مع مُداراة نور الدين و مرواغته (اللف و الدوران) فإن نور الدين عزم على قصد مصر ليُقيم غير صلاح الدين (يستبدله بغيره) ثم فتر، ولما مات نور الدين أقبل صلاح الدين ليُقيم نفسه أتابكاً (وصيّاً على العرش) لولد نور الدين. فدخل البلد بلا كلفة واستولى على الأمور ثم تسلّم القلعة وشال الصبي (ابن نور الدين) من الوسط ثم سار فأخذ حمص ثم نازل حلب (حارب المسلمين الذين كانوا فيها) ثم خرج من مصر سنة 73 فالتقى الفرنج (الصليبيين) فانكسر .
من قصص صلاح الدين التي يرويها ابن الاثير احراقه لمحلة المنصورة بما فيها من نساء واطفال يقول ابن الاثير" فأرسل صلاح الدين إلى محلتهم المعروفة بالمنصورة، فأحرقها على أموالهم وأولادهم وحرمهم، فلما أتاهم الخبر بذلك ولوا منهزمين، فركبهم السيف، وأخذت عليهم أفواه السكك، فطلبوا الأمان بعد أن كثر فيهم القتل، فأجيبوا إلى ذلك، فأخرجوا من مصر إلى الجيزة، فعبر إليهم شمس الدولة تورانشاه أخو صلاح الدين الأكبر في طائفة من العسكر، فأبادهم بالسيف، ولم يبق منهم إلا القليل الشريد"..(الكامل في التاريخ لابن الأثير 9/346)وصلاح الدين لم يكن يثق بالمصريين ولا يحبهم انظر الى رسالته التي ذكرها ابن الاثير " فأرسل إليها صلاح الدين العساكر في النيل وحشر فيها كل من عنده، وأمدهم بالأموال والسلاح والذخائر، وأرسل إلى نور الدين يشكو ما هم فيه من المخافة، ويقول: إني إن تأخرت عن دمياط ملكها الفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها وأموالها بالشر، وخرجوا عن طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج من أمامي، فلا يبقى لنا باقية. (الكامل لابن الأثير 9/350)
بل ان بطشه وصل الى الفقهاء وكل من يعارض مذهبه فقتل الفقيه أبو محمد عمارة بن أبي الحسن علي بن ريدان بن أحمد الحكمي اليمني صلبا في جبته وعلى باب داره وعمارة هذا وصفه ابن خلكان بقوله " وكان فقيهًا شافعيَّ المذهب، شديدَ التعصُّب للسنة، أديبًا ماهرًا شاعرًا مجيدًا محادثًا ممتعًا ".(ابن خُلَّكان في ترجمته لعمارة اليمني في كتابه الشهير «وفيات الأعيان). رماه البعض لدى السلطات بالكُفر، ونسبوا إليه بيتًا من الشعر يسيء إلى نبوة الرسول فطالب بعض الفقهاء بقتله للردة، وإن كانت نسبة مثل هذا البيتِ إليه ليست أكيدة؛ إذ يرى المؤرخ ابن خُلَّكان أن هذا البيت قد يكون مدسوسًا عليه من قبَل خصومه، وعندما أمرَ صلاح الدين بقتل عمارة اليمني وصلبه، حاول القاضي الفاضل، أحد أبرز رجال دولة صلاح الدين، إثناءَه عن ذلك، وتشفَّع لديه لإطلاق سراح عمارة اليمني، رغم ما كان بين الفاضل وعمارة من عداوةٍ قديمة منذ أيام الفاطميين، لكن صلاح الدين رفض وأصرَّ على تنفيذ العقوبة.
كذلك قتل الفقيه السهروردي ، شهاب الدين يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي، وكنيته أبو الفتوح، ولقبه شهاب الدين، وكان يلقّب بالمقتول وبالشهيد تمّ تنفيذ أمر الإعدام الذي أصدره في حقّه السلطان صلاح الدين الأيّوبي، بتحريض من الفقهاء الذين اتّهموه بالكفر والخروج عن السنّة انظر:بدوي، عبد الرحمن. (1964). شخصيّات قلقة في الإسلام. (ط.2). القاهرة: دار النهضة العربيّة. ص ص 95-135الحفنى، عبد المنعم. (1992). الموسوعة الصوفيّة، أعلام التصوّف والمنكرين عليه والطرق الصوفيّة. (ط.1). القاهرة: دار الرشاد.حدث زيدان عن شهاب الدين عمر السهروردي وهو فيلسوف ولد في سهرورد, وكان مقتله بأمر صلاح الدين بعد أن نسب البعض إليه الفساد وبفضل ما سمعه ظن صلاح الدين أن السهروردي يفتن ابنه بالكفر والخروج عن الدين وكان مقتله بقلعة حلب عام 665 هجرية .
اما بالنسبة للاقباط فقد فرض صلاح الدين الايوبى على الاقباط ضرائب باهظة وشدد عليهم فى ملبسهم وركوبهم ودخولهم وخروجهم وأمر ان تعلق اجراس فى اعناقهم مثل الحيوانات وان تنزل الصلبان من على الكنائس وتطلى قبابها بالطين الاسود ولما ذاد ظلمة امتنع الأنبا جورج المقارى أسقف أسيوط عن الدفع .اغتاظ صلاح الدين وامر صلاح الدين بهدم كل كنائس أسيوط وتحويلها الى مساجد فلم يستطع المسلمين هدم سوى كنيسة واحدة ولم يستطيعوا بناء مسجد فوقها فقرر صلاح الدين أرسال جيشة لتأديب اقباط أسيوط ولما وصل الجيش قرابة المدينة نادى الانبا جورج بصوم وصلاة لمدة ثلاث أيام وفى اليوم الثالث هبت ريح عظيمة وأقتلعت كل خيام المعسكر الذى يقيم فيه الجنود المعتدين فأستبد الرعب بالجنود وعادوا مسرعين الى القاهرة فلما سمع الحاكم بهذا قرر أن ينتقم فأرسل جيشه مرة أخرى حتى بلغ أطراف المدينة وفى يوم الأحد عام 1169 م ومع دقات أجراس الكنائس أقتحمت حملة صلاح الدين المدينة وأقتحموا الدير وقبض على الأسقف وتم تعذيبة وقطع رأسة وأستشهد من أبناء أسيوط فى هذا اليوم خمسة ألاف نفس من رجال ونساء وأطفال وبعدها بسبعة سنوات فى سنة 1176م حدث تمرد وعصيان لاقباط قفط الذى انهكتهم الجزية وضاقوا بالاحكام الغير ادامية التى فرضت على الاقباط فلم يدفعوا الجزية فذهب العادل أخو صلاح الدين الايوبى إلى تلك المدينة فقتل 3000 قبطى فى يوم واحد كما ذكر القصة المؤرخ المقريزى فى تاريخه أن العادل قصد للأخذ بثأر إخوانه المسلمين بصلب ثلاثة ألاف قبطى من سكان قفط على اشجار المدينة وأستعمل أحزمة الأقباط وعماماتهم لصلبهم وشنقهم
اما من جرائمه ضد الكتب فقد استولى صلاح الدين على مكتبة القصر الفاطمي، فأحرقها وألقاها على جبل المقطم، ثم فرّق بعض الكتب التي صودرت من مكتبة القصر على كبار علماء وأنصار دولته وأمر أن يُفرّق بين الرجال الفاطميين والنساء ليكون ذلك أسرع إلى انقراضهم وفي عام 569 أرسل صلاح الدين أخاه إلى اليمن، فقاتل أهلها وهزمهم وقتل ملكهم، وكانت المدينة ذات أموال جزيلة، وذخائر جليلة، فنهبها الجيش . اما من جرائمه الاجتماعية فقد قال المقريزي إن صلاح الدين هو الذي قام بتحويل الفلاح المصري إلى "عبد قرار" أي لا يملك بيع أو شراء نفسه"
قال المقريزي في في كتابه الشهير "المواعظ و الاعتبار بذكر الخُطط و الآثار" و هو الكتاب المعروف بخُطط المقريزي، المجلد الثاني من طبعة بولاق صفحة 284 " ولمّا مات العاضد لدين الله في يوم عاشوراء سنة 567 احتاط الطواشي (المخصي، وزير صلاح الدين) قراقوش على أهل العاضد وأولاده، فكانت عدة (عدد) الأشراف في القصور مائة وثلاثين، والأطفال خمسة وسبعين. وجعلهم في مكانٍ أُفرد لهم خارج القصر. وجمع عمومته وعشيرته في إيوانٍ بالقصر، واحترز عليهم، وفرّق بين الرجال والنساء لئلا يتناسلوا، وليكون ذلك أسرع لانقراضهم . .وقال الحافظ جمال الدين، إن القصر أغلق على ثمانية عشر ألف نسمة:عشرة آلاف شريف وشريفة (آل بيت النبوة، الفاطميون) وثمانية آلاف عبدٍ وخادمٍ و أَمَةٍ ومُولّدة.. وقبض صلاح الدين على الأمير داود،ابن العاضد (الطفل) وكان وليُّ العهد، و يُنعت بالحامد لله، واعتقل معه جميع إخوته.. فلم يزالوا في الاعتقال بدار الأفضل من حارة برجوان، إلى أن انتقل الملك الكامل (الأيوبي) من دار الوزارة بالقاهرة إلى القلعة، فنقل معه وَلَدَ العاضد وإخوته وأولاد عمه، واعتقلهم بالقلعة.. وقال: إن القصر الكبير (المحبوس فيه الأميرات الفاطميات) قد استولى عليه الخراب (مع مرور الوقت) وعلا جدرانه التشعُّث و الهدم، وإنه يجاور اصطبلات فيها جماعة من المفسدين (الصيَّع) و ربما تسلقوا إليه للتطرق للنساء المعتقلات (اغتصابهن).. وعدد من بقى من هذه الذرية (بعد ستين سنة) بدار المظفر و القصر الغربى والإيوان، مائتان واثنان وخمسون شخصاً: ذكور ثمانية وتسعون، وإناث مائة وأربعة وخمسون . . (من جملة 18,000 شخص اعتقلهم صلاح الدين)
بلغ من نكرانه للجميل ان انقلب على ولي نعمته نور الدين زنكي الذي عرف ان صلاح الدين لايهمه سوى الحفاظ على ملكه في مصر فاخذ يتجهز للهجوم عليه ولكن الاجل سبقه قال ابن الأثير: (وكان نور الدين محمود بن زنكي قد شرع يتجهّز للدخول إلى مصر لأخذها من صلاح الدين يوسف بن أيوب، فإنه رأى منه فتوراً في غزو الفرنج من ناحيته، وكان يعلم أنه إنما يمنع صلاح الدين من الغزو الخوف منه ومن الاجتماع به، فإنه يؤثر كون الفرنج في الطريق ليمتنع بهم على نور الدين، فأرسل إلى الموصل وديار الجزيرة وديار بكر يطلب العساكر للغزاة، وكان عزمه أن يتركها مع ابن أخيه سيف الدين غازي صاحب الموصل بالشام، ويسير هو بعساكره إلى مصر، فبينما هو يتجهّز لذلك أتاه أمر الله الذي لا مردَّ له) ( الكامل في التاريخ الجزء )
قام بالهجوم على السكان الامنين في بلاد النوبة كما يروي ابن الاثير " فجهز شمس الدولة (توران شاه) وسار إلى أسوان، ومنها إلى بلد النوبة، فنازل قلعة اسمها أبريم، فحصرها، وقاتله أهلها، فلم يكن لهم بقتال العسكر الإسلامي قوة - لأنهم ليس لهم جنة تقيهم السهام وغيرها من آلة الحرب، فسلموها، فملكها، وأقام بها، ولم ير للبلاد دخلا يرغب فيه وتحتمل المشقة لأجله، وقوتهم الذرة، فلما رأى عدم الحاصل، وقشف العيش مع مباشرة الحروب ومعاناة التعب والمشقة، تركها وعاد إلى مصر بما غنم، وكان عامة غنيمتهم العبيد والجواري"..(الكامل 9/380)

ولم يتوقف انتقامه من نور الدين زنكي بعد وفاة نور الدين خلفه ابنه (الملك الصالح) واسمه الحقيقي.."إسماعيل".. كان صبياً عمره 12 عام، فاستغل صلاح الدين صغر سن الملك وذهب لاحتلال حلب وعزل الصبي، وقامت حرب رواها ابن الأثير بقوله:""لما ملك صلاح الدين حماة سار إلى حلب فحاصرها ثالث جمادى الآخرة، فقاتله أهلها، وركب الملك الصالح، وهو صبي عمره اثنتا عشرة سنة، وجمع أهل حلب وقال لهم: قد عرفتم إحسان أبي إليكم ومحبته لكم وسيرته فيكم، وأنا يتيمكم، وقد جاء هذا الظالم الجاحد إحسان والدي إليه يأخذ بلدي ولا يراقب الله تعالى، ولا الخلق، وقال من هذا كثيرا وبكى فأبكى الناس، فبذلوا له الأموال والأنفس، واتفقوا على القتال دونه، والمنع عن بلده، وجدوا في القتال، وفيهم شجاعة، قد ألفوا الحرب واعتادوها، حيث كان الفرنج بالقرب منهم، فكانوا يخرجون ويقاتلون صلاح الدين عند جبل جوشن، فلا يقدر على القرب من البلد."..(الكامل في التاريخ 9/407)
عرف عنه قتل الاسرى فيروي ابن الاثير " وكان صلاح الدين قد عاد من مصر إلى الشام في شوال من السنة المتقدمة، وهو نازل بظاهر حمص. فحملت الرءوس والأسرى والأسلاب إليه، فأمر بقتل الأسرى فقتلوا"..(الكامل في التاريخ 9/435) ويقول أيضا.."ودخل المسلمون الحصن عنوة وأسروا كل من فيه، وأطلقوا من كان به من أسارى المسلمين، وقتل صلاح الدين كثيرا من أسرى الفرنج".
هذا غيض من فيض من جرائم يوسف ابن أيوب والتي حفلت بها الكتب ولكن ماكنة الاعلام تصر على تسويقه باعتباره بطل من الابطال ومحرر (القدس ) التي وضع اول لبنات استيطان اليهود فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج