الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربتي مع الزلزال

عائشة التاج

2023 / 9 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كنت متعبة جسديا فنمت بشكل عميق ،وبالتالي لم أشعر بالارتجاج وربما تحرك السرير قليلا ولم ادرك، واصلت نعاسي اللذيذ الي ان جاءني هاتف من عائلتي أخبروني بذلك...
اول شيء اطللت من النافذة فرايت الناس جالسين فوق الرصيف قبالة العمارة
لبست جلبابي، وهو في الحقيقة جلباب امي المفضل ذي اللون الأخضر ورثته منها، حملت هاتفي، اغلقت الباب ونزلت
رأيت أولئك السكان متجمعين كالدراويش يتوقعون ارتجاجا جديدا، فبدات اضحك وانا اتأمل هذا المشهد...بدت لي تلك النساء الانيقات الجميلات اللواتي يمررن جنب جيرانهن ولا يسلمن من باب التعالي واولئك الرجال الذين يتكلمون بسلطوية ويمشون بخيلاء جالسين على الرصيف وهم صاغرون ، تأملت في صمت...
الكل حامل لهاتفه يبحث عن الاخبار او يدردش ويخفي هلعه
الكهول اخرجوا سياراتهم من الكراج
ينامون او يهربون فيها، اختفت الكبرياء والحواجز وحضر الود على حين غرة.
الشباب يضحكون والأطفال غير مبالين يلعبون وكأنه احتفال....... وسيارات الشرطة تجوب الشوارع. عمال الشانطي الذين يبلطون الشوارع كانوا يقهقهون... دردشت معهم، الستم خائفين فصخكوا، قالو لا، ماعندي لا أحمد لا محمد... ادركت انهم جاءوا من البوادي وانهم عمال، أعطاهم حاج ما كاراج ينامون فيه. انهم متعود ون على مواجهة الشدائد، ياكلون الكيكس مع كوكا ويضحكون..
طبعا نحن بالرباط ،كنا نشعر بنوع من الأمان....لأننا بعيدون عن بؤرة انطلاق الزلزال... خوف قليل نسبيا...
شخصيا لم أشعر باي خوف على الإطلاق،
جهزت نفسي لكل الاحتمالات، بل كنت اضحك واهديء من روع جارتي التي كنت أحدثهاوماذا بعد؟
لم نات للحياة كي نخلد فيها..
كانوا يتوقعون ارتدادات أقوى،... قررت أن ابقي مع جارتي في سيارتهم كي اراقب ما يحدث وقبل ذلك رجعت للبيت، لبست ما كنت بحاجة اليه ا، اخذت ماء وغطاء وحملت حقيبة يدي تتضمن أوراقي الثبوتية، لو حدث ما حدث يعرفون من انا...
بقينا نتحادث بكل هدوء... واقرا الاخبار عبر الإنترنت... الي ٣ ليلا...
جارة لي من النوع المتعالي، ارسلت خادمتها كي تاتبها بملابس أخرى بلهجة آمرة، بل هي شبه عبدة لديهم لا تذهب ابدا عند أسرتها، ورغم وجود شابين وابيهم هي من تحمل البوطاغاز والحقائب وكل الاثقال... وتظل تأتي بالسخرة طلوعا وهبوطا في السلالم.... وتهتم ايضا بأشغال البيت ويبدو انها لا تتقاضي أجرا نهائيا. الناس لهم علاقة المهن المخزنية و هي لا عائلة لديها تحميها من هذا البطش
مع ذلك يكررون في هكذا لحظات أدعية دينية َكلاما اوطوماتيكيا ذي طالع ديني... وبتظاهرون بالاستقامة
الاغلبية تعبوا وصعدوا لدورهم ... فصعدت بدوري
فتحت التلفاز، سخنت أكلا وبقيت ابحث عن المعلومات...
انا جاهزة للحياة وللموت معا، ضميري مرتاح بالكامل.... وقلبي مفعم بالطمانينة، راضية عن نفسي وعما قدمت الي حد بعيد ..... َواتمثل الخالق بالصفات المثلى والايجابية. وبالعظمةالمفعمة بالحب والاحتضان لمخلوقاته الضعيفة، لذلك استشعر السكينة والطمأنينة والسلام.
لا وجود للموت، نحن فقط نغير المكان حيث لا نعلم....
الأكوان لا محدودة، والأرض سميت الدنيا ربما لأنها الأدنى...
ما يوجد في الماوراء أروع واجمل و َابهي للأرواح النقية...
طهر روحك كي ترتفع ذبذباتها وتطير الي مراتب أعلى. هذه هي وظيفتنا. هنا و الان
الجسد مجرد غطاء خارجي، سيذوب ويمتزج مع التراب، تأكله الحشرات تقتات منه النباتات... روسبكلاج. هذا الجسد الذي تنبني عليه اقتصاديات و تجارات ومشاعر وغرائز وو هذه هي نهايته، لنتقبل ذلك هذا لا يعني احتقار الجسد، بل لنعرف حدوده
اما الروح فهي خالدة وجزء لا يتجزأ من الروح الكونية العظمي التي تزداد تمددا وحياة بشكل لا نهائي....
دع الخوف وابدا الحياة هنا أو هناك، حيث لا تدري.... ولكل امريء ما نوى
أفعالك تتحدد بنياتك. انو الخير تجده، المهم ان تعيش مرتاح وتموت مرتاحا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟