الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلادون & يسعون لإعادة إبادة ضحاياهم ويبتزون حلفائهم

محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)

2023 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو أن الخوف والرعب قد ترسخ في جوارح نظام ولاية الفقيه ما دفع برموز هذا النظام إلى التخبط في سلوكياته وتصريحاته كمن كان به مس شيطاني لا يرى طريقه ولا هداه حتى لو كان مُبصر العينين؛ وماذا يفيد بصر العينين لمن فقد رشده وبصيرته.
لم يكتفي نظام الملالي المتسلط على رقاب البلاد والعباد في إيران والعراق ولبنان واليمن وسوريا يرتهن مصائرهم بالكذب والخداع والاحتيال والإرهاب والترغيب فمن سار في ركبه سلِمَ من بطشه ولا يتميز بعطاياه إلا ثلة من المقربين وقطعان من المرتزقة المأجورين واللصوص، وأربعة عقود ونيف شاهدة على ذلك بالتفصيل؛ لم يكتفي بجرائمه ومجازره بحق شعبه الذي قتل منهم عشرات الآلاف بدم بارد أو زج بهم صبيةً في جبهات القتال كدروع بشرية أو أرسلهم لخدمة مشاريعه ومخططاته في دول أخرى بعد غسل أدمغتهم وتحويل إلى روبوتات مبرمجة مطيعة للأوامر، وأما ما ارتكبه من مجازر بحق معارضيه خاصة منظمة مجاهدي فقد كان إبداع بالإجرام الذي فاق التصور البشري فمجزرة الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام بحق 30 ألف سجين سياسي معظمهم من منظمة مجاهدي خلق بفتوى من خميني مؤسس نظام ولاية الفقيه كان جريمة إبادة جماعية بكل المقاييس الدينية إذا حسبنا نظام ولاية الفقيه على عقيدة إلهية حقيقية بعينها، وبكل المقاييس القانونية الوضعية إذا افترضنا النظام على وجهة حضارية بعينها فالقتل لأجل السلطة لا يمكن أن يُنسب لدين إلهي ولا لقيم حضارية رفيعة، والرابط بين القيم الإلهية والقيم الحضارية المرتكزة في الأساس لقيم أخلاقية أسست لها القيم الإلهية هو أن يكون العدل أساساً للحكم؛ أما بالنسبة لملالي طهران فلا هذا ولا ذاك.
الملا محسن إيجئي رئيس السلطة القضائية في نظام ولاية الفقيه هو ركيزة من ركائز النظام وشريكاً رئيسياً في مجازره وجرائمه ضد الإنسانية واختاره خامنئي رئيسا للسلطة القضائية كما اختار رئيسي رئيساً لجمهورية نظامه كمسعى من جانبه لحفظ النظام ومواجهة مخاوفه من السقوط يقينا منه ومنهم أنه بسقوط النظام يتهاوون جميعا إلى وبالتالي اختار من هو حريصُ على بقاء النظام لبقائه شخصياً وحماية إمتيازاته الشخصية؛ واليوم يخرج الملا إيجئي بحماقة جديدة ضد منظمة مجاهدي خلق يطمع أن تكون مقدمة لمؤامرة وذلك من خلال إفتراض قضية لهم وطلبه إياهم بتحديد محامين لهم يمثلونهم والمثول للمحاكمة والإعلان عن المطالبة باسترداد أعضاء منظمة مجاهدي خلق وفق آلية دولية سيعمل عليها النظام، وما هذه الخطوة التي يراها خامنئي ورئيسي وإيجئي إلا كخطوة استباقية لاسترداد هيبته المفقودة وماء وجهه المُراق وتركيعاً للشعب الإيراني عندما يتمكن الملالي من القضاء على المقاومة الإيرانية وبالتالي ينفرد النظام بالسلطة وفق سياسة الأمر الواقع الجديدة وقد حاول مراراً وتكراراً القضاء على بديله المقاومة الإيرانية وباءت كل محاولاته بالفشل الذريع، وكذلك هي خطوة استباقية للهروب من المحاكمة الدولية لقادة النظام، وهنا ليس سعى نظام الملالي إلى التآمر على منظمة مجاهدي خلق ليس بجديد لكنه يأتي في سياق إدراك النظام بقرب نهايته خاصة بعد النجاح الذي حققته المقاومة الإيرانية خارج إيران حيث نشوء رأي عام دولي نخبوي واسع ضد النظام وداخلياً حيث الانتفاضة الوطنية الإيرانية الجارية التي كسرت هيبة النظام وأذلته على الرغم من إفراطه الشديد في القمع والقتل والإعدامات والتعذيب داخل السجون، والمُتوقع أن تبلغ الانتفاضة ذروة تأججها في ذكرى تصاعدها بشهر سبتمبر القادم، وعلى صعيد آخر يسعى النظام لتمهيد الأرضية لأعماله ومخططاته الإرهابية والضغط على الحكومات الغربية ومساومتها وابتزازها، وهكذا بلغت حماقات النظام ذروتها بعدما أوقعت العديد من قوى تيار الاسترضاء في الغرب بشراكها بما قد يمكنها من ابتزاز تلك القوى ومساومتها كما فعلت بحسب قول رموز النظام وملالي جمعته الاستعراضية أنهم تمكنوا من إخضاع القوى الإستكبارية لإرادة جمهوريتهم الإسلامية في إشارة منهم إلى مكالمة الساعة والنصف بين إبراهيم رئيسي وماكرون التي تلها الإجراءات الفرنسية ضد المقاومة الإيرانية في باريس والتي قررت منع إقامة تظاهرة ومؤتمر للمقاومة في باريس وتم تقض القرار من قبل القضاء الفرنسي الذي لجأت إليه المقاومة الإيرانية وربحت القضية، وكذلك ما قاموا به من تغرير للسلطات الألبانية فقامت واقتحمت مخيم أشرف3 بـ 1200 عنصر أمن من قوات النخبة الأمنية وأدى ذلك خسائر بشرية ومادية، ولا زالت مؤامرات الملالي قائمة ولن تنتهي إلا بسقوط نظامهم أو تمكنهم من القضاء على الشعب الإيراني ومقاومته وهذا أمر يعجز عنه النظام ولن يناله وهنا يكون سقوطه هي الأقرب حدوثاً من أي حدث آخر، وبالطبع لم تخلو لغة الملالي في طرح خطتهم القاضية بشأن إستعراض القوة من خلال الدعوة إلى محاكمة منظمة مجاهدي خلق من حماقة وسفه ورداءة كعادتهم على الرغم من علمهم بحجم تصاعد رفض وكراهية الرأي العام المحلي لهم وعجزهم عن القضاء على انتفاضات الشعب التي لم تنهي، وكذلك الرفض والكراهية الإقليمية والعالمية لهم وقد ثبُت ذلك عندما أصدر 124 رئيساً ورؤساء وزراء سابقين و 3600 مشرعًا من 40 دولة، بما في ذلك أغلبية 30 مجلسا تشريعيا ومنه الكونغرس الأمريكي، وأغلبية الجمعية الوطنية الفرنسية وأغلبية المجلسين في إنجلترا وإيطاليا، و 75 حائزاً على جائزة نوبل وأيدوا جميعا بيانات دعم لانتفاضة الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية، وطالبوا بمساءلة ومحاكمة سلطات النظام عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
وفي سياق آخر متصل بمؤامرات النظام وابتزازه لحلفائه والمهادنين له يأتي إعتراف محسن باك آئين مدير قسم الشؤون الدولية لمكتب خامنئي بالهجمات الإلكترونية لنظام الملالي على ألبانيا بأنهم بهذه القوة السيبرانية التي اقتنعت ألبانيا بالتعامل مع مجاهدي خلق ويقصد بذلك التطورات السياسية الألبانية في تعاطيها منظمة مجاهدي خلق، ويؤكد محسن باك آئين مدير قسم الشؤون الدولية لمكتب خامنئي وسفير النظام السابق في زامبيا وتايلاند وأوزبكستان وجمهورية أذربيجان في اعتراف غير مسبوق بأن الهجمات الإلكترونية على ألبانيا قد نفذها نظام الملالي مشيداً بما وصفه بـ "الدبلوماسية الديناميكية المتوازنة" لإبراهيم رئيسي جلاد مجزرة عام 1988 الذي يمهد مسارات صعبة بثقة بالنفس قائلا: "الأمريكيون يقولون إن نفوذ إيران في المنطقة أخطر من صنع قنبلة ذرية، ويتساءل محسن باك آئين قائلا ألم يكن هذا التأثير ناتجاً عن القوة، ولولا القوة الرادعة لإيران لكانت قد شلتنا الهجمات الإلكترونية المعادية؛ وبهذه القوة السيبرانية اقتنعت ألبانيا بالتعامل مع مجاهدي خلق. (خبر اونلاين في 16 أغسطس 2023)
كما يأتي في نفس السياق الابتزازي الفاضح ما كتبت أيضاً صحيفة "فرهيختكان" التابعة لمستشار خامنئي علي أكبر ولايتي بتاريخ 13 أغسطس: "حول سبب فرض ألبانيا قيوداً مفاجئة على مجاهدي خلق معللة بالقول ربما كان أحد الأسباب الرئيسية لمثل هذا القرار هو الضربة القاسية التي حدثت العام الماضي خلال عمليتين سيبرانيتين أثرت على البنية التحتية لهذا البلد (ألبانيا)؛ وبهذه اللغة والنمطية التي يتعامل بها الملالي مع شركائهم يسعون إلى فضح ما اتفقوا عليه في الظلام وخارج الأُطر نهاراً جهاراً ليفرضوا سياسة الأمر الواقع، وأما ما يتعلق بمساعي النظام الرامية إلى القضاء على المقاومة الإيرانية فلم تكن قد أفلحت من قبل ولن تفلح، ولن يوصل هذا النهج الذي يتبعه النظام الإيراني إلا إلى خسرانه المبين وسقوطه وزواله؛ والخزي والعار لكل من استرضاه وهادنه، ويضع الملالي الجميع تحت الإختبار فإن أذعنوا مضوا قُدماً مستهترين، وإن جُِوبهوا ورُدِعوا استقاموا وأطاعوا".
وهنا يمكننا القول بأن سياسة الابتزاز والمساومة ولي الذراع هذه التي دأب عليها النظام ما كان ليمضي فيها قُدماً لولا تيار الاسترضاء والمهادنة الذي لطالما تستر على النظام وجرائمه ويدعم بقائه في السلطة من أجل الاستمرار في خلق حالة من الأزمة الدائمة بمنطقة الشرق الأوسط تخدم الغرب وملالي طهران في آن واحد كما كان عليه الحال في زمن حكم الشاه الاستبدادي ونظام ولاية الفقيه خير خلفٍ يقتدي بخير سلف له وكلاهما متناعم مع الغرب في حقبته.. لكن ما أسقط الشاه حتما سيسقط الملالي وإن طال الأمد.
د. محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي
المصدر/
Arabic.mojahedin.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز