الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسارات متقاطعة

عماد الطيب
كاتب

2023 / 9 / 7
الادب والفن


ليست هي الخيبة الاولى .. وانما اعتادت ان تمنحني هدايا متنوعة عنوانها " خيبات " .. هون عليك .. تدري بأنك ما جرحت العمر إلا من يديك .. وتظل تنضح بعدها حزناً ..وتفرك راحتيك! ما أول الخيبات هذه .. رغم موقعها لديك .. هي خيبة أخرى.. كنت ومازلت لا ادري اين موقعي بين يديك .. سراب وقد حل بعمري وماعدت اختار اي الطريقين اليك .. اضعت الخطوات وكأني غريب عليك .. وانهيت الامل والحلم ان الاقيك ..
اذهبي كنسمة تحرك السحاب الى بلد بعيد .. وسافري مع الرياح فأنت مجرد وهم وخيال اكيد .. ارحلي عن عالمي فهو لم يخلق اليك .. انت ومضة برق انطفأت قبل ات تصل الي .. بعدما كنت امرأة اومضت حياتي شهدا وضحكة .. انت موجة بحر تلاشت على شاطييء فلم يبق منها غير حبات رمل بحر تناثرت على صخور الصد والرد والبعد والعتاب .. فقد وصلت الى آخر مشواري وابتعدت مسافات ضوئية عن عالمك .. ارحلي ولاتحاولي طرق الابواب مرة اخرى .. ليكن عنوان ايامنا النسيان .. فالطرق كلها تاهت مساراتها بيننا .. اليوم انا بأحسن حال فقد تداويت من جراحي واغلقت جميع الشبابيك .. لا اريد ان ارى نور وجهك يشع كضوء شمس تسلل عبر نافذة الذكريات .. لا اريد ان اعاني من جروح اخرى .. فماعاد بالعمر والجسد المنهك لجروح اخرى تنزف حبا واشتياقا .. قولي عني ما شئت .. جبان .. سافل .. منحط .. قولي ما شئت من الكلام الجارج في قاموسك المعتاد .. اقبل بتلك العبارات . واكسري الكرة الزجاجية فما عادت تجلب الحنين .. واصبحت مصدر للاوجاع والغربة والانين .. حطمي ذاكرتك التي ملائتها حزنا وتعبا وصديد .. لاتبقي شيئا يذكرك بي .. فأنا انسان اعتاد ذبح النساء من الوريد الى الوريد . فكل النساء هن قربان اقدمهن من اجل ان ابقى ملك عنيف مهاب وشديد . اذهبي عن دنياي ولاتفكري بالماضي .. فالماضي بلد اجنبي كل شيء فيه مختلف عن حاضرنا .. وانا لم اعتمد تلك المعادلة ولا استطعت من فك رموزها .. فالماضي شيء والحاضر شيئا آخر .. ولهذا احدث هذا الارباك في تدارك طبيعة الزمان تخلخلا وعدم اتزان ما جعلني اتوه في المسافات .. بعض الاحيان قناعاتنا قد تضللنا عن الطريق .. ارحلي .. ارحلي . ولا تلتفت الى الوراء . اياك والحنين الى الماضي فهو تاريخ اسود سطرته انا بأناملي الغبية . اشعلي الشموع وانثري الهيل في زوايا بيتك .. واطلقي الزغاريد فقد مات الجني والشيطان المريد .. ولم يعد هنالك اعمال تثقل النفس وتزحزح الروح . اضحكي وافرحي والعبي كالاطفال . فقد كنت ومازلت طفلتي العزيزة التي وجدت لعبتها بعد ان قلنا لها خطفها الجني منك وانت نائمة وها قد ارجعها بعد ان سأم منها .. افرحي فقد دقت نواقيس الرحيل وماعاد للامر شيء .. واي شيء يبقى اذا رحل الحب والاشتياق والحنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هاني خليفة من مهرجان وهران : سعيد باستقبال أهل الجزائر لفيلم


.. مهرجان وهران يحتفى بمرور عام يوما على طوفان الأقصى ويعرض أفل




.. زغاريد فلسطينية وهتافات قبل عرض أفلام -من المسافة صفر- في مه


.. فيلم -البقاء على قيد الحياة في 7 أكتوبر: سنرقص مرة أخرى-




.. عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا