الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين دعوة محمد و رسالة المسيح

يوسف يوسف

2023 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهلال :
لندع كل المعتقدات جانبا ، ولنتجنب كل الأنتماءات المذهبية / مع مرجعياتها - التي نصطف بها ، ولنحجب كل عواطفنا ، التي جبلنا عليها منذ أن وعينا على الدنيا ، وبعيدا عن تفسيرات كل رجال الدين والكهنوت .. ولنتفق على قول رأيا نقديا خالصا شفافا ، عن دعوة محمد ورسالة المسيح .
الموضوع :
أولا - من أهم ما دعا أليه محمد - مترجم بشكل جلي ، في الحديث التالي ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. ) . وفي شرح هذا الحديث أنقل التالي ( وكانت هذه المهمة محور دعوة كل أنبياء الله ، فقاموا جميعا لتحقيق هذه الغاية ، باذلين في ذلك الغالي والنفيس ، والمال والنفس ، داعين إلى الله بالليل والنهار ، والسرّ والعلانية .. / نقل من موقع أسلام ويب ) . ومن موقع / الأحاديث النبوية ، أضيف الشرح التالي ( وإذا تحققت هذه الأمور الثلاثة في شخص أو فئة ، حصلت لهم العصمة التامة ، فتصان دماؤهم وأموالهم وأنفسهم ، إلا بسبب حق من حقوق الإسلام ، وذلك بأن يرتكب الإنسان ما يبيح دمه ، كالقتل بغير حق ، والزنى مع الإحصان ، والردة بعد الإسلام . وبذلك يتبين لنا أن الإسلام دين يدعوا الناس جميعا إلى الالتزام بأحكام الله تعالى ، فإذا أدوا ما عليهم من واجبات ، فقد كفل لهم حقوقهم ، وصان أعراضهم وأموالهم . ) .
* والمقصود بالأمور الثلاثة هنا : " الشهادة ، الصلاة وأيتاء الزكاة " .

ثانيا - ومن أهم رسائل المسيح الموجهة للبشرية ، أسرد التالي ، منقول من موقع / دائرة الدراسات السريانية ( ويرى السيد المسيح في السلام علامة واضحة ، وصفة ظاهرة لأبناء السماء ، لذلك يقول : « طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون - أنجيل متى 5: 9 » ، فما أسعد محبي السلام الذين يرغبون في أن يعيشوا بسلام مع الله ، ومع ضمائرهم ، ومع البشر كافة ، بذلك يكملون إرادة السماء ، ويعملون بمشيئة الله ، فيصيرون أبناء الله بالنعمة ) . ومن موقع / الأنبا تكلا هيمانوت ، أنقل توضيحا أخرا لرسالة المسيح ( يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومة . فأبناء الله صانعو سلام ، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبهوا بأبيهم . إنهم صانعو سلام في ذواتهم . إذ يسيطرون على حركات أرواحهم ، ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح ، ويقمعون شهواتهم الجسدية تمامًا ، وهكذا يظهر ملكوت الله الذي فيه يكون الإنسان ..) . * وهذا الحديث مقتطع من الموعظة على الجبل . ( وكلمة " طوبى " تعني : السعادة والغبطة والخير والحُسنى ) .

القراءة :
1 . بغض النظر عن ماقاله المفسرون أو الشارحون لدعوة محمد بن عبدالله / رسول الأسلام ، ورسالة يسوع المسيح / المثل الأعلى للحياة الأنسانية ، فالأمر بينهما - الدعوة والرسالة ، يبدو من شبه المستحيل ، أن نقارن بين فكر ونهج محمد والمسيح ، وذلك لعدم وجود أي مشتركات أو مقتربات بين بنية النصين ، اللذان يمثلان كيانين مختلفين متناقضين .

2 . فمحمد ، يمثل سيفا منغمسا بالدم من أجل دعوته / بغض النظر عن فحوى أو أهداف هذه الدعوة . أما المسيح فهو يمثل ، نبعا وروضة من رياض المحبة والسلام ، ورسالة أخاء وتعايش ، من أجل ديمومة البشرية ، بعيدا عن الأنتماء المسيحي ، لأن الرسالة موجهة للكل ، المهم القيمة الأنسانية بالعموم . وهذا لا يشمل الدول التي تدين بالمسيحية / لأن الدول الغربية لا تمثل المسيحية ، ولا تمثل المسيح كحياة ، بل أتكلم عن مفاهيم الأنجيل الذي هو بشارة المسيح للبشرية .

3 . نحن أمام دعوة تقطع الرقاب من أجل الدخول بالأسلام ، أو دفع الجزية .. ، ورسالة سلام دون عنف ، لكي تظهر الصفات المثلى في ذات الأنسان ، مهما كان عرقه أو أثنيته أو لونه أو جنسه ، أي للبشرية جمعاء ، وذلك من أجل أن تسود المحبة والأخاء والسلام على الأرض . فالتركيز المحوري في رسالة المسيح هو الأنسان ، لذا قال ( أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ./ أنجيل متى 5: 13) .

خاتمة :
أن حديث محمد كما أسلفت يضم ثلاث محاور ، وهي : الأيمان بمحمد / التحول للأسلام ، الصلاة ومن ثم الزكاة ، وللأجابة على هذه المحاور ، أود أن أبين التالي : (1) المسيحيون يصلون في كنائسهم وبيوتهم ، حالهم حال باقي الأديان . (2) ويزكون أيضا ، كاليهود والمسلمين ، وقد جاء في موقع / بشارة المسيح ، التالي أنقله بأختصار ( أتت الزكاة فى الكتاب المقدس بمعنى الصدقة والصدقات .. وأن الكنيسة المسيحيه أخذت نسبة 10% عن العهد القديم وطبقتها “ كأقل نسبة مطلوبة ” من المسيحي فى العطاء . ولكن لا يجب على المسيحيين أن يشعروا دائما بأنهم مجبرين على تقدمة عشورهم . يجب أن يعطوا عندما تكون لهم المقدرة “ ما تيسر” أن هذا يعنى فى بعض الأحيان تقدمة أكثر من 10% وفى أحيان أخرى أقل من 10% .. ) . (3) ولكن الكتاب المقدس ذهب أبعد من ذلك فقال : “ إن جاع عدوك فأطعمه خبزًا ، وإن عطش فاسقه ماءً” (الأمثال 25: 21) ، وهذا الأمر به الكثير من السمو الأخلاقي والأنساني . ومن أنجيل متى أنقل ما يلي ، حول عدم التظاهر علنا بأعطاء الصدقات “ احترزوا من أن تصنعوا صَدَقَتكم قُدّام الناس ؛ لكي ينظروكم ، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات . فمتى صنعت صدقة فلا تُصوِّت قُدَّامك بالبوق ، كما يفعل المراءون في المجامع وفي الأزقّة ؛ لكي يُمَجَّدوا من الناس / (متى 6: 1-2) ” . (4) أذن الخلاف المركزي الوحيد هو الأيمان بدعوة محمد ! وذلك لأن المسيحيون يصلون ويزكون ، ولكنهم لا يؤمنون بمحمد . ( 5 ) ومن جانب أخر ، أن حديث محمد أي دعوته ، تخالف النص القرآني القائل ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ / سورة البقرة 256 ) .. وهنا يقف القارئ بدهشة وأستغراب / أمام دعوة محمد ونص القرآن ، أيطبق نص القرآن ، المتضمن حرية الأعتقاد ، أم ينساق مكرها لدعوة محمد ، المقترنة ب " السيف " ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي