الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللهُ أكبر وقتل الأطفال...من قصص الإبادة

امين دنايي

2023 / 8 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


طالت جرائم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش ضد الايزيديين حتى الأطفال ،ابتداءً من فصلهم عن ذويهم وزجهم في معسكرات الدولة الإسلامية في الرقة والموصل للتدريب على الأسلحة وإجبارهم على المشاركة في المعارك والعمليات الانتحارية بعد غسل أدمغتهم ،وتعليمهم القرآن والشريعة الإسلامية،وتعرض العشرات من الأطفال للقتل سواء خلال المعارك وتنفيذ العمليات الانتحارية أو في المجازر ،فضلاً عن جرائم السبي والاعتداء الجنسي والاسلمة القسرية بحق الأطفال الإناث.كما مات العشرات منهم أثناء حصار الجبل بسبب الجوع والعطش وقتل بعضهم نتيجة اطلاق العيارات النارية العشوائية عليهم في الايام الاولى من الإبادة.
دلڤين وسلمى طفلتان من مجمع كرزرك قلتهما عناصر داعش نتيجة اطلاق النار على سيارة عائلتهما داخل سنجار أثناء الفرار من داعش .
تروي لنا (سوزان ميرزا جندي عمر-شقيقة الطفلتين) القصة وتقول:عندما هاجم داعش مجمعنا كرزرك في حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الثالث من آب ٢٠١٤،كان اغلب الرجال على السواتر يقاتلون داعش للدفاع القرية ومن ضمنهم والدي حتى شروق الشمس ، بينما يخرج العوائل متوجهين إلى مناطق متفرقة من جبل سنجار ،صعدنا إلى سيارتنا(اوميكا صالون)يقودها اخي الكبير صباح وأقلنا إلى بيت عمنا في قرية رمبوسي شمال المجمع.
وبعد انسحاب مقاتلينا من المعركة في حوالي الساعة السابعة ،التحق بنا والدي وذهبنا إلى مزار شيخسن في منطقة گابارا جنوب الجبل ،وكنا قد قررنا مع اقربائنا أن نذهب معاً إلى محافظة دهوك شمال العراق،حاولوا الاتصال بنا هاتفياً مراراً و تكراراً ،لكن ضعف الشبكة حال دون ذلك في البداية،وفي أحد المرات تمكن والدي من الاتصال بهم ،تحدثوا مع بعض وقالوا بأنهم بأنتظارنا منذ ساعات على قمة الجبل قرب جلميرا.فقررنا الالتحاق بهم ،وعندما وصلنا إلى داخل سنجار وقرب مديرية الشرطة ،اعترضت طريقنا مفرزة للدواعش وطلبوا منا الوقوف لكن والدي قال لأخي اسرع ولا تقف لأنهم سيقتلون الرجال ويسبون النساء والأطفال ،فقاموا بإطلاق النار علينا من ثلاثة جهات،ورد عليهم اخي سامان من خلال نافذة السيارة وكان أول مرة يحمل السلاح في حياته.أصاب الدواعش والدي وفي وادي قرب حي النصر ،تعطلت سيارتنا ،فتحنا الباب الخلفي لها،وانصدمنا بإصابة اخواتي سلمى ودلفين وأخي الصغير عمر والدم يسيل من جروحهم، واستغربنا بأننا لم نسمع صوت او صرخة منهم في الطريق،ترجلنا من السيارة،قمنا بتنظيف جروحهم ولفها بقطع قماش.اتصلنا بصهرنا وليد سعدو الذي كان في گابارا ليأتي لنجدتنا، وحملنا اخوتي المصابين ،ومشينا بمحاذاة الوادي خوفاً من أن يصل الدواعش ويلقوا القبض علينا،وفي طريقنا وقبل الوصول إلى الشارع العام ،صادفتنا عائلة من عرب سنجار الموالين لداعش كانوا يضحكون علينا ويستهزئون بنا.
وصل وليد وصعدنا إلى السيارة وقادها بسرعة فائقة حتى أن سيارة لداعش كانت تأتي بأتجاهنا من الغرب،انحرف عن الشارع وعندما عرفوا بأننا ايزيدية،قاموا بإطلاق النار علينا بسلاح ال(BKC)، خرج سيارتنا من الشارع العام إلى طريق كورا عفدو الترابي بأتجاه الجبل،ونتيجة للغبار المتصاعد الكثيف خلفها ،لم يتمكنوا من رؤيتنا وبذلك نجونا منهم بأعجوبة.
وبعد وصولنا إلى مزار شيخسن بساعات توفيت اختي سلمى(١١سنة)،إذ كان جرحها بليغ ولم يكن هناك أدوية أو مستلزمات طبية أو ممرضين لمداواتها.وتوفيت اختي الأخرى أيضاً دلڤين(١٢سنة) في الساعة الحادية عشرة ليلاً.
بقينا ٩ أيام في الجبل ثم ذهبنا عبر ممر بين دوگري ودوهلا إلى سوريا ومنها إلى قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك ،مكثنا فيها ثلاثة أشهر ثم انتقلنا إلى مجمع شاريا.
بتاريخ ٢٠٢١/٦/٧ قمنا برفع رفاتهما وتم نقلها إلى الطب العدلي في بغداد ،وبعد سنة وأربعة أشهر وتحديداً في يوم الاثنين ٢٠٢٢/١٠/٢٤وصل رفاتهما مع رفات ١٤ شخصاً من الضحايا وقمنا بدفنهما في مقبرة مزار شيخسن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-