الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوس الديني

علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)

2023 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا اعرف لماذا اكتب ولمن. على الفيسبوك اذا وضعت صورة لمغنية او ممثلة على وجهها 30 طن من مساحيق التجميل، تحصل على آلاف اللايكات والتعليقات. ونفس الشئ اذا وضعت قضايا دينية. قبل ان اعلّق على الاخير، لأن الاول اخذ اكثر من حقه عندما ذكرته، اقول اني لست ضد الدين ولست ضد المتدينين (رغم اني لست ولم اكن ولن اكن منهم) لأني اؤمن بحرية المعتقد وهي مقدسة عندي ولأنهم اهلي واحبائي واصدقائي.
قبل ايام كتب احد الفيسبوكيين وأفرطَ في شرحه عن إن (تلحين الآذان) بدأ في عهد ابو بكر. ماذا؟ هل هذا هو شغلنا الشاغل؟ هذا بالضبط ما انتقده. الدين لم يعد طقوسا يؤديها المؤمن املا برحمة من يعتقد انه خالقه ويفتح له ابواب الجنة بل اصبح يهيمن على العقل وعلى كل شئ في حياة الانسان المسلم. اصبح مرضا عقليا وسأشرح لكم لماذا. المجنون بالتعريف هو الشخص الذي ينفصل عن الواقع.
هذا المؤمن يرى الزبالة تملأ شوارع مدينته وليس له من شغل شاغل سوى الحديث عن (تلحين الآذان) في عهد ابو بكر. يرى اعقاب السكائر مرمية على الارض (وقد يكون احد من يرميها) ويضع على الفيسبوك صورة لحيوان فريد (مر بمراحل التطور الداروينية) ويعلّق (سبحان الله). السلطة التي تحكمه موبوءة بالفساد وعندما يصيبه صاروخ اميركي او اسرائيلي يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله). يعني اجلس في المقهى ودخّن النرجيلة ولا تفعل شيئا لأن كل شئ (من عند الله) بما فيه الرزق.
قبل ايام اشاع البعض ان مسيحيين پاكستانيين اساؤوا الى القرآن. قام المسلمون هناك بحرق 19 كنيسة وحرق العشرات من بيوت المسيحيين. هل هذا رد فعل عقلاني؟ ما الذي يميز هؤلاء عن من اساء الى القرآن اذا كانت هذه الاساءة قد حدثت فعلا؟ بل هؤلاء الذين حرقوا الكنائس اسوأ لأن عليهم احترام (اهل الكتاب) ودور عبادتهم والمسيحيون من اهل الكتاب.
قبل سنوات حصلت فياضانات مدمرة في الپاكستان. أرسلت الحكومة الالمانية الكافرة طواقم ومضخات لضخ مياه الامطار من الشوارع. هنا انقل عن ما حدث في احدى المدن كما نقله مراسل الماني تلفزيزني. كان الفني الالماني يحاول تشغيل المضخة فلم تشتغل. جمع عمدة المدينة شيوخ ووجهاء المدينة وطلب منهم الذهاب الى الجامع للصلاة من اجل ان تشتغل المضخة. في هذه الاثناء قرأ الفني كتيب التشغيل وإكتشف انه اخطأ في عدم فتح احد الازرار وقام بتشغيل المضخة. عندما عادت الجماعة من الجامع ورأت المضخة تشتغل صاح العمدة (الهمدُ لله، استجاب الله لصلاتنا). لم يقل (الهمدُ) لألمانيا التي ارسلت المضخة ولم يقل (الهمدُ) للفني الذي شغّلها ولم يقل (الهمدُ) لمن صممها وصنعها ولم يسأل لماذا اصابهم الله بهذه الفيضانات في المقام الاول وهذا هو بيت القصيد.
ليس مطلوبا منك ان تعرف ماذا تعني لغة البرمجة ( HTML ) التي كتبها الكفار والتي تتيح لك التواصل عبر الانترنت. ليس مطلوبا منك ان تفهم كيف تم صنع الـ ( Microprocessor ) والذي اتاح لك استخدام الهاتف الذكي والحاسوب. ليس مطلوبا منك ان تفهم التعقيدات الهندسية في صنع مركبة ( Preseverance ) التي هبطت على المريخ وتسير على ارضه وليس مطلوبا منك ان تفهم الحسابات او الرياضيات او قوانين الجاذبية التي اوصلت صاروخها الى مدار المريخ. كل هذه خارج قدرات المواطن العادي. كل ما اطلبه منك ان تقف وترى ما هو حولك وتفكر وتسأل نفسك كيف احسّن هذه الاوضاع وإبدأ مثلا بالبيئة وهذا اضعف الايمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با