الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكاذيب صنعت ابطال مزيفين 3 : سعد ابن ابي وقاص القائد الذي لم يحضر معركة

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2023 / 8 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا عنه انه قاهر الفرس وقائد معركة القادسية وفاتح العراق (سعد ابن ابي وقاص الزهري القرشي) ولكن ماذا تقول كتب التاريخ عنه؟ يذكر ابن كثير وغيره من أصحاب الكتب ان سعد لم يحضر معركة القادسية اسا ولم يكن في الميدان بل كان في قلعة العذيب على مسافة ستة اميال من ميدان المعركة حتى ان زوجته التي كانت زوجة المثنى ابن حارثة الشيباني قبله عيرته بالجبن وكذلك عيره الجنود وعيره الصحابة ومنهم جرير البجلي بالجبن لانه لم يحضر أي معركة من المعارك التي جرت في العراق بل كان يبقى بعيدا عن الميدان . قالوا كان مريضا ولكن التاريخ يقول انه عندما تم الاستيلاء على كنوز كسرى ذهب بنفسه الى المدائن للاشراف على الغنائم . قالوا ان غزو العراق كان لتحريره من الفرس في حين ان وفد سعد الذي بعثه الى رستم يقول انهم جاءوا من اجل "أخذ بلادكم، وسبي نسائكم وأبنائكم، وأخذ أموالكم، فنحن على يقين من ذلك" . قالوا عنه انه سعد ابن مالك الزهري من بني زهرة اخوال رسول الله ولكن شاعر رسول الله (حسان ابن ثابت ) نراه يلقي قصيدة امام رسول الله يعير اخو سعد ابنهم ليسوا من زهرة وانهم ادعياء في قريش . يعيره أي ( يعير سعد ) عبد الله ابن مسعود بانه ابن حمينه وهي امه ولا ينسبه لابيه فيقوم باختراع حديث عن الرسول يرويه هو ولا يرويه غيره بان الرسول ينسبه لبني زهرة فيعيره معاوية عندما تولى الخلافة بانه ليس اهلا للخلافة لانه من بني عذرة وليس من بني زهرة ونفس الشيء يفعل الشاعر السيد الحميري عزله عمر من الولاية عندما اشتكى منه اهل الكوفة . وفي ولاية عثمان اخذ امولا من بيت مال الكوفة وعندما طالبه خازن بيت المال عبد الله ابن مسعود برده شتمه حتى عيره ابن مسعود بامه . قالوا كان هناك مودة بينه وبين الصحابة ونراه مرة يشتمه ابن مسعود ويعيره جرير ابن عبدالله البجلي ويعيره معاوية ابن ابي سفيان بانه من بني عذرة وليس من بني زهرة ويصفه عمر بانه صاحب مقنب أي ان صاحب مخلاة لوضع الصيد ويقول عنه علي انه حسود .
بالنسبة لغرض غزو العراق جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير " بعث سعد جماعة من السادات منهم: النعمان بن مقرن، وفرات بن حبان، وحنظلة بن الربيع التميمي، وعطارد بن حاجب، والأشعث بن قيس، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن معدي كرب، يدعون رستم إلى الله عز وجل. فقال لهم رستم: ما أقدمكم؟ فقالوا: جئنا لموعود الله إيانا، أخذ بلادكم، وسبي نسائكم وأبنائكم، وأخذ أموالكم، فنحن على يقين من ذلك " ( البداية والنهاية ، ابن كثير ، إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن درع الفرشي البصروي ثم الدمشقي ، أبو الفداء ، عماد الدين الناشر: مكتبة المعارف بيروت ، سنة النشر: 1410 – 1990) .
اما عن قيادة سعد فعندما نزل الجيش في القادسية اقام سعد في حصن قادس قال ياقوت الحموي في معجم البلدان ج4 ص92: (بينه وبين القادسية أربعة أميال). وقال الطبري (قادس قرية إلى جانب العذيب، فنزل الناس بها، ونزل سعد في قصر العذيب)( تاريخ الطبري ج3 ). وقال الادريسي (ومن القادسية إلى العذيب وهي أول خط البادية ستة أميال) (الإدريسي ج1 ص 383) وقال المسعودي (وكان بين موضع الوقعة مما يلي القادسية وبين حصن العذيب نخلة ، فإذا حمل الجريح وفيه تمييز وعقل ونظر الى تلك النخلة.. قال لحامله: قد قربت من السواد ، فأريحوني تحت ظل هذه النخلة). (مروج الذهب للمسعودي ج2 ص 317).
عندما نشب القتال في القادسية تحجج سعد بوجود دمل في ساقيه واليته فجلس في قلعة القديس في العذيب حتى ان زوجته عيرته بالجبن ولو كان مريضا حقا لما عيرته ويروي الطبري تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، المؤلف: ابن جرير الطبري؛ محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر - عريب بن سعد القرطبي - محمد بن عبد الملك الهمذاني المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم الناشر: دار المعارف سنة النشر: 1387 - 1967 الجزء الثالث الصفحة 542 أن زوجته سلمى " لما رأت ما يصنع أهل فارس قالت وامثنياه ولا مثنى للخيل اليوم وهي عند رجل قد أضجره ما يرى من أصحابه وفي نفسه فلطم وجهها وقال أين المثنى من هذه الكتيبة التي تدور عليها الرحى يعني أسدا وعاصما وخيله فقالت أغيرة وجبنا " ( اسد الغابة لابن الاثير ج5 ص60, الاصابة لابن حجر ج8 ص183, فتوح البلدان للبلاذري ج2 ص316, الكامل لابن الاثير ج2 ص473)أما قولها ( وامثنياه) فعنت به زوجها الأول المثنى بن حارثة الشيباني وكان سعد قد تزوجها بعده. يقول الطبري " فلما ظهر الناس لم يبق شاعر إلا اعتد بها عليه"
جاء في تاريخ الطبري الجزء الثالث (وقاتل المسلمون يومئذ وسعد في القصر ينظر إليهم فنُسب إلى الجبن ، فقال رجل من المسلمين:
ألم ترَ أن الله أنزل نصره وسعدٌ بباب القادسية مُعصمُ فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهن أيِّمُ
وقال اخر يعير سعد بالخوف من الموت بقوله :
أنا ابن حرب ومعي مخراقي أضربهم بصـارم رقـراق
إذ كره الموت أبو إسحـاق وجاشت النفس على التراقي
(أبو إسحاق هي كنية سعد )
وقال جرير بن عبد الله البجلي كما يروي الطبري في تاريخ الرسل والملوك الجزء الثالث الصفحة 580 " عن شعيب عن سيف عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه قال قال جرير يومئذ أنا جرير كنيتي أبو عمرو * قد نصر الله وسعد في القصر " ونفس الرواية ذكرها البداية والنهاية لابن كثير ج7 ص53. وكما غاب عن القادسية غاب عن نهاوند التي سماها المسلمون فتح الفتوح ، ولم يكن لسعد فيها دور سوى أنه نفذ ما أمره به عمر من إرسال ثلث قوات الكوفة الى المعركة ، فأرسلها . ولما انتصروا في جلولاء أرسلوا اليه ليحضر فلم يحضر حتى غضب المسلمون ، فشفي من الدمامل ووكل سلمان الفارسي بالأموال وذهب كالمجبر ، ثم رجع . قال ابن الأعثم في الفتوح ج1 ص216: ( ورحل المسلمون من جلولاء إلى خانقين فنزلوها يومهم ذلك ، ثم رحلوا منها إلى قصر شيرين فنزلوها ، وكتبوا إلى سعد بن أبي وقاص يستأذنونه في التقدم إلى حلوان ، ويحثونه على المصير إليهم ليكون لهم ملجأ وسنداً يلجؤون إليه ويشاورونه في أمورهم ، وقد كان سعد عليلاً فتباطأ عنهم ولم يصر إليهم ، وكتب إليهم يأمرهم بالتقدم إلى حلوان ! قال: فغضب المسلمون لقعود سعد عنهم وإبطائه عن نصرتهم ، ثم أنشأ إبراهيم بن حارثة الشيباني يقول في ذلك:
ما بال سعد خامَ عن نصر جيشه لقد جئت يا سعد ابن زهرة منكرا
وأقسم بالله العلي مكانه لو ان المثنى كان حياً لأصحرا
ولكن سعدا لم يرد أجر يومه ولم يأتنا في يوم بأس فيعذرا
وعندما دخل جرير ابن عبد الله البجلي حلوان أنشأ عبد الله بن قيس الأزدي يقول:
فأبلغ أبا حفص بأن خيولنا بحلوان أضحت بالكماة تجمجم

ونحن دهمناها صباحاً بفيلق جريرٌ علينا في الكتيبة مُعْلم
ونحن أبدنا الفرس في كل موطن بجمع كمثل الليل والليل مظلم
نقاتل حتى أنزل الله نصره وسعد بباب القادسية مُعصم
فأبنا وقد أيمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهن أيِّم
أولئك قومي إن سمعت بمعشري وموضع أيسارى إذا نيل مغنم
وفي فتوح ابن الأعثم ج1 ص217: (فتقدم إلى سعد رجل من خثعم يقال له بشر بن ربيعة ، وكان من الفرسان المعدودين ، فطلب من سعد زيادة فلم يزده شيئاً فغضب الخثعمي لذلك، ويقال إنه هجا سعد بن أبي وقاص ، فأنشأ يقول:
ينوب عن القوم الكرام بجمعهم وفَضَّل سعد بالعطية خالدا
فإن تكرم العذرى بالقسم واصلاً فأجدر برأي السوء للجور زائدا
أتنهب جهلاً لا أبا لك حقنا لقد ضقت ذرعاً عن مدى الحق حائدا
متى كان ميراث ابن خثعم قل لنا لخالد يا للناس لا كنت جاهدا
لعمري لئن كانت قريش تعطفت عليك أبا وهب فألفيت رافدا
لقد غمرت آباؤك اللؤم دهرها وألفيت في فهر تحل الوصائدا
يروي الذهبي " رَوَى زِيَادٌ البَكَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمٍّ لَنَا يَوْمَ القَادِسِيَّةِ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ نَصْرَهُ ... وَسَعْدٌ بِبَابِ القَادِسِيَّةِ مُعْصَمُ
فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيْرَةٌ ... وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيْهِنَّ أَيِّمُ
في معركة احد قال الزهري : " إن السهام التي رمى بها سعد يومئذ كانت ألف سهم " .ولكن لم يذكران هناك من قتل بتلك السهام سوى غلام بني عبد الدار. كما ان الرسول لم يجعله على راس الرماة .
اما عن طباعه الشخصية يروي ابن قتيبة أن عمار بن ياسر بعد مقتل عثمان تكلم مع عبد الله بن عمر بن الخطاب وسعد بن ابي وقاص ومحمد بن مسلمة يقول الدينوري متحدثاً عن عمار بن ياسر: ( ثم أتى سعد بن أبي وقاص فكلمه، فأظهر الكلام القبيح، فانصرف عمار إلى علي، فقال له علي: دع هؤلاء الرهط، أما ابن عمر فضعيف، وأما سعد فحسود، وذنبي إلى محمد بن مسلمة أني قتلت أخاه يوم خيبر: مرحب اليهودي)(الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء لابن قتيبة الدينوري تحقيق الأستاذ علي شيري الجزء الأول الصفحة 73 منشورات دار الأضواء للطباعة والنشر بيروت لبنان 1990 ). يقول الشيخ محمد عبدة : (كان سعد بن أبي وقاص في نفسه شئ من علي من قبل أخواله لأن أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس ولعلي في قتل صناديدهم ما هو معروف ومشهور.)( شرح نهج البلاغة لمحمد عبده ج 1 ص 88 .) .ويُروى أن امه حمنة بنت سفيان بن أمية كانت في الحقيقة متبناة أدعاها سفيان لجمالها . ذكر ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب في معرفة الصحابة في ترجمة سعد ابن ابي وقاص " قَالَ أبو عمر: سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته، ونصرته والقيام معه، فَقَالَ: أولئك قوم خذلوا الحق، ولم ينصروا الباطل". كان ابن مسعود يعيره بامه يروي الذهبي في سير اعلام النبلاء " أَسَدُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ لابْنِ مَسْعُوْدٍ عَلَى سَعْدٍ مَالٌ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: أَدِّ المَالَ. قَالَ: وَيْحَكَ مَا لِي وَلَكَ؟ قَالَ: أَدِّ المَالَ الَّذِي قِبَلَكَ. فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ إِنِّي لأَرَاكَ لاَقٍ مِنِّي شَرّاً، هَلْ أَنْتَ إِلاَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ بَنِي هُذَيْلٍ. قَالَ: أَجل وَاللهِ! وَإِنَّكَ لابْنُ حَمْنَةَ. فَقَالَ لَهُمَا هَاشِمُ بنُ عُتْبَةَ: إِنَّكُمَا صَاحِبَا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ إِلَيْكُمَا النَّاسُ. فَطَرَحَ سَعْدٌ عُوْداً كَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ! فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: قُلْ قَوْلاً وَلاَ تَلْعَنْ. فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللهِ لَوْلاَ اتِّقَاءُ اللهِ لَدَعَوْتُ عَلَيْكَ دَعْوَةً لاَ تُخْطِئُكَ. رَوَاهُ: ابْنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، وَكَانَ قَدْ أَقْرَضَهُ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ المَالِ".
اما عن صفاته الجسمية فقد اختلفوا في وصفه يذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء وصفين مختلفين له فيقول " قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: أَسْلَمَ سَعْدُ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ قَصِيْراً، دَحْدَاحاً، شَثْنَ الأَصَابِعِ، غَلِيْظاً، ذَا هَامَةٍ.تُوُفِّيَ بِالعَقِيْقِ فِي قَصْرِهِ، عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ، وَحُمِلَ إِلَيْهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ. الوَاقِدِيُّ: عَنْ بُكَيْرِ بنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ: كَانَ أَبِي رَجُلاً قَصِيْراً، دَحْدَاحاً، غَلِيْظاً، ذَا هَامَةٍ، شَثْنَ الأَصَابِعِ، أَشْعَرَ، يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ جَعْدَ الشَّعْرِ، أَشْعَرَ الجَسَدِ، آدَمَ، أَفْطَسَ، طَوِيْلاً".
لما كثر الطعن في نسب سعد الى قريش قام معاوية بتهديد من يطعن في نسب سعد يروي عبد الرزاق الصنعاني في مصنف عبد الرزاق - عبد الرزاق - أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني " 19455 أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : سمعت رجلا ، من [ ص: 391 ] أهل الجزيرة يقال له داود ، يحدث محمد بن علي بن عباس ، قال : ودخلنا عليه بالرصافة ، فقال : دخل سعد بن أبي وقاص على معاوية ، فقال : " السلام عليك أيها الملك " فقال معاوية : فهلا غير ذلك أنتم المؤمنون ، وأنا أميركم ، فقال سعد : " نعم إن كنا أمرناك " ، قال : فقال معاوية : لا يبلغني أن أحدا يقول : إن سعدا ليس من قريش إلا فعلت به ، وفعلت ، فقال محمد بن علي : " لعمري إن سعدا لفي السطة من قريش ، ثابت النسب " .من ناحية النسب يروي الكلبي في كتاب مثالب العرب " قال ھشام: ومالك بن اھیب بن عبد مناف بن زھرة أبو سعد بن مالك وھما عند رباب مكة، فخالف مالكاً وھو أبو وقاص بن زھرة فصار نسبه فیھم، فقال في ذلك عثمان بن الحویرث ومالك بن غراب هذا هو أبو سعد وكنيته أبو وقاص. ووقع بين مالك العذري وبين الشاعر عثمان بن الحويرث شرا فقال عثمان بن الحويرث في أبي وقاص وهو مالك أبو سعد
أمسى يفاخرنا لئيم ساقط وسط المحافل مالك بن غراب
فافخـر بعذرة إنهم آبـاؤكم واتـرك تنحّل زهرة بن كـِلاب
وإذا ظللت فقل بأنك منهم يا آل عذرة عند كــل خطــاب
إن قلت إنك من قريش كلها نسب تمت ولا أروم نصـــاب
( عن مثالب العرب للكلبي ص 46 ؟)
وقال حسان بن ثابت في عتبة بن أبي وقاص وهو أخو سعد,وكان عتبة قد أدمى وجه النبي (ص) يوم معركة أحد:
إذا الله حيّى معشـــــــراً بفعالهم ينصرهم الرحمن رب المشــــارق
فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق
بســـطت يميناً للنبي تعمـــّداً فأدميـــــت فاه قطعت بالبـــــوارق
فيا عجباً من عبد عذرة بعدما هوى في دجـــوجي من الفجر نائق
( مثالب العرب ص46, شرح ابن أبي الحديد ج6 ص 55)
وقوله ( فواعجبا لعبد عذرة ), تصريح بأنه عبد من بني عذرة ولصيق بقريش وليس منهم.روى الكلبي : ( ترآى الناس الهلال في زمن عثمان أمّا الصوم وأمّا الفطر، فجاء هشام بن عتبة بن أبي وقاص فقال: أشهد لقد رأيته، فقال له عثمان: بأي عينيك الصحيحة أم العوراء؟ فقال: وما تعيّرني بعين ذهبت في سبيل الله ؟ أما والله ما كنتُ مثلك حين فررت يوم الزحف، فغضب عثمان فضربه ضرباً وجيعاً، وقال يا ابن مسلك الذنب أمَ والله إني لأعرف فيك انخزال بني عذرة.) ( مثالب العرب ص67) . وعلق ابن الكلبي على هذه الرواية بقوله " ینتسب سعد وأخوه عتبة بن أب ي وق اص إل ى قبیل ة بن ي زھرة القرشیة ولكن عثمان ومعاویة صرحا بنسبھما إلى قبیلة عذرة غیر القرشیة وھو الصحیح."
أما أم سعد بن أبي وقاص فهي حمنة أو حمية قال الكلبي: ( حمنة بنت أبي سفيان من أمية بن عبد شمس أخت طريف بن سفيان، وهي أم سعد وعمير ابنا أبي وقاص ورغيه ادعاها سفيان لجمالها وأمها أمة مولّدة من سفاح.) (مثالب العرب ص 43) وإذن فأن أم سعد بن أبي وقاص لم تكن في الحقيقة من بني أمية بل هي متبناة وملصقة النسب بأبي سفيان كعادة عرب الجاهلية بأستلحاق من يشاؤون لعشائرهم. في زمن خلافة عثمان بن عفان وقع جدال بين الصحابي عبد الله بن مسعود وبين سعد بن أبي وقاص عيَّر فيه عبد الله بن مسعود سعداً وذكره بأمه حمينة (حمنة) . ويقول السيد الحميري في سعد من قصيدة طويلة:
أو رهط سعد , وسعد كان قد علموا... عن مستقيم صراط الله صدادا
قوم تداعوا زنيما ثم سادهم ... لولا خمول بني زهر لما سادا
( ديوان السيد الحميري قصيدة بعنوان طاف الخيال منك علينا منك هنادا) , والزنيم هو الملصق في القوم وليس منهم.

هذه هي الشخصية التي حولتها الأكاذيب الى خرافة أخرى وجعلته بطلا لمعركة لم يكن حاضرا فيها ووصفوه بشجاعة عيرته حتى زوجته بانه خاليا منها واعطوه نسبا ليس له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج