الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 164 غلادستون والكتاب الإسلاميين القسم الأول

رحيم فرحان صدام

2023 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 164
غلادستون والكتاب الإسلاميين القسم الأول
يمكن القول ان التقديم السلبي للإسلام والمسلمين، وهو التنظير للإسلام على أنه ضحية لمؤامرة كبرى طوال تاريخه، تستهدف القضاء عليه ومحوه من الحياة والوجود، وأن المسلمين محاطين بالأعداء والأشرار والماكرين والغادرين، دوماً إلى أن تقوم الساعة. وأن الغرب هو الغرب، في عصوره الدينية والعلمانية على حد سواء .
هذا الطرح كان لإثبات أنَّ الإسلام دين عظيم، ولتعزيز الانتماء إليه فكراً وسلوكاً، في ظل تحديات علمية وتكنولوجية وثقافية وسياسية واجتماعية باهرة ومتوالية منذ أن هبط علينا العصر الحديث بتنظيمه العصري ومنظومته الحداثية .
ان ادعاء الإسلاميين - اعتماداً على نظرية المؤامرة - أنَّ الإسلام والمسلمين محكوم عليهما بالمظلومية التاريخية والمأساوية ، دفعهم إلى خلق أدلة زائفة ليصدق المسلمون العرب وغير العرب ادعاءهم.
أنَّ أدبيات اغلب الكتاب الإسلاميين مليئة بركام من الكذب والتلفيق والتزوير. وما العبارة المنسوبة إلى غلادستون كذباً إلا غيض من فيض، وهي عبارة شائعة في الكتب والأبحاث والمحاضرات والمقالات الإسلامية.
نلاحظ أن العبارة المنسوبة لرئيس الوزراء البريطاني ويليام غلادستون تُورَد بصيغ عدة في الكتابات الإسلامية المعاصرة، وهي:
so long as there is this book، there will be no peace in the world.

، وترجمتُها: «مادام هذا الكتاب «القرآن» موجوداً فلن يكون هناك سلام في العالم».
ونلاحظ أن «العبارة ترد بصيغتها المختلفة، بالعربية والإنجليزية، في مئات المقالات الصحافية والكتب البحثية والوعظية من غير عزو أو ذكر للمصدر الذي وردت فيه أول مرة».
و سنكتفي بذكر مثالين فقط، لورودها في نصف القرن الثاني، بصيغتها العربية، التي لا تعزوها إلى مصدر.
المثال الأول هو كتاب «هل نحن مسلمون؟» للكاتب محمد قطب. وقد حرف العبارة بصيغة تخص مصر وحدها؛ اذ قال ما نصه : " وفي سنة 1882 وقف المستر جلادستون رئيس الوزارة البريطانية في مجلس العموم البريطاني يمسك بيده نسخة من المصحف، ويقول لأعضاء المجلس: إنه ما دام هذا الكتاب باقياً في أيدي المصريين، فلن يستقر لنا قرار في تلك البلاد" وطبعا من دون توثيق .

المثال الثاني ، هو مقال عنوانه «التربية الاستعمارية» نُشِر في مجلة «البحوث الإسلامية» الصادرة عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، للكاتب العراقي -غير المتخصص في التأريخ- محمود شيت خطاب الذي أورد العبارة في مقاله هذا، بهذه الصيغة: «لا يستقر للاستعمار قرار ما دام هذا القرآن يُتلى صباح مساء بين المسلمين، فيجب أن نمزقه لنثبت أقدامنا في البلاد الإسلامية» ويمكن لاحظة ان الأستاذ محمود شيث حرف العبارة أيضا كعادة الكتاب الإسلاميين .
وقد عرّف بمحمود شيت خطاب بأنه عسكري عراقي اشتهر بكتاباته المؤدلجة عن الفتوحات الإسلامية! ومقاله في تلك المجلة نُشِر في منتصف السبعينات من دون توثيق .
الخلاصة ان العبارة المنسوبة الى غلادستون زورا وبهتانا ليس لها أصل .
ينظر : محمد قطب ، هل نحن مسلمون ، القاهرة- 1959.
محمود شيت خطاب : التربية الاستعمارية، مجلة «البحوث الإسلامية» الصادرة عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية