الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلك في اليمن االقديم – علم الكون اليمني وإنتشار العلوم الي حضارة-محمد زمير

محمد زمير

2023 / 8 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفلك في اليمن االقديم – علم الكون اليمني
وإنتشار العلوم الي الحضارات المجاورة .
====
إن حضارة اليمن القديم لا تزال حتى اليوم تحتل مكانة مميزة في تاريخ الإنسانية. هذه الحضارة القديمة تمتاز بثراء ثقافتها وتجارتها وفنونها المترفة، ولكن هل كان لديها أسرار محفوظة عن علم الفلك والنجوم؟
على الرغم من قلة وجود كتابات مباشرة تتحدث عن الدراسات الفلكية لأهل سبأ، إلا أن هناك بعض الأدلة والأثار التي قد تشير إلى وجودها . قد يكون السبئيون قد استخدموا النجوم والكواكب لأغراض متنوعة، بدءًا من تحديد الوقت والتقويم، وصولاً إلى توجيه السفر وتحديد الأحداث الفلكية المهمة.
يُعتقد أن السبئيين كانوا يتعاملون مع النجوم والكواكب من خلال الرموز التي استخدموها في رسوماتهم ونقوشهم. ربما كان لهذه الرموز معانٍ ودلالات تعكس المعرفة والفهم العميق للنجوم ودورها في الحياة اليومية. قد تعبر هذه الرموز عن العلاقة الحميمة بين الإنسان والكون، وقد توضح كيف يمكن للإنسان التأثير على عدم الانتظام الطبيعي للكواكب والنجوم.
تُعتبر القصص والأساطير مكونًا مهمًا في ثقافة أي حضارة، ويبدو أن السبئيين لديهم تراث غني من الأساطير والقصص المتعلقة بالنجوم والكواكب. قد تحمل هذه القصص رسائل فلكية وفلسفية توضح العلاقة الغامضة بين الإنسان والكون، وتسلط الضوء على أهمية النجوم في الحياة اليومية والروحية.
يُذكر أيضًا أن العلم الطبي في مملكة سبأ قد يكون استند إلى دراسة الفلك. فقد يكون للسبئيين معرفة عميقة بالفلك الطبي الذي يدرس تأثير النجوم والكواكب على الصحة والعلاج. قد استخدموا حركة النجوم ومواقعها في تحديد التوقيت المناسب للعلاج والعمليات الجراحية، بناءً على الاعتقاد بأن الكواكب والنجوم يمكنها تعزيز التئام الجروح وتحسين حالة المرضى.
لا يمكن أن نتحدث عن حضارة سبأ دون الإشارة إلى احتفالاتهم الفلكية. قد يكون للسبئيين احتفالات خاصة تتعلق بحركة النجوم والكواكب. ربما كان لديهم طقوس واحتفالات محددة للاحتفال بظهور النجوم الهامة في السماء أو تغيرات في حركتها. قد تكون هذه الاحتفالات تركز على رمزية النجوم وتأثيرها المحتمل على الحياة اليومية للأفراد والمجتمع.
أخيرًا، كان للسبئيين نظام تقويم دقيق استندوا عليه في حياتهم اليومية. قد حيث كان لديهم معرفة بتحرك الكواكب والنجوم لتحديد الأشهر والمواسم والأحداث المهمة في السنة. كانوا يستخدمون هذه المعرفة في تحديد المواعيد الزمنية للزراعة والحصاد، وكذلك لتحديد توقيت الأحداث الثقافية والدينية.
باختصار، يظهر لنا النظر إلى ثقافة مملكة سبأ بأنها تشكل مزيجًا رائعًا من العلم والفن والدين والثقافة. كان لديهم معرفة متقدمة بعلم الفلك واستخدام النجوم والكواكب في حياتهم اليومية وفي مختلف المجالات من الزراعة إلى الطب. للأسف، لا يزال كثير من هذه الأمور مبهمة وغير مفهومة، لذا فإن دراسة هذا الموضوع لا تزال تحتاج إلى المزيد من الأبحاث والتحليلات.
الوثائق التي عُثر عليها فيما يخص المعلومات الفلكية لدى اليمنيين القدماء تعتبر قليلة نسبيًا، وتمثلت في النقوش بالمعابد، والاسطربلات، ومناظر المقابر وجغرافيا بنائها وتلك الوثائق جسدت أشكالًا بسيطة لمجموعات النجوم، ووضحت نظامًا متكاملًا لحساب ساعات الليل على مدار العام، هذا بالإضافة إلى رسوم توضيحية للسماء خلال الليل والنهار، مع ذكر تعليمات وإرشادات لكيفية عمل الساعات الشمسية.،ومن بين الوثائق الأكثر أهمية في تراث اليمن القديمة، والتي تمنحنا وصفًا واضحًا للسماء هو الاسطربل الفلكي وهو من الأثار اليمنية المكتشفة في عالم الألواح العجيبة والأدوات العتيقة التي تحمل في طيّاتها أسرار السماء اللامتناهية. تنقلب صفحات التاريخ لتكشف لنا عن مدى تطور معرفتنا بالكون والكواكب والنجوم التي تزين سماء الليل المذهلة.
من بين تلك الأدوات المدهشة التي كانت تستخدم في العصور القديمة، يبرز الاسطربل الفلكي اليمني كأحد أعظم الاختراعات في علم الفلك. هذه الآلة المتقدمة تعكس عمق وحكمة العقول البشرية التي نجحت في بنائها واستخدامها قبل اكتشاف الأدوات والتكنولوجيا الحديثة التي تؤثر في عملنا اليوم.الاسطربل الفلكي هو مثال حقيقي على العبقرية العلمية للثقافة اليمنية القديمة، حيث تم اكتشاف أثنين احدهم تواجد في أثر جداري بمنطقة مأرب باليمن. يجسد هذا الاكتشاف الأثري النفس والثقافة العميقة للشعوب اليمن القديم، حيث استخدم الاسطربل الفلكي لقياس المسافات في السماء وبناء خرائط دقيقة للكواكب والنجوم الفلكية.
طريقة عمل الاسطربل الفلكي تعتمد على تحريك القرص واستخدام الحلقات المركبة عليه لقياس الزوايا وحساب المسافات الفلكية بدقة فائقة. تعتبر هذه الآلة إحدى مفاتيح السماء، إذ أنها تمنحنا نظرة عميقة إلى الكون وتعزز فهمنا لعلوم الفلك القديمة.إن الأسطربل الفلكي يذكرنا بأننا لسنا سوى جزء صغير من الكون العظيم، وأن هناك أمورًا تتخطى حدود تفكيرنا المجرد وتخبئ لنا أسرارًا لا تعد ولا تحصى في سماء لا تنتهي. فلنمتع أعيننا وعقولنا بهذه الأداة العتيقة التي تنقلنا إلى عصور القدماء وتدهشنا بمدى بصيرتهم وفهمهم العميق للكون.
وفي الغروب تبتلع الاعمدة والمعابد الشمس في فمها لكي تلدها مرة أخرى في الصباح؛ حيث تعبُر الشمس جسد سبأ على متن مركب، تتخطى عليه مخاطر كثيرة على مدار الاثنتي عشرة ساعة ليلًا، حتى تشرق في الصباح على خير، وفي تلك القصة تمثل الشمس بأسم ذو بعدان، والذي يعتبر الأسم معني ان الشمس بعيدة؛ وذات حميم وتعني الشمس قريبة وقت الظهيره أو فصل الصيف
ولهذا الغرض ظهر تقويم سنوي جديد في اليمن القديمة مكون من 365 يومًا، مبني على أساس الاحتراق الشروقي لنجمة الشعرى، وهو الحدث المتزامن مع فيضان السدود في موسم الامطار، وتُعد ظاهرتا اختفاء نجمة الشعرى (سهيل اليماني)وظهورها من أهم الظواهر في الحضارة اليمنية ؛ لأنهما كانتا من الظواهر المثالية التي يقاس بها الزمن.
الكواكب الداخلية والخارجية لدى اليمنيون القدماء.
وكما اهتم اليمنيون القدماء برصد حركة القمر والشمس في السماء، كان لهم اهتمام كبير أيضًا برصد باقي الكواكب، وكانوا مدركين أن كوكب الأرض لا يدور وحده في هذا الفضاء الفسيح، ونجحوا في رصد خمسة كواكب، ثلاثة كواكب خارجية، وهي: المريخ، والمشترى، وزحل. وكوكبين داخليين يقعان بين الشمس والأرض، وهما: عطارد، والزهرة. واعتبروا كوكب المريخ، والمشترى، وزحل تجسيدًا لعثتر، وأُطلق على كوكب المريخ اسم «عثتر القابض والاحمر»، وهو الأمر الذي لا يبدو غريبًا على الأذن الآن؛ لأن علماء فلك العصر الحديث أطلقوا على كوكب المشترى اسم «الكوكب الأحمر».كوكب عطارد من الكواكب الداخلية، أي التي تقع بين الأرض والشمس، وهو ما سمح لليمنيين القدماء برصد أفضل لهم، وأطلقوا عليه اسم «ود»، والذي كان رمزًا في الديموطيقية، ولكنهم أيضًا أطلقوا عليه «المدمر» حين جسدوه في هيئة عقرب ومن اصحب الان برج ميلاد فلكي ،
الاتجاهات والزمن في فلك اليمنيون
ومن خلال قدرة اليمنيون القدماء الواسعة على الرصد الفلكي تمكنوا من تحديد الاتجاهات، وعلى عكس الشعوب والحضارات المجاورة لهم في ذاك الوقت والتي اهتمت بالتنجيم اهتمامًا محوريًا كان اليمنيون يهتمون أكثر بالبيانات والمعلومات الفلكية، واستخلاص معلومات وحسابات أكثر دقة من خلالها. اتخذوا مسار النيل نكرح المعيني دلالة لهم لتحديد الاتجاهات في الصحاري أثناء التجارة ولكنهم لاحظوا بعد ذلك ضرورة وجود نظام قياسي آخر أكثر دقة وفعالية في كل مكان في اليمن القديم ، ووضعوا نظامين، واحدًا يحسب الاتجاهات في النهار وفقًا للشمس، والآخر يحسب الاتجاهات ليلًا وفقًا للنجوم.
أما الاستخدام الآخر لمعلوماتهم الفلكية، والذي يعتبر الأكثر أهمية، هو اختراع اليمنيين القدماء للزمن، وبدايته ونهايته، وفي حين تجادلت الآراء حول أي من الحضارات أدخلت التقويم قبل الآخرى، تفرد اليمنيون القدماء باختراع الزمن، والدليل على ذلك جاء نقوش سبأ من عهد المكاربة المؤرخة بفتره ملوكهم ومن ثم بالتقويم السبئي القديم ومن عمره الان ٤٧٢٠ق.م )،
في تلك النقوش قائمة بأسماء الملوك اليمنيون، وتظهر النقوش أن اليمنيون ميزوا سنوات حكم كل ملك، وهذه السنين كانت تُعد تسلسلًا لخطٍ زمني، ولأنهم أرادوا استمرارية للزمن لا تنقطع مع نهاية حكم الملك؛ فكان باستطاعتهم قياس الماضي ووضع افتراضات لتصور الصلة بين الزمن والكون.
وحرص اليمنيون على تطوير قياسهم للزمن مع مرور الوقت، فقد كانت سنة الحكم تتزامن مع السنة الإدارية، والتي كانت تبدأ في اليوم الأول من الشهر الأول من الفيضان للسد، وعليه كان يحدث أحيانًا تداخل في التأريخ بين الملك المتوفى، والملك الذي يليه، فلو مات الملك الأول قبل نهاية العام بخمسة أيام، فإن هذا العام يعد آخر عام للملك المتوفى، ولكنه أيضًا يكون العام الأول للملك القادم، ولتجنب هذا العد المزدوج، جعل اليمنيون بداية سنة الحكم في اليوم الفعلي لاعتلاء الملك للعرش وتطور حساب الوقت والزمن الي ان أصبح لكل مملكة يمنية قديمة تقويم خاص بها يتناسب مع مناخها وفتره حصادها الي ان انتهت اليمن بالتقويم الحميري
ولزم هذا الرصد الفلكي وتطويره وجود فلكيين متخصصين، وفي اليمن القديمة الرصد الفلكي كان مهمة يومية لا غنى عنها، ويطلق على صاحبها اسم «الراصد» أو الذي يرصد مرور اليوم، وكان هذا الراصد يستخدم الأدوات البسيطة مثل الاسطربل الفلكي لقياس الزوايا وحساب المسافات بين الكواكب والنجوم. كانت هذه المهنة تتطلب الدقة والمهارة العالية، حيث يجب على الراصد أن يتعامل مع تفاصيل صغيرة جدًا ويتنبأ بحركة السماء على مدار السنة.
إن الرصد الفلكي في اليمن القديمة لم يكن مجرد مهمة عملية، بل كان يحمل معانٍ دينية وروحية أيضًا. كان الراصد يرتبط بالآلهة والأرواح السماوية، وكان يُعتبر وسيطًا بين البشر والكون. ومن خلال رصد النجوم والكواكب، كان يُمكن الراصد من استشعار قوى الطبيعة وتوجيه الناس في حياتهم اليومية.
لقد كانت الدراسات الفلكية في اليمن القديمة تعزز العقيدة والثقافة الدينية. فقد كانت النجوم والكواكب تُعتبر آيات من آيات الخالق العظيم، وكانت تستخدم كوسيلة لتأكيد العوالم الروحية وتعزيز الرفاهية والصحة العامة. إن الاسطربل الفلكي وغيرها من الأدوات الفلكية كانت تقدم لليمنيين القدماء معرفة عميقة بالكون، تساهم في التواصل مع السماء واكتشاف أسرارها.
عندما ننظر إلى الاسطربل الفلكي ونتأمل في قدرتها على تحديد المسافات في السماء ورصد النجوم والكواكب، لا يسعنا إلا أن نرى في ذلك إرثًا عظيمًا للعقول الإبداعية للثقافة اليمنية القديمة. إن هذه الآلة العتيقة تعكس العمق والحكمة التي كانت تحتضنها هذه الحضارة القديمة، وتعبر عن قدرتها على استيعاب الكون وتفسيره.
باستخدام الاسطربل الفلكي وغيرها من الأدوات الفلكية، كان اليمنيون القدماء يعيشون في تناغم مع الكون ويدركون تأثيره على حياتهم. فقد كانت لهم القدرة على قراءة لغة النجوم والكواكب والاستفادة منها في جميع جوانب حياتهم، بدءًا من تحديد المواسم الزراعية والمواعيد الروحية، وصولًا إلى توجيه السفر ومعرفة التوقيت المناسب للأحداث الهامة.
رغم تطورنا الحالي في مجال الفلك والتكنولوجيا، إلا أننا لا نستطيع إلا أن نلقي نظرة اعتزاز وإعجاب على عبقرية الاسطربل الفلكي ودقتها في العصور القديمة، حيث استخدمها اليمنيون القدماء لاستكشاف وفهم السماء. إنها تُذكرنا بأهمية علم الفلك في حياتنا وبأن لدينا القدرة على فهم الكون والكواكب التي تحيط بنا بطرق رائعة ومدهشة.
في النهاية، إن الاسطربل الفلكي هو شاهد على الحضارة القديمة وإرثها العلمي والثقافي. من خلالها نستطيع أن نتتبع رحلة البشر في استكشاف الكون وفهمه، وندرك كم هو عميق ومعقد فهم الأجداد للنجوم والكواكب، فلنحتفي بتلك العقول الإبداعية ونستلهم الحكمة والإلهام منها في رحلتنا لاكتشاف الكون الواسع.
علم الكون اليمني:
كان شكل الكون عند اليمنيون مستمداً من الأصول المثولوجية للآلهة والفلك والطبيعة، وكان الكون اليمني يتكون العديد من الأقسام :
أولها علوم السماء اليمنيون قديما
هناك السماء العليا وهي فوق الأرض التي تظهر الشمس فيها صباحاً من الشرق وتغرب من جهتها الغربية، وعند ذلك يظهر القمر وتظهر النجوم التي ترصع بطن هذه السماء التي صورت على أنها هلال او قرون منحنية. السماء السفلى تقع تحت الأرض وتشبه قبة مقلوبة يجري على سطحها ماء سماوي يمتد من الغرب إلى الشرق حيث يستقبل زورق الشمس المسائي التي تقطع خلاله اثنتي عشرة مقاطعة كانت السماء تبدو مثل غطاء أزرق على الأرض ولكنه مرتفع وكانت الكواكب فيه تجري وهي خمسة كواكب تقدر مصائر البلدان وظواهر المناخ، أما النجوم الثابتة فتقع خارجها وهي عبارة عن مجموعات موزعة على اثنتي عشرة مجموعة هي البروج. وهناك نجمة القطب الثابتة التي هي نجمة الشعرى اليمانية التي سميت بـ (سهيل) والتي تضبط ظهور فيضان السدود بظهورها بداية كل سنة في التقويم الشمسي.وكانت السماء تستند على الأرض بأطرافها الأربعة التي تشير إلى الجهات وإلى جبال الشرق والغرب. لن نتناول هنا الإعجاز المعماري للمعابد والأعمدة المنتشرة في جغرافيا اليمن القديم فهو أمر بات معروفاً، ولكننا سنتناول علاقتها بعلمي الفلك والتنجيم، ستجد بأن لأعمدة المعابد علاقة بالفلك .حيث تظهر الاعمدة أن الوجوه الأربعة للأعمدة تقع باتجاه الجهات الأربع الرئيسة وهذا يعني اًن اليمنيين كانوا يعرفون بدقة اتجاهات الأرض وخاصة الشمال. أن ذلك لم يتم عن طريق بوصلة أو جهاز آخر بل عن طريق ملاحظة اتجاه النجم القطبي الذي يقع دائماً باتجاه الشمال. وربما تكون معرفتهم الدائمة بأن الظل الأقصر المثبت على الأرض (الساعة الشمسية) يكون دائماً باتجاه الشمال، عاملاً أساسياً في ذلك. لكنهم في الليل كانوا يعتمدون على رصد النجم القطبي لتحديد موقع الشمال.
ولم تكن جميع المباني الجنائزية أو الدينية اليمنية متجهة بدقة نحو الجهات الأربع أو النجم القطبي بل بعضها كان باتجاه نهر النيل كالمعينيين من أعتمد ذلك لتجاراتهم في مصر وغزة وسوريا وأشور كما تتحدث نقوشهم اليمنية القديمة و الذي يجري من الجنوب إلى الشمال أيضاً في معظم اتجهاته أي بغض النظر عن تعرجاته ، ربط اليمنيون بين ارتفاع مناسيب ظل الاعمدة وتعامد الشمس وانتقالها الظاهري إلى اكمال. فكان الربط بين اقتراب الشمس وزيادة الظل أساساً فلكياً لمتابعة الشمس ومعرفة الوقت الذي ستعود فيه إلى تعامدها. وكان هذا مدعاة لتقديس الشمس والقمر معاً.فقدست الشمس وعبدت.
معرفة فصول السنة عن طريق حركة النجوم ومواعيد ظهورها، وقادتهم الأمور إلى وضع التقويم المرتبط بالشمس منذ وقت مبكر؛ فقاموا بتقسيم السنة إلى اثني عشر شهراً وقسموا كل شهر إلى ثلاثة (أعشار)، كل عشر (أسبوع عشري؛ يساوي عشرة أيام) وأضافوا إلى مجموع أيامهم خمسة أيام والتي تمثل الأعياد.
قاموا بتقسيم منطقة واسعة على طول خط الاستواء ستة وثلاثين قسماً يشمل كل منها أسطح النجوم ومجموعاتها أو أجزاء من هذه المجموعات مما يتمكن رصد ظهوره كل عشرة أيام متعاقبة.محور مجرة درب التبانة (أي خط الاستواء السماوي) يصطف مع محور الشمس في موقع يميل غرباً عن الدورة السابقة، فيتطابق كل من الضوء والظلام معاً؛ فقرص الشمس يقع خلال هذا التوقيت بين الكواكب على المحور نفسه، مما يرجح نظرية الازدواجية التكاملية التي عرفتها الحضارات القديمة في اليمن، وفي الصين الين والينج، وحضارات أخرى مثل المايا. سؤال ؟ ما هي أهم مساهمات قدماء اليمنيون في الاقتصاد علم الفلك والرياضيات والهندسة والدين؟ ما هي مساهمات اليمنيون في علم الفلك؟ أعاد اليمنيون دراسة علم الفلك إلى التطبيق العملي من أجل التنبؤ بالحقائق التي تهمهم ، على سبيل المثال ، فيضانات السدود ، وكذلك لبناء المعابد ، الموجهة إلى كل من النقاط الأساسية وإلى الأبراج. ،والزراعة والحصاد والتجارة والحساب ومواعيد الوقت .
ما هي أهم مساهمات اليمنيون في العلم؟
كانت أعظم مساهمات اليمنيون: أساسيات الحساب ، والهندسة ، والفلسفة ، والدين ، والهندسة ، والطب. المزولة نظام الكتابة والتقنيات الزراعية.
ماذا طور اليمنيون في الرياضيات؟
استخدم اليمنيون نظام القاعدة 10 ، باستخدام ضربات متكررة لتمثيل الأرقام من 1 إلى 9 ورموز أخرى لتمثيل قوى الأساس 10. تم إجراء عمليات الجمع والطرح بنفس الطريقة التي يتم تدريسها في التعليم الأساسي.
ما هي أهم الأنشطة الاقتصادية في اليمن القديمة؟
كان الاقتصاد في اليمن القديمة قائمًا على الزراعة ، النشاط الاقتصادي الرئيسي ، ومع ذلك ، كانت هناك أنشطة أخرى مثل الثروة الحيوانية وصك العملات والتحكم بطرق التجارة ، والصيد ، والحرف اليدوية ، والتجارة واستخراج المعادن ، والتي كانت مهمة أيضًا. قاموا بزراعة القمح والشعير والقطن والخس والعنب والزيتون والبطيخ والرمان وأكثر من ذلك.
ما هي مساهمات اليمنيون في الرياضيات والطب وعلم الفلك؟
في هذه الحالة ، يمكننا القول أنه في الرياضيات كانت المساهمة في إنشاء النظام العربي ؛ حدث ذلك في علم الفلك مع اختراع الإسطرلاب وفي الكيمياء اختراع البارود. وذلك لأن نص البيان يتعلق بالمساهمات الرئيسية للشعوب العربية. ما مدى أهمية علم الفلك للشعوب القديمة؟ سمحت دراسة حركات الكواكب والنجوم للقدماء بالتمييز بين أوقات الزراعة والحصاد ، على سبيل المثال. تمكنت بعض الثقافات القديمة ، مثل حضارة المايا والصينيين والمصريين والبابليين ، من وضع تقاويم معقدة بناءً على حركة الشمس والنجوم الأخرى.
الظواهر الفلكية بمعابد اليمن القديمة
تتعامد الشمس على "أوام"، بالبر الشرقي، ويتكرر مشهد التعامد كذلك على معبد "بران" بالبر الغربي حيث تسطع الشمس على عدة أعمدة.
تتعامد الشمس في تمام الساعة السادسة و11 دقيقة صباحًا وتستمر تعامدها لمدة 20 دقيقة، متجهة غربًا إلى معبد بران الذي يقع على امتداد مأرب في البر الغربي.
إن ظاهرة تعامد الشمس تُعدّ من أهم الأحداث، فهي دليل على ريادة قدماء اليمنيين لعلم الفلك في العالم أجمع وقدرتهم على حساب فلكي هندسي لحركة الأرض حول الشمس، ومن ثم بناء المعبد وفقًا لهذه الحسابات إيذانًا ببدء فصل الشتاء، وهو ما يشير لدقة الحسابات منذ العصر القديم.
كما أن طرق بناء واجهات المعابد والمقاصير اليمنية القديمة، أنشئت على مفاهيم معمارية ودلالات دينية كانت سائدة في اليمن، تؤكد الظاهرة مدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكي وهندسي، جعل الشمس تتعامد فوق كثير من المعابد، وفي أيام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد مع مناسبات دينية وأعياد شعبية وأحداث تاريخية بعينها في كل عام.
المعابد الدينية تتوجه قبلتها نحو الأعمدة شروقًا أو ظهيرةً أو غروب الشمس، كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، كما أن معبد أوام ومعبد بران يقعان على محور هندسي واحد.
تحدث الظاهرتان مع بدء فصل الشتاء (ذات بُعدان)، ويقصد بها أن الشمس بُعيدة عن الأرض وتارة مع بدء فصل الصيف (ذات حميم)، ويعني أن الشمس قريبة من الأرض. للعلم، عندما تكون الشمس في محاذاة الأعمدة مثل الصورة، يعني ذلك أن الساعة 9 ونصف صباحًا. القصة طويلة وكل معبد مكمل للآخر فلكيًا. كل الحضارات القديمة سَرَتْ على معابدها هذا النظام الشمسي الفلكي، لأن كل الشعوب عبدت دين سبأ وهو الشمس.
سبأ في علم الأبراج.
يأتي في لوح يمني قديم تم إكتشافة رموز لبرج العذراء وبرج الأسد وبرج الجوزاء وبرج الثور وبرج الحمل وبرج الحوت وبرج الدلو وبرج الجدي. يعكس هذا النقش العمق الثقافي والعلمي لليمن القديمة في مجال الفلك، حيث كانت للمجتمع القديم المعرفة والاهتمام الكبير بحركة النجوم والكواكب ومدى تأثيرها على الأرض.
علوم اليمن القديمة تنتقل الي حضارة مصر للتعليم
(سبأ) أسماء النجوم فى مصر القديمة
ويوضح ذلك مدى هيمنه الإمبراطوريه السبئيه على "علم الفلك"
عملت الفراعنه على حركة الكواكب، رصد وتسمية النجوم، بناء المعابد مواجهة للشمس من أجل تسجيل ظاهرة فلكية أو حدث.. جميعها أمور تعكس مدى أتباع واهتمام القدماء المصريين بعلم الفلك السبئي اليماني، فقد اتبع المصريون القدماء على العلم الفلكي للإمبراطوريه السبئيه وقامُ بتقسيمها إلى نوعين، ما بين "النجوم التي لا تفنى" و"النجوم التي لا تتعب"
"،ساعرض لكم مجموعة من أسماء النجوم في مصر القديمة، وهي كالآتي:
- كانت كلمة "نجم/نجمة"باللغة المصرية القديمة تنطق "سبا" (Seba)، وتكتب بالهيروغليفية برسم شكل النجمة الخماسية (النجمة ذات الخمسة أشعة) .
- أطلق قدماء المصريين على سماء الليل اسم "كبحو سبا" (Qebhu Sebau) ويترجمها اللغويون إلى "قبة السماء المرصعة بالنجوم"، ولكن المعنى الحرفي لهذه الكلمة هو "ماء النجوم النقي / الطهور " .
- هناك نجوم وجدت أسماؤها بالنصوص المصرية، ولم يستطع العلماء تحديد هوية هذه النجوم مثل "سبا واتى" (Seba Wati)، ومعناها "النجم الفريد- الوحيد" وأيضا "سبا – ور" (Seba Wer)، أى النجم العظيم.
- وعند دراسة النصوص المصرية القديمة تم العثور على اسم اثنتين من المجموعات أو التشكيلات النجمية، واستطاع العلماء تحديد هوية هذه المجموعات، والمجموعة الأولى هى مجموعة نجوم "مسختيو" (Meskhetiu) وهى مجموعة نجوم "الدب الأصغر"، والتي كان قدماء المصريين يرسمونها على شكل "فخذ الثور" .
- أما المجموعة الثانية فهى مجموعة "ساب" (Sab)، وكانت بالنصوص تشيرإلى مجموعة نجوم "أوريون" (كوكبة الجبار)، ويعتقد بعض العلماء أنها كانت تشير بالنصوص القديمة إلى نجوم "سبأ" .
أيضا علوم سبأ في التعليم الأساسي لدي الفراعنة فقد عرف لها مبنى آخر مستقل عرفه المصري القديم بإسم "عت سبا" بمعنى مكان العلم أي المدرسة و قد يبنى مستقلاً أو يلحق بمعبد كما كان في معبد الرامسيوم في عصر الدولة الحديثة و كلمة "سبا" بالمصرية القديمة تعني أيضاً النجم و اشتق منها أيضاً لفظة المعلم "سباو" أي المرشد و الهادي و هي صفة عرفها المصري القديم للنجوم.
و هناك ثمانية أنواع من المدارس في مصر القديمة و أقدمها و أشهرها هي مدرسة "عن سبا" أي قاعة الدرس أو المدارس.

وفي ختام الجزء الأول لهذه الدراسة
[تحظى اليمن بموقع جغرافي مميز يجعلها مرصدًا طبيعيًا لمراقبة السماء ورصد النجوم والكواكب. وقد رُصِدت في مختلف المواقع الأثرية في اليمن العديد من النقوش الفلكية التي تعكس الاهتمام الكبير بفهم الكون وتقويم الزمان.
يجب علينا أن نسعى للحفاظ على هذا الإرث العلمي القيم وأن نتعلم منه ونستفيد، حتى يستمر التطور والتقدم في مجال العلوم الفلكية في اليمن وفي العالم]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله