الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة وقضايا اعادة الإنتاج الاجتماعي ..... اما ان لهذا القيد ان ينكسر

رانية عبيد احمد
كاتب وباحث

(Rania Obead Ahmed)

2023 / 9 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عندما بدا الانسان الأول يعيش في مجموعات في بداية الامر كانت هذه المجموعات تعيش كمجتمعات مشاعيه تتوزع فيها بالتساوي الحقوق والواجبات. وفى هذه المجتمعات كانت المهام المختلفة يقوم بها الجميع ولم يكن شكل العائلة الحالي معروف، عليه فان مسؤوليات اعداد الطعام ورعاية الأطفال والمرضى وكبار السن كان يقوم به الجميع. ولكن عندما ظهر شكل العائلة وبدأ الأطفال ينسبوا للرجل بدأ يتم نوع من تقسيم العمل بين الرجال والنساء وبين افراد المجموعة الواحدة. تطور هذا الوضع الى وصل الان الى شكل الاسرة النووية وتقلصت الأدوار التي يقوم بها المجتمع لخدمة افراده (وأعنى هنا خدمة مجانية) وأصبح تقسيم العمل أكثر وضوحا. إعادة الإنتاج الاجتماعي هي الخدمات التي تشمل إنجاب ورعاية الأطفال ورعاية المرضي والمسنين وكل من يحتاج لرعاية. ومنذ ذلك العهد الأول فان النساء يقمن بالغالبية العظمى من أدوار إعادة الإنتاج الاجتماعي، تذكر الإحصاءات ان النساء يقمن بنسبة من 65% الى 70% من هذه الاعمال. وهذا التقسيم للعمل في نظري واحدة من اهم قضايا التمييز ضد المرأة. لذلك لا يمكن ان نتصور عالم خالي من التمييز ضد المرأة بغير تصور متكامل حول اعادة تقسيم مهام إعادة الإنتاج الاجتماعي.
قد يطرح تساؤل هنا لماذا قضايا اعادة الإنتاج الاجتماعي تأخذ حيز من عمل ونشاط النسويات واظن ان الإجابة على هذا التساؤل تحتاج لبعض الاسهاب. أولا كل الاعمال المرتبطة بإعادة الإنتاج الاجتماعي هي اعمال بدون اجر (وهنا اعمال إعادة الإنتاج الاجتماعي بالأجر ليست من ضمن نطاق بحثنا) ورغم الزمن والجهد الكبير الذي يستنزف في هذه الاعمال فأنها لا تُضمن ضِمن عملية الإنتاج ولا الدخل القومي بل عادة ما يقال للنساء العاملات في البيوت انهن لا يعملن. وهذا العمل الغير ماجور يقوم بإنتاج اهم وسيلة انتاج في المجتمعات وهم البشر كما يحافظ على صحتهم وقدرتهم لكي يتمكنوا من الإنتاج. هذا العمل تقضى فيه النساء الساعات الطوال ولا يقدم لهن أي عائد مادي او عيني مقابلهُ، بل يتم استغلالها لإنجازه ولو قصرت او تمردت عليه يصب عليها المجتمع نيرانه. ثانيا قضاء المرأة الساعات الطوال في انجاز مهام إعادة الإنتاج الاجتماعي (وهي مهام متجددة ودائمة طالما هنالك افراد في هذا المجتمع) يكون خصما على الزمن الذي يمكن ان تستغلهُ في العمل باجر او تطوير نفسها او حتى الترفيه. دائما ما نرى في مجتمعاتنا فارق بين الرجال والنساء في التطور المهني لكن مع الأسف يقل الانتباه لان اعمال إعادة الإنتاج الاجتماعي واحدة من اسباب هذا الفارق. ثالثا الزمن الذي تقضيه النساء في هذه المهام يقلل من الزمن الذي يمكن ان تقوم به بالعمل العام مثل العمل السياسي والعمل الاجتماعي الطوعي وغيرها. بُعد النساء عن هذه المجالات يجعها حكرا على الرجال ويقل تأثير النساء فيها بالتالي تبتعد قضايا النساء واشكالاتهم عن الفضاء العام. رابعا اعمال إعادة الإنتاج الاجتماعي هي اعمال روتينية يقل فيها الابداع والابتكار، وتكريس النساء اغلب يومهن في هذه الأعمال يقلل بالضرورة من مهاراتهم التحليلية والتنظيرية وأيضا أساليب تفكيك وحل المشكلات بالطرق العلمية. في حين ان قطاع كبير من الاعمال الأخرى ترتبط بحد كبير بمهارات مختلفة تسهم في تطور الفرد وتنمية قدراته. الشيء الذي قد يحد من تطور قدرات النساء في المجالات الابتكارية والابداعية عندما يتفرغن بشكل كامل لممارسة هذه الاعمال.
حاليا النظام الرأسمالي هو المستفيد الاول من ان تقوم النساء بأعباء اعادة الانتاج الاجتماعي غير المأجور. أولا تساهم النساء في انتاج وسيلة الإنتاج الاهم والمتفردة وهي الأنسان وذلك عن طريق الولادة والرعاية ولا يدفع الرأسمالي الذي يستفيد من قوى عمل العامل أي مقابل امام كل اعمال الرعاية والاهتمام التي تمكن هذا العامل من الإنتاج. ثانيا الرأسمالية بأفقها المحدود لتنمية وتطور البشرية لا يمكنها ان تستوعب كل الطاقات والقوى البشرية لذلك تحتاج للبعض الذي لا يعمل ضمن القطاعات الإنتاجية الأخرى، لذلك تستخدم عدة وسائل للضغط على النساء للبقاء في المنزل. وذلك عن طريق خلق الحواجز المختلفة التي تحد من عمل النساء منها مثلا عدم توفر دور الرعاية للأطفال والمسنين المجانية وغيرها.
لابد من ان يكون الصراع من اجل إعادة توزيع مهام إعادة الإنتاج الاجتماعي واحدة من أولويات الحركات النسوية. لابد من النضال بان تكون هذه المهام مهام مجتمعية وليست مقصورة على النساء كما يجب ان تضمن ضمن عمليات الإنتاج ويدفع لها العائد المادي المناسب لنوع وحجم هذا العمل. لابد للنظر للبشر بالتساوي في اتاحة فرص العمل التي هي حق وضرورة وله دور محوري في تنمية الفرد وتطوره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طرح متناسق
كامل النجار ( 2023 / 9 / 4 - 05:44 )
الاستاذة رانية
طرح جميل ومتناسق عن واجبات وحقوق المرأو ولكن ينقصه الحلول العملية لاستعادة حقوق المرأة. قبل اكتشاف الزراعة كتنت المرأة إلهة (عشتار وفينوس) ثم ملكة (بلقيس)ز وجاءت الأديان لتعكس هذا الوضع وكبلت المرأة بقيود تعسفية وفرضت عليها العبودية لتعمل دون أجر، وحل الرجل مكانها وأصبح الإله رجلاً يفرض على المرأة خدمة الرجل دون أجر.
الحقوق تُخذ ولا تُمنح. النساء في إنجلترا استرجعن بعض حقوقهن بالثورة على تلك الأوضاع وضحين بحياتهن بإلقاء أنفسهن أمام موكب الملك، ومات بعضهن من أجل أن يكسبن حق التصويت في الإنتخابات، وقد كان لهن ما أردن. على المرأة في الشرق الأوسط أن تثور على الأديان وتنتزع حق مساواتها بالرجل. ثم عليها أن تثور على الأوضاع الاجتماعية وتنتزع حق المساوة بالرجل وأخذ أجرها على العمل بالمنزل أو المصنع كما يفعل الرجال. طرح أنواع الظلم الذي تتعرض له المرأة لن يعطي المرأة حقوقها دون الثورة والكفاح ضد الأديان. وشكراً على الطرح

اخر الافلام

.. اختطفها وحاول اغتصابها.. حادثة تحرش جديدة في -أوبر- تغضب الم


.. امرأة أميركية تقاضي أسترازينكا: اللقاح جعلني معاقة بشكل كامل




.. احتفالية يوم اللغة في منبج


.. احتفالية يوم اللغة في الحسكة




.. ورشة عمل إقليمية تؤكد على ضرورة تعزيز مشاركة المرأة في الشأن