الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نعيش في عالم واحد وكرة أرضية واحدة

فهمي قلدس

2023 / 9 / 13
المجتمع المدني


انحدرت أخلاقيات بعض المجتمعات حتى أصبحت شياطين في هيئة بشر وارتقت أخلاقيات البعض الآخر حتى أصبحت ملائكة تعيش في وسطنا وأيضا علي هيئة بشر في رحلتي اليوم 6/9/2023 من مطار شار دو جول بفرنسا بقرب مدينة باريس واتجاهي إلى مدينة برشلونة جلست في المطار امام باب الاقلاع منتظر ميعاد الطائرة انظر يمينا ويسارا ورغم أني قمت بعشرات الرحلات من نفس المطار إلا وكأنني لأول مرة أرى نوعيات بشرية مختلفة وألوان مختلفة وشعوب مختلفة،

- فهل درجة قبول الآخر لدي كل الشعوب متساوية؟
سرحت بذاكرتي وتسأل عقلي مع نفسي هل نعيش في عالم واحد مشترك؟
علي نفس الكرة الأرضية؟

- تتناحر بعض المجتمعات مجرد اختلافهم في بعض الأفكار وبعض الآراء ويتقاتلون بعضهم لمجرد اختلاف معتقد بينهم
وتعيش المجتمعات الأخرى متقبلة جميع الأفكار بل وصلوا لانتقاد أفكارهم أنفسهم بل وينتقدون معتقداتهم علي قنواتهم التليفزيونية علنا بكل تسامح دون انحياز أو تذمر،
- علي جانب الكرة الأرضية يبحث بعض الرجال عن قدم سيدة دون غطاء (شراب) عاري لكي ينظرون لقدمها ويشتهوه ويا لها من كثرة النظرات المتفرسة والمفترسة والتفكير
السلبي لو كانت بشعرها وتلبس الجينز أو جيبه في مقابل الركبة فتنهال عليها الكلمات المتحرشة،

وفي نفس هذه الكرة الأرضية رأيت السيدات يلبسن ما يردن من الملابس القصيرة جدا ولا يوجد من يحملق بعينيه ولا يوجد من رجل يتفرس في الأجزاء المكشوفة من جسدها
تسأل عقلي وقال لنفسي هل هذه المجتمعات لا يوجد بها رجال؟
أم أن رجالهم لا يمارسون حياتهم الزوجية ولا ينجبون أطفال؟
فوجدت أن رجالهم رجال طبيعيين وقادرون علي إنجاب الأطفال
وجدت أن المشكلة تكمن في العقل الجمعي للمجتمعات المريضة جنسيا!

- رأيت في بعض المجتمعات زواج الأفارقة والأفريقيات من الجنس الأصفر ذوي العيون الزرقاء والشعر الأصفر
وأيضا الجنس الصيني والياباني يتزوجون من الشقر والشقراوات والأفارقة والأفريقيات ويوجد اختلاط وقبول بين الأجناس والألوان والأصول المختلفة.
في المقابل وفي العالم الآخر الذي لا يقبل نفسه أولا ولا يقبل الآخر ثم يلقي بأمراضه على الآخرين فتجد الفتاه
والأسرة تنظر إلى اللون، الإصل او العرق ، الحالة المادية، الأسرة العريقة، والوظيفة المرموقة
فتجد صعوبة الاختلاط بين الألوان المختلفة في الزواج فالويل للألوان المختلفة عن ألوانهم والأصول المختلفة فمن الصعب والنادر جدا تجد اختلاط الجنس الصيني والأفريقي والياباني بالجنس الشرقي وإذا حدث فستجد وابل من التنمر علي هذا الاختلاط

- يسيطر في بعض المجتمعات القبلية والوساطة والعلاقات فإذا كنت من قبيلة الأغلبية فستفتح لك الأبواب علي مصراعيها فالوظائف الحساسة والمرموقة تكون لك،
لا يستطيع أحد ايذائك في تجارتك لا أحد يقترب لها وألا تأكله القبيلة تقول ما تريد وتهين القبيلة الضعيفة وتهين أصولها ومعتقداتها ولا تستطيع القبيلة قليلة العدد وقليلة الحيلة موجهتك ومواجهة قبيلتك.
وإذا كنت من قبيلة الأقلية فليس لك الحق في أي شيء فرحيلك هو الأفضل،

وعلى الجانب الآخر من العالم الذي نعيش به وفي نفس هذه الكرة الأرضية لا وجود للقبيلة ولا للقبلية أساسا بل يوجد عالم يدعى العالم المدني
الإنسان القوي له حقوقه والضعيف له حقوقه يعيش الجميع في تساوي اجتماعي الوظائف الحساسة والمرموقة للمجتهدين فقط لا يوجد اعتماد للإنسان علي مجموعته وقبيلته بل اعتماده علي إمكانياته العقلية والفكرية والجسدية لا وجود للتجمعات الدينية فالملحد له نفس حق صاحب الدين،
والبوذي له نفس نصيب الكاتوليكي وكل إنسان حسب اجتهاده.
فهل بالفعل البشرية بأكملها تعيش في عالم واحد وكرة أرضية واحدة؟
أم أن لدينا عالم الشياطين وعالم الملائكة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت


.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي




.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه