الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 165 غلادستون والكتاب الإسلاميين القسم الثاني

رحيم فرحان صدام

2023 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 165
غلادستون والكتاب الإسلاميين القسم الثاني
نواصل مناقشة صحة العبارة المنسوبة إلى غلادستون عند الكتاب الإسلاميين .
أن العبارة لم تعز في كتبهم وبحوثهم ومحاضراتهم ومقالاتهم وخطبهم إلى مصدر أصلي وردت فيه أول مرة.
ورغم نفينا صحة العبارة المنسوبة إلى غلادستون لن يؤثر عند المصدقين بها غالبا. والمصدقون بها هم جمهور الكتاب الإسلامي وعموم المتدينين وذوو النزعة الدينية والمنغلقون في ثقافتهم على التراث العربي الإسلام ي.
وقد ذكرنا في مقالنا السابق أن العبارة المنسوبة لرئيس الوزراء البريطاني ويليام غلادستون تُورَد بصيغ عدة في الكتابات الإسلامية المعاصرة، وهي:
so long as there is this book، there will be no peace in the world.

، وترجمتُها: «مادام هذا الكتاب «القرآن» موجوداً فلن يكون هناك سلام في العالم».
ونؤكد أيضا أن «العبارة ترد بصيغتها المختلفة، بالعربية والإنجليزية، في مئات المقالات الصحافية والكتب البحثية والوعظية من غير عزو أو ذكر للمصدر الذي وردت فيه أول مرة».
و سنكتفي بذكر مثالين اخرين، لورودها في نصف القرن الأول الماضي ، بصيغتها العربية، التي لا تعزوها إلى مصدر.
المثال الأول هو رشيد رضا الذي تحدث عن غلادستون بقوله :" وناهيك بعظيم إنكلترا وفقيدها المستر غلادستون وخطبه ضد الإسلام ، وكلمته الأولى في وجوب إعدام القرآن، وكلمته الآخرة في وجوب تطهير أوروبا من المسلمين، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى " ثم نقل العبارة المنسوبة اليه بالصيغة الاتية :" هذا الكتاب - مشيرًا إلى القرآن - لا بد أن يجمع من أيدي المسلمين ثم يحرق، هذا الكتاب ما دام في أيدي هؤلاء الملايين لا بد أن يبقوا أشقياء أعداء لكل ارتقاء وإصلاح، أعداء للمسيحية" نلاحظ ان العبارة تتبدل من كاتب الى ويتم التلاعب بها وتحرف من داعية الى اخر .
المثال الثاني هو أحمد أمين في كتابه (يوم الإسلام ) المنشور في عام 1952، الذي نقلها عن رشيد رضا من دون ال أشارة اليه ، وتبعه الشيخ أنور الجندي ومحمد قطب ، ومما يلفت النظر في صيغة العبارة عند رشيد رضا، وهي «وجوب إعدام القرآن... وجوب تطهير أوروبا من المسلمين» أنها عبارة ركيكة. والجملة الأولى فيها أكثر ركة من الجملة الثانية. فالإعدام - وهو اسم حديث في اللغة العربية - لا يكون إلا في الكائن الحي. أما الكتب فهي تمزق أو تحرق أو تتلف بإغراقها في الماء.
إنَّ هذه الصيغة الركيكة ربما سمعها من أتراك، فألهبت حماسه الديني. وكتبها كما سمعها منهم حرفياً . فالعبارة في الأصل ربما اخترعها الأتراك بسبب حملات غلادستون السياسية الشرسة على الأتراك، وإظهار بغضه الشديد وكرهه العميق لهم في المسألتين البلغارية والأرمنية.
يقول الدكتور يوسف حسين عمر في بحثه عن غلادستون والمسألة الأرمنية « في 19 مايو (أيار) 1898 توفي غلادستون الذي كان معروفاً عند معجبيه الأرمن باسم غلادستون العظيم بمرض السرطان عن عمر قارب 89 عاماً، حيث منعت السلطات العثمانية الصحف المحلية من تغطية خبر وفاته، أو نشر أية تغطية له على صدر صفحاتها، بسبب إساءاته المتكررة إلى السلطان وعموم الأتراك».
ينظر : محمد رشيد رضا، مجلة المنار (1/ 483).
أحمد أمين : يوم الإسلام ، القاهرة- 1952 .
يوسف حسين عمر : غلادستون والمسألة الأرمنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية