الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاء تسهيل الأمور 👞

احسان العسكري

2023 / 8 / 30
المجتمع المدني


باختصار : ثمة شرطي يقف بباب كل مؤسسة حكومية يراقب أقدام المراجعين ويمنع من يرتدي "شحاطة" من دخول المؤسسة مما يضطر هذا المواطن المنتعل للبحث عن طريقة لتسهيل أمره ، ألا وهي حذاء للإيجار غالباً ما يوجد عند أقرب محل إلى المؤسسة فيدفع #المقسوم ثم يدخل ليكمل معاملته .
إنجاز جديد يضاف لإنجازات حكومات الفساد والرشى و الإبتزاز و بعض موظفيها أشباه البشر .
على الجانب الآخر ثمة إنجاز جديد يضاف للإنجازات الحكومية هو إنجاز ما تُسمّـى زوراً وبهتاناً "المؤسسات الثقافية " هي وجود أنصاف بشر يحملون هويات أشباه مثقفين/ ـات هؤلاء للهبة المجانية وهنا تفوقت المؤسسة الثقافية على المؤسسة الحكومية في أن حذاءها مُتاح مجاناً فنجده/ـا على أبواب جميع المهرجانات و الفعاليات الثقافية وغير الثقافية في المتنبي و في شارع أبي نؤاس في المواكب الحسينية و قاعات وساحات ماحول المتنبي و في المربد و الجواهري و جميع المهرجانات ومعارض الكتب تقريباً و كذلك في التظاهرات ضد الحكومة و اللقاءات الحكومية مع المسؤولين الذين هتفت هذه النماذج ضدهم في التظاهرات .
هذه الأحذية المجانية التي يروج لها بعض " الكيشوانيين " المتربعين على عروش هذه المنظمات الإعلامية و الثقافية هي من تسبب بـ كمّ الخراب و الفضاعة التي غرق بها المجتمع إذ عجز المثقف/ـة الحقيقي/ـة عن مواجهة هكذا سيل جارف يُسوَق بلا رادع باتجاه تهديم القيم الثقافية المحترمة التي تربى عليها مجتمعنا هذا المجتمع الذي كانت مصر تؤلف له الكتب و لبنان تطبعها ويقرأها هو ، نجده ينهار بلا توقف في طريق الهاوية بسبب العطش العاطفي و تخمة الـأنا عند بعض المتصدين والمؤثرين في المشهد الثقافي والإجتماعي مجتمع كثر وعّاضه وشعراءه و إعلامييه واختفت قيمه و أخلاقة و تلاشت ثقافته و اندحرت وطنيته بمجهود الأحذية المجانية الناطقة وتقهقر فكرة الموقف عند المثقفين الحقيقيين عبرَ إشغالهم بلقمة العيش و البحث عن الإستقرار الروحي والنفسي و زعزعة أمنهم الشخصي بإجتهاد أقل ما يمكن ان نصفهُ إنه مدروس و جهدٍ حثيث و منظّم رغم إني أعتبرُ نظرية المؤامرة ليست أكثر من إعطاء نصف فسحة لعـاهر و نصف لجاهل وسيكفيان الدول التي تريد تدمير المجتمعات (لا أعرف لماذا في الحقيقة) إلا أن هذه الدول لا تحتاج لمؤامرات لتدمر مجتمعاً لازال يعتقد أن حرق الحرمَل في المساء يطرد الأرواح الشريرة و النحس ويجلب الرزق وهذه عادة يمارسها غالباً من هم أكثر فقراً و إضراراً في الحياة و من بعض مناطقهم يخرج الشر الذي يهدد حياتنا وحياتهم جميعاً فذلك الشرطي الذي يمنع المواطن الأعزل من دخول مؤسسة وجِدت لخدمته لا يستطيع هو و مديره و قائده وزيره أن يمنعوا الحرمليون من قطع الشوارع و الإستعراضات العسكرية بأسلحتهم المتوسطة والخفيفة ، تماماً كما يعجز المثقف عن التعبير عن رأيه في الانتخابات التي تُجريها المنظمات لاختيار قادتها . مُعادلة عظيمة تمثل كفتي ميزان حياتنا البائسة تكفلت السلطة و مثقفيها بطرحها في جدول أعمالنا اليومي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800