الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 137 وقفة مع الدكتور محمد عمارة (1931 - 2020) القسم الثاني

رحيم فرحان صدام

2023 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 137
وقفة مع الدكتور محمد عمارة (1931 - 2020)
القسم الثاني
محمد عمارة و-العقلانية المؤمنة-

السؤال الذي يفرض نفسه : ما الحقيقة أو "الحقائق الدينية والتاريخية" عند الكاتب الإسلامي محمد عمارة ؟!
يعد بعضهم الكاتب محمد عمارة مفكراً إسلامياً موسوعياً وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر. ولقد بلغت كتبه – تأليفاً وتحقيقاً - مائة وخمسين كتاباً. وأبرز ما يلفت النظر في كتاباته ضمور الحس النقدي عنده لا سيما عندما يقارب التراث الإسلامي بل ينعدم تماماً. فعندما يتعثر بنصوص تتضمن على أضداد ومتناقضات يلجأ إلى حِيل اعتذارية وفذلكات لفظية تجعل العيوب مزايا، وتحمّل النصوص ما لا طاقة لها به ، وأحياناً ينتقي ما يناسب توجهاته الطائفية المقيتة ويتجاهل ما يقدح في نظريته، ويستميت في تبرئة الصحابة من الأهواء والتحيزات البشرية رغم أنه يعيب على الشيعة عقيدة (العصمة).
إنه ينتج صورة مقلوبة للواقع ، ليس لها علاقة لا بالمنهج التاريخي ولا بالحقيقة التي يدعي انه يسعى لها. وعمارة لا يختلف في رؤيته للصحابة كشخصيات نموذجية مقدسة أو شخصيات مثالية عن اسلافه ابن حنبل والذهبي وابن حجر العسقلاني .
وكلما قرأنا كتابات عمارة المتأخرة تذكرنا شخصية (وتمان) في التحليل الفرويدي للأفكار التسلطية. ووتمان هذا استحوذ عليه (وهم) آمن به إيماناً عميقاً لا يتزحزح رغم كل الدلائل التي تنفي صحته. فحواه أن والديه كانا على علم بأفكاره الخاصة. و(أوهام) عمارة تكاد تتلخص في: مثالية السلف الصالح، (الفحش الفكري) لدى الشيعة، و(العقلانية المؤمنة )عند السنة.

وفي مديحه لوحدة الأمة الإسلامية - من كتابه (هل الإسلام هو الحل- لماذا وكيف) - التي وسِعت ألواناً من التعددية بلغت تناقضاتها حد الصراعات المسلحة، ورغم صراعهم الدموي المُبرَّأ طبعاً من أهواء السياسة وطلب الرياسة ، إلا أنهم ظلوا على ولائهم (للدولة الواحدة) فحافظوا على (الجامع السياسي) وعلى ولائهم (للدين الواحد). لأن القتال بينهم كان فقط على "التأويل" لا على "التنزيل". وفي سبيل إثبات هذا الزعم يشير إلى حديث للإمام علي حول معركة صفين من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد يشرح فيه الإمام أسباب القتال بين فرقتين مسلمتين:" لقد التقينا، وربنا واحد، ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد، إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان. ونحن منه براء".
يعلّق عمارة على حديث الإمام علي بقوله:" ثم يؤكد الإمام علي، كرم الله وجهه، على أن مصادر النزاع هي "شبهات" أثمرها "التأويل" فهي لا تُخرج من "أخوّة الإسلام " فيقول الإمام علي:" لقد أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج والشبهة والتأويل. فإذا طمعنا في خصلة يلم الله بها شعثنا، ونتدانى بها إلى البقية فيما بيننا، رغبة فيها، وأمسكنا عمّا سواها..." وعندما سئل عن رأيه في "آخرة" قتلى الفريقين؟! أجاب:" وإني أرجو ألا يقتل أحد نقى قلبه، منا ومنهم، إلا أدخله الله الجنة" وحديثا الإمام علي منقولان من كتاب الفقيه المالكي أبو بكر الباقلاني ( تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل في الرد على الملحدة والمعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة) والنتيجة التي يصل إليها عمارة رغم كل ما حدث بين الإخوة الأعداء: "وهكذا وسعت وحدة الملة والدولة التعددية، حتى عندما بلغت الفتنة بين فرقائها درجة القتال... الأمر الذي لا نعتقد أن له نظيراً خارج الإسلام !" وعمارة مُحقٌّ في كون عدم توفر هذا النموذج في أي مكان حتى في التاريخ الإسلامي نفسه! نلاحظ ان عمارة يتجاهل وصف الامام علي خصومه بالزيغ والاعوجاج ويحرف معنى قول الامام: "والشبهة والتأويل" التي تعني قوله تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7] بل ان الله يعلم المسلمين ان يدعوه ان لا يزغ قلوبهم قال تعالى : {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } [آل عمران: 8].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود من الحريديم يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على قانون التجن


.. شاهد: -أموت أو أقتل أفضل لي من التجنيد بجيش التدمير- يهودي م




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran