الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*إرهاصات صباحية من قلب الخيمة: عليكم مشرقي و انعكاسي!

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2023 / 8 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



"لم أتزّلّف يوما ، لم ابتذل يوما، و لم أُداهن و لم أُهادن يوما إلا مع الأشياء التي تستحقّ الهدنة و الحوار المتكافئة الخصال و تقبل بمنطق التشذيب الفارض نفسه .. أنا لم أتمشرق أبدًا ..لا قُربان لي أقدّمه للآخرين لجلب الرضا و الشفاعة و التأييد عدا صبري عليهم و على القبح و ( الرداءة و الوضاعة ).. حسبي أنّي ذلك الامتداد الذي لا تدركه البدايات و لا تطال نهاياته الأنظار القاصرة و السافرة و القلوب المنقوصة بفضيلة الاعتراف بجمال الأشياء و أنبلها و أرفعها !.. متىَ يلتقيني (المشرق) عند -كل أصيل- غرابة مغربي- تُجيره بإشعاع الأصول التي تسند طولي و عمقي الإنساني ، ظلّي يتحوّل إلى غيمة حُبلى مصاحبة لخطوي و خطبي ، كغيمة هاطلة تقيني رذائل التضليل و المراوغة و تطهّرهم بها من رجز الغرور و رجس الكتابات الحمقاء ، ألستُ كقائلهم : "ها الكاتب الوحيد الذي بزغ من مغارب الأرض مخارج حروفه مشارق و هو يُبدّد العُقدة .. و هو ذلك الساحر الذي يفكّ طلاسم العقد في النفاثات أينما وُجدت .. اطلق عُصاتكَ يا خِضر و اسعى فيهم و بدد عصيانهم بيقينياتك.. هذا"الرّاقي" جاء ليُرقي السّرد من مسّ العابثين ".. و يُغِربُ بياتا كل قادم إليّ سكنا آمنًا و بحضرتي يرحل ثانية متى تغيّرت المدارات و عند كل -أصيل - و قبل كلّ مشرق .. أنا من تتصالح و تتساوى معه كل الجهات و التوجّهات و معاجم المعنى عند جثوم اللاجدوى ، و إذا توهّج لهم المشرق فذلك لم يكن إلا انعكاسي فيهم و أنا أتوسّد حكاوي أجدادي و آبائي و أقرأ تعاويذ والدي الذي يخافُ عليّ سرّاً من الحاقدين ؛ كون "محمّد الصّالح ابن الأحمد" يعرف مذ أن كنّا في المغارة أن البغضاء لا جهة لها و الارتقاء و العبقرية لو كان لهم فرع أو نسب أو عرق لقبع الإنسان في الكهوف و لم يكتشف بعد غواية و فتنة و مغزى و أسرار السطور و ( أناوينْ) الحبر ، هم الذين أرشدوني على إحداث ثقب كبير على مستويات ( الآزّون) الدّاعون ، و على جدران صخري من جدران الكهف العتيق ، فعمّ الضوء منتشرا .. فسحتُ لهم و فسح الله لي ، ما لهم لايفسحون ، و في العبث سافحون!!!! خلقني المولى لأُجاهد الزيف الذي تأمرني به نفسي قبل محاربة زيف الآخرين.. أتفهّم أولئك الذين فقهتهم بنبوءاتي الكثيرة التي لا تتوقّف و الذين لم تسعفني انشغالاتي المتشعبة في اسقاط أقنعتهم بعد .. أتفهّم جيدا سبب عضهم على الأصابع .. لمّا أشرق من مكاني و تسقط من السمّاء المنتهية قبّعة إجلال تصدّق رؤاي ، أتت بها ريح الشّام تتضوّع بعطر الياسمين و مسكه إحياءًا لضحايا و شهداء الحروب الخاطئة العابثة بالإنسان و فيها أيضا بقايا من بلح الرّافدين .. من قال أنّ الحلم البابلي توقّف !؟ هكذا رسائل تكفي !
-تذكرت كل هذه الارهاصات و أنا أحتسي و أرتشف قهوتي و استنشق أولى سجائر الصباح الصيفي تحت رأس الخيمة المنزلية التي نصّبتها لي (الماجدة) ذات يوم، ما كانت نفسها أن تلهمها بهكذا صنيع إلا إذا كانت مشيئة الرّب أوحت لها بشيء ، الخيام لا تعمّر طويلا كقاطنيها و المستظلين بها، الحمد لله أنا لي ظل طويل و هو ظلّي و إن مات ظلّي فالله حي لا يموت !! الخيام بأصحابها هي هياكل متحركة، معروفة بعدم القرار و هي أيضا ترميز لمحطات استراحة مسافر أو مُغادر مؤقتة و لأنفس رحّالة تفضي جميعها إلى المغادرات، و هي هجر الأمكنة لا بدّ منه عندما تنتفي أسباب البقاء .. كم أنا حزين على الأشجار !".
—-
-باريس الكبرى جنوبا
*(إلهام من خلال صورة لركن من أركاني للخلوة في بيتي ).هذا الصباح .
أوت 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو