الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجسيم من اليهود الى ابن تيمية

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2023 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التجسيم تعني إسباغ الصفات والمشاعر والنوايا البشرية على الكيانات غير البشرية ومن ناحية المعنى الاصطلاحي (المجسمة) هو مصطلح إسلامي يُطلَق على من يقول بأن الله جسم، أو من يشبه الله بالمخلوقات، ويُطلَق عليهم أيضًا الحشوية . الفرق الإسلامية اختلفت في تحديد مفهوم لفظ الجسم، مما أدى إلى اختلاف المذاهب والعقائد . تُطلق المعتزلة مصطلح المجسّمة على من يُثبت الصفات الخبرية أو المعنوية لله . تُطلق الأشاعرة والماتريدية مصطلح المجسمة والمشبهة على من يُثبت الاستواء والمجيء واليدين والقدمين والعين والوجه لله، كما تُطلق هذا المصطلح على من يقول بالجهة والفوقية . تُطلق الأثرية أو السلفية لفظ المشبهة والمجسمة على من شبه الله بخلقه، ولكنهم يُثبتون من الأسماء والصفات ما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية من غير تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ولا يعتبرون إثبات الاستواء والمجيء واليدين والقدمين والعين والوجه والفوقية من التجسيم والتمثيل.
يعود أساس التجسيم الى الاساطير البابلية والسومرية القائمة أساسا على العلاقة بين الرمز والملموس. وهي أرث عرفه الشرق القديم، وتحديداً بلاد وادي الرافدين، وتوارثته حضاراته. وانتقلت الأسطورة ببعدها الرمزي إلى التوراة اليهودية، وخصوصاً في سفر التكوين . جاء في موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية - دكتور عبد الوهاب المسيري المجلد الخامس: اليهودية.. المفاهيم والفرق - الجزء الثاني: المفاهيم والعقائد الأساسية في اليهودية - الباب الأول: الإله " الإشارات العديدة إلى الإله، التي تصفه ككائن يتصف بصفات البشر، فهو يأكل ويشرب ويتعب ويستريح ويضحك ويبكي، غضوب متعطش للدماء، يحب ويبغض، متقلب الأطوار، يُلحق العذاب بكل من ارتكب ذنباً سواء ارتكبه عن قصد أو ارتكبه عن غير قصد، ويأخذ الأبناء والأحفاد بذنوب الآباء، بل يحس بالندم ووخز الضمير (خروج 32/10 ـ 14) ، وينسى ويتذكر (خروج 2/23 ـ 24) ، وهو ليس عالماً بكل شيء، ولذا فهو يطلب من أعضاء جماعة يسرائيل أن يرشدوه بأن يصبغوا أبواب بيوتهم بالدم حتى لا يهلكهم مع أعدائهم من المصريين عن طريق الخطأ (خروج 12/13 ـ 14) . وهو إله متجرِّد، ولكنه في الوقت نفسه يأخذ أشكالاً حسية محددة، فهو يطلب إلى اليهود (جماعة يسرائيل) أن يصنعوا له مكاناً مقدَّساً ليسكن في وسطهم (خروج 25/8) ، كما يسير أمام جماعة يسرائيل على شكل عمود دخان في النهار كي يهديهم الطريق، أما في الليل فكان يتحول إلى عمود نار كي يضيء لهم (خروج 13/21/22) ".
قام أصحاب الاسرائيليات من أمثال كعب ابن ماتع (الاحبار ) وابن جريج ووهب ابن منبه وعبدالله ابن سلام ونوف البكالي وغيرهم بإدخال فكرة التجسيم الى التراث الإسلامي من خلال اصطناع الاحاديث التي افتروها على رسول الله من خلال أبو هريرة وابن عباس وعبد الله ابن عمرو ابن العاص وانس ابن مالك فظهرت احاديث تنسب لله الرجل واليد والهبوط والصعود والجلوس وغيرها من الصفات فتحول الله الذي قال في قرانه (ليس كمثله شيء ) الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، وما كان لبشرأن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب الى اله يجلس على عرش والعرش له اطيط وله رجل وله أصابع واصبح الههم شابا امرد يهبط ويصعد . وتم اختراع احاديث مثل حديث الجارية الذي يثبتون به العلو فجعلوا الله موجوداً في جهة عالية ينظر إلى السماوات والأرض، فكيف يكون محيطاً بكل شيء وكلّ شيء قائماً به؟! (وهُوَ مَعَكُمْ أَيْن ما كُنتم) . يقول الشهرستاني في كتابه الملل والنحل " وضع كثير من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام أحاديث متعدّدة في مسائل التجسيم والتشبيه، وكلّها مستمدة من التوراة ". قال ابن خلدون "إنّ العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنّما غلبت عليهم البداوة والأُمّية، وإذا تشوّقوا إلى معرفة شيء ممّا تتوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكوّنات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنّما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدونه منهم و هم أهل التوراة من اليهود و من تبع دينهم من النصارى مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه و عبد الله بن سلام و أمثالهم" . قيل للأعمش: ما بال تفسير مجاهد مخالف؟ أو شيء نحوه قال: أخذه من أهل الكتاب ويكفي في ذلك أنّ مجاهداً الآخذ منهم فسر قوله تعالى: (عَسى أَنْ يَبْعَثَك رَبّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) قال: يجلسه معه على العرش. وأمّا عطاء، فقد قال أحمد: ليس في المراسيل أضعف من مراسيل الحسن وعطاء، كانا يأخذان عن كلّ أحد. وقال النسائي: وأمّا مقاتل بن سليمان كان يكذب، وعن يحيى قال: حديثه ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم. راجع آلاء الرحمن:1/46، نقلاً عن الذهبي
تبنى السلفية فكرة التجسيم ولكن بالتغطية عليها عبر كلمات فارغة فهذا (عبد المغيث الحربي الحنبلي) قال عن حديث مزعوم ينسب فيه الاستلقاء إلى الله والعياذ بالله إنه صحيح !! وفيه أن الله لما انتهى من الخلق (استلقى ووضع رجلاً على رجل) (سير إعلام النبلاء للذهبي 160/21) . كذلك الأهوازي الحنبلي فقد ألف كتابًا طويلاً يزعم انه في الصفات أورد فيه أحاديث باطلة ومنها حديث عرق الخيل وهو يؤدي إلى الكفر ونصه (إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من ذلك العرق) (سير أعلام النبلاء للذهبي 18/17) . ورووا أن المقام المحمود للنبي صلى الله عليه وسلم هو (قعوده صلى الله عليه وآله وسلم مع ربه على العرش) واعتبروا من رد هذا جهميًا أو زنديقًا!! وأنه لا يؤمن بيوم الحساب طبقات الحنابله 2/10 . وكان البربـهاري إمام مجسمة الحنابلة في عصره يجلس مجلسًا إلا ويذكر فيه أن الله يقعد النبي صلى الله عليه وسلم معه على العرش بضم الياء وسكون القاف (4) طبقات الحنابله2/43 في كتاب الحنابله المسمى "كتاب السنة" (ص75) يقولون ما نصه (والله عز وجل على العرش والكسيرموضع قدميه)، وفى (ص76) يقولون ما نصّه عن الله تعالى (إنه يتحرك).
ولو تتبعنا اقوال السلفية الحنابلة في موضوع التجسيم نراهم ياتون بالاعاجيب فهذا ابن بطة العكبري وهو أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المجسم الحنبلي الوضاع المتوفى سنة 387 هـ وقد ولد سنة 304هـ وهو صاحب عقيدة التقسيم في التوحيد، وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه "لسان الميزان" (4/145) في ترجمة له حيث قال: " وقد وقفت لابن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي منه. " كذلك (الدارمي السجزي ) هو أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي السجزي يقول أن الله تعالى مستقر على العرس ولو شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به وأن العرش يقل – أي يحمل – الرحمن، والله حي ودليل على حياته الحركة والانتقال فهناك فرق بين الحي والميت هي الحركة وإليكم نص كلامه من مؤلفاته وهو " الرد على بشر المريسي". قال في كتابه " الرد على بشر المريسي" ص25 ما نصه: "خلق آدم مسيسًا بيده" اهـ وقال أيضا في ص 20 ما نصه: "الحي القيوم ... يتحرك إذا شاء، وينزل ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط إذا شاء، ويقوم ويجلس إذا شاء، لأن امارة ما بين الحي والميت التحرك. كل حي متحرك لا محالة، وكل ميت غير متحرك لا محالة" اهـ أقول هذا من السخف في التفكير، وفيه قياس الله تعالى بخلقة وبهذا الكون، وكأن ما يجري على هذا الكون من أمور يجري على الله والعياذ بالله تعالى . ويقول السجزي هذا في كتابة ص 85 ما نصه: " ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات والأرض، فكيف تنكر أيها النفاج أن عرشه يقلّه .." . كذلك أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي المشهور بالخلال، صاحب عقيدة جلوس الرحمن - عز وجل - على العرش، وكان يعتمد على الموضوعات والواهيات والإسرائيليات في العقائد فجاء بالغرائب. صنّف كتابًا سماه كتاب " السنة" يصرح بجلوس الله تعالى على العرش . وياتي بعده أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الذي يقول كما نقل عنه ابن تيمية مؤيدًا له في نقله إياه بأن الأشاعرة مخانيث المعتزلة، حيث نقل ابن تيمية كلامه في مجموع الفتاوى (8/227) مقرًا له في هذا النقل ما نصه: " وقال أبو إسماعيل الأنصاري: الأشعرية هم إناث مخانيث المعتزلة " . وكذلك ابن تيمية يذكر أن الأشعرية مخانيث المعتزلة تارة و مخانيث الجهمية تارة أخرى كما في مجموع الفتاوى له ) 6/309) وكذلك (6/359) وكله تأييدٌ لسلفه أبو إسماعيل الأنصاري .
اما اشهرهم فهو البربهاري ، وهو أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري وكان يعتقد بجلوس الله على العرش وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يجلسه ربه معه على العرش وهذا هو المقام المحمود، ويقول بأن الله تعالى على صورة شاب أمرد قطط الشعر وغيرها من سمات التجسيم والتشبيه وكذلك القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال الحافظ أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه " العواصم من القواصم" ص 209 ما نصه:" "أخبرني من أثق به من مشيختي أن القاضي أبا يعلى الحنبلي كان إذا ذُكِرَ الله سبحانه يقول فيما ورد من هذه الظواهر في صفاته تعالى: ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة " . قال ابن الأثير في كتابه " الكامل في التاريخ" (8/16) " وفيها أنكر العلماء على أبي يعلى بن الفراء الحنبلي ما ضمنه كتابه من صفات الله سبحانه وتعالى المشعرة بأنه يعتقد التجسيم ، وحضر أبو الحسن القزويني الزاهد بجامع المنصور ، وتكلم في ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا" وفي نفس الكتاب (8/104) يقول ابن الأثير ما نصه عند ذكر السنة التي توفى فيها ذلك المجسم:" لقد خري أبو يعلى على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء " وسبب ذلك لأنه ألف كتابا سماه إبطال التأويلات وهو كتاب بدعي، وهذا غير مؤلفاته الأخرى.
اما ابن الزاغوني وهو أبو الحسن على بن عبيد الله بن نصر الزاغوني الحنبلي المتوفى سنة 527 هجرية له مصنف اسمه "الإيضاح" . ومنهم أيضا أبو العز ابن كادش العكبراوي، قال عنه الحافظ ابن عساكر "قال لي أبو العز ابن كادش، وسمع رجلا وضع في حق علي حديثا : وضعت أنا في حق أبي بكر حديثا، بالله أليس فعلت جيدا ؟" ويقول الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/559 معلقا على ذلك "قلت : هذا يدل على جهله، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم" . والحسين بن علي بن إبراهيم الأهوازي، وقد أورد هذا الأهوازي في كتابه الذي سماه البيان في عقود الإيمان جملة من الأحاديث الموضوعة منها حديث "إن الله تعالى لما أراد أن يخلق نفسه خلق الفرس فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من العرق" وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري "لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات"
اما ابن القيم الجوزية، فقد قال فيه العلامة السبكي الشافعي في السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل من ص55 فما بعدها، بعد أن نقل كلاما لابن القيم "انظر هذا الملعون كيف أقام طوائف الشافعية والمالكية والحنفية الذين هم قدوة الإسلام وهداة الأنام في صورة الملاحدة الزنادقة، المقرين على أنفسهم باتباع فرعون وهامان وأرسطو وابن سينا، المقدمين كلامهم على القرآن، وأن رائده لعنه الله ولعنه سألهم عما يقوله أهل الحديث فنسبوهم إلى ما نسبوهم إليه، وأنه لذلك انحل عن الأديان وخلع ربقة الإيمان ... فما أراد هذا إلا أن يقرر عند العوام أنه لا مسلم إلا هو وطائفته التي ما برحت ذليلة حقيرة، وما أدري ما يكون وراء ذلك من قصده الخبيث، فإن الطعن في أئمة الدين طعن في الدين، وقد يكون هذا فتح باب الزندقة ونقض الشريعة، ويأبى الله ذلك والمؤمنون، وجماعة من الزنادقة يكون مبدأ أمرهم خفيا حتى تنتشر ناره ويشتعل شناره، نسأل الله العافية . فينبغي لأئمة المسلمين وولاة أمورهم أن يأخذوا بالحزم، ويحسموا مادة الشر في مبدئه قبل أن يستحكم فيصعب عليهم رفعه، ثم إن هذا الوقح لا يستحيي من الله ولا من الناس، ينسب إلى طوائف المسلمين ما لم يقولوه فيه وفي طائفته وهو يزعم بكذبه أنه متمسك بالقرآن ... بل هو زيادة من عنده كذب فيها على الله وعلى رسوله، فهل وصلت الزنادقة والملاحدة والطاعنون في الشريعة إلى أكثر من هذا، بل ولا عشر هذا، وإيهامه الجهال أنه هو المتمسك بالقرآن والسنة لينفق عندهم كلامه، ويخفي عنهم سقامه"
بالنسبة لابن تيمية فقد قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة ج1/154: فذكروا أنه (ابن تيمية) ذكر حديث النـزول، فنـزل عن المنبر درجتين، فقال: كنـزولي هذا، فنُسب إلى التجسيم. ويقول ابن تيمية في مجموعه ج 4/374: إن محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه. ويقول في كتابه تلبيس الجهمية ج1/573 "إن الله على العرش والملائكة حملة العرش تشعر بثقل الجبــار". وكان ابن القيم تلميذ ابن تيمية يقول "إن الله يقعد على العرش ويقعد معه محمدا" ذكر ذلك في كتاب "بدائع الفوائد" ج4/40. ونقل أبو حيان الأندلسي في النهر الماد، في تفسير ءاية الكرسي، ما نصه: وقرأت في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرنا وهو بخطه سماه كتاب العرش: إن الله تعالى يجلس على الكرسي وقد أخلى منه مكانا يقعد فيه معه رسول الله صلى الله عليه وسلم تحيل عليه التاج محمد بن علي بن عبد الحق البارنباري وكان أظهر أنه داعية لـه حتى أخذه منه وقرأنا ذلك فيه.وقال ابن تيمية في كتابه بيان تلبيس الجهمية (1/568) نقلا عن عثمان بن سعيد الدارمي السجزيّ موافقا له (ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم)!. وقال في كتابه المسمى بمنهاج السنة ج1/210 ما نصه: فإنا نقول إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض فما الدليل على بطلان قولنا؟. وقال في كتابه موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول (2/29) نقلا عن أحد الـمجسمة موافقًا له، ما نصه: والله تعالى لـه حد لا يعلمه أحد غيره ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه ولكن يؤمن بالحد ويكل علم ذلك إلى الله تعالى، ولمكانه أيضا حد وهو على عرشه فوق سمواته فهذان حدان اثنان. يقول ابن تيمية أيضًا في كتابه موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، (2/29-30) نقلا عن أحد الـمجسمة موافقًا له "وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء وحدوه بذلك". قال ابن تيمية في كتابه تلبيس الجهميةج1/427 ما نصه: فهذا كله وما أشبهه شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنـزيل الله وجحد ءايات الله. نقله عن أحد الـمجسمة وأقره عليه. قال ابن تيمية في كتابه الذي سماه بـ "التأسيس في رد أساس التقديس" ج1/100 ما نصه "ولم يذم أحد من السلف أحدًا بأنه مجسم، ولا ذم الـمجسمة". قال أيضا في نفس الكتاب ج1/101 ما نصه "وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من السلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجسامًا ولا أعراضًا؟! فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل، جهل وضلال". وقال أيضا في نفس الكتاب ج1/109 ما نصه "وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين". وقال في نفس الكتاب ج1/111 مُثبتًا الجهة لله تعالى مع التصريح والعياذ بالله ما نصه "والباري سبحانه وتعالى فوق العالم فوقية حقيقية وليست فوقية الرتبة". وفي كتاب بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية طبع في السعودية مجمع الملك فهد صحيفة رقم 358 يقول ابن تيمية: فقوله فإذا أنا بربي في أحسن صورة صريح بأن الذي كان في أحسن صورة هو ربه. اهـ. فانظر إلى تشبيهه الصريح بوصف الله بالصورة ومعلوم عند أهل الحق أن هذا معناه أن النبي كان في أحسن صورة. وفي صحيفة 365 من نفس الكتاب يقول: إن النبي يذكر أنه رأى ربه في صورة شاب موفر رجلاه في خضر عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب. ثم قال في صحيفة 375 ما نصه: فإن قول القائل وضع يديه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري أو بين ثديي صريح في وضع اليد التي هي اليد لا تحتمل النعمة بوجه من الوجوه. ثم قال في صحيفة 407 ما يظهر عقيدته في تجسيم الله والعياذ بالله حيث يقول ما نصه: الثاني قد قدمنا أن جميع ما يذكر من هذه الأدلة التي تنفي الجسم على اصطلاحهم فإنـها أدلة باطلة. وقال في ص 543: بل نقول إن كل موجود قائم بنفسه فإنه كذلك، وأن ما لا يكون كذلك فلا يكون إلا عرضا قائما بغيره، وأنه لا يعقل موجود إلا ما يشار إليه أو ما يقوم بما يشار إليه.
مما تقدم يتبين ان التجسيم فكرة مستوردة أدخلها متأسلمين بوحي من اليهود الذين دخلوا الإسلام حتّى صارت عقيدة سلفية يكفرون من ينكرها بالرغم من مخالفتها لنص القران وقد استمرت من بداية الإسلام وأعاد ابن تيمية تأكيدها في كتبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في