الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة والعلم . . هلامية الموقف المعرفي . . في اصل الحقيقة المصدري / الجزء ( 1 )

أمين أحمد ثابت

2023 / 8 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المطلع المهتم الموسوعي – باكتشاف حقائق كل شيء ذاتيا واخر يتبع أسس المعرفة المنقولة ( دراسة اكاديمية او ثقافة ) بالنسبة إليه واعتمادها بتأثر شخصي كقواعد ثابتة لفهم وتفسير الحقائق ( كما هي بذاتها ) والانطلاق لفهم وتفسير ظواهر وامور أخرى تستوقفه للتفكير بها او بحثها دراسة – ويبدو لنا ( زعما ) ، أن المفكرين والعلماء منذ زمن الفلسفة وانتهائها كأساس للمعرفة ومن بعدها ظهور مستبدلها ( أي العلم ) كمصدر رئيسي للمعرفة واكثر موثوقية ودقة لفهم وتفسير أي شيء كان واكثر يقينية ادراكية تقترب من جوهر الحقيقة لأية ظاهرة او امر كان – ما يجعل معارفنا ك . . ( حقائق معرفية ) تقترب لتتطابق مع حقائق الأشياء والظواهر في ذاتها خارج عنا – منذ تلك الاحقاب الزمنية لتاريخ المعرفة وحتى اليوم ومستقبلا لم يقف أمرئ منهم ليقيم ( هل استكملت الفلسفة إجابة التساؤلات الأساسية الكبرى حول مسائل الوجود والظواهر ) والتي بنيت على اساس مقسمين تصنيفا ( مادية – وروحية ) ، أم انها تركت نواقصا ليجيب عنها العلم في تاريخ تطوره – فهل اغلق العلم الإجابة المعرفية عن كامل تلك التساؤلات الفلسفية ، أم تجاهلها ( لكونها ليست مجال اهتمامه ) ليذهب منفصلا وفق آليته الذاتية المتحركة تتبعا خلال المجالية التخصصية الى الدقيقة الى الأكثر دقة مجالية و . . هكذا ووفقا لاستنطاق ذاتي – أن ( منفصل ومتصل طبيعة مكون المعرفة ) جعل المعرفة القائمة منفلشة في طبيعتين مختلفتين ، واحدة علمية مادية البحث والاثبات موضوعيا وأخرى ذهنية فكرية مجردة تبني على الافتراض وفي تفسيرها كطبيعة من التأويل وتعتمد بدرجة متفاوتة أدوات من الأسلوب العلمي الطبيعي لاستقراء الظواهر عقليا ، وذلك بنهجين أساسيين متضادين ، احدهما مادي النزعة تقترب استنطاقاته التحليلية والحكمية التصورية لتكون اكثر منطقية عقلية فهما للظواهر او المسائل او الأمور ولا تبتعد كثيرا عن حقيقتها الذاتية – التي تظهر فيها من زاوية او اكثر – اما الاخر ميتافيزيقي او مثالي النزعة ، يحكم نهجه اللامحسوس أساسا لفهم وتفسير كل ما هو محسوس مادي – في الكون ، العالم الارض ، الحياة ، الانسان ، الوعي ) ، وذا يبنى ( نهجه الفكري ) على التأويل التخيلي الافتراضي غير القابل للإثبات المادي . . مع الاستعانة بأدوات محدودة محاكيه لنظيرتها العلمية لبناء مؤولات ظنية وتخمينية مخادعة كفهم منطقي – ويمكن للبلهاء من هذا النمط الأخير . . أن يصدق نفسه فيما يطرح ويمرر طروحته على الاخرين – محدودي الفهم والادراك – بكون ما يعلنه فكرا هو طرح علمي .

مما لاشك فيه أن تدفق التفاصيل عادة تخرجنا عن موجز الفكرة التي نريد طرحها ، ولكنا نجد تبريرا ( نعتقد به ) بضرورة ورودها ، كون الفكرة الاصلية عند عرضها بمحدودية رؤيتها – مهما كانت جديدة – تكون عرضة للتأويلات التخمينية الذاتية بين الاخرين المتقاذفة في الابعاد المختلفة لمحتواها الأساسي البسيط – وبعودة توضيحية اكثر تبسيطا يمكننا القول أن الفلسفة ذهبت الى ( الغلق الهروبي ) للمعرفة حول فهم وتفسير الظواهر والاشياء في عالمين او مكونين منفصلين ذاتيا – بينما لم تجب على كثير من التساؤلات الكبرى الأولى لأصل اهتمام الفلسفية للبناء المعرفي - ( احدهما مادي تبنى حجته التعليلية على أساس "الملموس والمحسوس" حول المواضيع المادية – ك ( الكون ، العالم ، الطبيعة ، المادة الجامدة والحية العضوية غير العاقلة " غير الدماغية والدماغية " والعاقلة دماغيا في محدد نوع الانسان ، هذا غير العناصر والمكونات والعوامل والظروف المتعلقة بكل واحد مما سبق ذكره – أما الأخر روحي مجرد في جملة المواضيع غير المادية ك ( النفس ، الروح ، فرضية الخلق ، العقل ، الوعي . . الخ ) ، ويبنى على الافتراض الظني او التخميني ، وتعتمد حججه العلية على المجرد بكونه منطق عقلي متقبل بها ) ، وحين نقف على العلم نجده لم يخرج عن ذات التغريب السابق ، حيث فصل مصدر المعرفة على قسمين – العلوم الطبيعية التجريبية والتطبيقية والانسانيات . . ثم عرفت حديثا بالعلوم الإنسانية ومعاصرة استعارت من الأولى موصف التطبيقية وقلة منها التجريبية – فكانت المعرفة المنتجة تاريخيا عبر ذاك القسمين الرئيسيين خلال المسار الذاتي الآلي لتطور العلوم الموسوم انتقالا على أساس التخصصية والمجالية التخصصية الأكثر دقة وهكذا – فمثلا في العلوم الطبيعية تحركت فصل المعارف بين ( الفيزياء ، الكيمياء ، والاحياء ) ، ثم فصلت المعارف تخصصا عن البيولوجيا ك ( نبات ، حيوان " عضيي " واحياء دقيقة ) ، وفي خصوصية الأنواع الثلاثة كانت الدراسة البيولوجية تتحرك كمعرف علمي بفصل مجالي التخصص . . ك ( الفسيولوجيا ، الهستولوجيا ، التشريح ) ثم الى مجالات عامة مضافة ك ( كعلم البيئة ، علم السلوك . . الخ ) لتذهب مجددا نحو مجالات اكثر تخصص مجالي منفصل عن بعضه كعلم ( البيولوجيا الحيوية ، البيولوجيا الطبية " للإنسان والبيطرية للحيوان والمرضية للنبات " ، علم الخلية ، علم الوراثة ) ، واخر المنتقلات الادق تخصصا مجاليا في معرف العلم معاصرة تمثلت بعلوم المنظومات العضوية والاليات ك ( علم الدم ، علم الامراض ، علم الغدد والافراز الغدي ، علم الاعصاب ومؤخرا علم الهندسة الوراثية . . الخ ) ، وهكذا لتصل الفتوحات بفصل استدقاقي مجالي اضيق من اصل مصدر ذات المجال ، ك ( علم فسيولوجيا العضلات ، علم الاعصاب ، علم فسيولوجية العضلات ) ثم تعاد آلية الفصل التجددي بمسميات علوم قائمة بذاتها من خلال استعارة مزجية الخواص من فرعين أساسيين كانا في البدء من التقسيم بين العلوم الطبيعية . . ك ( الفيزياء الحيوية ، الكيمياء الحيوية ، الباثو فسيولوجي ، الباثو هستولوجي . . الخ ) .
وملخص القول ، أن العلوم انحصر اهتمامها ببناء المعرفة على أساس مجالي تخصصي يتنقل محدوديا على أساس الاضيق مجاليا – تاركا وراء هذا التطور فجوات الارتباط ( معرفيا ) بين مختلف التفرعات قبل انفصالها كعلوم اكثر دقة – وهذا ما حدث من بداية ظهور العلم بديل عن الفلسفة كأساس للمعرفة – أما الفجوة المنشأة مع انتهاء زمن الفلسفة ، كان جعل المواضيع غير المادية – غير المحسوسة او الملموسة بذاتها – مسقطة كلية عن اهتمام العلوم الطبيعية التجريبية – وتركت بإطلاق مواضيع اهتمام الانسانيات ( كمعرفة نظرية بحته ) – بينما ذهبت الانسانيات في مسارها التطوري المحاكي للعلوم الطبيعية على أساس مجالي تخصصي يتحرك نحو المجالية الأكثر ضيقا بتنازع بين الدراسة النظرية المجردة البحتة وبين التطبيقية والتجريبية محاكاة – كما في علم النفس التجريبي – فوقعت بذات الإشكالية المخلفة عن سمة ذلك التطور الفصلي بين المجالات الأشد ضيقا من المجال الواحد المتحولة عنه – لينتج في الأخير ما نستنبطه أن ما لم تتمكن الفلسفة من استكمال التساؤلات الرئيسية الكبرى لفهم وتفسير الظواهر ونشوئها وطبيعة ثبات أي منها وطبيعة التحول لمعظمها – خاصة تلك المواضيع ذات الطبيعة المجردة غير المحسوسة او الملموسة بذاتها – ليكون العلم بتطوراته المذهلة والمفارقة كليا وصورة نوعية عن تاريخ المعرفة قبل ظهوره – قد اوغل في الهروب عن إيجاد ( المعرفة العضوية ) الرابطة بين فروع العلم المختلفة و . . بتلك الارتباطات العضوية بين تفرعات العلوم ذات الأصل المجالي العام الواحد ، وهو ما ينتج معرفة مثقبة فسيفسائية لبنية كلية المعرفة ، ويغرب العقل في فهمه وتفسيره الادراكي لأية ظاهرة او موضوع بأن يكون حتميا قاصرا مستقطعا في فهم اية حقيقة كانت ، ومن جانب اخر تكون المعرفة العلمية قد دقت المسمار الأخير لانتهاء الأهمية حتى الان في البحث عن الإجابة شبه الكاملة او المقتربة حول تلك التساؤلات التي وقف امامها عقل الانسان – عبر مسار تطوره منذ القديم - بغية معرفتها تحت دافع الضرورة او الاهتمام او الفضول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟