الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )

يوسف يوسف

2023 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
الموضوع :
سأذكر بعض التفاسير للآية أعلاه ، بأختصار ، ومن ثم سأسرد قراءتي العقلانية الخاصة للآية . ففي الموقع التالي / trueislamfromquran.com/node/913 هناك تفسير أولي للآية ( السلام على من آمن بأن القرآن العظيم كتاب كامل . عندما يقول الله عزّ وجلّ في تلك الآيات " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..." ، فهذا يعني أنّه تعالى أكمل دين الرسول محمد والّذين أمنوا معه في زمنه ، وعندما أكمل الله تعالى لهم دينهم فهذا يعني أنّه أكمل لهم القرآن الكريم ، وهذا يعني أنَّه تعالى أوحاه لهم كاملاً ، أي بأكملِهِ ومُجمَلِهِ " فيه جميع العلوم والأمثال والعِبَرْ " ومن دون أن يُنقِص منهُ أي شيء أو يُنقِص منه آية .. ) . أما في موقع / الأمام أبن باز ، فقد جاء التالي ( وقال علي بن أبي طلحة عن أبن عباس قوله " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ / 3 سورة المائدة " وهو الإسلام ، أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان ، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا . وقال أسباط عن السدي : نزلت هذه الآية يوم عرفة ، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام ، ورجع رسول الله فمات . قالت أسماء بنت عميس : حججت مع رسول الله تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل ، فمال رسول الله على الراحلة ، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن ، فبركت ، فأتيته فسجيت عليه بردا كان علي . وقال ابن جريج وغير واحد : مات رسول الله بعد يوم عرفة بأحدٍ وثمانين يوما ، رواهما ابن جرير . ) . وذات الموقع يكمل في فقرة أخرى ، بالتالي ( قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا ابن فضيل عن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، قال : لما نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وذلك يوم الحج الأكبر ، بكى عمر، فقال له النبي ما يبكيك ؟ قال : أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا ، فأما إذا أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص ، فقال صدقت . ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا ، فطوبى للغرباء . ) .

القراءة :
أولا - أن الآية تنهي بأمر قطعي ، وبنص تام ، أن محمدا قد أكمل الدين ، وهذا يعني أن كل ما سيجد على المعتقد بعده ليس من الأسلام ، وبمعنى أخر ، أن كل ماجاء من أجتهاد او أحكام عقدية من قبل الخلفاء الراشدين والأئمة الأربعة " أبو حنيفة ، مالك ، الشافعي و أبن حنبل " والمذهب الجعفري ، وما أستجد بعد ذلك من مذاهب وفرق ، والذي يعد بالعشرات ، أضافة للفتاوى هو باطل ! وذلك على أعتبار أن القرآن " فيه جميع العلوم والأمثال والعِبَرْ " ومن دون أن يُنقِص منهُ أي شيء .

ثانيا - ولكن أن صح ذلك فيجب أن تكون هذه الآية هي أخر ما أنزل على رسول الأسلام ، علما أن هذه الآية نزلت يوم عرفة ، وتوفى بعدها رسول الأسلام / وأختلف رجال الأسلام بالمدة ، فوفق موقع / العلماء السوريين ، أنقل التالي ( وقد قام العلامة السهيلي بعملية حسابية لتحديد تاريخ وفاة النبي ، جعل نقطة الانطلاق هو يوم عرفة في حجة الوداع ، ثم استعرض الأيام التي عاشها النبي بعدها ، والاحتمالات القائمة في عدد أيام الشهور التي جاءت بعد حجة الوداع وهي عدد أيام شهر ذي الحجة وشهر محرم وشهر صفر .. ) ، أي حوالي 90 يوما / تزيد أو تنقص ، فهل من المنطق أن تكون هذه الفترة خالية من أي وحي ! والرسول حي . وهل الآية " 3 من سورة المائدة " ، هي أخر ما نزل على محمد . ولكن كالعادة ليس من أتفاق بين شيوخ الأسلام على هذا الأمر ، فوفق موقع / الأسلام سؤال وجواب ، يبين خلاف ذلك (( أختلف أهل العلم في آخر آية نزلت من القرآن ، على أقوال متعددة ، تكلم فيها كلٌّ بما أداه إليه أجتهاده ، وليس في شيء من ذلك خبر عن المعصوم ، يمكن القطع به . وأكثرهم على أن آخر آية نزولا هي في سورة البقرة : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ / 281 سورة البقرة ) . وقد قال الحافظ جلال الدين السيوطي : مَعْرِفَةُ آخِرِ مَا نَزَلَ ، فِيهِ اخْتِلَافٌ : فَرَوَى الشَّيْخَانِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : آخَرُ آيَةٍ نَزَلَتْ : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ / 176 سورة النساء ) . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : " آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ : آيَةُ الرِّبَا " وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ ، أي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا / 278 سورة البقرة ).)) ، وذات الموقع يبين أن الرسول مات بعد أحدى هذه الآيات بأيام (وَعَاشَ النَّبِيُّ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ تِسْعَ لَيَالٍ)،أذن ليس من أتفاق على الآية الأخيرة في القرآن!.

ثالثا - أما رواية أسماء بنت عميس ، التي روت " حججت مع رسول الله تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل ، فمال رسول الله على الراحلة ، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن ، فبركت .. " ، هنا التساؤل : كيف عرفت أسماء بتجلي جبريل للرسول ! وهل جبريل لقن الرسول بالآيات شفاها ، أم حمله بأيات مكتوبة على الجلد أو على الحجارة الدقيقة أو على صفائح الحجارة أو على جريد النخل ! / وهي الوسائل المعروفة في ذلك الزمان ، فأذا كانت الآيات تلقينا لم بركت الناقة ! ، أما لو كانت الآيات مكتوبة فممكن أن تبرك الناقة ، ولكن جبريل عادته يلقن الرسول تلقينا ! أذن لا صحة لبروك الناقة . والتساؤل لم أختار جبريل هذا الوقت في النزول ، وكيف يحفظ محمد ما أنزل عليه وهو مهموم يقود ناقته ! .. هذه مجرد تساؤلات فقط ! . أذن رواية أسماء بنت عميس ليس من منطق في مصداقيتها .

خاتمة :
تكون خاتمة مقالي ، بحادثة " بكاء عمر بن الخطاب " ، بنزول الآية 3 / من سورة المائدة - على أعتبارها خاتمة الدين ، وقوله لرسول الأسلام " أن الذي أبكاني ، أنا كنا في زيادة من ديننا ، فأما إذا أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص " . هنا أرى أن رد فعل عمر كان واضحا ، على أنه ليس من معتقد كامل ، وأكيد أن عمر قال ذلك بعد أن تيقن بوجود نقص عقائدي بما أنزل من الأحكام والشرائع في الأسلام ، وكان عمر يريد زيادة في الدين ! / ولكن هل الدين به مبدأ الزيادة أو النقصان ! ، وعقب عمر : " لم يكمل شيء إلا نقص " ، لذا قال له محمد : " صدقت " . أن الكمال في المعتقدات حالة مستحيلة ، خاصة في معتقد أنطلق قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ! ، فحال وطبيعة المجتمع العربي القبلي أنذاك ، سلوكا وتقاليدا ووعيا .. ، يختلف عن عالم اليوم ! ، فأذا كان عمر بن الخطاب قد أحس أنذاك - بأن الدين لم يكتمل ، فكيف لأحساس ورد فعل مجتمع اليوم !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي