الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو كان صدام يلبس عمامة؟

سالار الناصري

2006 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد استحق طاغية بغداد عقابه العادل ونال ما اقترفت يداه من جرائم.. ولكن:
ماذا لو كان صدام مرشد لجماعة إسلامية من هذه الجماعات التي تقوم بالقتل والذبح والتكفير والتقبير للمجتمع أو للطوائف أو للدولة ؟
ماذا لو كان صدام يلبس عمامة ويطلق أحكامه كفتاوى وليس كقرارات من مجلس دكتاتوريته المنحل ؟
ماذا لو قتل صدام باسم الدين ومن اجل الحفاظ على بيضة أو بيض الإسلام ؟
ماذا لو كان صدام من نافثي البخور والمفخخات ومروجي الجهاد وعصر الظهور ؟
ماذا لو كان صدام قد دمر المدن الشيعية بفتوى سلفية واحرق القرى الكردية بفتوى أزهرية ؟
ماذا لو كان صدام يقود مليشيات مجاهدة تقتل أبناء البلد على الهوية الطائفية ؟
هل سنقول انه اجتهد فله اجر واحد؟
أم ندعي إن عمله خير وبركة؟ أم نصوت ببوق التبرير وندق نواقيس الفضائيات بالتحرير؟
أم ترانا نغض الطرف عنه لأنه أصبح ذو حصانة اسلاموية ،وبالطبع فإنها ارفع مقاما من الحصانة الدبلوماسية والحصانة البرلمانية .. إنها حصانة إلهية غير خاضعة للنقد أو المسائلة أو التجريح ، وليس لها مدة صلاحية منتهية فكل ديني مقدس وكل مقدس خالد في مستنقع التقديس الى الأبد .
ولو يلبس صدام عمامة في محاكمته الجارية لوجدت المحكمة نفسها محرجة في اتهامه لأنه سوف يمثل الإسلام وما أسهل أن تمثل الإسلام لتحارب خصومك السياسيين بشراسة وهذا ما يفعله الفاعلون في الشارع العراقي والمصري والأفغاني وبالطبع يمكن أن نضيف دوما للقائمة حسن نصر الله وحماس.
هل بدأنا فعلا عصر محاكمة الطغاة ؟ ومقاضاة الدكتاتورية ؟ أم أن هناك أنواع من الدكتاتوريات غير خاضعة لحكم الشعب وسلطة القضاء ؟
لقد كشفت لنا السنين الأخيرة أن هناك قضاء يحاكم الكتاب والمفكرين على إنتاجهم الفكري والثقافي فهلا يكون لدينا قضاء يحاكم من يعطل وعي الجماهير ويتلاعب بعقول البسطاء ويتاجر ببغاء ديني برغباتنا الروحية ؟
انه تساؤل أسوقه على سبيل الخاطر فقط (لأنني اخرس سياسي) حول حقيقة وجود قضاء عادل ونزيه ومستقل ، قادر فعلا أن يحاكم الدكتاتوريات سواء من لبست عمامة أو لم تلبسها ،وسواء كانت لها صلات قربى مع الله أو السيد الرئيس أو جلالة الملك ؟!
ويوجد هناك قانون لاجتثاث البعث كحزب وكفكر وهو قانون محترم تقوم بتنفيذه هيئة مدنية أشار لها الدستور العراقي الأخير ، ودبجت الأسباب التي دعت المشرعين لإصدار مثل هذا القانون ، لاجتثاث فكر دموي يؤمن بالقتل والجريمة ،ويدعو الى العنصرية والتمييز العنصري،وتركيع المجتمع بوسائل قمعية ،ولا ادري لما توقف المشرعين العراقيين عند هذا الحد ولم يتجاوزوه الى الأحزاب الإسلامية التي عاثت في العراق فسادا ودمرت الحرث والنسل حسب التعبير القرآني ؟
ولما لم يلحق هؤلاء المشرعين شيوخ الفتنة ودعاة الموت وفقهاء المفخخات بالاجتثاث ؟
ولما لا تغلق فضائيات الكراهية ونبذ الآخر وتقسيم الوطن الى مسلمون وذميون برامج التكفير والصغار وحرمة رد السلام على من هو مختلف عنك في الدين ووجوب التضييق عليه..الخ؟
لماذا يسكت القضاء العراقي المستقل على خطيب الجامع في حارتي وهو يدعو الناس من الفجر حتى المساء الى القتال والجهاد وضرب الأعناق والضرب على كل بنان ولا ادري إلا يكفي هذا الإمام إن بغداد تغفو على مائة جثة كل ليلة ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟