الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضواء على نتائج الامتحانات النهائية للمرحلة الإعدادية 2022-2023

إحسان عمر الحديثي

2023 / 8 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


ليسَ من الإنصاف أن نبخسَ الجهودَ الكبيرةَ الّتي قامت بها وزارة التربية في إدارة الامتحانات العامة الوزارية(للمرحلة الإعداديّة)؛ إذ أسهمت الوزارةُ بشكلٍ فاعلٍ في توفير الظروف المناسبة لأداء الطلبة للامتحانات العامة وتهيئة المواد اللوجستية من أجلِ إنجاحها ، على أنّنا نُسَجِّلُ في الوقت ذاته وجودَ مواطن ضَعفٍ في جانب أداة الامتحانات وهي:(الأسئلة)، ويمكن إجمالُ مواطنِ الضّعفِ بما يأتي :-
1. من حيث منطق الاختبارات يمكنُ القولُ : إنَّ مجتمعَ الطلاب الذين سمح لهم بالاشتراك في الامتحانات النهائية يتوزّعون – اعتدالياً- ؛ أي أَّن الطلاب الممتحَنين يكونونَ على ثلاثة مستويات : طالبٌ مستواه ضعيف، وطالبٌ مستواهُ متوسط، وطالٌ مستواهُ عالٍ، وبتفحُّصِ نتائج الطلاب بصورة أولية عن طريقِ النِّسب التي تم نشرها نلحظ أنَّ هناك اعدادًا كبيرة من الطلبة كانت معدلاتهم بين (85-100)، وهنالك أعداد كبيرة أيضاً من الطلبة كانت معدلاتهم بين(0-55)، بينما أعداد الطلاب الذين حصلوا على معدلات بين (55-85) كانت أقل بكثير، ويمكن الاستنتاجُ على وفق هذه الرؤية الأولية أن الخصائص القياسية للأسئلة كانت غير ملائمة للطلاب، ولا سيما معامل صعوبة الأسئلة ومعامل التمييز؛ إذ استطاع الإجابة عن الاسئلة الطالبُ ذو المستوى العالي ولم يستطع الإجابة عنها من كان دونَ هذا المستوى!، ومن ثَمَّ لم تتمكّن أسئلة الامتحانات التمييز بين الطلاب على وفق المنطق وهذا يُظهِرُ أنَّ الأداة التي اختبر بها الطلاب كانت غير ملائمة وأنَّ مستوى صعوبة الأسئلة كانت عالية جداً وهذا غير صحيح في منطق الاختبارات .
2. لوحظ في بعض أسئلة المواد الدراسية أنَّ صياغتها تمت بطريقة تحتمل أكثر من إجابة .
3. تفاوت نسب النجاح بحسب المواد الدراسية بين مادة وأخرى؛ إذ كانت أقل النسب في الفرع الأحيائي، فقد بلغت نسبة النجاح في مادة الكيمياء (49,25) أما في الفرع التطبيقي في مادة الفيزياء فقد بلغت (43,73) ، بينما في الفرع الأدبي فإنَّ نسبة النجاح في مادة التاريخ بلغت (38,65) ، وهذا دليل على صعوبة أسئلة هذه المواد ولم تتساوَ مع صعوبة أسئلة المواد الأخرى، وهذا يُعَدُّ على وفق منطق القياس خللاً في بناء الأسئلة .
وهناك أمور فنية أخرى يمكن الاطلاع عليها من قبل المختصين ضمن مجال الاختبار ولا يسعنا ذكرها الآن
وفي ضوء ما تم ذكره في أعلاه نقترح بعض المعالجات التي تسهم في رصانة مخرجات الامتحانات العامة الوزارية :
1. إنشاء (بنك الأسئلة الامتحانية) وإعادة تفعيل إجراءات الوزارة بخصوصه، والتي شرعت المديرية العامة للتقويم والامتحانات العمل بها عام 2016م ، أسوةً بباقي الدول المجاورة والإقليمية المحيطة بنا، على أن يتمَّ الإفادةُ من خبراتِ المتخصصين في هذا المجال ليكونوا جزءاً من هذا المشروعِ مع توفير البرامج والتقنيات الحديثة لأجل دعمه وإنجاحه ، ويمكنُ أن توكل مهمة (بنك الأسئلة) إلى المركز الوطني لتطوير المناهج والتقويم في وزارة التربية، ومنحه الشخصية المعنوية، بدلاً من إجراءات الوزارة بدمجه في مؤسسة التطوير المؤسسي تارة، وجعله شعبة تابعة للمديرية العامة للمناهج خلافا لكل الأهداف التي جاء المركز من أجلها تارةً أخرى.
2. إيجاد مؤشر ثانٍ لتقييم أداء الطلبة، فضلاً عن نتائج الطلبة في الاختبارات الوزارية/ البكلوريا، عن طريق بناء اختبارات من قبل الجامعات العراقية وحسب الاختصاصات الطبية والهندسية والاقتصادية والتربوية وغيرها ، لضمان فرص عادلة أمام الطلبة جميعاً ومن دون تمييز في القبول .. فعلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تضع اختبارتها الخاصة معياراً للقبول، فضلاً عن نتائج الاختبارات الوزارية .
3. احتساب معدل الطلبة في المرحلة الثانوية بطريقة عادلة ؛ إذ من غير الممكن تجاهل كل السنوات الدراسية قبل مرحلة الحسم (السادس الإعدادي) والاعتماد على الدرجة النهائية في الصف السادس، وهنالك حلول مطروحة على طاولة أصحاب القرار ومنها المعدل التراكمي، الذي تم مناقشته في جلسة هيئة الرأي في وزارة التربية بتاريخ 27/1/2016م ومخاطبة مجلس النواب العراقي /لجنة التربية بكتاب الوزارة مكتب الوزير العدد 2549 في 10/2/2016م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة