الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختلفات خاصة منها وعامة 17..

بنعيسى احسينات

2023 / 8 / 22
المجتمع المدني


مختلفات خاصة منها وعامة 17..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن المغاربة ينزعجون بكل احتقار وإنكار، من كل ما هو محلي أصيل، لأن "مطرب الحي لا يطرب". فكل ما هو أجنبي مرغوب فيه، سواء كان من الشرق أو الغرب. فهذا يعود إلى الشعور بالنقص والدونية، الذي تم بثه فيهم عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية. وقد ينطبق هذا على اللغة والثقافة والفن، وأيضا على الأشياء الاستهلاكية.

إن المشتغلين بأمور الدين في العالم العربي الإسلامي؛ من شيوخ وفقهاء وغيرهم، يشكلون قاعدة مهمة باعتبارهم ذوي الاختصاص. فكيف وصل هؤلاء إلى هذه المكانة وهذه المناصب؟ إنهم في الغالب، من غير الموفقين في الدراسات العلمية والاقتصادية والإنسانية والحقوقية والأدبية. لم يبق لهم للترقي الاجتماعي، إلا شعبة واحدة فقط، هي العلوم الدينية.

إن العالم اليوم، في حاجة إلى نظام عالمي جديد، يضع الإنسان والمجتمع الركيزتين الأساسيتين فيه. بدل التركيز على الاقتصاد والمال، اللذين يحولان الإنسان والمجتمع إلى مجرد مستهلكين فقط. إذ تحولا إلى مجرد أرقام، تزيد أو تنقص، حسب الربح والخسارة. فإصلاح نظام العالم، يجب أن لا يخرج عن سيادة القيم والإنسانية.

إن معظم الدول الإفريقية المستعمَرة سابقا، رغم استقلالها، تضل تابعة للمستعمِر، بشكل مباشر أو غير مباشر. والدليل على ذلك، كون هذه الدول ضلت متخلفة، تشكوا النقص في كل شيء، نتيجة استمرار الهيمنة والاستغلال والنهب، مقابل الحفاظ على الأنظمة الحاكمة والدفاع عن كراسي رؤسائها، ما دامت تخدم مصالح أسيادها.

لقد حان الوقت بالنسبة للدول الإفريقية المستعمَرة سابقا، أن تتخلص من استمرار هيمنة ونهب الدول المستعمِرة الكلاسيكية. مثال ذلك فرنسا التي جعلت من مستعمراتها حديقة خلفية، تجلب منها المواد الأولية واليد العالمة والعقول والكفاءات، لبناء بلدها وتقدمه. أضف إلى ذلك تحكمها في رجال المال والطبقة السياسية، للمزيد من الهيمنة.

إن مشروع "دولة بوليساريو" المزعومة، جعل نظام الجزائر لنصف قرن، يحلم بتقسيم المغرب والوصول إلى المحيط. لكن في هذا المسار، خسر نظام العسكر في الجزائر ملايير في ذلك، دون تحقيق ولو شبر من الصحراء المغربية. في حين المغرب ربح الكثير؛ في تعمير الصحراء، وتقوية قدراته الدفاعية وتنمية البلاد.

"كل إناء بما فيه ينضح"، هذه المقولة تنطبق على أحد جيراننا الأشقاء. فكيف لقوم لا ينطق إلا بالفحشاء والخوض في أعراض الناس، ويتشدق بالأنفة والأنانية الفارغة، المبنية على الغرور والوهم وأسطورة الشهداء المليون والنصف أو الخمسة ملايين أو أكثر حسب المتحدثين. هذا السلوك سببه ما توارثوه عن الزمن العثماني ثم الفرنسي.

"كل إناء بما فيه ينضح" هذه المقولة تنطبق أيضا على دول الجوار؛ المغرب موريتانيا وليبيا وتونس. إنهم أقوام لهم أصالة، وعرفوا معنى "الدولة الأمة" أو "الأمة الدولة"، عبر تاريخ طويل عريض، سواء كانوا ملكيات أو غيرها. فما يحكم هؤلاء جميعا ويطبع سلوكياتهم، رغم الاختلافات الحاصلة، هو سيادة القيم والعقيدة والإنسانية.

لتقييد القرآن الكريم وجعله مهجورا، يتلى ويصلى به فقط، ويزين جدران البيوت والمكاتب بلوحات من آياته، وكذا الزجاج الخلفي للسيارات ومقدماتها، ومتعلقات بالعنق وغيرها، خلقوا منافس له، الذي هو الحديث، باعتباره الوحي الثاني، بدل تدبره واستنباط الأحكام والحدود والقيم والحقائق بعقلية حديثة، باعتباره جامع ومانع، لا يحتاج إلى من يكمله.

عندما تتحكم سلطة الحب في حب السلطة، فالعالم سيعرف السلم ويسود السلام. فلا شيء قد يغير العالم، ويحقق السلام والأمن والاطمئنان؛ لا دين ولا سياسة ولا قيم وأخلاق، بل الحب وحده، عندما يكون صادقا ونابعا من القلب، يمكن أن يخلق المعجزات. فإذا خالط الحب الأشياء المذكورة، فسوف تتهذب وتستقيم، وتخدم الإنسانية جمعاء.

لقد كانت فرنسا، لا ترغب في التقارب بين المغرب والجزائر، لأنه يمكن أن يهدد مصالحها من الأساس. فكلما بدأ الانفراج والتقارب بينهما، تعمل على وضع عراقيل لذلك، ولو أدى الأمر إلى تنحية المسئول الجزائري، الذي يرغب في تحقيق هذا التقارب المرتقب. وهذا حدث عدة مرات، مع رؤساء الجزائر حتى لا يتحقق ذلك أبدا.

من العار أن نكون أنانيين نحن وجيراننا، ونسمح بنشر غسيلنا للغادي والبادي، ونقنع شعوبنا بأن الآخر الجار هو الجحيم. فأين حق الجوار؟ إن الشعوب باقية إلى الأبد، عليها أن تبق محافظة على الأخوة والمحبة المتبادلة، غير أن الأنظمة زائلة تتغير باستمرار، لا يمكن مسايرتها في سياستها على حساب حسن الجوار.

إن ثقافة حسن الجوار عندنا، لا تتسم بالعقلنة والاحترام والتقدير، بل تقوم على الانفعال وردود أفعال، تنفجر شرارتها لأدنى سبب قد يحصل. لكن ضحايا سياسة الأنظمة وصراعاتها هي الشعوب، باعتبار أنها على دين حكامها. فعندما تطغى الأنظمة وتتجبر، فالشعوب هي التي تؤدي الثمن غاليا.

ما يضر المغاربة، هو استمرار الفساد واستفحاله في البلاد. لقد شمل كل المجالات، الإدارية منها والاقتصادية، وكذا السياسية والاجتماعية وغيرها. فالقضاء على هذه الآفة، تحتاج إلى وعي وطني صادق، وإرادة سياسية وقانونية واجتماعية. فمن أسسها ربط المسئولية بالمحاسبة، والقضاء على الريع والرشوة والمحسوبية والزابونية.

من العار أن نكون أنانيين نحن وجيراننا، ونسمح بنشر غسيلنا للغادي والبادي، ونقنع شعوبنا بأن الآخر الجار هو الجحيم. فأين حق الجوار؟ إن الشعوب باقية إلى الأبد، عليها أن تبق محافظة على الأخوة والمحبة المتبادلة، غير أن الأنظمة زائلة تتغير باستمرار، لا يمكن مسايرتها في سياستها على حساب حسن الجوار.
إن ثقافة حسن الجوار عندنا، لا تتسم بالعقلنة والاحترام والتقدير، بل تقوم على الانفعال وردود أفعال، تنفجر شرارتها لأدنى سبب قد يحصل. لكن ضحايا سياسة الأنظمة وصراعاتها هي الشعوب، باعتبار أنها على دين حكامها. فعندما تطغى الأنظمة وتتجبر، فالشعوب هي التي تؤدي الثمن غاليا.

على العالم الإسلامي، أن يتخذ من الدين الإسلامي، روحه الذي يحيى به، ويجعل من العلمانية إنسانيته، ومن اللبرالية اقتصاده، ومن الاشتراكية مجتمعه. فالعلمانية واللبرالية والاشتراكية، لا تزيد أو تنقص من الدين الإسلامي، ما دامت لا تتدخل في شئونه الداخلية؛ كحرية التدين، وتطبيق القضايا المتعلقة بمدونة الأسرة.

إن العالم اليوم كله، بدياناته المختلفة، وبمذاهبه المتنوعة، وباتجاهاته المتعددة، يحتاج إلى روح الدين، من حيث حرية المعتقد فردا وجماعة. وإلى الإنسانية، من حيث شمولية القيم. وإلى الليبرالية اقتصاديا، وإلى الاشتراكية اجتماعيا. فهكذا تُقدس الديانات، وتُحترم القيم الإنسانية، وتتحرر المنافسة الاقتصادية، وتُعمم الاشتراكية الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية