الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات من عمل مطول تاريخي لي / من االتاريخ القديم كرؤية

عيسى بن ضيف الله حداد

2023 / 9 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مع التاريخ كرؤية
التاريخ في مسيرته لا ينطلق من عبث، فثمة عوامل تفرض وقائعه على الواقع، ويأتي العامل الاقتصادي في المقدمة والتجارة هي محركها آنئذ، فإن استطاعت روما احتلال قرطاج بعد تدميرها، وسيطرت على التجارة في مجال البحر المتوسط، شماله وغربه، وأصبح الإغريق ومن حولهم هم الفاعلون في التجارة لروما ها هنا..
بيد أنها، وهي من موقعها، لم يتح لها، أو لم يكن من الجدارة بمكان لها اكتساح شرق المتوسط وما تلاه، مما جعلها تبحث عن قوى محلية تقوم بدورها، وهذا ما حدث واقعيا لها، ولا سيما شرق المتوسط، وفيه الضرورة تقتضي..
في رؤية من قبلي/ إن دمار قرطاج وبكل مجرياتها، لا يمكن أن يبيد سكانها بشكل كلي، فالأرض جديرة بتوفير حماية طبيعية للذين بمنأى عن قرطاج، والشاهد على ذلك بروز إمبراطور روما سبتميوس سفروس الليبي القرطاجي العربي في جذوره، وهو الذي ما أنفك يفخر ب هاني بعل على الملأ، بالرغم كونه العدو التاريخي لروما..
ومن المؤكد لم يكن حضوره منفردا فالكنعانيين العرب هم وغيرهم هم من انزرعوا في تلك الأرض حتى عصرنا..
أما شرق المتوسط فالأمر مختلف إلى حد ما، فبلاد الشام حتى لو هيمنت عليها روما، بيد أن الفرس هم في مشرقها، وجزيرة العرب من شمالها لجنوبها التي هي في غالبيتها - أو في معظم الأوقات - لا هيمنة رومانية عليها.. و هو ما فتح المجال للقوى الفعالة أن يكون لها دورا هاما في الانشطة التجارية كبنية تحتية، التي على ارضيتها نبتت البنى الفوقية، وفي مقدمتها المنظومة السياسية وما حولها.. والجدير بالبيان، بأن المركز الإمبراطوري ولا سيما الروماني، يتعامل مع منظومة الممالك في خياراته لها، من خلال حاجاته لها، وذلك بكل المكيافيلية التي أتقنها..
على هذا الأساس ازدهر تشكل الدول بكليتها في شمال الجزيرة العربية وشرقها، ولا سيما ممالك الأنباط وتدمر والحضر وميسان ومملكة حمص وغيرها..
في واقع الأمر، كان بإمكان هذه الممالك أن تستمد فعاليتها الإستراتيجية من موقعها التجاري المتمثل حيناً مع الفرس، كضرورة تفرضها المبادلات الاقتصادية بين الفرس وروما.. ويتمثل في معظم الأحيان مع الجزيرة العربية التي تملك موقعاً إستراتيجيا فيما يطل على المحيط الهندي وما بعده، وإطلالة على شرق أفريقيا والجزر المجاورة.. فضلاً عن كون ذلك الموقع ما طفق يفرض ذات على التبادل التجاري مع شرقي البحر المتوسط وما بعده..
والجدير بالبيان أن الجزيرة العربية بما تملكه من الطرق البرية التجارية طولاً وعرضاً وشمالاً وجنوباً، التي يعود معظمها لأزمنة البوتقة الحضارية، هو ما أعطى تلك الطرق أهمية دولية، تربط بحارها من الخليج، والبحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر المتوسط..[وسنتناول موضوع الطرق فيما بعد]
وكان للقبائل العربية المنتشرة في وسط الجزيرة العربية، لهم الدور تقديم الدعم اللوجستي والحربي لا سيما للأنباط وتدمر.. ليس من المستبعد أن تكون تلك الممالك إثر تنامي ثرواتها وتعاظم شعورها بقوتها، هو ما دفعها مرارا للتحرر من هيمنة الإمبراطوريات وتحديها/ كحال/ الأنباط مع الإغريق/ وتدمر مع الرومان/ والحضر مع الفرس والروم معاً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل