الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة معرفة ورأي

صليبا جبرا طويل

2023 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"إدعاء المعرفة شر،تقييد المعرفة شر، حجب المعرفة شر، منع نشر المعرفة شر، شرور نابعة من فكر جاهل ظلامي يقدس إغتيال العقل...كيف ومتى سندخل حضارة العصر".


البشرمخترقون في وعيهم ووجدانهم، لو تسائلنا: لماذا؟ الجواب الوحيد الذي نحصل عليه هو صناع المجتمع يريدونهم هكذا. ولو تجرئنا وسئلنا لماذا هكذا؟ لكان الجواب: كي يسهل إدارة البشر وقيادة سلوكهم وتوجهاتهم ودوافعهم ومبادئهم ومعرفتهم كي يبقوا في حضيرة السادة صناع المجتمع. لذلك بسبب اختراق وعى ووجدان الانسان من أصحاب المصالح تم العبث وتسميم الفكر بما لا يتفق مع سمات العصر. من لا يسعى للتغير حتما يفقد القدرة على المسير نحو عالم معاصر متحضر، سيبقى متعثراً حضاريا. بالجمود الفكري لا يتحرر المجتمع وتبعيته تبقى لمن يتبوأون مناصب. هكذا مجتمعات تحتاج الى ترميم في المفاهيم.
الهرمية في تحديد المهام والمسوؤليات ضرورة لترسيخ الديمقراطيات والحريات ومعالجة الظواهر السلبية في المجتمع، تجاوز وتغيب الكفاءات أصحاب العقول -الحكماء والفلاسفة والعلماء الخ... - نكون قد إخترنا بوعى وتصميم وإرادة أصعب الطرق المؤدية الداعمة لتدهور العلاقات الاجتماعية ليصبح كل من ليس معنا ضدنا، بذلك ننعى موت المجتمع ليتبعه بعدها الوطن سريرياً. مجتمع الأكثرية قبلية حزبية الخ... كان، ادعاء رجالاته بالحكمة ورجاحة العقل وامتلاكهم للحلول ورؤيتهم المستقبلية لرفع المعاناة التي يعيشها المواطن تكون أيضاً في وضع مجهول. لذلك أدعو كل واحد منهم أن يبين مصدر حكمته وعقلانيته وطبيعة حلوله الخ... اتسائل: ما هي العناصر الانسانية التي تجمعكم؟ هل تمكنتم من بناء الثقة بين جميع مكونات المجتمع؟ هل انتم متصالحين مع أنفسكم ومع بيئتكم؟ أين السلام بينكم؟ هل كرستم عملكم لصالح المجتمع؟ ماذا يعني مجتمع العدالة والمساواة لكم في مجتمع يحتضن العديد من الأحزاب والطوائف؟ ماذا يعني مفهوم الأكثرية والأقلية لكم؟ ما هوموقفك من كل من يختلف عنك بالفكر والدين والجنس؟
معظمنا يتقبل فكرة أن الاختلاف بين البشر مصدره العقل الكوني – الله - والخلاف مصدره العقل البشري – الانسان -. لذلك يتفق الجميع على أن الاختلاف ظاهرة صحية والخلاف ظاهرة مرضية تحتاج لعلاج، والكل يدرك إن باتت الاموردون علاج حتماً ستتأزم معظم الحلول، لذلك اسعوا للحلول السلمية بينكم ومدوا ايديكم لبعضكم البعض لأجل أن يحل الوئام بينكم. من يسمح بإنفلات الأوضاع يبين عدم أهليته لقيادة المجتمع ومتى فقدت السيطرة المتوقع الوحيد هو نزف دماء وهجرة. من يحارب الظلم مكانه بين الناس، مكانه ليس في منصب رسمي، المنصب يشترط العدالة والمساواة ومتى خرج الناس من دائرتها حتما سيسود العنف والطغيان والظلم والاستبداد الاجتماعي.
المثقفون والعلماء شئنا أم أبينا هم رافعة التغيير في المجتمع بهم يتحقق الأزدهار الفكري والعلمي. لكن ليس كل من قرأ أصبح مثقفا وليس كل من تعلم بات عالما. بل كل من ساهم بتحليل واقعه الاجتماعي وعمل على استنهاضه من تسلط أعداء الفكر والتقدم المتحكمين بعقله.
كثيرا ما يقال أبدي رأيك، وان إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، اتفق ان هذه مقولة مرتبة وجميلة وتتسم بظاهرة صحية حضارية التعامل. لكن الرأي يبقى مجرد رأي لا يحسم الأمور إلا فيما ندر حيث تتراكم ضحالة العلاج ليكون الحل مؤقت غير جذري ودائم، الرأي في هذه الحالة ليس فكرة، وبعيدا أن يكون فكرة ومن إعتبره فكرة يسعى لتسوية مؤقتة، الرأي هنا اقرب الى "قول". هناك فرق بين الفكرة والرأي، الفكرة تقوم على حقائق مُعرفة علميا وتخضع لقياسات منطقية، بينما الرأي يبقى مجرد وجهة نظر والشك فيه وارد، يمكن ان تعطي رايك بفكرة ولا يمكن أن تستبدل فكرة برأي، الناضج من الافكار لا يستوي مع الفج منها الذي هو للرأي اقرب . استبدال الفكرة براي دليل على عدم نضج فلسفي معرفي ثقافي عميق. أتمنى على المسوؤلين أن يسعوا - واجب حضاري – إلى تربية أبنائنا على التفكير والشك بكل ما يملى عليهم ، وان نربيهم على ابداء ارائهم، ودحض أو تأيد فكرة بفكرة أخرى انضج واكثر قبولاَ وتطبيقاَ منها كى يتحرروا من قفص الممنوع والمسموح. لا تضعوا خلال مناهج التربية ضوابط وقيود فيها تختبىء مقاصد خبيثة تلغي كل تغير يساهم في النهوض الحضاري.
المجتمعات التي لا تحترم وتقمع الفكر والمفكرين وعلماء النفس والاجتماع الخ ... مجتمعات تسير نحو الهاوية، مجتمعات لا تعيش الحاضر ولا تسعى لمستقبل أفضل لأبنائها، تعبث في مقدرات وطاقات دولتها وشعبها تقودهم نحو مجهول مرعب، نحو هاوية سقوط وموت واندثار حضاري. ليصبح بعدها العنف منهج وطريق، أمام العنف يتراجع المثقف ويتقدم أشباه المثقفون ليحتلوا المناصب، الثقافة تصنع المفكرين وليس الفضائيات، الكتب المهلهلة تشعر الجماهير أنها في عزلة وفراغ سياسي واجتماعي وايضاً فراغ ديني. ضميرنا يحتم علينا بالشروع والبحث عن ألأسباب والمسببات ونتسأل لماذا؟ الإجابة نحتاج الى فهم اكثر لتاريخنا لعاداتنا لتقاليدنا لثقافيتنا، نحتاج أيضاً الى وعاء روحي ثقافي وليس الى خواء روحي ثقافي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله